بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى في محكم كتابه المجيد
( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً )الفرقان/30
قد يرى البعض في هذه الآية إن هجر القرآن هو في ترك قراءته أو في عدم شرائه و وضعه في المنزل.
إلا أن الحق في ذلك هو أن هجر القرآن يكمن في ترك العمل به و مخالفة مفاهيمه ونسيان أهدافه الصحيحة ففي الآية لا نجد أن الرسول (صلى الله عليه وآله) يشتكي من عدم قراءة الكتاب المنزل ، بل أنه يشتكي من هجر الأمة لمفاهيم القرآن ودعوته و أوامره و نواهيه ، فالقرآن يقول ويدعو لأمر .. و الأمة تعمل أمراً أخر .
صحيح أن قراءة القرآن مستحبة ، و حمل القرآن يوجب الحفظ ، و وجوده في المنزل بركة ، و لكن ليس هذا هو الهدف الذي نزل القرآن من أجله ، فعظمة القرآن و مكانته لا تتلخص بهذه الأمور ، فالقرآن هو خلاصة ما أراد الله أن يوصله لعباده ، وهو ثمرة جهاد الأنبياء والأولياء ، وهو النور والفرقان الذي فيه تبيان كل شيء .
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) :
{ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه }بحارالأنوار
و يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) :
{ ذلك القرآن فاستنطقوه ........ ألا إن فيه علم ما يأتي و الحديث عن الماضي و دواء دائكم و نظم ما بينكم }نهج البلاغة
فالقرآن كفيل بإيصال الإنسان الى أرقى مراتب الكمال و الأخذ بيد المجتمع الى أسمى اشكال الصلاح و السعادة وذلك من خلال العمل به فلا ينبغي أن نقتصر على التبرك بكتاب الله وقراءته لمجرد الحصول على الثواب أو قراءته في مجالس الفاتحة و وضعه في المنزل أو السيارة للحفظ من البلاء وأمثال ذلك ...
إن المفروض والواجب أن يعيش القرآن معنا و يؤثر في كل جوانب حياتنا ونتفاعل معه ، فتكون حياتنا قرآنية .. و تكون أفكارنا و أعمالنا و أقوالنا كلها قرآنية ، وإلا فسنكون هاجرين للقرآن الكريــم ....
جعلنا الله وإياكم من الذاكرين ولم يجعلنا من الغافلين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليق