بكفي الساقي .....تدفق الإبداع للراهب
- المسرح الحسيني– وأربعة أيام في مدن القباب الذهبية
- المسرح الحسيني– وأربعة أيام في مدن القباب الذهبية
-
بقلم- عدي المختار
لم اعلم يوما أو يمر على مخيلتي حتى طيف هذه الفكرة ,كم كانت حياتي وكلماتي خارج حدود الخلود , فان حياتي ....كل حياتي وما فيها من - خزعبلات – كتابية كانت ابعد ما تكون عن الوهج المتقد ترتيلا وروحانية تلهج بحب العاشق والمعشوق وترتل آهات كبرياء لزمن البطولة التي رحلت هي وتركت زمنها صدأ وترهل جراء عوامل تعرية للظلمة والظالم وتحجر العقل والفكر والحبر معا ...جيلا بعد جيل,كلمات مرتجفة وأفكار مبعثرة سكنها الخوف والرهبة وهي تقف على أعتاب قباب ذهبية تلمع بنور ساكنيها ,قلم يرتجف عجز عن الكتابة لتلك الشموس ,وحبر جف رهبة من ذلك الحضور البهي لقامات شماء وحجج مكللة بالتسبيح ,جف الحبر وانطفأ رغم توهج العقل وخصوبة المخيلة اللذان قررا ان يحطما الصمت ويعلنا كسر الحاجز في وهج الكتابة عن آهات مسكوت عنها وألام وبطولات تعج بشجاعة الفكر , وجرأة الإصلاح ,واعتدال الهدف والمعنى ,وسيوف الحق على دروع الباطل ,قررت الكتابة عن قضية تصورت نفسي اني اسبح في بحر ملكوتها وكون فضائلها واعجز كل العجز عن اختصارها وإيجازها في بضع كلمات ,وأي كلمات تختصر نحر الحسين(ع) ؟!!, وأي حروف تختصر دمع زينب(ع) ؟!!وأي بطولات تختصر جود العباس وكفيه الطائرين ؟!!,وأي نص مسرحي يحكي ويقص وجع ارض كربلاء وهي تلعن وتقدس في ان واحدة ؟!!تلعن لان فيها قتل اشرف الناس نسبا وحسبا وعلما ودينا ,وتقدس لأنها هي أول من حنت على جراحات الحسين (ع) وضمته في صدر أديمها .
لذلك فحينما قرأت إعلان مسابقة النص الحسيني العالمي الذي أقمته العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية المقدستان تحت شعار(المسرح الحسيني صوت يتلو فاجعة بحجم الدهور),تملكني شعور من الرهبة وسيطرت عليه غمامة حزن لم اعرف لها سببا أو قرار حتى تسنى لي الفوز بإحدى الجوائز فعرفت حينها إن تلك الرهبة وغمامة الحزن هي الدقائق والساعات واللحظات الطوال الثقال التي مرت على بيرق الثورة الحسينية السيدة زينت (ع) وهي تلملم شتات قوتها وعلمها وحلمها لتلملم شتات الجرح والعائلة وتغدوا سفرا خالدا يحكي الواقعة من بلد لبلد حتى أصبحت سفرا وهاجا بتناقله الأجيال جيلا بعد جيل .
وعودا على بدء ,حال قراءتي لإعلان المسابقة والذي كان حاذقا وماهرا جدا في نشره بطريقة تصل للجميع في العراق وخارجه الصديق والزميل الجميل الشاعر والكاتب علي الخباز والذي اتصلت فيه للاستفهام منه عن الموضوع فأرشدني إلى تفاصل أكثر كانت قد نشرت في الموقع الرسمي للعتبة العباسية المطهرة ألا وهو موقع (الكفيل ) الالكتروني الذي هو بحد ذاته مدرسة في المهنية والمعرفة لما يحتويه من كتب ومعلومات وصور ووثائقيات وتفاصيل غاية في الحرفية الصحفية تعكس مدى حرفية القائمون عليه ,فاطلعت على تفاصل أكثر وأوسع عن المسابقة فتوكلت على الله وكان توكلي خالف كل توقعاتي فيما بعد ...
