المشاركة الأصلية بواسطة شيعة ونبقى شيعة
مشاهدة المشاركة
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الادلة على ولاية اهل البيت بالعقل والنقل
تقليص
X
-
احســــــــــــــــ بارك الله فيك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــنتم
وجعلك من السباقين لكتابة الخير الذي يفيد المجتمع الاسلامي
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة نورالحسن مشاهدة المشاركةاحسنتم جزاك الله خير الجزا
بارك الله فيك
جزيت خيرا
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
المشاركة الأصلية بواسطة نور العترة مشاهدة المشاركةاحسنتم رزقكم الله شفاعتهم
رزقك الله زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الاخرة
جزيت خيرا
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الرد على عدنان العرعور وادله ولاية اهل البيت عليهم السلام
الرد على عدنان العرعور وادله ولاية اهل البيت عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ان الادلة على ولايتهم عليهم السلام واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار على وحن في هذا الكتاب نبين من العقل والنقل بعض ما جاء من ادلة على ولايتهم مقتبسون ذلك من القران الكريم والسنة الصحيحة من الصحاح والمسانيد السنية وخطابنا هو الخطاب القراني القائل: "... قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.." ونحن نقول: (هاتوا صحاحكم ان كنتم صادقين).
والان لنقراء معا بتمعن وانصاف هدفنا الاول والاخير هي(معرفة الحق واتباعة) ومعرفة الحق نشخصها باثبات ما تدعية الشيعة من ان اهل البيت هم الفرقة الناجة وان ولايتهم فرض على كل مسلم ومسلمة وان خلافة ما عداهم خلافة مغتصبة وو.. او نفي كل ذلك بالادلة والبراهين بالمناقشة العلمية فهذا هو اصل المسالة فاذا ثبتت الولاية فان ما قاله اهل البيت وثبت عنهم حجة ولا يجوز مخالفتهم ولم يعد الا البحث حول هل ثبت عنهم ما تدعي الشيعة من روايت ام لا فاهم شي اثبات ولايتهم لان من لا يؤمن بولايتهم لا يرى من واجبه اتباعهم اما من ثبت له ذلك فانه يلزمة اتباعهم في كل كبيرة وصغيرة لان طاعتهم هي بامر الله ورسوله ونحن في هذا البحث نبحث ادلة الشيعة من القران الكريم والسنة الصحيحة من الصحاح والمسانيد والتفاسير السنية لنرى هل طاعتهم واتباعم بامر الله ورسوله ام لا؟؟!!! فهل من محاجة اعدل من هذه لقوم يريدون المناقشة العلمية للوصول للحقيقة؟؟!!
الدليل الاول آية المباهلة
وهي قوله تعالى: " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "(1).
__________
1- ال عمران: 61
وقبل ان نستدل بهذه الاية لابد ان نعرف معناها في كتب اللغة, فالمباهلة في اللغة: من البهل، والبهل في اللغة(1) بمعنى تخلية الشئ وتركه غير مراعى، كأن تترك الحيوان مثلا من غير أن تربطه بمكان وتتركه غير مراعى, وهذا المعنى موجود في الروايات بعبارة: فمن فعل كذا أوكله الله إلى نفسه. وهذا المعنى دقيق جدا وفي ألادعية يقال: ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، لو أن الإنسان ترك من قبل الله سبحانه وتعالى لحظة، وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، لانعدم ولهلك هذا الإنسان.
فمعنى المباهلة: أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصا بحاله، وأن يوكله إلى نفسه.
قصة اية المباهلة:
ان القصة مشهورة وذلك عندما جاء الرسول ص وأبنائه وأهله معه إلى نصارى نجران(2) ليباهلهم فقال أسقفهم: إني لأرى وجوها لو طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فطلبو المصالحة وهربوا من الباهلة(3).
اسئلة في الموضوع:
هناك اسئلة لابد ان تطرح وهي: من هم الذين اختارهم الرسول ص معه للمباهلة؟ ولماذا اختار الرسول ص هاؤلاء بالذات؟ وهل اختيارهم ثابت ام لا؟ وما هي الفضيلة في ذلك؟ ووو....؟؟؟؟.
الجواب: كما في السنة المتفق عليها عند الفريقين وفي الصحاح، والمسانيد، والتفاسير المعتبرة والروايات من جهة السند، معتبرة، ومقبولة عند الطرفين ان الرسول ص اختار فاطمة وعلي والحسنين ع.
فهنا جواب لسوؤالين (منهم؟ وهل هو ثابت؟) فلا بد وأن يكون الطرفان ملزمين بقبول تلك الرواية فمسلم والترمذي والنسائي وغيرهم من أرباب الصحاح يروون الخبر
1- المفردات في غريب القرآن،. وفي القاموس وتاج العروس وغيرهما من الكتب الغوية يقو لون في معنى البهل أنه اللعن.
2- نجران مدينة بين مكة واليمن.
3- راجع: الكشاف 1 / 369، تفسير الخازن 1 / 242، السراج المنير في تفسير القرآن 1 / 222، تفسير المراغي 13 / 175.
بأسانيد معتبرة, والروايات في المصادر المذكورة تقول: (خرج رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، وليس معه أحد غير هؤلاء(1)).
نعم، هناك حديثا في السيرة الحلبية بلا سند يضيف عمر بن الخطاب وعائشة وحفصة وأنهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة كما في(إنسان العيون) وفي كتاب تاريخ المدينة المنورة لابن شبة أنه كان مع هؤلاء ناس من الصحابة، وفي رواية في ترجمة عثمان بن عفان من تاريخ ابن عساكر أن رسول الله خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان بكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده.
نقول: ان هذه الروايات باطلة لعدة اسباب منها:
1- انها مقابل ما ورد في الصحاح والمسانيد وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.
2- انها روايات آحاد.
3- روايات متضاربة فيما بينها.
4-: روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتفق عليها.
5- روايات ليس لها أسانيد، أو أن أسانيدها ضعيفة.
واما من فسرها في علي وفاطمة وابنيهما فقد ذكرنا الصحاح والمسانيد, وكذا اهم تفاسير اهل السنه كتفسير الطبري والزمخشري والرازي، وابن كثير، وغيرها من التفاسير(2).
والسبب في اختيارهم هو الفضيلة لان ذلك يثبت إمامة أمير المؤمنين وابنائه المعصومين ع في هذه الآية اذ في الروايات الواردة في تفسيرهاكلمة: (وأنفسنا) فعلي نفس الرسول ص بالمعنى المجازي، وهوأقرب المجازات إلى الحقيقة بان يكون علي مساويا لرسول الله ص، ال في النبوة بالإجماع على أنه لا نبي بعد رسول الله، وتبقى بقية مزايا رسول الله، وخصوصيات رسول الله، موجودة في علي وابنائه بمقتضى هذه
1- صحيح مسلم 7 / 120، مسند أحمد 1 / 185، صحيح الترمذي: 5\596، خصائص أمير المؤمنين: 48 - 49، المستدرك على الصحيحين: 3\150 فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 60، المرقاة في شرح المشكاة 5 / 589، أحكام القرآن للجصاص 2 / 16، تفسير الطبري 3 / 212، تفسير ابن كثير 1 / 319، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 38، الكامل في التاريخ 2 / 293، أسد الغابة في معرفة الصحابة 4 / 26، وغيرها.
2- راجع تفسير اية المباهلة في التفاسير المذكورة.
الآية المباركة وغيرها كاية التطهير والانسان ووو.....وكذا ابنائه المعصومين ع الذين سنثبت في هذا البحث انهم الائمة المنصوبين من قبل الله تعالى ومن خصوصياتهم حضورهم في المباهلة وما ثبت لعلي والحسنين من فضل فيثبت للبقية من الائمة الطاهرة لما ورد من الادلة انهم هم الحجج واحد بعد اخر, ومن خصوصيات رسول الله: العصمة، فآية المباهلة تدل على عصمة علي بن أبي طالب قطعا ومن خصوصيات رسول الله: أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم كرسول الله قطعا وابنائه من بعده.
ولعل أول من استدل بهذه الآية المباركة هو أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة، وهذه القصة مشهورة، وكلهم أقروا بما قال أمير المؤمنين وصدقوه في ما قال وهذاالاحتجاج في الشورى مروي أيضا من طرق السنة أنفسهم(1). وأيضا هناك روايات أن المأمون العباسي سأل الإمام الرضا ع)قال: هل لك من دليل من القرآن الكريم على إمامة علي، أو أفضلية علي؟ كمايذكرون في ترجمته كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي وغيره فذكر له الإمام ع آية المباهلة، واستدل بكلمة: (وأنفسنا)(2).
وهذه الاية قد اعترف اعترف الكثيرون انه لم يخرج مع الرسول ص الا علي وفاطمة والحسنين ع, بل حتى ابن تيمية الذي من طبيعته تكذيب فضائل اهل البيت ع قد اعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله في قضية المباهلة غير هؤلاء الأربعة إلا أنه يقول بأن عادة العرب في المباهلة أنهم كانت عادتهم أن يخرجوا الأقرب نسبا وإن لم يكن ذا فضيلة وإن لم يكن ذا تقوى، وإن لم يكن ذا منزلة خاصة أو مرتبة عند الله سبحانه وتعالى، يقول هكذا. لكنه يعترض على نفسه ويقول: إن كان كذلك، فلم لم يخرج العباس عمه معه؟ والعباس أقرب إلى رسول الله من علي، فحينئذ لم يخرج معه؟ يقول في الجواب يقول بأن العباس لم يكن في تلك المرتبة لأن يحضر مثل
1- ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 90 الحديث 1131.
2- الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 38 و تاريخ الخلفاء: 306.
هذه القضية، يقول ابن تيمية فلذا يكون لعلي في هذه القضية نوع فضيلة. بهذا المقدار يعترف، وهذا اعتراف من مثل ابن تيمية بفضيلة لعلي في هذه القضية.
