بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزهراء
في منطق الرسالة الإسلامية
1ـ في نظر القرآن الكريم
2ـ في ظلال السُنّة الشريفة
===============
( 72 )
1
في نظر القرآن الكريم
وحين تشكل الزهراء ( عليها السلام ) المدرسة الإسلامية الكبرى في حياة الرّسالة والأُمّة بصفتها غرس النبوة الوحيدة الذي تولّى إنجاب خلفاء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الشرعيين المتمثّلين بأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . وحين تكون الزّهراء ( عليها السلام ) النافذة الوحيدة التي يطلُّ منها القادة الحقيقيون على الإنسانية ، فلابد للإسلام أن يولي مدرسته ـ هذه ـ كثيراً من الأهتمام والعناية ليجعل أُمته أكثر قدرة على سلوك السبيل الألحب المتمثل باتّباع أهل بيت الرسالة ( عليهم السلام ).
والقرآن الكريم ـ وهو دستور الأُمّة الخالد ـ قد أولى فاطمة الزّهراء ( عليها السلام ) عنايته وأبرز قيمتها ومعالم شخصيّتها في كثير من آياته . وإذا شاء الباحثون أن يستوعبوا هذه الآيات دراسة واستقراءً لأصطروا إلى تأليف كتابٍ ضخم لتحقيق هذا الهدف ، ولذا فإنّنا حين نتعرّض للحديث عن مقام الزهراء ( عليها السلام ) في نظر القرآن ، فلابد لنا أن نلتزم جانباً من الإيجاز ما دام الأمر يحاج إلى كثير جهد وبذل وقت طويل . ولنكتف بسرد الآيات الآتية :
1ـ « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »(1).
اجمع المؤرّخون وأهل التفسير ـ من الصّحابة والتابعين ـ على أن هذه الآية
____________
(1) سورة الاحزاب آية | 33.
===============
( 73 )
نزلت في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام )(1) فقد ورد عن أُمّ سلمة ( رض ) : أنها قالت : إنّ هذه الآية نزلت في بيتي ، إذ أن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وجلّلهم بعباءةٍ خيبرية ، ثم قال : « الّلهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً » ، فنزل قوله تعالى : « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ».
وقد هزّ أُمّ سلمة الشوق على أن تكون معهم ، فقالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) « هل أنا من أهل بيتك ؟». قال : « لا ولكنّك على خير ».
وحين يلقي المتتبع نظرة فاحصة على هذا الحديث الذي ترويه أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة ، وحين يطّلع على مكانة أُمّ سلمة ـ نفسها ـ في الإسلام ومكانتها الرفيعة عند الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يتّضح له السّر الذي دفع الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى عدم حشرها في أهل بيته ( عليهم السلام ).
فأمُّ سلمة هي التي يكلّفها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بأُمور خاصّة دون غيرها من نسائه لتتولاها ، فهو يكلّفها بتربية فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أُمّها ، وهي التي تتولى مهمّة زفافها ورعايتها ، كما أنّ كثيراً من الحوادث التي عاشها بيت الرّسالة ـ أفراحاً كانت أم أتراحاً ـ كان لأُمّ سلمة حظٌ وافر فيها . والتأريخ يمتلىء بشواهد جمّة ، كلُّها تسبغ على هذه الإمرأة الجليلة إطاراً من القدسية والقدم في الإسلام والإخلاص للرسول ( صلى الله عليه وآله ) . ولكنّ هذه المكانة الرّفيعة التي تتمتّع بها أُمّ المؤمنين أم سلمة لم ترفعها إلى الدّرجة التي وصلها أهل البيت ( عليهم السلام ) لأنّ أهل البيت لهم درجتهم الخاصّة ونصيبهم الخاص من الكرامة الإلهية مما جعل القرآن الكريم يفرد لهم صفة إذهاب الرّجس عنهم ، فهم بعيدون عن كلّ خلق ونشاط وتحرُك وسكون لا يمتُ إلى رسالة السّماء بصلة ، فقد انطبع فكرهم وإدراكاتهم وكافّة ألوان نشاطاتهم وعواطفهم بلون الرّسالة الإلهية المقدّسة ، حتى عادوا إسلاماً يسير على الأرض. ولهذا أعطى الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) أُمّ سلمة مقامها الذي يختلف في علوّ منزلته عن مقام أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فهي على خير ، ولكنّها لا تبلغ ذلك المقام السّامي ، مع أنّها
____________
(1) إعلام الورى | الطبرسي ، فضائل الخمسة من الصّحاح الستة.