ليلة ظلماء لم يحتجب فيها القمر أو يغيب عنها نسيم النجوم الغافيات في طمأنينة الخالق ,جلست كي اكتب شيء للحسين وزينب (عليهما السلام) وللطف وكربلاء والاهم من كل ذلك للتاريخ ,لان ما تراه العيون هو مرآة ما تختزنه باللاوعي العقول,والصورة المعبرة عن ما وراء النص والبوح والفعل الدرامي الصادق غالبا ما يكونان اصدق أنباء عن الكتب ,ليلة كل ما فيها سكون رهيب يحاول استنطاق الضجيج المسكون فيه حتى روضته ليتحول إلى مكملات عرض مسرحي رافقني طيلة تلك الساعات التي استغرقتها في كتابة النص والتي امتدت من الساعة التاسعة ليلا حتى تناهى لمسامعي نداء السماء,ومع التكبيرة الثانية لصوت شجي دفع بمؤشر مخيلتي إلى الذروة ومن ثم النهاية ومع (قد قامت الصلاة) أسدل ستار مسرحيتي بأخر دمعة من دموع رافقني من المشهد الأول حتى النهاية وكأني أعيش الفعل والتفاصيل معا ,فولدت(سفينة النجاة) قد يكون العنوان مباشرا و مستهلكا وهو كذلك وهذا ما كانت ابتغيه أن يكون واضحان ومباشرا لأنه هو ثيمة النص ذاتها ,وفي صباح اليوم التالي وبعد مراجعات لغوية ونحوية وتاريخية لتضمينات النصوص النصية للواقعة أرسلته على أيميل المسابقة وكان كل هدفي المشاركة ليس الا وان يقترن اسمي بفرسان هاتان القبتان الذهبيتان في كربلاء البطولة والفداء,وجلسنا ننتظر أنا وزملائي من مدينتي الذين هم شاركوا في المسابقة يوم إعلان النتائج,حتى مر بميسان ضيوف كرام في ظهاري ميسان الغير ملتهبة طبعا ألا وهم الشاعر العزيز علي الخباز والزميل العزيز سيف النقاش ولساعات محدودة توجهوا بعدها للبصرة الفيحاء وجهوا خلال تواجدهم في ميسان دعوات لبعض الشخصيات والكفاءات التي جمعتهم بهم جلسة سريعة لحضور المهرجان الذي سيعلن فيه نتائج المسابقة والذي انطلق مساء الخميس 24- 3-2011 واستمر لأربعة أيام ,ذهب الضيفان الكريمان دون أن يتركوني احفل بشرف ضيافتهم في بيتي لليلة واحدة لأنهم كانوا في عجلة من أمرهم , فحزمت حقائبي متوجها نجو بغداد يوم الأربعاء أي قبل يوم انطلاق المهرجان بيوم ومن ثم التحقت بركب الخيرين والمبدعين ممن جاءت بهم محبتهم للحسين وال النبوة الأطهار(ع) من جميع أصقاع العراق ليتحولوا لخلية نحل وشعلة متوهجة تضيء الطريق الذي اختطه المعلمون الأوائل في مهرجانهم التأسيسي الأول قبل عام من خلال نصوص ورؤى تجد إن لا مناص من ولادة مسرح فضيلة وإيثار يستفز ويستنطق هرمونات فاضلة ودوافع وعي أكثر نضجا وإنسانية وفهما معتدلا للدين والعقيدة .
