إنَّ الزوجة الصالحة كنز للمؤمن ، فعن ابن عباس قال : لما نزلت الآية : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) التوبة : 34 .
انطلق ثوبان فأتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فقال يا نبي الله ، إنه كبر على أصحابك هذه الآية .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ألاَ أُخْبِرُكَ بِخَيرِ مَا يَكْنُزُ المَرْءُ المَرْأةَ الصَّالِحَة الَّتِي إذا نَظَرَ إلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإذَا أمَرَهَا أطَاعَتْه ، وَإذَا غَابَ عَنْهَا حَفظَتْهُ ) .
طاعة الزوجة لزوجها سراً وعلانية فرض يقتضيه عقد الزواج ، وما من امرأة نبذت طاعة زوجها إلا وحلَّ بها الشقاء ، ولَحقها البلاء ، وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها ازداد الحُبُّ والولاء بينهما ، وتوارثه أبناؤهما .
فالأخلاق المألوفة إذا تمكَّنت صارت ملكات موروثة يأخذها البنون عن آبائهم ، والبنات عن أمهاتهن .
وقد حثَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) المرأة على تلك الطاعة فقال : ( ثَلاثٌ لا يمسُّهم النَّارُ : المَرأةُ المُطِيعَةُ لِزَوجِهَا ، والوَلدُ البَارُّ بِوالِدَيهِ ، والعَبْدُ القَاضِي حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوْلاهُ ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( جِهَادُ المَرْأةِ حُسْنُ التَبَعُّلِ ) .
والطاعة بمفردها دون حسن العشرة لا تكفي ، لأن المرأة ربَّما أطاعت زوجها وهي لا تحسن عشرته ، فتعمل ما يأمرها به ، ولا تبحث ما وراء ذلك .
بينما حسن العشرة أن تطيعه فيما يأمر ، وتظهر رغبتها الصادقة في ذلك ، فترسم على وجهها ابتسامة الرضا ، وتُسمعه أعذب الكلمات وتؤدي ، ذلك بحنان ورِقَّة .
والمرأة إن وعت معنى الطاعة وأدَّتها بحقها فإنها تملك قلب زوجها ، وتكسب ثقته ، ودوام حبِّه ، فيقابلها بأضعاف ما أعطَتْه ، حتى يصير الأمر كأنه هو الذي يطيعها ، ويلبِّي رغباتها .
وقليل من النساءِ من يفهَمْنَ ذلك ، وأقلُّ منهنَّ من تعمل به ، فلا شكَّ أن الطاعة تقوِّي أواصر المحبة بين الزوجين ، وعندما تحبُّ الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها .
وما ذلك إلا صورة عملية وإشعار لزوجها بالحب الذي استقرَّ في قلبها .
تعليق