بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول تعالى في محكم كتابه العزيز:
(( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )) الرعد/11
ويقول:
(( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم )) الانفال/53
فيما تقدم من الآيات الكريمة نرى دلالة على ان هناك ارتباطا وثيقا لا يقبل الإنفصال بين الواقع الخارجي والحوادث الكونية و بين النفس الأنسانية و ما تضمره من نوايا وسجايا ، فإذا كانت النفوس مريضة و كان التعامل بين الناس تعاملاً ظالماً ، لا يرحم أحد الآخر و لا يراعي حقوقه ، فإن الله لا يرحم هذه الأمّة و يسلب البركات منها ، ولا تتغير أحوالهم إلا إذا غيّروا أنفسهم و تراحموا فيما بينهم و أقاموا العدالة في المجتمع ، قال تعالى :
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } النحل /112
وقال سبحانه :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } الأعراف/96
ومن يتمعن في مفاهيم هذه الآيات يرى جلياً إن العذاب لا ينزل والخيرات والبركات لا تزول إلا إذا كان هناك تجاهر بالفسق وظلم بين الناس وكفران بالنعم لأن الله لا يظلم أحداً ، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال :
{ و أيم الله ماكان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلابذنوب إجترحوها ، لأن الله ليس بظلام للعبيد . ولو إن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد وأصلح لهم كل فاسد } نهج البلاغة ج2/ص97
فالطريق الوحيد للخلاص من البلايا والعذاب الإلهي في الدنيا وإرجاع النعم الهاربة كالأمان والبركات هو اللجوء إلى الله جل وعلا مع الإستغفار والتوبة ، والتراحم فيما بين أبناء الأمة فهذا التغيير في النفوس هو الوحيد الذي يعيد السعادة المفقودة في البلد ، وقد نزل القرآن الكريم ليُحدث هذا التغيير في الأمة ويحث الناس عليه .
وكذلك بالنسبة الى القرآن الناطق وهم عترة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) فإن ثورة أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) كانت لتغيير الأمة آنذاك ، ولإحداث تغيير في كل نفس بل كل مجتمع عرف الحسين (عليه السلام) و أدرك أهداف ثورته و اهتدى بنهجه في الغيرة على العقيدة والدفاع عن الحق وترك التعصّب والتقليد الأعمى .
فالإمام الحسين (عليه السلام) كفيل بأن يغيير تلك النفوس لتكون مؤهلة لإستقبال النعم الإلهية والبركات والخيرات الدنيوية الموعودةبها إذا ما حصل ذلك التغيير ، ومن ثم الفوز بالنعيم في الآخرة .
وقد أحدث الإمام الحسين (عليه السلام) تغييراً عجيباً في قلوب أصحابه بعدما قرروا و أصرّوا على البقاء معه والدفاع عن الحق مهما كلّف ذلك ، فتحولت نفوسهم التي كانت كبقية البشر إلى نفوس طاهرة مقدسة عاشقة لا ترى إلا الله و لا تسعد إلا بطاعته و لقائه ، فنالوا سعادة الدنيا والآخرة .
من هنا فإننا إذا وجدنا أناساً مواظبين على قراءة القرآن ولكنهم لم يتغيروا و بقوا على ما هم عليه من الحسد والحقد و أمثاله من الأمراض النفسية فإننا نفهم بأن هؤلاء لم يستفيدوا من القرآن شيئاً .
وإذا وجدنا أناساً مبتلين بسوء الخلق ، و هم مشغولون بالشعائر الحسينية ، و مواظبون على زيارة الإمام الحسين ع و مهتمون بحضور المجالس الحسينية والبكاء على مصابه (عليه السلام) ، ومع ذلك لم تُحدث هذه الأمور تغييراً في نفوسهم ، فإننا ندرك بأن هؤلاء لم يحصلوا من كل ما قاموا به سوى التعب و العناء .
......................................