===============
( 74 )
مّمن أنعم الله عليها بدرجة عالية من الإيمان ولم يعرف عنها : أنّها خالفت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في حياته ، أو مماته ، أو خالفت معالم التشريع في جانب من سلوكها.
والرواية ـ على هذا الأساس ـ تتحفنا نتيجة منطقية : أنّ آية التطهير ما نزلت إلاّ في الزهراء وأهل بيتها ، وليس لأزواج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) نصيب فيها ـ كما يدّعي البعض ـ لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) رفض حشر أكثر ازواجه تقى ، وأعلاهنّ مقاماً في الإسلام في أهل بيته ، والإنخراط في سلكهم ، فكيف تكون الآية قد خصّت الأُخريات من نسائه ؟
وهكذا ترسم لنا الآية الكريمة أنّها تعيش في إطار بيت الزهراء ( عليها السلام ) دون أن تخرج إلى مدار أوسع ، وفقاً لما قرّره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في محاورته لأُمّ سلمة ، وإجابته على طلبها بالنفي مع كونها على خير.
2ـ : « فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبته فنجعل لعنة الله على الكاذبين »(1).
وهذه الآية المباركة نزلت في واقعة تأريخية حسّاسة جرت بين معسكر الإيمان الفتيّ في يثرب ، ومعسكر الضّالين عن درب الهداية المتمثّل بنصارى نجران وغيرهم.
والتأريخ الإسلامي يعرض في هذه الواقعة كيف تنهزم قوى الضّلال أمام قوى الإيمان المسدّدة من الله جبّار السماوات والأرض.
وتتلخّص الحادثة في : أنّ وفداً من نصارى نجران قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان فيهم السيد والعاقب والقس والحارث ، وأسقفهم عبد المسيح بن يونان ، وقد جرت بين ممثّلي المعسكرين محاورة قصيرة 2).
الأسقف : « يا أبا القاسم ، موسى من أبوه ؟ ».
الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) : « عمران ».
____________
(1) سورة آل عمران آية | 61.
(2) مناقب آل أبي طالب.
===============
( 75 )
الأسقف : فيوسف ، من أبوه ؟
الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) : يعقوب.
الأسقف : فأنت من أبوك ؟
الرّسول ( صلى الله عليه وآله ): أبي عبدالله بن عبد المطلب.
الأسقف : فعيسى من أبوه ؟
ـ وحين يسأل الأسقف هذا السؤال فكأنّما أراد أن يقول للرسول ( صلى الله عليه وآله ) : فما دام لكلّ نبي أو لكلّ رجل من الذين ذكرت أب ، فلماذا تنكرون علينا قولنا ـ نحن النّصارى ـ ؟ وانطلاقا من هذه الحقيقة : أنّ لعيسى أباً هو الله تعالى ـ.
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : يطرق قليلاً ليوكل الرأي الى السماء لتعطي الرأي الحاسم في المسألة ، فتعلن حقيقة خلق عيسى كخلق آدم ـ من قبل ـ وهو مّما أتفق الطرفان على شكل خلقه : « إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون »(1).
الأسقف : ـ والذهول يستولي على كلّ جانحة فيه ـ:
أتزعم أنّ الله اوحى إليك أنّ عيسى خلق من تراب لا نجد هذا فيما أُوحي إلينا ولا يجده اليهود فيما أُوحي إليهم.
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يتلقى بلاغاً جديداً من السّماء ، فيتلوه عليهم :
« فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ».
الأسقف : لقد أنصفتنا ـ يا أبا القاسم ـ فمتى نباهلك ؟
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالغداة إن شاء الله .
وينصرف وفد النصارى ، وهو على موعد للعودة من جديد لكي يباهل الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) فيظهر الحق ويزهق الباطل.