ونجيبه على قوله ان العرب تاخذ الاقرب في المباهلة بقولنا:
اولا: ان الرسول هو القدوة الحسنة لكل مسلم وكلامه وفعله ليس عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.
ثانيا: ان العباس (رض) هو اقرب من علي ع بالاجماع ان العم اقرب من ابن العم فلم ياخذ الا علي (ع).
ثالثا: ان الامام علي (ع) له فضائل ودلائل غير اية المباهلة تدل على اولويته بالخلافة بل وجوب اتباعة ثبتت من الصحاح والمسانيد والتفاسير السنية المعتبرة + اجماع الشيعة.
رابعا: ان الكثير يعترف بانها فضيلة لعلي لا يشاركها فيها أحد(1).
ويقول ابن تيمية: لم تكن الفضيلة هذه لعلي فقط، وإنما كانت لفاطمة والحسنين أيضا، إذن، لم تختص هذه الفضيلة بعلي. وهذا كلام مضحك جدا، وهل الحسنان وفاطمة يدعون التقدم على علي؟ وهل كان البحث في تفضيل علي على فاطمة والحسنين؟؟!! قال علي عليه السلام لشخص فضله على النبي صلى الله عليه وآله: ويحك إنما أنا عبد من عبيد محمد!! وكل رواية تقول: إن عليا أفضل من النبي صلى الله عليه وآله فهي عندنا مردودة, وان البحث في تفضيل علي على أبي بكر لا على اهل البيت فيما بينهم!!
وابن تيمية يعترف في أكثر من موضع من كتابه منهاج السنة بقبح تقدم المفضول على الفاضل، ولذلك يناقش في فضائل أمير المؤمنين لئلا تثبت أفضليته من الشيخين. وفي قضية المباهلة روايات أن رسول الله يقول لعلي وفاطمة والحسنين: إذا أنا دعوت فأمنوا(2). أي فقولوا آمين، وأي تأثير لقول هؤلاء آمين، أن يقولوا لله سبحانه وتعالى بعد دعاء رسول الله على النصارى أن يقولوا آمين، أي تأثير لقول هؤلاء؟ ألم يكف دعاء رسول الله على النصارى حتى يقول والحسنين وهما صغيران أن يقول لهم قولوا
1- أنظر: إحقاق الحق 3 / 62.
2- الكشاف 1 / 368، الخازن 1 / 243، وغيرهما.
آمين!!!!!نعم فالامام علي ع كان كهارون ع يشدد ازره ويصدق موسى في رسالته، وهارون كان شريكا لموسى في رسالته وهذا معنى: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فالامام علي ع كهارون الا انه لا نبي بعد محمد ص, والرسول ص مرة يعبر ان الامام علي ع منه ومره نفسه كاية الباهلة وغيرها ومرة يعبر انه منه ومرة خليفته ومره اخيه و... وهذا ما سنتطرق له في هذا البحث ان شا الله تعالى فان البحث يكمل بعضه بعضا.
الدليل الثاني آية التطهير
وهي قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "(1). وهذه الاية كما في ترتيب المصحف الان انها ضمن الآيات: " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ".
فلا بد من بيان المراد من أهل البيت ع في هذه الآية المباركة ولابد من بيان الاستدلال بها على إمامة أمير المؤمنين علي ع وابنائه الطاهرين ع وذلك يكون بالرجوع إلى الصحاح والمسانيد وكتب التفسير المعتبرة لدى اهل السنة وكما يقال (من لسانه تدينه) فالروايات في الكتب السنية المعتبرة ذكرت ان الرسول ص جمع اهله وغشاهم بكساء وقال: " اللهم هؤلاء أهل فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" وفي بعض الروايات أن الآية نزلت ففعل رسول الله هكذا المباركة. وقد تكون القضية وقعت مرتين أو تكررت أكثر من مرتين أيضا، والآية تكرر نزولها، كما في كتاب الإتقان في علوم القرآن للجلال السيوطي ففيه فصلا فيه قسم من الآيات النازلة أكثر من مرة، فيمكن أن تكون الآية نازلة أكثر من مرة والقضية متكررة.
ففي بعض الفاظ الحديث وأكثر طرقه أن أم سلمة أرادت الدخول مع الخمسة ع تحت الكساء، فجذب رسول الله الكساء ولم يأذن لها بالدخول، وقال لها: وإنك على خير أو إلى خير والحديث أيضا وارد عن عائشة كذلك وفي بعض ألفاظ الحديث أن النبي ص أرسل إلى فاطمة، وأمرها بأن تدعو عليا والحسنين، وتأتي بهم إلى النبي، فلما اجتمعوا ألقى عليهم الكساء وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي اللهم فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " المهم ان الروايات مجمعة على انها في الخمسه اهل الكساء
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
حجر. إلخ. الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني المتوفى 863، ذكره في " تنزيه الشريعة عن الأخبار الشنيعة " وأردفه بتصحيح الحاكم وتضعيف ابن الجوزي وتحسين ابن حجر والعلائي إياه، ويظهر منه اختيار الأخير. شهاب الدين أحمد بن محمد ابن حجر الهيتمي المكي المتوفى 974، ذكره في " الصواعق(1)"، الشيخ محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري، ذكره في تأليفه (الصراط السوي في مناقب آل النبي) نقلا عن أحمد والترمذي بصورة إرسال المسلم ثم قال: ولهذا كان ابن عباس يقول: من أتى العلم فليأت الباب وهو علي رضي الله عنه. عبد الحق الدهلوي المتوفى 1052، ذكره في اللمعات في شرح المشكاة وحكى كلمات غير واحد من الحفاظ حول الحديث نفيا وإثباتا واختار ما ذهب إليه جمع من متأخري الحفاظ من القول بثبوته وحسنه، وعد أيضا في " مدارج النبوة " من أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مدينة العلم. أخذا بالحديث. السيد محمد بن السيد جلال بن حسن البخاري، ذكره في كتابه " تذكرة الأبرار " عند ذكر أمير المؤمنين ونص على صحته. البزار والطبراني عن جابر، ومن طريق الترمذي والحاكم عن علي عليه السلام من الله ديا بن عبد الرحيم بن بينا حكيم الچشتي العثماني، ذكره في (سر الأقطاب " محتجا به مرسلا إياه إرسال المسلم. أبو الضياء نور الدين علي بن علي الشبراملسي القاهري الشافعي المتوفى 1082، ذكره في حاشيته على المواهب اللدنية المسماة ب " تيسير المطالب السنية بكشف أسرار المواهب اللدنية " في شرح أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في اسمه: مدينة العلم، فقال: والصواب أنه حديث حسن كما قاله العلائي وابن حجر. الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي الكوراني الشافعي المتوفى 1101، ذكره في " النبراس لكشف الالتباس الواقع في الأساس " نقلا دون غمز في السند.
شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفى 1176، ذكره في " قرة العينين " في عدة مواضع مرسلا إياه إرسال المسلم، وعده من فضائل أمير المؤمنين في كتابه " إزالة الخفاء ", الأمير محمد بن إسماعيل بن صلاح اليمني الصنعاني المتوفى 1182 ذكره في (الروضة الندية في شرح التحفة العلوية) وحكم بصحة الحديث تبعا على الحاكم وابن
____________
1- الصواعق ص 73.
جرير والسيوطي، وقال بعد نقل تصحيح المصححين وتحسين من حسنه: فظهر لك بطلان دعوى الواضح وصحة القول بالصحة كما اختاره السيوطي وهو قول الحاكم وابن جرير. الشيخ سليمان جمل، في " الفتوحات الأحمدية بالمنح المحمدية " ذكره مرسلا إياه إرسال المسلم الشيخ محمد بن علي الصبان المتوفى 1205، ذكره في " إسعاف الراغبين ص 156 - هامش نور الأبصار - نقلا عن البزار والطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي والترمذي، وصوب قول من حسنه خلافا لمن صححه أو زيفه, الشيخ محمد مبين بن محب الله السهالوي المتوفى 1225، إحتج به لعلم الإمام عليه السلام في كتابه " وسيلة النجاة " ثم قال. هذا الحديث صحيح على رأي الحاكم وقال ابن حجر: حسن. ولم يذكر شيئا من كلم الغمز فيه موميا إلى فسادها, القاضي ثناء الله پاني پتي المتوفى 1225، ذكره في غير موضع من كتابه " السيف المسلول " وذكر تصحيح الحاكم إياه وتضعيف من ضعفه واختيار ابن حجر حسنه ثم قال ما معناه: الصواب ما أختاره ابن حجر نظرا إلى السند، وأما نظرا إلى كثرة الشواهد فيمكننا الحكم بالصحة. عمر بن أحمد الخرپوتي الحنفي، في كتاب " عصيدة الشهدة في شرح قصيدة البردة " قال في شرح قوله:
فاق النبيين في خلق وفي خلق *** ولم يدانوه في علم ولا كرم:
إعلم أن بيان علمه ثابت بقوله تعالى: وعلمك ما لم تكن تعلم، وبقوله عليه السلام أنا مدينة العلم. الحديث وغير ذلك. شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله الآلوسي البغدادي المتوفى 1270 في تفسيره " روح المعاني " يسمي عليا عليه السلام بباب مدينة(1).
الشيخ سليمان بن إبراهيم الحسيني البلخي القندوزي المتوفى 1293 ذكره بطرق كثيرة(2), نقلا عن جمع من الحفاظ والأعلام تنتهي إسنادهم إلى أمير المؤمنين، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وحذيفة بن اليمان، والحسن بن علي، وابن مسعود. وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، المولوي حسن الزمان، ذكره في " القول المستحسن في فخر الحسن " وعده من المشهور الصحيح وقال: صححه جماعات من الأئمة وعد منها ابن معين، والخطيب، وابن جرير، والحاكم، والفيروز آبادي في النقد الصحيح. ثم قال: واقتصر على تحسينه العلائي والزركشي وابن حجر في أقوام أخر ردا على ابن الجوزي.
____________
1- روح المعاني: ج 27 ص 3 من الطبعة المنيرية.
