نلتفت الى كثير من الامور في حياتنا لحلحلتها ونتلاوم في ما بيننا بل ومع انفسنا يزيد التلاوم والحرقه تأكلنا
لكن لا نعرف كيف نحلها؟
ومن أين نأتي بالحل لها مع إننا نرى الحلول بأعيننا ونعرفها فلا نفوضها
وربما تكون أحياناً جزاً من مصيبتنا التي نعيش رزيتها بسبب قلة أدراكنا لما يدور حولنا
ولربما تؤيدوني أخواني بما سأضعه هنا من إطلالات على مشاهد من واقعنا وهي
الاطلالة الاولى
الشعور باللا شعور
نعترف أننا نشعر بالحر والبرد والألم والحزن والفرح والقوة والضعف و...و...الخ
من المحسوسات التي لا تلمس مادياً بل نعرف وجودها وعدمه من خلال الشعور بها
وتحسسها بداخل النفس البشرية وقد يعتبر الانسان مريض بمرض لم يكتشف له دواء
وحتى لم يكتشفه أصلاً بعد
عند فقدانه لهذه الخاصيه لكن لم يعي الانسان انه ومنذ ان تواترت عليه الايام والاحداث وكبر
أخذ يصاب بجزء من هذه النوبه من اللاشعور ولم يحس بهذه الاصابه الخطيرة التي نابته
حتى أصبح معتاداً عليه ولا يفارقه في كثير من الضروف فعندما يتلى
قوله تعالى انه (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
نجد اننا في هذه النوبة غافلون وأننا لا نحس بالشعور الذي يجب أن يكون موجود بداخلنا
وعلينا أن نطبقه على الاخرين ما دمنا نطالب الاخرين بتطبيقه
فنقول (ان فاقد الشيء لا يعطيه)
فكيف للأخر أن يشعر بنا ويحس بما نرجوه منه ما لم نشعر به نحن ونحس بما يرجوه منا خصوصاً وأنا مربوطين على التوالي في هذا الشعور فأن لم نشعر لا يشعر
وان خلقنا روح الاحساس سيحس بما هو مناط به تجاهنا وهو حب لأخيك ما تحبه لنفسك
أذاَ فهل من نسي منا هذا الامر ؟
وهل من فكر منا بجدية الشعور والاحساس بالاخر كي لا يظلم ويقهر فلربما الذي يصيبه اليوم وانا راضي سيصيبني غداً
وأطلب منه عدم الرضى لكن كيف ذلك وقد فعلت انا ما طلبت منه
والنتيجه ان لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
فعلينا ان نُفَعلَ الحاسة الشعورية باللاشعور
الاطلالة الثانية
الأنين على الماضي
سمعت أحد الكتاب المعاصرون بقول في كلام له مضمونه ان الفرق بيننا وبين الغرب
انهم عرفوا كيف يطورن ما بدأ به المبدعون القدامى
من حيث أخذ الفكرة وتنميتها والسير قدماً الى الأمام دون البقاء واقفين على أطلال الماضي
والتفاخر في أنجازاته فهم لم يقفوا عند فكرة نيوتن مثلاً في أكتشافه لنظرية الجاذبية الارضية
بل جعلوا يطبقونها على كل حياتهم وأدخلوها في عدد كبير من التطبيقات العلمية والعملية
على عكس ما نهجناه نحن والذي كنا في يوم من الايام سادة العلم لفترة من الزمن
بتطورنا الحضاري والعلمي لكن بقينا بسكرة الماضي دون أن نسعى
لتطوير ما توصل أليه اسلافنا فعمل جابر أبن حيان على أكتشاف الكثير من النظريات
في الكيمياء لكنها بقية كما هي حتى أخذها الآخرون وصادروها بتطويرهم أيها .
وأعتقد هذا من حقهم فمن لا يجني ثمار الشجر لأنه شبع من أكلها على الآخرين
من كان منهم جائعاً ان يجني ويأكل ويشبع كما يشاء
لأن الواهب هو الله والموهوب له ليس محدداً بجنسية أو ديانة أو قومية أو عرق دون آخر
والفيصل هو العقل الذي يحمله الجنس البشري .
فأن نئن على الماضي علينا ان نئن على ما فات الماضين منا ونستفيد من عبرهم وأخطائهم
بدل أن نقول كنا وألان نحن لم نكن شيء مذكورا
بل اننا اليوم عبارة عن موجودات تؤدي عمليات فيزياوية
ونمارس حياة استهلاكية حتى وصلنا الى مرحة العجز وأصبحنا (تنابل):جمع (تنبل)
نغفو على مائدة الطعام وننتظر موعدها الآخر متى يحين لنجدد العهد معها مرة أخرى
والبعض منا يندب أيام العنف الذي عاشها مع زمرة من الأجلاف بتسلطه على رقاب الناس
واليوم أصبح مسلوب من تلك السلطة فجعل يثبط عزيمة الآخرين ويسخر منهم ليس لشيء
إلى لأنهم كانوا تحت سطوته واليوم تحرروا من قيده
فالماضي أداة الضعفاء والعمل الحاضر هو سلاح الاقوياء .
مقالي :حسن الرشيد
تعليق