مرت ساعات طويلة وأنا معطل الحيلة في زحام الطريق العام مابين بغداد وكربلاء حتى لاحت من بعيد تلك القباب الأبدية ,كانت عقارب الساعة تشير لنهاية حفل الافتتاح ,دخلت قاعة الافتتاح في تمام الساعة السادسة عصرا وكان من المفترض بي أن أكون حاضرا قبل هذا الوقت بساعتين أي عند الساعة الرابعة عصرا ,إلا - أن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن- , الاستقبال من قبل القائمين على المهرجان كان بحجم المحبة والمودة التي تعتمر قلوب هؤلاء الرجال الذين عاهدوا على العمل بصمت دون ضجيج في رحاب العشق الحسيني الخالد , كان في انتظاري زملائي أبناء مدينتي الدكتور محمد كريم ألساعدي مسؤول العلاقات في جامعة ميسان ومدير فرقة المسرح الجامعي في ميسان والأستاذ مصطفى جلال مسؤول قسم التربية الفنية في جامعة ميسان ونائب مدير الفرقة أيضا ,والمحامي والفنان الشامل بكل طاقات الإبداع عمار الخزعلي والفنان أستاذ الفن بالجامعة ذاتها غسان كاظم ابن احد أهم رواد المسرح العراقي عموما والميساني المخرج المسرحي والتشكيلي كاظم جبر العبودي, ليلتحق في اليوم التالي المسرحي والرائد الكبير صلاح مهدي أو(أبو الحسن صلاح) كما يحلوا له أن نسميه بهذه التسمية , حتى إني اذكر بان الدكتور محمد كريم ألساعدي كان على اتصال بي طيلة الطريق لأنه كان يريد أن يطمئن على وصولي لكربلاء بسلامة ,فالتحقت بعد دقائق من الراحة إلى ورشة عمل عن المسرح الحسيني /إخراجا/اداءا/تقنيات /نصا/,وجلس أحبة وزملاء درب وإبداع تختلف فيهم التجارب وتتباين على اختلاف أعمارهم وسنين تجاربهم الإبداعية ,كلا حسب تخصصه المسرحي للخروج برؤى تحدد نوع وشكل وخطاب المسرح الحسيني,أربعة أيام في ورشات عمل صباحية ومسائية مع جلسات نقاشية ونقدية للجنة تحكيم وتقييم غاية في الكياسة والوعي والفهم والإبداع لان كل أطروحاتها كانت تشير إلى رؤى وخطاب نقدي يلوح في الأفق للمسرح الوليد اكايميا اليوم – المسرح الحسيني – وهم كل من الدكتور الخلوق عباس الدده والدكتور العزيز أمجد حميد عبد الله, والدكتور العزيز عبد الأمير مطر...
أيام أربع لا تضاهيها أيام في العمر حيث زيارة الأضرحة المطهرة وأنت تحمل (باج ) تعريفي يمدك بالحصانة ويسهل انسيابية دخولك وتجوالك داخل الحضرتان المطهرتان وبكياسة واحترام قل نظيرهما كان الاستقبال والترحاب من قبل رجالات الدفاع عن امن الزوار في مدخل الحضرتين المقدستين ,وما لذة من طعام في شرف ليس له من مثيل في الدنيا حيث مضيف ساقي ظمأ كربلاء ليلا نهارا تأكل من كفي القمر وتروي جوارحك بمائه وطيب مأكله بخدمات محبة يقدمها القائمون على المضيف للمشاركين في المهرجان.
صباحات ومساءات وحوارات في غاية الروعة مابين أبناء وطن باعدتهم المسافات وجمعهم حبهم للعراق وللقضية الحسينية في كربلاء دون أي انتماءات عرقية أو مذهبية الا من وهج إبداع يتقد حبا بالقضية ,فهو المهرجان الذي جمع أبناء الجنوب مع الوسط وأبناء الدجيل وتكريت والانبار.
