علي عليه السلام والراهب
لما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ، واستقر الأمر بعده في الخلافة ابو بكر
فبينما هو ذات يوم جالس بعد صلاة الظهر في محرابه ، وهو يُحدث بما سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذ أقبل عليه من الشام راهب ومعه ألف راهب
فوقفت جميع الرهبان على باب المسجد وقال كبيرهم
الراهب : السلام عليك يا خليفة رسول الله
أبو بكر : السلام على من اتبع الهدى ، وخشي عواقب الردى ، وأطاع الملك الأعلى
وصدق نبوة محمد المصطفى ، فيما أتيت يا راهب ؟
الراهب : أتيتُ من الشام أنا وهؤلاء الرهبان نسألك عن مسائل وجدناها
في كتب آبائنا وأجدادنا ، فإن شرحتها كما هي عندنا آمنا وصدقنا ،
وعلمنا أن صاحبك محمد نبي كريم من إله السماء
أبو بكر : اسأل عما شئت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فسأل الراهب الأسئلة التي أراد
لما سمع أبو بكر هذه المسائل من الراهب
قال أبو بكر : يا أصحاب محمد هل سمعتم ما قال الراهب ؟
الأصحاب : نعم
أبو بكر : في مثل هذا يحتاج إلى حضور علي فإني سمعتُ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يقول :
(انا مدينة العلم وعلي بابها)
فبعث إلى علي بن أبي طالب بسلمان الفارسي وقال
علي : يا سلمان .... الا يكون حضر الراهب والرهبان معه ؟
سلمان : نعم يا ابن عم رسول الله ، من أعلمك بذلك ؟
علي : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحضورهم في مثل هذا اليوم
قال سلمان : فلما وصل علي بن ابي طالب باب المسجد تلقاه أبو بكر ، ونهض القوم قياماً ، والراهب والرهبان ينظرون
إلى علي بن أبي طالب فسلم على القوم ، وجلس في المحراب
عند ذلك نظر علي إلى الراهب وقال :
علي : أنت شرخبيل بن شرخبيل الشام !!!! فبهت الراهب
الراهب : العجب منك !!!!! من أخبرك باسمي ؟
علي : اخبرني ابن عمي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الراهب : الا يكون انت الطاعن بالرمحين الضارب بالسيفين في غزوة بدر وحنين ؟
علي : نعم
الراهب : اعلم يا فتى إنا وجدنا في كتبنا مسائل ونود شرحها لنا
علي : اسال كما شئت ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
قال سلمان فقص الراهب المسائل على علي كما قصها من قبل على فلما فرغ الراهب قال له علي
علي : يا راهب اذا شرحت لك هذه المسائل ما الذي يكون لي عليك ؟
الراهب : الذي تقول انت يا فتي
علي : اطلب منك ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله
الراهب : لك ذلك يا فتى