2- ينابيع المودة ص 65، 72، 73، 400، 419.
وغيرهم مما يطول ذكهم, ولكن هل دخل أهل السنة من الباب الذي رسمه رسول الله (ص) لامته؟! الحق إنهم لم يفعلوا ذلك بل صنعوا أبوابا وهمية واقنعوا أنفسهم بأنهم وصلوا إلى علم الرسول (ص) وتركوا الباب الحقيقي؟ إن الذي يحاول أن يدخل إلى المدينة من غير المرور ببابها يبقى وراء السور.
وهناك أحاديث أخرى أخرجها الأعلام تعاضد صحة هذا الحديث منها:
قوله (ص): " أنا دار الحكمة وعلي بابها"(1) " أنا دار العلم وعلي بابها"(2). "أنا ميزان العلم وعلي كفتاه(3)"."أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه(4)". "أنا المدينة وأنت الباب، ولا يؤتى المدينة إلا من بابها"(5). "انا مدينة الفقه وعلي بابها(6)". " ما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب مدينة علمي(7)". "علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي(8). "أنت باب علمي"(9). "يا أم سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وعيبة علمي وبابي الذي أوتى منه". أخرجه أبو نعيم، والخوارزمي في المناقب، والرافعي في التدوين، والكنجي في المناقب، والحموي في فرائد السمطين،
____________
1- أخرجه الترمذي في صحيحه، وابن جرير، ونقله عنهما غير واحد من الأعلام كالمتقي الهندي في ص 401 من الجزء السادس من كنزه، وقال: قال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح سنده الخ. ونقله عن الترمذي جلال الدين السيوطي في حرف الهمزة من جامع الجوامع ومن الجامع الصغير، فراجع من الجامع الصغير ج1ص 170.
2- أخرجه البغوي في مصابيح السنة كما ذكره الطبري في ذخاير العقبى ص 770 وآخرون.
3- اخرجه الديلمي في فردوس الأخبار مسندا عن ابن عباس مرفوعا وتبعه جمع ونقلوه عنه كالعجلوني في كشف الخفاء 1 ص 204 وغيره.
4- ذكره الغزالي في الرسالة العقلية وحكاه عنه الميبدي في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين.
5- أخرجه العاصمي أبو محمد في كتابه " زين الفتى في شرح سورة هل أتى ".
6- تذكرة الخواص، ابن الجوزي: ص 653. تفسير الثعلبي: ص 122.
7- المناقب، ابن المغازلي. إحقاق الحق 5 / 501.
8- كنز العمال: ج 11 ص 614 ح 32981، كشف الخفاء للعجلوني: ج 1 ص 236.
9- الجامع الصحيح للترمذي 2 ص: 214، حلية الأولياء لابي نعيم 1 ص 64، مصابيح السنة للبغوي ص 275، وجمع آخر تربو عدتهم على ستين من الحفاظ وأئمة الحديث مصابيح السنة للبغوي كما ذكره الطبري في ذخاير العقبى ص 770 وآخرون , فردوس الأخبار للديلمي مسندا عن ابن عباس مرفوعا وتبعه جمع ونقلوه عنه كالعجلوني في كشف الخفاء 1 ص 204 , الرسالة العقلية للغزالي وحكاه عنه الميبدي في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين , العاصمي أبو محمد في كتابه " زين الفتى في شرح سورة هل أتى الفقيه ابن المغازلي، وأبو المؤيد الخوارزمي، و القندوزي في الينابيع ص 71 كنز العمال 6 ص 156، والقول الجلي في فضائل علي للسيوطي جعله الحديث الثامن و والثلثين من الكتاب.
وحسام الدين المحلي، وشهاب الدين في توضيح الدلائل، والشيخ محمد الحفني في شرح الجامع الصغير وقال في حاشية شرح العزيزي: حديث العيبة أي: وعاه علمي الحافظ له، فإنه مدينة العلم ولذا كانت الصحابة تحتاج إليه في تلك المشكلات ولذا كان يسأله سيدنا معاوية في زمن الواقعة عن المشكلات فيجيبه فتقول له جماعته: مالك تجيب عدونا؟ فيقول: أما يكفيكم أنه يحتاج إلينا؟ ووقع له فك مشكلات مع سيدنا عمر، فقال: ما أبقاني الله إلى أن أدرك قوما ليس فيهم أبو الحسن، أو كما قال، فقد طلب أن لا يعيش بعده، ثم ذكر قضايا منها حديث اللطم(1). "علي عيبة علمي ". أي: مظنة استفصاحي وخاصتي، وموضع سري، ومعدن نفائسي، والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره، وذلك غاية في مدح علي، وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه"(2). وفي منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل عن علي عليه السلام أنه قال: "علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب كل باب يفتح ألف باب(3)". وفيه عن ابن عباس قال: إن عليا خطب الناس فقال: يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم؟ والله لتقتلن طلحة والزبير ولتفتحن البصرة، ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين، قال ابن عباس: فقلت: الحرب خدعة. قال: فخرجت فأقبلت أسأل الناس: كم أنتم فقالوا: كما قال، فقلت: هذا مما أسره إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنه علمه ألف كلمة، كل كلمة تفتح ألف ألف كلمة. وفي تفسير الفخر الرازي في ذيل تفسير قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين "قال: (قال علي عليه السلام: علمني رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ألف باب من العلم واستنبطت من كل باب ألف باب) ثم قال: (فإذا كان حال المولى هكذا فكيف حال
____________
1- حاشية شرح العزيزي 2 ص 417 , أخرجه محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 196، 197.
2- فيض القدير 4 ص 356.
3- منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5 / 43.
النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم)(1). وفي ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق روى الحافظ ابن عساكر بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرضه: (ادعوا لي أخي... فدعي له علي بن أبي طالب، فستره بثوب وانكب عليه، فلما خرج من عنده قيل له: ما قال النبي لك؟ قال: " علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب"(2). وعن عبد الله بن عباس قال: (والله لقد أعطي علي بن أبي طالب عليه السلام تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر(3)). وقد روى الإمام أحمد في مسنده بسنده إلى هبيرة قال: (خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح الله على يديه(4)). وروى الحاكم في مستدركه على الصحيحين بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: (كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال ما هذا فقالوا رجل يشتم علي بن أبي طالب فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ألم يكن أول من أسلم ألم يكن أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يكن أزهد الناس ألم يكن أعلم الناس وذكر حتى قال ألم يكن ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته ألم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك قال قيس فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات) ثم قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط
____________
1- التفسير الكبير للفخر الرازي 8 / 21.
2- ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 485.
3- الإستيعاب 3 / 40 , أسد الغابة 4 / 100 , الرياض النضرة 3 / 141.
4- مسند الإمام أحمد 1 / 199.
الشيخين ولم يخرجاه(1)). وعن معقل بن يسار قال: (وضأت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل لك في فاطمة نعودها فقلت نعم فقام متوكئا علي فقال أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك قال فكأنه لم يكن علي شئ حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال كيف نجدك فقالت والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي قال عبد الله وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما(2)). وعنأبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب -عليه السلام -: "سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل"(3).
____________
1- المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 571.
2- مجمع الزوائد للهيثمي 9 / 101، 102، 114 , ند أحمد بن حنبل 5 / 29 , معجم الكبير للطبراني 20 / 229.
3- طبقات ابن سعد 2\38 , الصابة2 / 509 ,الاستيعاب 3 / 43.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الإمام من الحصن فضربه يهودي فطرح ترسه من يده فتناول الإمام بابا وتترس به(1).
نستلخص من هذه الواقعة اشياء منها:
1- انه يحب الله ورسوله ويحباه.
2- جبن الصحاب وضعفهم ودوام انهزامهم وشجاعة وقوة الامام ع حتى ان قوته كانت معجزه اذ قلع باب خيبر وهو لا يحركه اربعين رجل.
3- تنبي النبي ص بذلك وهذا من علم الغيب عند الله بالنصر على يد الامام ع.
4- لفظ (كرار غير فرار) فهي صيغة (فعال) أي دائما وابدا هو لا يفر من العدوا كما فر غيره من الصحاب في احد وغيرها كما سنبين ذلك في محله ان شاء الله تعالى.
ثانيا: حديث: "لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عليه السلام لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدمك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك تبرئ ذمتي، وتقاتل على سنتي، وأنك [ غدا ] في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك أول من يرد علي الحوض، وأول من يكسى معي، وأول داخل في الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور، وأن الحق على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك(2)".
____________
1- مسند احمد ج 6 ص 8 وابن جرير الطبري في تاريخه ج 2 ص 300 وابن سلطان في مرقاته ج 5 ص 566 أن ثمانية نفر عجزوا عن قلب ذلك الباب، وروى الخطيب في تاريخ بغداد أن الباب الذي تترس به الإمام لم يقو أربعون رجلا على حمله راجع تاريخ بغداد ج 11 ص 324 وميزان الاعتدال ج 2 ص 218 وذكره العسقلاني في فتح الباري ج 9 ص 18 وقال أخرجه الحاكم والطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 188.
2- مناقب الخوارزمي: 158 ح 188، وروى مثله في ص 128 من الكتاب المذكور ح 143 , رواه ابن حسنويه في در بحر المناقب: 58 (مخطوط)، وابن معين في شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام: 19 والكاشي في المناقب (مخطوط)، والقندوزي في ينابيع المودة: 130، والحسيني البصري في انتهاء الأفهام: 208، عنها الاحقاق: 4 / 483. رواه ابن أبي حاتم في علل الحديث: 1 / 313، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: 45، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 449، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 131، والأمر تسري في أرجح المطالب: 454 عنها إحقاق الحق: 7 / 293، ورواه ابن المغازلي في المناقب: 237، عنه إحقاق الحق: 15 / 562 , وغيرهم كثير.
وذلك لما قدم علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله لفتح خيبر(1).
