مواقع التواصل الاجتماعي والتحولات السريعة
احمد جويد
نتيجةً للعقود المظلمة التي مرت بها الشعوب العربية جراء بقائها رازحة تحت ظلم دكتاتوريات مقيتة، ونتيجة لفشل أحزاب المعارضة بمختلف أيدلوجياتها ومسمياتها في تحقيق تغيير ولو بسيط على ارض الواقع السياسي العربي، ضن الكثيرون بأن الشعوب العربية قد ماتت ولا تقوى على تحريك ساكناً، بل ولا تجرؤ بالتفكر في تغير الأنظمة السياسية العربية في ظل قمع واستبداد الحكومات الدكتاتورية المرتبطة بالغرب وإسرائيل في علاقات قوية ومتينة.
وقد استطاعت بعض الدكتاتوريات العربية النجاح في جعل مجتمعاتها تعيش بحالة من الانغلاق والعزلة الفكرية وذلك من خلال الترويج لفكرة (انحراف المجتمعات وميوعة الشباب)، وللأسف الشديد ساهم عدد من رجال الدين بعلم أو من بدون علم لهذا الترويج بتحذيرهم الشباب من مخاطر (الستلايت والانترنيت) لأنهما أدوات (شيطانية على حد وصفهم)، تؤدي بالمجتمع نحو الانحراف والهاوية وتجعل الشباب العربي ذي الغالبية المسلمة يتشبه بالشباب الغربي المتميع.
الأمر الذي سهل على الأنظمة الدكتاتورية العربية من السيطرة على جميع المنافذ التي من خلالها يطلع الإنسان العربي على حقائق ومجريات الأمور، حتى وصل الأمر بـ(عبد الله المؤمن) خلال "حملته الإيمانية" بحرمان الشعب العراقي من ابسط أنواع الاتصال مع دول الخارج رغم رقابته المشددة عليها فضلاً عن منعه التام (للستلايت والانترنت).
أما البعض الآخر من الحكام وتحت ضغوط خارجية سمح بهذه الوسائل في الانتشار ضناً منه بأنها سوف تكون وسيلة إلهاء للشباب تصرف عقولهم وتفكيرهم إلى أشياء أخرى بعيدة عن الواقع السياسي، إلا أن النتائج جاءت على عكس ما كان يتوقعه الحكام العرب ومستشاريهم، وجاءت السياسة على رأس الأولويات وفي مقدمة المواضيع التي يتم طرحها وتبادلها عبر هذا الموقع، ومن دون تخطيط مسبق للوصول إلى النتائج المذهلة من تغيير الأنظمة الدكتاتورية وإجبار الأخرى على تقديم تنازلات كبيرة.
البداية كانت مع طرح بعض الهموم المعيشية والتضييق على الحريات المدنية من قبل مستخدمي (الفيس بوك)، ثم تطور الأمر شيئاً فشيئاً حتى وصول إلى الطموح بأهداف أكبر انتهت بما أصبح عليه الحال اليوم من تهديد يقض مضاجع جميع الدكتاتوريات في المنطقة العربية.
روج البعض ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة في بعض وسائل الإعلام على إن (الفيس بوك)عبارة عن مؤامرة "امبريالية أمريكية صهيونية" الهدف منها إضعاف "الأمة العربية"، وهو في الواقع يمثل نتيجة الفشل الكبير الذي أفرزته سياسات الأنظمة البالية في التعامل مع أبناء شعبها والنهوض ببلدانها، وإن المؤامرة الحقيقية هي ذلك الظلم الذي تعرضت له الشعوب من تفرد بالحكم واستبداد بالرأي وكبت للحريات وتفرد في اتخاذ القرار، بدليل إن جميع الدول التي تعرضت للتظاهر والاحتجاج هي مرتبطة بعلاقات ومعاهدات وثيقة بأمريكا وإسرائيل.
ومثل هذه الترهات استخدمتها الأنظمة الدكتاتورية العربية ضد جميع الأحزاب المعارضة بوصفهم عملاء ينفذون أجندة خارجية، وللأسف استطاعوا القضاء على العديد من الأحزاب والجهات المعارضة لحكمهم عبر هذا التلفيق، إلا أنهم اليوم لم يستطيعوا فعل شيء أمام حركة (حزب الفيس بوك) رغم نجاحهم باستخدام نفس الأساليب ضد الأحزاب التقليدية.