وفقنا الله وإياكم للهداية بنور القرآن ونور أهل البيت عليهم السلام
ورزقنا وإياكم علماً نافعاً وقلباً خاشعاً وعملاً زاكياً وصبراً جميلاً وأجراً جزيلاً
وشفاعة نبيه و آله الأكرام
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول تعالى في محكم كتابه العزيز:
(( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )) الرعد/11
ويقول:
(( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم )) الانفال/53
فيما تقدم من الآيات الكريمة نرى دلالة على ان هناك ارتباطا وثيقا لا يقبل الإنفصال بين الواقع الخارجي والحوادث الكونية و بين النفس الأنسانية و ما تضمره من نوايا وسجايا ، فإذا كانت النفوس مريضة و كان التعامل بين الناس تعاملاً ظالماً ، لا يرحم أحد الآخر و لا يراعي حقوقه ، فإن الله لا يرحم هذه الأمّة و يسلب البركات منها ، ولا تتغير أحوالهم إلا إذا غيّروا أنفسهم و تراحموا فيما بينهم و أقاموا العدالة في المجتمع ، قال تعالى :
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } النحل /112
وقال سبحانه :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } الأعراف/96
ومن يتمعن في مفاهيم هذه الآيات يرى جلياً إن العذاب لا ينزل والخيرات والبركات لا تزول إلا إذا كان هناك تجاهر بالفسق وظلم بين الناس وكفران بالنعم لأن الله لا يظلم أحداً ، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال :
{ و أيم الله ماكان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلابذنوب إجترحوها ، لأن الله ليس بظلام للعبيد . ولو إن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم ، فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد وأصلح لهم كل فاسد } نهج البلاغة ج2/ص97
فالطريق الوحيد للخلاص من البلايا والعذاب الإلهي في الدنيا وإرجاع النعم الهاربة كالأمان والبركات هو اللجوء إلى الله جل وعلا مع الإستغفار والتوبة ، والتراحم فيما بين أبناء الأمة فهذا التغيير في النفوس هو الوحيد الذي يعيد السعادة المفقودة في البلد ، وقد نزل القرآن الكريم ليُحدث هذا التغيير في الأمة ويحث الناس عليه .
وكذلك بالنسبة الى القرآن الناطق وهم عترة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) فإن ثورة أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) كانت لتغيير الأمة آنذاك ، ولإحداث تغيير في كل نفس بل كل مجتمع عرف الحسين (عليه السلام) و أدرك أهداف ثورته و اهتدى بنهجه في الغيرة على العقيدة والدفاع عن الحق وترك التعصّب والتقليد الأعمى .
فالإمام الحسين (عليه السلام) كفيل بأن يغيير تلك النفوس لتكون مؤهلة لإستقبال النعم الإلهية والبركات والخيرات الدنيوية الموعودةبها إذا ما حصل ذلك التغيير ، ومن ثم الفوز بالنعيم في الآخرة .
وقد أحدث الإمام الحسين (عليه السلام) تغييراً عجيباً في قلوب أصحابه بعدما قرروا و أصرّوا على البقاء معه والدفاع عن الحق مهما كلّف ذلك ، فتحولت نفوسهم التي كانت كبقية البشر إلى نفوس طاهرة مقدسة عاشقة لا ترى إلا الله و لا تسعد إلا بطاعته و لقائه ، فنالوا سعادة الدنيا والآخرة .
من هنا فإننا إذا وجدنا أناساً مواظبين على قراءة القرآن ولكنهم لم يتغيروا و بقوا على ما هم عليه من الحسد والحقد و أمثاله من الأمراض النفسية فإننا نفهم بأن هؤلاء لم يستفيدوا من القرآن شيئاً .
وإذا وجدنا أناساً مبتلين بسوء الخلق ، و هم مشغولون بالشعائر الحسينية ، و مواظبون على زيارة الإمام الحسين ع و مهتمون بحضور المجالس الحسينية والبكاء على مصابه (عليه السلام) ، ومع ذلك لم تُحدث هذه الأمور تغييراً في نفوسهم ، فإننا ندرك بأن هؤلاء لم يحصلوا من كل ما قاموا به سوى التعب و العناء .
......................................
وفقنا الله وإياكم للهداية بنور القرآن ونور أهل البيت عليهم السلام
ورزقنا وإياكم علماً نافعاً وقلباً خاشعاً وعملاً زاكياً وصبراً جميلاً وأجراً جزيلاً
وشفاعة نبيه و آله الأكرام
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين
تعليق