ثالثا: قوله ص: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين(2)".
وذلك ما مضمونه وملخصه: انه لما برز الامام علي ع لقتل عمرو بن عبدود ذلك الذي هابه كل الصحاب الا الامام علي ع كما في السير والتاريخ ان عمر بن ود كان يرتجز ويقول: هل من مبارز؟ وكرر ذلك مرات ولم يقم في كل مرة الا الامام علي ع فلما يئس الرسول ص من صحابته وعرف جبنهم اذن للامام ع بالمبارزة فتقدم الامام علي ع فقال الرسول ص: "برز الايمان كله إلى الشرك كله للشرك كله, إلهي إن شئت أن لا تعبد فلا تعبد(3)" أي إن قتل علي تجرئ المشركون على قتلي وقتل المسلمين جميعا فلا يبقي بعده إسلام ولا إيمان،وبعد ان قتله الامام ع قال الرسول(ص) "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".
نفهم من هذا النص ما يلي:
1- ان ضربة الامام علي ع في ذلك اليوم افضل من عبادة الصحابة جميع فكيف بضرباته الاخرى؟؟ وكيف بعبادته وعدله وعلمه وووو..فلماذا وبماذا البعض يفضل غيره عليه؟؟!!!.
2- شجاعة الامام على كل الصحابة في كل المعارك والغزوات ومنها قدومه على ابن ود العامري الذي كما يقال تخاف قريش من ظله.
3- ان علي هو الاسلام كلة.
رابعا: هاتف من السماء هتف: " لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار ".
يقال: إن الواقعة كانت يوم أحد كما رواه أحمد بن حنبل عن ابن عباس، وقيل: إن ذلك كان يوم بدر، والأصح أنه كان في يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء,
____________
1- بعض الروايات اوردته في غزوة ذات السلاسل ايضا كما سنورده في محلة , فقد يكون كرره رسول الله ص في علي ع في موضعين.
2- ذكره الفخر الرازي في نهاية العقول: ص 104، ومستدرك الحاكم: ج 3 / 32، وتاريخ بغداد: ج 3 / 19، والذهبي تلخيص المستدرك: ج 3 / 32، وأرجح المطالب: ص 481.
3- رواه الجمهور.
المهم ان الأحاديث تؤذننا بتعدد الواقعة وإن المنادي يوم أحد كان جبريل كما مر، والمنادي يوم بدر ملك يقال له: رضوان، قد أجمع أئمة الحديث على نقله.
الكنجي أخرجه في كفايته من طريق أبي الغنائم، وابن الجوزي والسلفي، وابن الجواليقي، وابن أبي الوفا البغدادي، وابن الوليد، وابن أبي الفهم، والمفتي عبد الكريم الموصلي، ومحمد بن القاسم العدل، والحافظ محمد ابن محمود، وابن أبي البدر، والفقيه عبد الغني بن أحمد، وصدقة بن الحسين، ويوسف ابن شروان المقري، والصاحب أبي المعالي الدوامي، وابن بطة، وشيخ الشيوخ عبد الرحمن بن اللطيف، وعلي بن محمد المقري، وابن بكروس، والحافظ ابن المعالي، وأبي عبد الله محمد بن عمر بأسانيدهم عن سعد بن طريف الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي (الإمام الباقر) قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له: رضوان:
لا سيف إلا ذو الفقار *** ولا فتى إلا علي
وأخرج الطبري عن أبي رافع قال: لما قتل علي بن أبي طالب (يوم أحد) أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي: أحمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي: احمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك فقال جبريل: يا رسول الله؟ إن هذا للمواساة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه. فقال جبريل: وأنا منكما. قال فسمعوا صوتا:
لا سيف إلا ذو الفقار *** ولا فتى إلا علي(1).
وروى الحموي نحوه في فرايده في الباب التاسع والأربعين، وروى بإسناده من طرق شتى عن الحافظ البيهقي إلى علي عليه السلام قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله فقال: إن صنما في اليمن مغفرا في حديد فابعث إليه فادققه وخذ الحديد قال: فدعاني
____________
1- أخرجه أحمد بن حنبل في الفضايل عن ابن عباس، وابن هشام في سيرته 3 ص 52 عن ابن أبي نجيح، والخثعمي في " الروض الأنف " 2 ص 143، وابن أبي الحديد في " شرح النهج " 1 ص 9 وقال: إنه المشهور المروي، وفي ج 2 ص 236 وقال: إن رسول الله قال: هذا صوت جبريل، وج 3 ص 281، والخوارزمي في " المناقب " ص 104 عن محمد بن إسحاق بن يسار.
وبعثني إليه فدققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلى رسول الله فاستنصرت منه سيفين فسمى واحدا ذا الفقار، والآخر مجذما، فقلد رسول الله ذا الفقار، وأعطاني مجذما ثم أعطاني بعد ذا الفقار، ورآني رسول الله وأنا أقاتل دونه يوم أحد فقال:
لا سيف إلا ذو الفقار *** ولا فتى إلا علي.
وفي تذكرة سبط ابن الجوزي: ذكر أحمد في الفضايل أيضا إنهم سمعوا تكبيرا من السماء في ذلك اليوم (يوم خيبر) وقائلا يقول:
لا سيف إلا ذو الفقار *** ولا فتى إلا علي.
فأستأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله أن ينشد شعر فأذن له فقال:
جبريل نادى معلنا *** والنقع ليس بمنجلي
والمسلمون قد أحدقوا *** حول النبي المرسل
لا سيف إلا ذو الفقار *** ولا فتى إلا علي(1)
خامسا: في معركة بني المصطلق: قتل علي قائدهم مالكا وابنه وسبى جويرية بنت الحارث فاصطفاها النبي(2)(ص).
سادسا: في معركة ذات السلاسل انهزم الأول والثاني لما أرسلهم النبي فبقي أياما ثم بعث إليهم عليا... فكبس عليهم وقت الفجر فانتصر عليهم فأنزل الله سورة العاديات. ولما عاد علي استقبله النبي (ص) وقال له: "والذي نفسي بيده لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، اركب فإن الله ورسوله عنك راضيان(3)".
____________
1- تذكرة سبط ابن الجوزي ص 16, والطبري في رياضه ص 190، وذخاير العقبى ص 74، والخوارزمي في المناقب ص 101 حديث جابر، وفي كتاب " صفين " لنصر بن مزاحم ص 257، وفي ط مصر ص 546 عن جابر بن نمير - الصحيح: عمير - الأنصاري.
2- السيرة الحلبية ج 2 ص 280. 2 - تاريخ الخميس ج 1 ص 474.
3- رواه ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 1 ص 313 , مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 160 ,مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 131 , مناقب الخوارزمي ص 245 , مناقب ابن المغازلي ص 304 , تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي ج 1 ص 226 , شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 219 أو ج 18 ص 282 , أرجح المطالب ص 454.
وبالدليل العقلي الذي هو الشرط الثالث من شروط الامامة عند اهل السنه(1) كما جاء في كتاب المواقف في علم الكلام وشرح المواقف(2) وهو (الشجاعة) فهاهي أنباء الحروب والغزوات تخبرنا ان الراية بيدالامام علي ع في كافة الغزوات، وما انهزم (ع) في موطن من المواطن قط. ولم يشك في شجاعته ع الا ابن تيمية اذ في جواب العلامة الحلي حيث يقول: هذا كذب، فأشجع الناس رسول الله(3). فهل كان من شك في أشجعية رسول الله؟ اننا نورد في كثير من مصادرنا قول الامام علي ع لشخص غلا فيه: " ويحك إنما أنا عبد من عبيد محمد (ص) ". وقال (ع): " كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله ".
فنحن شيعه علي ع ونقول بقوله, ولا نقيس علي ع بالرسول ص, ونعتقد ان ما له من الشرف انما هو مما اعطاه الله له على لسان رسوله ص, وانما كلامنا هو المفاضلة بين علي وأبي بكر! والإمامة بعد رسول الله، فلماذا يغالط؟ لأنه ليس عنده جواب ولانه يعلم ويعلموا كلهم بأن الشيخين قد فرا في أكثر من غزوة، وأنهما لم يقتلا ولا واحدا في سبيل الله كما بينا ذلك من كتبهم.
وقول ابن تيمية: وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة، كعمر والزبير وحمزة والمقداد وأبي طلحة والبراء بن مالك وغيرهم. يقول: ما منهم من أحد إلا قتل بسيفه طائفة من الكفار. فإذا سئل ابن تيمية: أين تلك الطائفة من الكفار الذين قتلهم عمر؟ يقول في الجواب: القتل قد يكون باليد كما فعل علي وقد يكون بالدعاء... القتال يكون بالدعاء كما يكون باليد(4).
فابن تيمية يعترف ان عمر لم يقتل الا بالدعاء الذي هو سلاح العجائز والضعفاء في الحروب!! اما الشجاع فهو يدعو الله بالتوفيق ويقدم للمعركة.
وإذا سألناه عن شجاعة أبي بكر، يقول في الجواب بنص عبارته: إذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمة شجاعة القلب، فلا ريب أن أبا بكر كان أشجع من
____________
1- اهم شروط الامامة عندهم هي: العلم والعدل والشجاعة.
2- وكتاب المواقف وشرح المواقف من أهم كتب القوم في علم الكلام.
3- منهاج السنة 8 / 76.
4- منهاج السنة 4 / 482.
عمر، وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير، وكان يوم بدر مع النبي في العريش(1).