الحقيقة إن أغلب الأنظمة العربية أرادت أن تسيطر على شعوبها والبقاء في سدة الحكم أطول مدة ممكنة من خلال عاملين:
الأول: إبعاد الناس عن كل ما من شأنه رفع درجة الوعي لدى المجتمع، وذلك بالإبقاء على حالة الجهل والأمية لدى أغلب شرائح المجتمع وبالتالي من السهل السيطرة على المجتمع الجاهل.
الثاني: تشديد القيود على جميع منافذ الاتصال بالعالم الخارجي وجعل المجتمع منغلقاً ومنعزلاً عن المحيط الدولي وجعله ينظر إلى ما حوله من خلال عين الحاكم.
ويصاحب هذان العاملان ما تستخدمه الأنظمة الدكتاتورية من وسائل قمع وإرهاب ضد كل من يحاول القفز على أنظمتها، فكانت الوثائق التي تم نشرها في (ويكيليكس) قد مثلت الهزة الأولى من بداية الرعب للأنظمة العربية بواسطة "الشبكة العنكبوتية" التي كشفت الكثير من الحقائق ورفعت الأقنعة عن أغلب الوجوه، فبان معها جزء من الحقيقة، ليأتي بعدها (الفيس بوك) ويشكل خلاياه "الحزبية" من فئة الشباب للمضي في طريق التغيير الذي عجز عن تحقيقه الأخوان في مصر لأكثر من خمسين سنة والحركات المتطرفة والأحزاب اليسارية في تونس واليمن وليبيا وغيرها من الدول التي سوف يجتاحها التغيير.
الخلاصة: إن الواقع فرض علينا ووضعنا أمام حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها، وهي إن العالم أصبح كالقرية الواحدة وإنه لا يمكن لشعب من الشعوب أن يعيش بمعزل عن الآخر، وبذلك يجب التعاطي مع تكنولوجيا العصر ومنها الانترنت على أنها ضرورة حياتية يجب أن تستغل بشكل ايجابي وحضاري يحقق لكل أمة أهدافها وينشر رسالتها ويُعَرِف برؤيتها، لا أن نتصدى لكل جديد بالاتهام والتشكيك فالإنسان يستطيع أن يسخر أي شيء ايجابياً أو سلبياً وليس التكنولوجيا لوحدها.
نتيجةً للعقود المظلمة التي مرت بها الشعوب العربية جراء بقائها رازحة تحت ظلم دكتاتوريات مقيتة، ونتيجة لفشل أحزاب المعارضة بمختلف أيدلوجياتها ومسمياتها في تحقيق تغيير ولو بسيط على ارض الواقع السياسي العربي، ضن الكثيرون بأن الشعوب العربية قد ماتت ولا تقوى على تحريك ساكناً، بل ولا تجرؤ بالتفكر في تغير الأنظمة السياسية العربية في ظل قمع واستبداد الحكومات الدكتاتورية المرتبطة بالغرب وإسرائيل في علاقات قوية ومتينة.
وقد استطاعت بعض الدكتاتوريات العربية النجاح في جعل مجتمعاتها تعيش بحالة من الانغلاق والعزلة الفكرية وذلك من خلال الترويج لفكرة (انحراف المجتمعات وميوعة الشباب)، وللأسف الشديد ساهم عدد من رجال الدين بعلم أو من بدون علم لهذا الترويج بتحذيرهم الشباب من مخاطر (الستلايت والانترنيت) لأنهما أدوات (شيطانية على حد وصفهم)، تؤدي بالمجتمع نحو الانحراف والهاوية وتجعل الشباب العربي ذي الغالبية المسلمة يتشبه بالشباب الغربي المتميع.
الأمر الذي سهل على الأنظمة الدكتاتورية العربية من السيطرة على جميع المنافذ التي من خلالها يطلع الإنسان العربي على حقائق ومجريات الأمور، حتى وصل الأمر بـ(عبد الله المؤمن) خلال "حملته الإيمانية" بحرمان الشعب العراقي من ابسط أنواع الاتصال مع دول الخارج رغم رقابته المشددة عليها فضلاً عن منعه التام (للستلايت والانترنت).
