((عندما فقدتُ والدي))
مرت سبعُ سنين على آخر لقاء بيني وبين والدي , الذي رحل عن هذه الدنيا,وعيناي لم يُشبعها النظر الى ذلك الوجه الباسم, ولساني لم يمل بعدُ من مناداته((ياأبي)).
فما زلتُ أشعر بصدره الحنون وهو يضمني إليه يهون عليّ مصائب الدنيا, وما زلتُ أتذكره كيف كان يسهر الليل بطوله في مرضي يمرُّ بيده على جسمي يتحسس الألم الذي أشعر به, وهو يقول(ليت المرض إنتقل إلي).
مازلتُ أتذكر كيف كان يشدُّ من عزمي ويؤازرني على مواصلة دراستي,وما زلتُ أتذكر........
كان كهفي وحصني وعشيرتي بل كان كلي, لم أشعر بالوحدة والانكسار إلاّ بعد فقده..
وما زاد في حزني وانكسار قلبي هو أني لم أكن موجوداً بقربه ساعة احتضاره, ولم أحضر تشيعه ,ولا لحظة دفنه في وادي السلام ,لموته في حادثٍ مؤلم وأنا بعيدٌ عنه, فتلك مرارةٌ لا تخرج من قلبي مهما طال بي العمر, وإلى الآن كلما سمعتُ أحداً ينادي أباه أو يتحدث عنه هاجت بيّ الذكريات وتجدد حزني....
فسلامٌ على كلِّ ابٍ حنونٍ ,عطوفٍ على أولاده وأسرته...
تعليق