____________
(1) سورة آل عمران آية | 59.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزهراء
في منطق الرسالة الإسلامية
1ـ في نظر القرآن الكريم
2ـ في ظلال السُنّة الشريفة
===============
( 72 )
1
في نظر القرآن الكريم
وحين تشكل الزهراء ( عليها السلام ) المدرسة الإسلامية الكبرى في حياة الرّسالة والأُمّة بصفتها غرس النبوة الوحيدة الذي تولّى إنجاب خلفاء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الشرعيين المتمثّلين بأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . وحين تكون الزّهراء ( عليها السلام ) النافذة الوحيدة التي يطلُّ منها القادة الحقيقيون على الإنسانية ، فلابد للإسلام أن يولي مدرسته ـ هذه ـ كثيراً من الأهتمام والعناية ليجعل أُمته أكثر قدرة على سلوك السبيل الألحب المتمثل باتّباع أهل بيت الرسالة ( عليهم السلام ).
والقرآن الكريم ـ وهو دستور الأُمّة الخالد ـ قد أولى فاطمة الزّهراء ( عليها السلام ) عنايته وأبرز قيمتها ومعالم شخصيّتها في كثير من آياته . وإذا شاء الباحثون أن يستوعبوا هذه الآيات دراسة واستقراءً لأصطروا إلى تأليف كتابٍ ضخم لتحقيق هذا الهدف ، ولذا فإنّنا حين نتعرّض للحديث عن مقام الزهراء ( عليها السلام ) في نظر القرآن ، فلابد لنا أن نلتزم جانباً من الإيجاز ما دام الأمر يحاج إلى كثير جهد وبذل وقت طويل . ولنكتف بسرد الآيات الآتية :
1ـ « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »(1).
اجمع المؤرّخون وأهل التفسير ـ من الصّحابة والتابعين ـ على أن هذه الآية
____________
(1) سورة الاحزاب آية | 33.
===============
( 73 )
نزلت في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام )(1) فقد ورد عن أُمّ سلمة ( رض ) : أنها قالت : إنّ هذه الآية نزلت في بيتي ، إذ أن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) وجلّلهم بعباءةٍ خيبرية ، ثم قال : « الّلهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً » ، فنزل قوله تعالى : « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ».
وقد هزّ أُمّ سلمة الشوق على أن تكون معهم ، فقالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) « هل أنا من أهل بيتك ؟». قال : « لا ولكنّك على خير ».
وحين يلقي المتتبع نظرة فاحصة على هذا الحديث الذي ترويه أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة ، وحين يطّلع على مكانة أُمّ سلمة ـ نفسها ـ في الإسلام ومكانتها الرفيعة عند الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يتّضح له السّر الذي دفع الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى عدم حشرها في أهل بيته ( عليهم السلام ).
فأمُّ سلمة هي التي يكلّفها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بأُمور خاصّة دون غيرها من نسائه لتتولاها ، فهو يكلّفها بتربية فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أُمّها ، وهي التي تتولى مهمّة زفافها ورعايتها ، كما أنّ كثيراً من الحوادث التي عاشها بيت الرّسالة ـ أفراحاً كانت أم أتراحاً ـ كان لأُمّ سلمة حظٌ وافر فيها . والتأريخ يمتلىء بشواهد جمّة ، كلُّها تسبغ على هذه الإمرأة الجليلة إطاراً من القدسية والقدم في الإسلام والإخلاص للرسول ( صلى الله عليه وآله ) . ولكنّ هذه المكانة الرّفيعة التي تتمتّع بها أُمّ المؤمنين أم سلمة لم ترفعها إلى الدّرجة التي وصلها أهل البيت ( عليهم السلام ) لأنّ أهل البيت لهم درجتهم الخاصّة ونصيبهم الخاص من الكرامة الإلهية مما جعل القرآن الكريم يفرد لهم صفة إذهاب الرّجس عنهم ، فهم بعيدون عن كلّ خلق ونشاط وتحرُك وسكون لا يمتُ إلى رسالة السّماء بصلة ، فقد انطبع فكرهم وإدراكاتهم وكافّة ألوان نشاطاتهم وعواطفهم بلون الرّسالة الإلهية المقدّسة ، حتى عادوا إسلاماً يسير على الأرض. ولهذا أعطى الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) أُمّ سلمة مقامها الذي يختلف في علوّ منزلته عن مقام أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فهي على خير ، ولكنّها لا تبلغ ذلك المقام السّامي ، مع أنّها
____________
(1) إعلام الورى | الطبرسي ، فضائل الخمسة من الصّحاح الستة.