إذن يجيب ابن تيمية ان عمر مقاتلا، لكن لا باليد بل بالدعاء، وأبا بكر شجاعا، لكن شجاعة القلب!! نقول له ان قوي القلب لا يفر من المعركة وهما لا ريب في أنهما قد فرا في أحد، وقد روى الخبر أئمة القوم منهم: 1 - أبو داود الطيالسي. 2 - ابن سعد صاحب الطبقات. 3 - أبو بكر البزار. 4 - الطبراني. 5 - ابن حبان. 6 - الدارقطني. 7 - أبو نعيم. 8 - ابن عساكر. 9 - الضياء المقدسي. وغيرهم من الأئمة الأعلام(2). وأما في خيبر، فقد روى فرارهما: 1 - أحمد. 2 - ابن أبي شيبة. 3 - ابن ماجة. 4 - البزار. 5 - الطبري. 6 - الطبراني. 7 - الحاكم. 8 - البيهقي. 9 - الضياء المقدسي. 10 - الهيثمي. وجماعة غيرهم. راجعوا أيضا كنز العمال، وأما في حنين، فالذي صبر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو علي فقط، كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس(3).
أما في الخندق فقد اوردنا قول رسول الله: لضربة علي في يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين, أو أفضل من عبادة الأمة إلى يوم القيامة.
اذن فالشروط العقلية التي هي العلم العدالة والشجاعة ثبتت كلها في الامام ع ومعدومة في غيره وحتى وان وجدت فيهم فعلي يفوقهم فيها كما بينا ذلك(4) فصار افضل من الشيخي بالدليل العقلي للامامة وبالدليل النقلي(5), وابن تيمية نفسه ينص في أكثر من موضع من منهاج السنة على قبح تقدم المفضول على الفاضل, فحينئذ لا بد وأن يلتزم بإمامة علي ع.
____________
1- منهاج السنة 8 / 79.
2- راجع كنز العمال 10 / 461.
3- المستدرك على الصحيحين 3 / 111.
4- قد بينا علم علي وحاجة الشيخين ورجوعهم اليه راجع اية المودة واية الذكر وحديث مدينة العلم غيرها واما الشجاعة ففي هذا الموضوع كفاية (غزوات النبي وحروبه) واما العدالة فقد اوردنا قول الصحابة: (اقضانا علي) والقاضي هو العادل وحديث (كفي وكف علي في العدل سواء) راجع ايضا اية الذكر وغيرها مما سبق فالكتاب يكمل بعضه بعضا.
5- الدليل العقلي هي هذه الثلاثه الشروط التي هي اهم الشروط في اهم كتبهم واما النقلي فما اوردناا من الايات والاحاديث في ولاية علي ع.
نعم هناك تناقض وارتباك عند القوم فتارة يوافقون على قبح تقدم المفضول على الفاضل، وهذه الأحاديث صحيحة. وتارة يتأملون وكأنهم لا يعلمون أن تقديم المفضول على الفاضل قبيح أو لا، ويتركون البحث على حاله؟
اذن لماذ أتعبوا ا نفسهم في البحث عن الفضل والمفضول؟ ولماذا طرحت هذه القضية في كتبهم الكلامية؟ وكان عليهم من الأول أن يقولوا: بأن الصحابة كذا فعلوا، وإنا على آثارهم مقتدون.
وهكذا في المواقف كلها كان علي حامل راية رسول الله ولم يجعل عليه أميرا أبدا ولم يرجع مهزوما قط، بينما كان أبو بكر وعمر في ذات السلاسل تحت قيادة عمرو بن العاص تارة وتحت قيادة علي تارة أخرى وفي جيش أسامة جعل النبي أسامة ذلك الشاب أميرا على أبي بكر وعمرولم يرجعا بالنصر قط فثبت الدليل العقلي والنقلي على امامة مولانا علي عليه السلام(1).
____________
1- راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 190 , الكامل لابن الأثير ج 2 ص 317 , السيرة الحلبية ج 3 ص 207 , السيرة النبوية لزيني دحلان بهامش الحلبية ج 2 ص 339 , كنز العمال للمتقي ج 5 ص 312 , أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 474 , تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 391 بترجمة أسامة.
الدليل التاسع عشر حديث مدينة العلم
قال رسول الله (ص): " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب(1)".
ان هذا الحديث من الأحاديث الثابتة لدى جميع علماء الإسلام من حفاظهم ومؤرخيهم، وأرباب الحديث، وأصحاب السير، وقد تواتر نقله عن الصحابة والتابعين، وعلماء الإسلام على اختلاف طبقاتهم، وتوالي العصور والأزمنة.
أما الصحابة الذين رووا هذا الحديث الجليل، فهم جماعة كثيرة، منهم: الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) والإمام الحسن السبط (ع) وعبد الله بن العباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن مسعود الهذلي، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك، وعمرو بن العاص، وغيرهم.
وأما التابعون فمنهم: الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وابنه الإمام محمد الباقر عليه السلام، وأصبغ بن نباتة، وجرير الضبي، والحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي، وسعد بن طريف الحنظلي الكوفي، وسعيد بن جبير الأسدي الكوفي، وسلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي، وسليمان بن مهران الأسدي الأعمش الكوفي، وعاصم بن حمزة السلولي الكوفي، وعبد الله بن عثمان بن خيثم القارئ المكي، وعبد الرحمن بن عثمان، وعبد الله بن عسيلة المرادي أبو عبد الله الصنايجي، ومجاهد بن جبير أبو الحجاج المخزومي المكي وغيرهم.
وأخرجه جمع كثير من الحفاظ وأئمة الحديث، القرون الخالية محتجين به، مرسلين إياه إرسال المسلم، مدافعين عنه منهم:
____________
1- ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر: 2 / 464. شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني: 1 / 334. المستدرك، الحاكم: 3 / 126 و 127 وصححه. أسد الغابة: 4 / 22. مناقب علي، ابن المغازلي: 80. كفاية الطالب: 220 و 221. المناقب، الخوارزمي: 40. نظم درر السمطين: ص 113. ينابيع المودة: ص 65. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 170. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 140. تذكرة الخواص: 47 و 48. مقتل الحسين، الخوارزمي: 1 / 43. الاستيعاب بهامش الإصابة: 3 / 38. وراجع الحديث بألفاظ أخرى في صحيح الترمذي: 5 / 637. حلية الأولياء: 1 / 63. ذخائر العقبى: 77. الصواعق المحرقة: 2 / 120. كنوز الحقائق، المناوي: 46. مصابيح السنة، البغوي: 2 / 275. تفسير الرازي , وغيرها مما يطول ذكره.
الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى 211، حكاه عنه بإسناده الحاكم(1), الحافظ يحيى بن معين أبو زكريا البغدادي المتوفى 233، كما في " المستدرك " الحاكم وتاريخ الخطيب البغدادي, أبو عبد الله محمد بن جعفر الفيدي المتوفى 236، رواه عنه ابن معين وأبو محمد سويد بن سعيد الهروي المتوفى 240، أحد مشايخ مسلم وابن ماجة، نقله عنه ابن كثير(2), أحمد بن حنبل المتوفى 241، أخرجه في " المناقب ", عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي، أحد مشايخ البخاري والترمذي وابن ماجة، يروي عنه الحافظ الكنجي في " الكفاية " من طريق الخطيب, الحافظ أبو عيسى محمد الترمذي المتوفى 279، في جامعه الصحيح, الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن فهم البغدادي المتوفى 289، روى عنه الحاكم(3), الحافظ أبو بكر أحمد بن عمر البصري البزار المتوفى 292، صاحب المسند الكبير, الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310، في " تهذيب الآثار " وصححه حكاه عنه غير واحد من أعلام القوم, أبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي الواسطي البغدادي المتوفى 312، رواه عنه الفقيه ابن المغازلي في " المناقب ", أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق البغوي المتوفى 319، أخرجه عنه بإسناده الخطيب البغدادي(4), أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي النيسابوري الأصم المتوفى 346، رواه عنه الحاكم(5), أبو بكر محمد بن عمر بن محمد التميمي البغدادي ابن الجعابي المتوفى 355، أخرجه بخمسة طرق كما في مناقب ابن شهر آشوب, أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360، أخرجه في معجميه الكبير والأوسط, أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي المعروف بالقفال المتوفى 366 حكاه عنه الحاكم في " المستدرك ", الحافظ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان الاصبهاني المعروف بأبي الشيخ المتوفى 369، أخرجه في كتابه (السنة) حكاه عنه السخاوي في المقاصد الحسنة, الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى 405، أخرجه في " المستدرك ", الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني المتوفى 416، حكاه
____________
1- المستدرك 3 ص 127.
2- التاريخ 7 \ 358.
3- المستدرك 3 \127.
4- التاريخ2 \ 377.
5- المستدرك 3 \ 126.
عنه جمع كثير, الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني المتوفى 430، في كتابه (معرفة الصحابة), الفقيه الشافعي أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار المتوفى 441، رواه للفقيه ابن المغازلي سنة 434 كما في مناقبه, أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي الشهير بالماوردي المتوفى 450، حكاه عنه ابن شهر آشوب في " المناقب " 1 ص 261, الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى 458، كما في مقتل الخوارزمي(1), الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى 463، أخرجه في (المتفق والمفترق) وتاريخ بغداد(2), أبو السعادات مبارك بن محمد ابن الأثير الجزري الشافعي المتوفى 606، ذكره في " جامع الأصول " نقلا عن الترمذي, الحافظ أبو الحسن علي بن محمد ابن الأثير الجزري 630، أخرجه في " أسد الغابة(3)", الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفى 658، أخرجه في " الكفاية "، وقال بعد إخراجه بعدة طرق: قلت: هذا حديث حسن عال - إلى أن قال -: ومع هذا فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل علي عليه السلام وزيادة علمه وغزارته، وحدة فهمه، ووفور حكمته، وحسن قضاياه، وصحة فتواه، وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الأحكام ويأخذون بقوله في النقض والابرام، اعترافا منهم بعلمه، ووفور فضله، ورجاحة عقله، وصحة حكمه، وليس هذا الحديث في حقه بكثير لأن رتبته عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من عباده أجل وأعلا من ذلك(4) الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي المكي المتوفى 694، رواه في " الرياض النضرة " و" ذخائر العقبى(5)" شيخ الاسلام إبراهيم بن محمد الحموي الجويني المتوفى 722، ذكره في " فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين ", نظام الدين محمد بن أحمد بن علي البخاري المتوفى 725، حكاه عنه الشيخ عبد الرحمن الچشتي في " مرآة الأسرار عن سير الأولياء ", الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى 742، ذكره في " تهذيب
____________
1- مقتل الخوارزمي 1 ص 43 29.
