الإعلام والنظرية الإسلامية
ان العملية الاعلامية داخل النظرية الاسلامية اليوم تتوسط بين عناصر العملية التواصلية بين المرسل والمستقبل والتي بدورها خلقت توازنا يمكن عن طريقه توجيه الجمهور إلى الهدف او الغاية المرجوة من تلك التحليلات المقدمة والعرض المسبق لأي مادة اعلامية، لذلك كان على المرسل ان يكون واعيا ويقظا لكل ما يقدمه بغية تحقق الموضوعية الهادفة التي تحقق الاستقرار للمجتمع الاسلامي اليوم من خلال احساس الانسان الفرد بعقله ووعيه التكاملي دون تأثيرات المرسل، الأمر الذي سيخلق حالة من الطمأنينة النفسية لديه. وفي خضم هذه العملية لابد من وجود نوع من الرقابة الاجتماعية والتي بدورها انشأت رقابة ذاتية لدى المرسل من اجل مراجعة أي عملية اعلامية قبل الاقدام والعمل بها، بعد أن أصبح الجمهور المستقبل لهذه المادة كيانا واعيا قادرا على اتخاذ القرارات الفردية التي تشكل اليوم بمجموعها الاطار الاعلامي العام.
لذلك نجد أن المجتمع الاسلامي اليوم قد شكـّل نواة جديدة لنشوء القرارات المتقاربة داخل العملية الاعلامية كيف لأن التقارب الفكري الذي يحمله الفرد المسلم داخل المنظومة الاسلامية يستمد مبادئه من منبع واحد وان اختلفت عملية الطرح؛ فالنظرية الاعلامية الاسلامية تحث الفرد على التفكير المستقل الذي يضمن تنوع اشكال الاتصال والآراء المقدمة ضمن الساحة الاعلامية، وهذا ما تجلى في النهضة الحسينية الشريفة التي عملت على بث روح التثقيف الاعلامي داخل المجتمع وعلى مختلف الصعد مع امتداد جذورها، فنجد ان النهضة الحسينية قد استخدمت النظرية الاعلامية بأوسع امتداداتها وبمختلف عملياتها منذ اليوم الاول لها، وخطب الامام الحسين(عليه السلام) خير دليل على ذلك لتستمر بعده من خلال الحوراء زينب (عليها السلام) والتي أصبحت المشعل الاعلامي لتلك النهضة، بالاضافة إلى الامام زين العابدين (عليه السلام) والموالين لأهل البيت (عليهم السلام) وهذا التنوع الذي بدأ بالاطراد بشكل كبير إلى يومنا هذا، وبالتالي ادى إلى تقوية القوة الدفاعية الموجودة لدى المستقبل او الجمهور للفرز بين المادة الجيدة والرديئة كما ادى إلى عملية التصادم المباشر مع باقي المنظومات الاعلامية التي تعتمد على عملية التخدير العقلي للجمهور...
إذن يتضح لنا ان العملية الاعلامية الاسلامية غير قاصرة بحد ذاتها كما يتصور البعض ولكن يمكن حصر القصور في بعض القائمين على تلك العملية.
تعليق