===============
( 74 )
مّمن أنعم الله عليها بدرجة عالية من الإيمان ولم يعرف عنها : أنّها خالفت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في حياته ، أو مماته ، أو خالفت معالم التشريع في جانب من سلوكها.
والرواية ـ على هذا الأساس ـ تتحفنا نتيجة منطقية : أنّ آية التطهير ما نزلت إلاّ في الزهراء وأهل بيتها ، وليس لأزواج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) نصيب فيها ـ كما يدّعي البعض ـ لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) رفض حشر أكثر ازواجه تقى ، وأعلاهنّ مقاماً في الإسلام في أهل بيته ، والإنخراط في سلكهم ، فكيف تكون الآية قد خصّت الأُخريات من نسائه ؟
وهكذا ترسم لنا الآية الكريمة أنّها تعيش في إطار بيت الزهراء ( عليها السلام ) دون أن تخرج إلى مدار أوسع ، وفقاً لما قرّره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في محاورته لأُمّ سلمة ، وإجابته على طلبها بالنفي مع كونها على خير.
2ـ : « فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبته فنجعل لعنة الله على الكاذبين »(1).
وهذه الآية المباركة نزلت في واقعة تأريخية حسّاسة جرت بين معسكر الإيمان الفتيّ في يثرب ، ومعسكر الضّالين عن درب الهداية المتمثّل بنصارى نجران وغيرهم.
والتأريخ الإسلامي يعرض في هذه الواقعة كيف تنهزم قوى الضّلال أمام قوى الإيمان المسدّدة من الله جبّار السماوات والأرض.
وتتلخّص الحادثة في : أنّ وفداً من نصارى نجران قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان فيهم السيد والعاقب والقس والحارث ، وأسقفهم عبد المسيح بن يونان ، وقد جرت بين ممثّلي المعسكرين محاورة قصيرة 2).
الأسقف : « يا أبا القاسم ، موسى من أبوه ؟ ».
الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) : « عمران ».
____________
(1) سورة آل عمران آية | 61.
(2) مناقب آل أبي طالب.
===============
( 75 )
الأسقف : فيوسف ، من أبوه ؟
الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) : يعقوب.
الأسقف : فأنت من أبوك ؟
الرّسول ( صلى الله عليه وآله ): أبي عبدالله بن عبد المطلب.
الأسقف : فعيسى من أبوه ؟
ـ وحين يسأل الأسقف هذا السؤال فكأنّما أراد أن يقول للرسول ( صلى الله عليه وآله ) : فما دام لكلّ نبي أو لكلّ رجل من الذين ذكرت أب ، فلماذا تنكرون علينا قولنا ـ نحن النّصارى ـ ؟ وانطلاقا من هذه الحقيقة : أنّ لعيسى أباً هو الله تعالى ـ.
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : يطرق قليلاً ليوكل الرأي الى السماء لتعطي الرأي الحاسم في المسألة ، فتعلن حقيقة خلق عيسى كخلق آدم ـ من قبل ـ وهو مّما أتفق الطرفان على شكل خلقه : « إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون »(1).
الأسقف : ـ والذهول يستولي على كلّ جانحة فيه ـ:
أتزعم أنّ الله اوحى إليك أنّ عيسى خلق من تراب لا نجد هذا فيما أُوحي إلينا ولا يجده اليهود فيما أُوحي إليهم.
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يتلقى بلاغاً جديداً من السّماء ، فيتلوه عليهم :
« فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ».
الأسقف : لقد أنصفتنا ـ يا أبا القاسم ـ فمتى نباهلك ؟
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالغداة إن شاء الله .
وينصرف وفد النصارى ، وهو على موعد للعودة من جديد لكي يباهل الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) فيظهر الحق ويزهق الباطل.
____________
(1) سورة آل عمران آية | 59.
تعليق