أما البعض الآخر من الحكام وتحت ضغوط خارجية سمح بهذه الوسائل في الانتشار ضناً منه بأنها سوف تكون وسيلة إلهاء للشباب تصرف عقولهم وتفكيرهم إلى أشياء أخرى بعيدة عن الواقع السياسي، إلا أن النتائج جاءت على عكس ما كان يتوقعه الحكام العرب ومستشاريهم، وجاءت السياسة على رأس الأولويات وفي مقدمة المواضيع التي يتم طرحها وتبادلها عبر هذا الموقع، ومن دون تخطيط مسبق للوصول إلى النتائج المذهلة من تغيير الأنظمة الدكتاتورية وإجبار الأخرى على تقديم تنازلات كبيرة.
البداية كانت مع طرح بعض الهموم المعيشية والتضييق على الحريات المدنية من قبل مستخدمي (الفيس بوك)، ثم تطور الأمر شيئاً فشيئاً حتى وصول إلى الطموح بأهداف أكبر انتهت بما أصبح عليه الحال اليوم من تهديد يقض مضاجع جميع الدكتاتوريات في المنطقة العربية.
روج البعض ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة في بعض وسائل الإعلام على إن (الفيس بوك)عبارة عن مؤامرة "امبريالية أمريكية صهيونية" الهدف منها إضعاف "الأمة العربية"، وهو في الواقع يمثل نتيجة الفشل الكبير الذي أفرزته سياسات الأنظمة البالية في التعامل مع أبناء شعبها والنهوض ببلدانها، وإن المؤامرة الحقيقية هي ذلك الظلم الذي تعرضت له الشعوب من تفرد بالحكم واستبداد بالرأي وكبت للحريات وتفرد في اتخاذ القرار، بدليل إن جميع الدول التي تعرضت للتظاهر والاحتجاج هي مرتبطة بعلاقات ومعاهدات وثيقة بأمريكا وإسرائيل.
ومثل هذه الترهات استخدمتها الأنظمة الدكتاتورية العربية ضد جميع الأحزاب المعارضة بوصفهم عملاء ينفذون أجندة خارجية، وللأسف استطاعوا القضاء على العديد من الأحزاب والجهات المعارضة لحكمهم عبر هذا التلفيق، إلا أنهم اليوم لم يستطيعوا فعل شيء أمام حركة (حزب الفيس بوك) رغم نجاحهم باستخدام نفس الأساليب ضد الأحزاب التقليدية.
الحقيقة إن أغلب الأنظمة العربية أرادت أن تسيطر على شعوبها والبقاء في سدة الحكم أطول مدة ممكنة من خلال عاملين:
الأول: إبعاد الناس عن كل ما من شأنه رفع درجة الوعي لدى المجتمع، وذلك بالإبقاء على حالة الجهل والأمية لدى أغلب شرائح المجتمع وبالتالي من السهل السيطرة على المجتمع الجاهل.
الثاني: تشديد القيود على جميع منافذ الاتصال بالعالم الخارجي وجعل المجتمع منغلقاً ومنعزلاً عن المحيط الدولي وجعله ينظر إلى ما حوله من خلال عين الحاكم.
ويصاحب هذان العاملان ما تستخدمه الأنظمة الدكتاتورية من وسائل قمع وإرهاب ضد كل من يحاول القفز على أنظمتها، فكانت الوثائق التي تم نشرها في (ويكيليكس) قد مثلت الهزة الأولى من بداية الرعب للأنظمة العربية بواسطة "الشبكة العنكبوتية" التي كشفت الكثير من الحقائق ورفعت الأقنعة عن أغلب الوجوه، فبان معها جزء من الحقيقة، ليأتي بعدها (الفيس بوك) ويشكل خلاياه "الحزبية" من فئة الشباب للمضي في طريق التغيير الذي عجز عن تحقيقه الأخوان في مصر لأكثر من خمسين سنة والحركات المتطرفة والأحزاب اليسارية في تونس واليمن وليبيا وغيرها من الدول التي سوف يجتاحها التغيير.
الخلاصة: إن الواقع فرض علينا ووضعنا أمام حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها، وهي إن العالم أصبح كالقرية الواحدة وإنه لا يمكن لشعب من الشعوب أن يعيش بمعزل عن الآخر، وبذلك يجب التعاطي مع تكنولوجيا العصر ومنها الانترنت على أنها ضرورة حياتية يجب أن تستغل بشكل ايجابي وحضاري يحقق لكل أمة أهدافها وينشر رسالتها ويُعَرِف برؤيتها، لا أن نتصدى لكل جديد بالاتهام والتشكيك فالإنسان يستطيع أن يسخر أي شيء ايجابياً أو سلبياً وليس التكنولوجيا لوحدها.
تعليق