بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
من معاجز الإمام الحسن العسكري عليه السّلام
في الولاية التكوينيّة عن ابن عيّاش قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار وأبو جعفر محمّد بن أحمد مَصقَلة القُميّان قالا: حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف قال: حدّثنا داود بن القاسم الجعفريّ ( أبو هاشم ) قال: كنت عند أبي محمّد ( الحسن العسكريّ ) عليه السّلام فاستُؤذِن لرجلٍ من أهل اليمن، فدخل عليه رجل جميل طويل جَسيم، فسلّم عليه بالولاية، فردّ عليه بالقبول وأمَرَه بالجلوس فجلس إلى جَنْبي، فقلت في نفسي: ليت شعري، مَن هذا ؟! فقال أبو محمّد : هذا مِن وُلْد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طَبَع آبائي فيها. ثمّ قال له: هاتِها. فأخرج الرجلُ الحصاةَ وفي جانبٍ منها موضعٌ أملَس، فأخذها عليه السّلام وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، وكأنّي أقرأ الخاتمَ الساعة: الحسن بن عليّ. فقلت لليمانيّ: رأيتَه قطّ قبل هذا ؟ قال: لا والله، وإنّي منذ دهرٍ لَحريص على رؤيته، حتّى كأنّي الساعة أتاني شابّ لست أراه فقال: قُم فادخُل، فدخلت. ثمّ نهض وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهلَ البيت، ذريّةً بعضُها من بعض، أشهد أنّ حقّك لَواجب كوجوب حقِّ أمير المؤمنين والأئمّة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين، وإليك انتهت الحكمة والإمامة، وإنّك وليّ الله الذي لا عذر لأحدٍ في الجهل به. قال أبو هاشم: فسألت عن اسمه، فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أمّ غانم، وهي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السّلام. قال أبو هاشم الجعفريّ رحمه الله في ذلك: بدربِ الحصا مولىً لنا يختم الحصا لـه الله أصفى بالـدليل وأخلَصا وأعطاه آيـاتِ الإمـامـةِ كلَّـها كموسى وفَلْقَ البحرِ واليدَ والعصا ومـا قمّص اللهُ النبيّـينَ حُجّــة ومعجـزةً.. إلاّ الوصيّين قَمّـصا فمَـن كان مُرتـاباً بذاك فقصـرُه من الأمر أن يبلو الدليلَ ويَفحصا..
الكافي للكليني 426:1
تعليق