مجمع حب وخير اختلطت فيه المشاعر الجياشة وتوحدت المحبة وتأصلت الآمال بغد أفضل ,وهل لي اليوم واو غدا ان انسى ابتسامة المحبة التي كانت ترتسم طوال أربعة أيام على محيا ,علي الخباز وسيف النقاش ونبيل الجابري ,أو أنسى محبة الإصغاء الجميل وكلمات القداسة من قبل السيد احمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة خلال افتتاح واختتام المهرجان, وحرص وتفان عضو اللهيئة التحضيرية للمهرجان السيد عقيل الياسري, أم أنسى جلسات النقاش مع , يوسف رشيد او احمد الصائغ او صباح محسن او عبد شاكر او غفار عفراوي او عدنان عزيز او امجد حميد او احمد علي او صلاح السيلاوي أو أثير الهاشمي او خيري مزبان او منى الهلالي او اسيل حسين او سعد الدراجي او اكرم علوان او جميل ماهود او زيدان حمود او علي عبد النبي الزيدي او اركان محمد او حمودي الكناني او علي السيد وساف او الدكتور حسين التكمجي او علي جاسم خليفة او خضر خميس او خضر عبد خضير او عبد الكاظم حسوني او محمد الزبيدي او شهاب الدليمي او ابراهيم نوري او علي حسين او حسن ضياء او سيد محمد ابراهيم او خالد جبار اوعبد الباقي الخزرجي او علاء الموسوي او مشتاق عباس او سامي نسيم او عبد الرزاق عبد الكريم او عقيل ابو غريب او رضا الخفاجي او رسول عبد الله الخفاجي او علي الشبيب او سالم لعيبي او علي العبودي او ضياء الخاقاني او هاشم اشحيل او سعدي عبد الكريم او وهاب شريف او سلام البناي او حيد عبد الله الشطري ,مع حفظ الالقاب وعذرا لمن نسيت وغدرتني الذاكرة في ذكر اسمائهم .
حتى جاء يوم الختام وانقضاء تلك الليالي الجميلة بكل ما تحمل كلمة الجمال من معنى ليحط موكب الآباء والكرم والإبداع رحاله في حفل الاختتام الذي أعلنت فيه النتائج وفيها ذكر الدكتور عباس الدده عن جملة من المعايير التي اعتمدتها لجنة التحكيم والتقييم للنصوص في اختيار مراكز فوز النصوص والتي لخصها ب(تم اعتماد المعايير المتبعة في المسابقات العالمية في تقويم النصوص المسرحية المشاركة قياسا إلى المنجز المسرحي العالمي ، بما ينسجم مع صفة العالمية المتصلة بالمهرجان ,وتضمنت آلية التقويم حجب أسماء المشاركين عن لجنة التحكيم واستبدالها بأرقام ترمز إلى المشاركات ، وقد وضعت الدرجات مقسمة على عناصر المسرح باتفاق لجنة التحكيم مع اللجنة التحضيرية بما يساوي مجموعها مئة درجة ,ووضع أعضاء لجنة التقويم لكل نص مشارك درجته بمعزل عن بعضهم ، وبعد الانتهاء عقد اجتماع بحضور اللجنة التحضيرية وتم جمع الدرجات وتقسيمها على ثلاثة لكل نص لاستخراج معدل الدرجة النهائية) حتى توصلت اللجنة حسب قول الدده (أجمع الأعضاء أن النص الذي تقدم على النصوص الأخرى في هذه المسابقة قد ارتقى مستوى نقديا يفوق ما هو منجز من أعمال مسرحية عراقية راهنة، ولكنهم أجمعوا أيضا على غياب النص الذي يوازي درجة الامتياز عالميا فقد قررت اللجنة حجب الجائزة عن المرتبة الأولى وتدويرها إلى الدورة الثانية .
حتى هذه اللحظة وخلال كلمة الدكتور يوسف رشيد التي لخص فيها ما اقره المشاركون في المهرجان الاول العام الماضي ومن ثم كلة الدكتور عباس الدده هذه كنت خلالهما استعد بالكاميرا الصغيرة لدي لتصوير احد غيري – كنت اعتقد إن الفائز احد زملائي من أبناء مدينتي - ولم يدر في خلدي إني كنت احد الفائزين حتى أعلن الدكتور الدده , إن النص الفائز بالمرتبة الثانية بعدما حجبت المرتبة الأولى هو ( القربان والمقصلة – مأساة شعرية) للأديب علي شبيب , وان النص الفائز بالمرتبة الثالثة هو ( النظر بعين الطائر) للأديب أحمد العبيدي,والنص الفائز بالمرتبة الرابعة هو ( ألواح الطف) للأديب عبد الجبار حسن ,والنص الفائز بالمرتبة الخامسة هو ( جواز سفر) للأديب عقيل أبو غريب ,النص الفائز بالمرتبة السادسة هو( لو ترك القطا لنام) للأديب سعدي عبد الكريم ,النص الفائز بالمرتبة السابعة هو ( سفينة النجاة ) للأديب عدي المختار , هنا وحينما قرأ اسمي الدكتور الدده شعرت بخوف ورهبة ولاحت في فضاءات عيوني دمعة الفرح لأني استطعت أن أقول شيء حتى تمالكت نفسي وعدت للإصغاء مجددا وسط مباركة من كانوا حولي لي ,وواصل الدكتور الدده ذكر ما تبقى من نصوص فائزة وهي ,إن النص الفائز بالمرتبة الثامنة هو ( الزلزال) للأديب عبد الكاظم حسوني ,والنص الفائز بالمرتبة التاسعة هو ( طوعة) للأديب علي عبد النبي الزيدي ,والنص الفائز بالمرتبة العاشرة هو ( المزار) للأديب نوفل الفضل .