2- تاريخ بغداد 4 ص 348، ج 2 ص 377، ج 7 ص 173، ج 11 ص 204.
3- أسد الغابة 4 ص 22.
4- الكفاية ص 98 - 102.
5- الرياض النضرة 1: 192 , ذخائر العقبى ص 77.
الكمال " في ترجمة أمير المؤمنين, الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الشافعي المتوفى 748، ذكره في تذكرة الحفاظ, عن صحيح الحافظ السمرقندي ثم قال: هذا الحديث صحيح, مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي المتوفى، في كتابه " النقد الصحيح " وقال في كلام له طويل حول الحديث بعد روايته بطريق عن ابن معين: ولم يأت من تكلم على حديث أنا مدينة العلم بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، والحكم بالوضع عليه باطل قطعا. إلى أن قال: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفا فضلا عن أن يكون موضوعا. الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين السيوطي المتوفى 911، ذكره في " الجامع الصغير(1)" وفي غير واحد من تآليفه وحسنه في كثير منها ثم حكم بصحته في " جمع الجوامح " كما في ترتيبه 6 ص 401 فقال: كنت أجيب بهذا الجواب " يعني بحسن الحديث " دهرا إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في " تهذيب الآثار " مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس، فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة والله أعلم. وقد أفرد في طرقه جزءا وعده من تآليفه، وذكر الحديث في " الدرر المنتثرة " وعده من الأحاديث المشهورة ص 43 هامش الفتاوى الحديثية لابن حجر. السيد نور الدين علي بن عبد الله السمهودي الشافعي المتوفى 911، ذكره في " جواهر العقدين " وأردفه بشواهد من الأحاديث الواردة في علم علي عليه السلام, فضل بن روزبهان، ذكره في الرد على نهج الحق للعلامة الحلي متسالما عليه بلا أي غمز في سنده وقال في رد حجاج العلامة بأعلمية أمير المؤمنين بحديثي: أقضاكم علي. الحاج عبد الوهاب بن محمد البخاري المتوفى 932، في تفسيره " الأنوري " عند قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ذكره من طريق جابر نقلا عن ابن المغازلي وأردفه بعدة من الفضايل ثم قال: إعلم يا هذا أن هذه الأحاديث وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه. الحافظ الشيخ محمد بن يوسف الشامي المتوفى 942، ذكره في " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " وقال: الصواب إنه حديث حسن كما قال الحافظان العلائي وابن
____________
1- الجامع الصغير ج 1 ص 374.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالاوتار، ثم أبغضوك لأكبهم الله في النار(1).
فهذه قرائن تؤكد ان ولاية اهل البيت ع لا تقبل الاعمال الا بها وانهم سفينة النجاة والامان من الغواية والضلال من تمسك بهم نجى ومن تخلف عنهم غرق وفي النار والضلال هوى, نعم قد يدعي بعض المغفلين بحب اهل البيت لانه مؤمن ان حبهم فرض ويقول: نحن نحب اهل البيت. وهو في الواقع يوالي اعدائهم الذين هرقوا دمائهم وسبوا نسائهم واحورقوا ديارهم وصلبوا اجسادهم ووو... فهل الذي يترضى ويحب من فعل هذا بعترة النبي يسمى محب لاهل البيت ع؟؟؟!!!! بل قال بعضهم: حتى معاوية ماكان مبغضا لاهل البيت. حتى لا يصدق عليه واتباعة النفاق!!! وهذا الكلام لا يصدقه من عنده ادنى عقل, فان الانسان لو سأل نفسه: هل كان فعل بمن يحب او حتى انسان عادي لا يحمل له لا حب ولا بغض ما فعل معاوية في صفين وما سنه من لعن اهل البيت على كل منبر سنوات وكتب الى عمالة ان برئت الذمة ممن يوالي عليا ووو..... فهل هذا الا دليل واضح على البغض لاهل بيت النبوة الطاهرين؟؟؟ ومن احب معاوية او سكت عنه او اخذ دينة عن احاديث ابي هريرة ومعاوية وابي حنيفة ووووو..... وترك من يقول: سلوني قبل ان تفقدوني واخذ عن من يقول: كل احد افقه. منه فهل هو الا تارك لسفينة النجاة ويريد ان يعصمه جبل الضلال؟؟؟!!!! وهل هو الا ساكت عن ظلم فاطمة سيدة نساء العلمين وزوجها سيد الوصيين وابنيها سيدي شباب اهل الجنة اجمعين؟؟؟؟!!!! ايها المغفلون ان السفينة مازالت مرسية لمن اراد ان يلتحق بركبها ويأمن من الغرق فادركوا انفسكم يا اولي الالباب لعلكم تفلحون.
____________
1- الكفاية: ص 179 و أخرجه الفقيه ابن المغازلي في " المناقب " ونقله عنه القرشي في " شمس الأخبار " ص 33. ورواه شيخ الاسلام الحموي في " الفرايد " في الباب الأول.
الدليل السابع عشر حديث المنزلة:
جاء في صحيح البخاري: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه [ أي سعد بن أبي وقاص ] قال النبي (ص) لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى(1). قال: وحدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب - مصعب بن سعد بن أبي وقاص - عن أبيه: إن رسول الله (ص) خرج إلى تبوك فاستخلف عليا فقال: أتكلفني بالصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي(2). وأما لفظ مسلم، فإنه يروي هذا الحديث بأسانيد عديدة منها: ما يرويه بسنده عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا، فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته، قلت: أنت سمعته؟ قال: فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم، وإلا أستكتا(3). وبسند آخر في صحيح مسلم: عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه.... فذكر الخصال الثلاث ومنها حديث المنزلة(4). وابن سعد يروي هذا الحديث في الطبقات بطرق، ومنها: بسنده عن سعيد بن المسيب، هذا نفس الحديث الذي في صحيح مسلم، فقارنوا بين لفظه في الطبقات ولفظه في صحيح مسلم يقول سعيد: قلت لسعد بن مالك - هو سعد بن أبي وقاص -: إني أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابك أن أسألك عنه! قال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما فاسألني عنه ولا تهبني، فقلت: قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك، فجعل سعد يحدثه الحديث(5). ويروي محمد بن سعد في الطبقات بإسناده عن البراء بن عازب وعن زيد بن أرقم قالا: لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي بن أبي طالب: إنه لا بد أن أقيم أو تقيم فخلفه. فلما فصل رسول الله غازيا قال ناس - وفي بعض الألفاظ: قال ناس من قريش، وفي بعض الألفاظ: قال بعض المنافقين -: ما خلفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا لشئ كرهه منه، فبلغ ذلك عليا، فأتبع رسول الله حتى انتهى إليه، فقال له: ما جاء بك يا علي؟ قال: لا يا رسول الله، إلا أني سمعت ناسا يزعمون أنك إنما خلفتني لشئ كرهته مني، فتضاحك رسول الله وقال: يا علي أما ترضى أن تكون مني
____________
1- صحيح البخاري 5 / 24 - دار إحياء التراث العربي - بيروت.
2- صحيح البخاري 6 / 3.
3- صحيح مسلم 4 / 1870 رقم 2404 - دار الفكر - بيروت - 1398 هـ.
4- صحيح مسلم 4 / 1871.
5- طبقات ابن سعد 3 / 24 - دار صادر - بيروت - 1405 هـ.
كهارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فإنه كذلك(1). وفي رواية كرهت صحبتي، وبكى علي، فنادى رسول الله في الناس: ما منكم أحد إلا وله خاصة، يا بن أبي طالب، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. رواية خصائص النسائي قال الناس: قالوا مله، أي مل رسول الله عليا وكره صحبته. وفي رواية: قال علي لرسول الله: زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني لا نبي بعدي؟ قال علي: رضيت عن الله عز وجل وعن رسوله(2). في المعجم الأوسط للطبراني عن علي (عليه السلام): إن النبي قال له: خلفتك أن تكون خليفتي، قلت: أتخلف عنك يا رسول الله؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(3). لاحظوا: (خلفتك أن تكون خليفتي). وروى السيوطي في جامعه الكبير عن كتب جمع منهم: ابن النجار البغدادي، وأبو بكر الشيرازي في الألقاب، والحاكم النيسابوري في كتابه الكنى، والحسن بن بدر - الذي هو من كبار الحفاظ - في كتابه ما رواه الخلفاء، هؤلاء يروون عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب(4).
نفهم من هذه النصوص النقاط التالية:
1- عندما يريدون أن يسألوا عن حديث يتعلق بفضائل علي وأهل البيت يهابون الصحابي أن يسألوه، أما إذا كان يتعلق بغيرهم فيسألونه بكل انطلاق وسهولة؟؟!!! وهذا يدل على بغضهم لاهل البيت ع وعلى اهمية فضائلم ومنها حديث المنزلة.
2- ان في بعض الألفاظ: الناس هم الذين يقولون ان الرسول مل الامام علي ع، وفي بعض الألفاظ: قريش، وفي بعض الألفاظ: المنافقون، ومن هنا يظهر أن من تدخل بين علي والرسول ص منافق وان في الصحابة منافقين.
3- ان هذا الحديث في الصحيحين، والكل يعلم بأن المشهور بينهم قطعية أحاديث الصحيحين، فجمهورهم على أن جميع أحاديث الصحيحين مقطوعة الصدور, ففي كتب الرجال، هناك اتفاق بينهم على قبول من أخرج له الشيخان، حتى أن بعضهم قال: من أخرجا له فقد جاز القنطرة وعلى ضوء
____________
1- طبقات ابن سعد 3 / 24.