مشاعر فرح وارتياح كبيرين شعرت بهما وأنا ادعى للمنصة لتسلم جائزتي المتواضعة بمضمونها والكبيرة بهدفها ومسعاها ,حتى أني شعرت باني خطفت كل الأنظار حتى من الفائزين الأوائل وعلت كلمات المهنئين والمباركين لي من كل مكان,ذلك دليل على إن محبة الآخرين لي كبيرة وكانت وستبقى هذه المحبة وهذا الفوز هي دافعي نحو تحقيق الأفضل اليوم وغدا .
انتقلنا بسعادة كبيرة إلى إعلام العتبة العباسية المطهرة لنوقع بكل ممنونية ومحبة على التنازل الشخصي عن النص للقائمون على المهرجان وهو ما كان – أي النص - إلا هدية متواضعة لا ترقى لحجم وفخامة وعظمة قضية الحسين وال بيته الأطهار(ع).
إلا أننا نرى اليوم , كي يتواصل هذا العشق وهذه الكرامات لا بد أن يتم الإعلان عن المسابقة للعام المقبل بالتزامن مع انبثاق الأعمال المسرحية لضمان نصوص جديدة للعام الذي يلي عام العرض الأول .
ومرت دقائق الرحيل خاطفة كالبرق لنودع أيام وليالي ستعيش في الذاكرة والوجدان كأي ذكرى تتوهج خلودا وتتقدا تجددا يوم بعد يوم ,ودعنا كربلاء وأهل كربلاء وقلوبنا بقيت فيها ,ودعواتنا وصلواتنا لكل من سعى وفكر وناضل كي يرى هذا المهرجان النور بان يحفظهم الله ويسدد خطاهم .
فألف تحية للعتبتان المقدستان الحسينية والعباسية بكل العاملين فيها ,وألف شكر لقسم الشؤون الفكرية والإعلام في العتبة العباسية المطهرة لاحتضانهم ورعايتهم ومحبتهم طوال أربعة أيام مضت خالدة في الضمير وفي ذاكرة الخلود الحسيني المعطاء,وكل الشكر للعالم الجليل والسيد المبجل احمد الصافي الذي استطاع أن يخرج العتبة العباسية من صومعة القباب الذهبية والانغلاق والانعزال ليمارس رجالاتها اليوم دورهم الحقيقي في بناء المجتمع والفرد المسلم عبر تأسيسات ثقافية وفنية وعلمية تنهض بالعقل الشيعي وتجعله أكثر نضجا وعلما وأقوى حجة وإيمان بما يؤمن ويعتقد ليكون قادرا على اختراق العالم بخطاب شيعي عالمي يؤمن ان المشتركات مع الآخر أكثر منها من التقاطعات وان التوحيد بالله والإيمان بالقضايا الإنسانية جوهر العقل وان العقل والمنطق هما جوهر الأديان .
شكرا لمن جعلونا نتشرف بهذا الشرف العظيم ومنحونا فرصة التقرب من آل بيت النبوة الأطهار(ع) ,وشكرا لكل من حضر وشارك وقال وهمس وحتى من نظر وبارك وسار وصلى على أديم اشرف ارض وأنبل بقعة بعد ارض الرسول (ص) ومهد الوحي (ع) الكعبة المشرفة .
تعليق