2- الخصائص للنسائي: 67 رقم 44 و 77 رقم 61 ,عيون الأثر لابن القيم الجوزية: 2 / 294 - مكتبة دار التراث - المدينة المنورة - 1413 هـ , زاد المعاد 3 / 559 م 560 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1408 هـ , سيرة ابن هشام 2 / 519 - 520.
3- المعجم الأوسط 4 / 484 رقم 4248.
4- الجامع الكبير 16 / 244 رقم 7818 - دار الفكر - بيروت - 1414 هـ.
ما يقولون وعلى أساس ما به يصرحون فقد جاء دور البحث عن سند حديث المنزلة فسترون أن عدة منهم من علماء الأصول ومن علماء الكلام يناقشون في سند حديث المنزلة ولا يسلمون بصحته رغم انه في الصحاح، فيظهر أنه ليس هناك قاعدة يلجأون إليها دائما ويلتزمون بها دائما، وإنما هي أهواء يرتبونها بعنوان قواعد، يذكرونها بعنوان أسس، فيطبقونها متى ما شاؤا ويتركونها متى ما شاؤا.
4- لفظ (خلفتك ان تكون خليفتي) فلظ الخلافة وخليفتي تكررت في اكثر من موطن.
5- رواة هذا الحديث من الصحابة أكثر من ثلاثين، وربما يبلغون الأربعين رجل وامرأة.
6- اقر بصحته وتواتره اعلامهم, يقول ابن عبد البر في الإستيعاب عن هذا الحديث: هومن أثبت الأخبار وأصحها. قال: وطرق حديث سعد بن أبي وقاص كثيرة جدا. فذكر عدة من الصحابة الذين رووا هذا الحديث، ثم قال: وجماعة يطول ذكرهم. وهكذا المزي يقول بترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) في تهذيب الكمال. وذكر الحافظ ابن عساكر بترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق كثيرا من طرق هذا الحديث وأسانيده من عشرين من الصحابة تقريبا. ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح البخاري بعد أن يذكر أسامي عدة من الصحابة، ويروي نصوص روايات جمع منهم يقول: وقد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة علي, فهذا الحديث مضافا إلى أنه متواتر عند أصحابنا من الإمامية من الأحاديث الصحيحة المعروفة المشهورة عند أهل السنة، بل هو من الأحاديث المتواترة عندهم كذلك(1). ويقول الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر. كما أن الحافظ السيوطي أورد هذا الحديث في كتابه الأزهار المتناثرة في الأخبار
____________
1- الإستيعاب 3 / 1097 - دار الجيل - بيروت - 1412 هـ , تهذيب الكمال 2 / 483 - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1413 هـ , ترجمة الإمام علي (ع) 1 / 306 - 393 , فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 60 - دار إحياء التراث العربي - بيروت.
المتواترة، وتبعه الشيخ علي المتقي في كتابه قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة(1). وقد اعترف بتواتر هذا الحديث شاه ولي الله الدهلوي محدث الهند في كتابه إزالة الخفاء في سيرة الخلفاء.
7- رواة الحديث من أشهر مشاهير القوم في القرون المختلفة، منهم: أحمد بن حنبل، صاحب المسند, البخاري، في صحيحه, مسلم في صحيحه محمد بن سعد، صاحب الطبقات, محمد بن إسحاق، صاحب السيرة أبو داود الطيالسي في مسنده, سليمان بن داود الطيالسي, ابن ماجة، في صحيحه, أبو حاتم بن حبان، في صحيحه, الترمذي، في صحيحه,عبد الله بن أحمد بن حنبل, يروي هذا الحديث في زيادات مسند أحمد وزيادات مناقب أحمد النسائي صاحب الصحيح, محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير, أبو القاسم الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة, أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك على الصحيحين,أبو نعيم الإصفهاني، صاحب حلية الأولياء, البغوي، الملقب عندهم بمحيي السنة، صاحب مصابيح السنة, الفخر الرازي، صاحب التفسير الكبير, النووي، صاحب شرح صحيح مسلم, ابن قيم الجوزية، في سيرته, ابن كثير الدمشقي، صاحب التاريخ والتفسير, ابن حجر العسقلاني، صاحب المؤلفات السيوطي، صاحب المؤلفات كالدر المنثور وغيره, ابن حجر المكي، صاحب الصواعق المحرقة, المتقي الهندي، صاحب كنز العمال وغير هؤلاء من المحدثين والمؤرخين والمفسرين من مختلف القرون والطبقات.
9- كتبهم في علوم الحديث تؤكد ماذهبنا اليه, مثلا كتاب تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للحافظ السيوطي، وشروح ألفية الحديث كشرح ابن كثير وشرح زين الدين العراقي وغير ذلك، وكتاب علوم الحديث لأبي الصلاح يتضمن هذا المعنى، وشاه ولي الله الدهلوي في كتاب حجة الله البالغة، وهو كتاب معتبر عندهم ويعتمدون عليه، يزيد الأمر تأكيدا عندما يقول - وبعد أن يؤكد على وقوع الاتفاق على هذا المعنى - يقول: اتفقوا على أن كل من يهون أمرهما (أي أمر الصحيحين) فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين.
____________
1- كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للحافظ الكنجي: 283 , الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة: حرف الألف.
فظهر أن من يناقش في سند حديث المنزلة بحكم هذا الكلام الذي ادعى عليه الاتفاق شاه ولي الله الدهلوي، فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين.
10- تمني سعد خصله من خصال علي عندما امره معاوية بسبه وامتنع وهذا دليل على اهمية هذه المنزله فلوا كانت امر عادي كما يزعم البعض ان الرسول فقط خلف الامام في تلك الفترة ليس خليفة دائما لما تمناها سعد وامتنع عن سب الامام لسبب سماعها من رسول الله ص في حق علي ع وقال: (والله لأن تكون لي إحدى خلاله الثلاث أحب إلي مما يكون لي ما طلعت).
11-انهم كانوا يذكرون عليا حتى نهاهم عمر عن ذكره؟ أكانوا يذكرونه بالخير وينهاهم؟ قائلا: كفوا عن ذكر علي بن أبي. فعمر لا يريد ذكر علي بخير!! او انهم يذكروه بسوء فهم منافقون لانه لا يغتابه محب له ومن بغضه فهو منافق بالنص الشريف!!!!!.
12- يعترف بهذه المنزل ويتمناه حتى اعدائه منها كما في تاريخ دمشق والصواعق المحرقة وغيرهما: إن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها عليا فهو أعلم، قال الرجل: جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، قال معاوية: بئس ما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يغره بالعلم غرا، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه(1).
13- لو كانت الخلافة فقط في تلك الفترة لما جعل الرسول ص منزلته كمنزلة هارون في كل شي الا النبوة وقال: اما ترضى ان تكون مني بمنزة هارون من موسى. لان منازل هارون من موسى هي كما بين لنا القران الكريم كثيرة منها: الاشراك في الامر وشد الازرو الوزارة والخلافة على قومة وليس على منطقة ما او فترة معينة, ونعرف منازل موسى من هارون عندما عندما نرجع إلى القرآن الكريم:
المنزلة الأولى النبوة:
____________
1- ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق 1 / 396 رقم 410، الرياض النضرة 3 / 162 - دار الكتب العلمية - بيروت، مناقب الإمام علي (عليه السلام) للمغازلي: 34 رقم 52 - دار الأضواء بيروت - 1403.
قال تعالى: "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا"(1).
وقد بين الرسول (ص) انه لا نبي بعد وما عدى النبوة من المنازل لهارون فهي للامام علي ع لانه لم يستثني الا النبوة.
المنزلة الثانية الوزارة
قال تعالى: "ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا "(2).
المنزلة الثالثة الخلافة
قال تعالى "...وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ "(3).
المنزلة الرابعة القرابة
قال تعالى عن لسان موسى: " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري "(4).
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبر في حديث المنزلة عن ثبوت جميع هذه المنازل القرآنية لهارون وغيرها وصرح عن ثبوتها جميعا لعلي ما عدا النبوة فقد استثناها ويبقى غير هذه المنزلة باقيا وثابتا لعلي (ع) وعلي بحكم حديث المنزلة خليفة لرسول الله (ص)، فيكون هذا الحديث نصا في الخلافة والإمامة والولاية بعد رسول الله, ومن جملة آثار هذه الخلافة: وجوب الطاعة المطلقة ووجوب الانقياد المطلق، والطاعة المطلقة والانقياد المطلق يستلزمان الإمامة والولاية المطلقة بحكم خلافته عن رسول الله، وبحكم تنزيله من رسول الله منزلة هارون من موسى.
ومن القرائن الأحاديث الشاهدة بوزارة علي (ع) لرسول الله، الحديث الذي ذكرناه في يوم الدار، يوم الإنذار، حيث قال: فأيكم يوآزرني على أمري هذا؟ قال علي: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له
____________
1- سورة مريم: 53.
2- سورة الفرقان: 35.
3- لأعراف: 142.
4- طه: 29.
وأطيعوا. وفي رواية الحلبي في سيرته: إجلس، فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي.
وعن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: اللهم إني أقول كما قال أخي موسى: "اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا، اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا"(1).
1- محاولة فاشلة:
أ- بعد أن عرفوا أن لا جدوى في المكابرة في أسانيد الحديث ودلالاته رأى بعض النواصب أن لا مناص من تحريف الحديث، ولكن ما أشنع تحريفه وما أقبح صنيعه، إنه حرف الحديث تحريفا لا يصدر من الكفار, كما في ترجمة حريز بن عثمان من تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وأيضا في كتاب تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني، يروون عن حريز قوله: هذا الذي يرويه الناس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، هذا حق، ولكن أخطأ السامع، يقول الراوي: قلت: ما هو؟ قال: إنما هو: أنت مني بمنزلة قارون من موسى، قلت: عمن ترويه؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر(2).
وحريز هذا من رجال الصحاح سوى مسلم، وكلهم يعتمدون عليه وينقلون عنه ويصححون خبره!!! كيف تكون صحاح وهي تنقل عن من يقول ذلك عن علي بن ابي طالب الصحابي الجليل والخليفة الشرعي الرابع في نظرهم وهم يكفرون من سب معاوية الطليق ويعتبرون رواياته غير مقبوله؟؟؟!!!.
____________
1- وفي المرقاة، الرياض النضرة: 3\118 , دار الكتب العلمية - بيروت.
وعن ابن مردويه وعن ابن عساكر وعن الخطيب البغدادي وغيرهم ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1 / 120 - 121 رقم 147، الدر المنثور 5 / 566 - دار الفكر - بيروت - 1403 هـ، - دار الكتب العلمية - بيروت.
2- تاريخ بغداد 8 / 268 رقم 4365 - دار الكتاب العربي، تهذيب التهذيب 2 / 209 - دار الفكر - 1404 هـ.
وعن أحمد بن حنبل أنه عندما سئل عن هذا الرجل قال: ثقة ثقة ثقة. والحال أنهم يذكرون بترجمة هذا الرجل: إنه كان يشتم عليا، ويتحامل عليه بشدة، نصوا على أنه كان ناصبيا، وأنه كان يقول: لا أحب عليا قتل آبائي، وكان يقول: لنا إمامنا - يعني معاوية - ولكم إمامكم - يعني عليا - وكان يلعن عليا بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة، وقد نقلوا عنه أشياء أخرى غير هذه الأشياء ومع ذلك يصححون خبره، وأحمد بن حنبل يكرر توثيقه: ثقة ثقة ثقة ويروي عنه البخاري وأصحاب الصحاح عدا مسلم ومن هنا يمكن للباحث الحر أن يعرف موازين هؤلاء ومعاييرهم في تصحيح الحديث وتوثيق الراوي، وأنهم كيف يتعاملون مع علي وأهل البيت ومع اعداء اهل البيت!! نعم ليس بعيد عليهم ان يقولوا انه ليس منافق فلا يبغض عليا وانما اجتهد فاخطاء كما برروا لقادة الجمل وصفين وكربلاء وو...!!! ولكننا نلفت اذهان القراء ان يستخدموا مشاعرهم وعقولهم في هل هذا عذر مقبول ام لافهذا نتركه على عاتق الباحث المنصف.
ب - عمد بعضهم إلى وضع حديث المنزلة للشيخين، فروى عن رسول الله (ص) إنه قال: أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى(1).
الجواب: أن ابن الجوزي يورد هذا الحديث في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ويقول: حديث لا يصح(2). ويقول الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال: هذا حديث منكر(3). ويعيد ذكره أيضا مرتين ويقول: خبر كذب(4). وابن حجر العسقلاني أيضا يكذب هذا الحديث في لسان الميزان(5).
وحينئذ لا يبقى مجال لاستناد أحد إلى هذا الحديث الموضوع الذي ينصون على ضعفه ووضعه وكذبه، بالاضافة انه غير موجود في شئ من الصحاح والمسانيد والسنن.
ج- لقد حاولوا حصر الخلافة في فترة غياب النبي ص في غزوة تبوك وقالوا: ان هارون لم يخلف موسى الا في فترة ذهابه.
والجواب:
____________
1- تاريخ بغداد 11 / 385 رقم 6257، كنوز الحقائق من حديث خير الخلائق - ط هامش الجامع الصغير - حرف الألف.
2- العلل المتناهية 1 / 199 رقم 312.
3- ميزان الاعتدال 5 / 473 رقم 6900 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1416 هـ.
4- ميزان الاعتدال 5 / 207 رقم 6015.
5- لسان الميزان 5 / 9 رقم 5828 - دار إحياء التراث العربي - بيروت -1416هـ.
1- لقد بينا آنفا منازل هارون من موسى وكلها ثابته للامام علي ع بالنص الا النبوة فقد استثنيت.
2- لقد نطق بحديث المنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله في موارد عديدة منها:
1- غزوة تبوك على ما مر تفصيله.
2- يوم غدير خم 3- يوم المؤاخاة كما أخرجه أحمد بإسناده عن محدوج بن زيد الباهلي قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار فبكى علي عليه السلام فقال رسول الله: ما يبكيك فقال: لم تواخ بيني وبين أحد. فقال: إنما ادخرتك لنفسي ثم قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى(1).
4-عندما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار أم سلمة إذ أقبل علي عليه السلام يريد الدخول على النبي (ص) فقال: يا أم سلمة هل تعرفين هذا؟ قالت: نعم. قال: هذا علي سيط لحمه بلحمي ودمه بدمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).
5- في غزوة الخندق(3).
6- وهناك مناسبات اخرى يطول ذكرها تؤكد ان الرسول ص كرر لفظ المنزلة في غير غزوة تبوك(4).
فثبت بطلان قول من حصر خلافة الامام علي ع بزمن دون اخر, وللحديث قرائن اخرى تدل على خلافة علي (ع) كالغدير وغيره مما تواتر عند الجميع فثبتت امامة الامام علي ع بعد رسول الله ص بلا فصل بالنص الصريح في عدة مناسبات.
د- الفضل ابن روز بهان لذي يقول: (إن كلمة خليفتي غير موجودة في مسند أحمد، وهي من إلحاقات الرافضة.
____________
1- راجع حديث الغدير والمؤاخاة.
2- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 / 78 ح 125 و 406، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 86، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 50 و 55 و 129 ط اسلامبول، مجمع الزوائد ج 9 / 111، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 168 ط الحيدرية وص 70 ط الغري، ميزان الاعتدال ج 2 / 3، فرائد السمطين ج 1 / 150.
3- راجع: غزوات النبي وحروب من هذا الكتاب.
4- راجع: خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 88 ط الحيدرية، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 / 338 ح 409 , كنز العمال ج 15 / 108 ح 307 ط 2. , ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 1 / 321 ح 401، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 19، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 110، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 202 ط اسلامبول وص 239 ط الحيدرية، كنز العمال ج 15 / 109 ح 310 ط 2، الرياض النضرة ج 2 / 207 و 215 ط 2.
نقول ان مسند أحمد موجودا بين أيدي القراء وسيجدون هذا الحديث في غير موضع من مسند أحمد بن حنبل والكلمة أيضا موجودة في رواية مسند أحمدفمن شاء فاليراجع وليجعل لعنة الله على الكاذبين(2).
ونختم مطاف المنزلة بكلام ملانا امير المؤمنين علي (ع) وهو يذكر بعض خصائصه وأوصافه في الخطبة القاصعة، كما في نهج البلاغة يقول (ع): "ولقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة بقول ولا خطلة في فعل، ولقد قرن الله به (ص) من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما. لاحظوا هذه الكلمة: أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه، فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته.
فقال الرسول لعلي: إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير، وإنك لعلى خير"(3).
نعم إن عليا وإن لم يكن بنبي لكنه رأى نور الوحي والرسالة وشم ريح النبوة, ولم يكن علي نبيا إلا أنه كان وزيرا، لمن؟ لرسول الله الذي هو أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين صلوات الله عليهم اجمعين.
____________
1- أنظر: دلائل الصدق 2 / 359.
2- مسند أحمد 1 / 111.
3- نهج البلاغة 2 / 182 - مطبعة الاستقامة بمصر (محمد عبدة).
الدليل الثامن عشر ما قاله رسول الله ص في علي ع في غزواته وحروبه:
ان في كل غزوة وسرية ومعركة تسجل للامام علي (ع)فضيلة او فضائل وتسجل لمن قدمهوهم عليه العامة هزيمة او رذيلة بل رذائل وهذا ما اوردته كتب التاريخ واليسر المعتبرة لدى اهل السنة.
اولا: حديث الراية المشهور كما جاء في مسند احمد وغيره أن رسول الله بعث أبا بكر بالناس فانهزم حتى رجع, وبعث عمر فانهزم بالناس حتى رجع(1). أما الواقدي فقد أشفق أن يقرن اسم أبي بكر وعمر مع الهزيمة والرجوع دون فعل شئ لذلك روى الخبر " (دفع الرسول لواءه إلى رجل من أصحابه المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا، ثم دفعه إلى آخر فرجع ولم يصنع شيئا, فقال النبي " لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار.. وفي الصباح نادى على علي بن أبي طالب وكان أرمدا لا يرى فتفل بعينه وأعطاه الراية"(2).
ولا ينكر أحدا من أهل الملة قول الرسول هذا ولا ينكر واقعة إعطاء النبي الراية لعلي بعد انهزام الشيخين احد, وبالرغم من كراهية القوم لعلي، وحقدهم عليه، وبراعتهم بتحريف الواقعات التاريخية إلا أنهم عجزوا عن إخفاء تلك الحقيقة أو تحريفها وأخذ علي الراية وهذا التصريح النبي بانه يحبه الله ورسوله وانه كرار غير فرار وان الله اعطاه بسطة من العلم والجسم, يقول الفخر الرازي في تفسيره لقوله تعالى: " أم حسبت أن أصحاب الكهف... " فتلقاه الحارث أخو مرحب في ثلة من رجاله وهجموا على المسلمين فانكشف المسلمون وثبت علي وحده وتمكن من قتل الحارث فرجع أصحاب الحارث إلى الحصن، وقهر يهود خيبر لأول مرة، ودنا
____________
1- راجع مسند الإمام أحمد ج 1 ص 99 والنسائي في خصائصه ج 5 وفي كنز العمال ج 6 ص 394 , والهيثمي في مجمعه ج 9 ص 124 و ص 123.
2- راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 653 , و راجع مسند الإمام أحمد ج 1 ص 99 وخصائص النسائي ص 5 وكنز العمال ج 6 ص 394 كما نقله عن ابن شيبة وابن حنبل، وابن ماجة، والبزار وابن جرير وصححه والطبراني في الأوسط والحاكم، والبيهقي في الدلائل ومستدرك الصحيحين ج 3 ص 437.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
اترك تعليق: