تويت
القاعدة العامة التي تحكم العلاقات بين المؤمنين هي (رحماء بينهم). وهذه الرحمة كما أسلفنا سابقاً لها مظاهر عديدة, منها (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فالتواصي بهذين الأمرين ينبع من الرحمة والتراحم, فهو نظير وصية الأب الشفيق لابنه.
ومن مظاهر الرحمة (إدخال السرور على المؤمن, وقضاء حاجته, وتفريج كربته) وأيضاً (التزاور والالتقاء والتواصل) وهو ما نتحدث عنه في هذا الموضوع.
روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله وتنجز ما عند الله وكّل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة.
الروايات الشريفة الحاثة في هذا المقام كثيرة جداً, ولكن هنا شرط جوهري, وهو أن تكون الزيارة لله وطلباً لمرضاة الله وما عند الله. فإذا كانت الزيارة كذلك فهذا ينعكس تماماً على ما تحويه الزيارة من أحاديث, فلا تجد الغيبة ولا أي محرّم آخر في ذلك المجالس.
أما إذا كانت الزيارة لمجرد التسلية أو قضاء الوقت أو لمصلحة دنيوية فهي خالية من المضمون والجوهر الإلهي.
وهنا ينقل عن السيد محمود الشاهرودي – المرجع الراحل- أنه لم يفعل مباحاً في حياته, فاعترض عليه البعض بأنه ينام ويأكل ويشرب ويمشي, وكل هذه الأمور من المباحات. فأجاب السيد الشاهرودي بأنه نوى جميع ذلك لله, فهو يأكل ويشرب وينام ليتقوى على عبادة الله وطاعته, فهذه النية تجعل هذه المسائل من الطاعات التي يؤجر عليها المرئ.
كل أمر بمقدار انتسابه إلى الله تعالى يكتسب قيمة وحرمة وقدسية ومكانة, فالحجر – مثلاً- لا قيمة له, ولكن عندما يدخل هذا الحجر في بناء الكعبة المشرفة يصبح محترماً. والحبر عندما يكتب به اسماً من أسماء الله يكتسب مكانة هو والورقة التي كتب عليها, فلا يلمس ذلك الحبر إلا بطهارة, ولا يلقي بالورقة مع باقي النفايات, وهكذا الزيارة عندما تكون لمصلحة دنيوية فلا قيمة لها, وعندما تكون لله تعالى فقيمتها الجنة.
روى خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودّعه فقال : يا خثيمة أبلغ من ترى من موالينا السلام, وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم, وقويهم على ضعيفهم, وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم, وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا .
إذن لا يكفي التلاقي العابر أو في المساجد, بل نقوي العلاقات والترابط أكثر فنتلاقي في البيوت, وفي هذا التلاقي حياة وإحياء لأمر أهل البيت – عليهم السلام-, لا سيما في زمن اشتدت فيه الحرب على التدين وعلى أتباع المذهب الحق, فيكون التزاور من عوامل الشد على العضد وربط القلوب, ومن أهم مقومات الثبات على الحق وعدم الانهزام الداخلي.
أيها الأحبة ما أحوجنا هذه الأيام إلى التزاور, فقد انشغل الأكثر بشؤونه الدنيوية, من دراسة وعمل, فالحياة المدنية الحديثة وما صاحبها من تغييرات اجتماعية وما تسهم به وسائل الترفيه الحديثة شاركت بشكل فعّال في إضعاف الأواصر الاجتماعية, فالوقت الطويل الذي نمضيه أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر- مثلاً- قد تكون في كثير من الأحيان على حساب تقوية الروابط الاجتماعية المحلية.
من الحبائل الشيطانية لإبليس لإضلال البشر أن يبعده عن اجتماع المؤمنين, فيكون فريسة سهلة, ولذا ورد في الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وآله - (فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).
كما أن الذئب يأكل المعزى المنفردة الوحيدة, كذلك إبليس تقوى شوكته عندما يبتعد الإنسان عن جماعة المؤمنين, ومن هنا تزداد الذنوب في حالة الخلوة, وفي حالة السفر والابتعاد عن رقابة وأعين المؤمنين.
كما أن أصدقاء السوء من أهم أسباب انحراف الإنسان وفساده, فكذلك أصدقاء الخير والإيمان من أهم أسباب استقامة الإنسان وسعيه نحو الله تعالى. وفي الحديث قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض.
إذن زيارة الإخوان في الله عزّ وجلّ كالسياج الذي يحميك من نسيان الآخرة, وكالمنبه الذي يوقظك ويرشدك .
وفي الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم, وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم .
وأخيراً نختم بهذه القصة الجميلة:
تقول القصة أن شيخاً وقوراً جمع أبناءه حوله عندما اقتربت منيته وأعطى أحدهم عصا وطلب منه كسرها . فلما كسرها أعطاه حزمةعصي مجتمعة وطلب منه كسرها، فلمّا لم يتمكن الابن من كسرها، قال هذا الأب الحكيم لأبنائه:
كونـــوا جمـيعـاً يــا بنـي إذا *** اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقـن تكســـرت أفـرادا
ومن مظاهر الرحمة (إدخال السرور على المؤمن, وقضاء حاجته, وتفريج كربته) وأيضاً (التزاور والالتقاء والتواصل) وهو ما نتحدث عنه في هذا الموضوع.
روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله وتنجز ما عند الله وكّل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة.
الروايات الشريفة الحاثة في هذا المقام كثيرة جداً, ولكن هنا شرط جوهري, وهو أن تكون الزيارة لله وطلباً لمرضاة الله وما عند الله. فإذا كانت الزيارة كذلك فهذا ينعكس تماماً على ما تحويه الزيارة من أحاديث, فلا تجد الغيبة ولا أي محرّم آخر في ذلك المجالس.
أما إذا كانت الزيارة لمجرد التسلية أو قضاء الوقت أو لمصلحة دنيوية فهي خالية من المضمون والجوهر الإلهي.
وهنا ينقل عن السيد محمود الشاهرودي – المرجع الراحل- أنه لم يفعل مباحاً في حياته, فاعترض عليه البعض بأنه ينام ويأكل ويشرب ويمشي, وكل هذه الأمور من المباحات. فأجاب السيد الشاهرودي بأنه نوى جميع ذلك لله, فهو يأكل ويشرب وينام ليتقوى على عبادة الله وطاعته, فهذه النية تجعل هذه المسائل من الطاعات التي يؤجر عليها المرئ.
كل أمر بمقدار انتسابه إلى الله تعالى يكتسب قيمة وحرمة وقدسية ومكانة, فالحجر – مثلاً- لا قيمة له, ولكن عندما يدخل هذا الحجر في بناء الكعبة المشرفة يصبح محترماً. والحبر عندما يكتب به اسماً من أسماء الله يكتسب مكانة هو والورقة التي كتب عليها, فلا يلمس ذلك الحبر إلا بطهارة, ولا يلقي بالورقة مع باقي النفايات, وهكذا الزيارة عندما تكون لمصلحة دنيوية فلا قيمة لها, وعندما تكون لله تعالى فقيمتها الجنة.
روى خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودّعه فقال : يا خثيمة أبلغ من ترى من موالينا السلام, وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم, وقويهم على ضعيفهم, وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم, وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا .
إذن لا يكفي التلاقي العابر أو في المساجد, بل نقوي العلاقات والترابط أكثر فنتلاقي في البيوت, وفي هذا التلاقي حياة وإحياء لأمر أهل البيت – عليهم السلام-, لا سيما في زمن اشتدت فيه الحرب على التدين وعلى أتباع المذهب الحق, فيكون التزاور من عوامل الشد على العضد وربط القلوب, ومن أهم مقومات الثبات على الحق وعدم الانهزام الداخلي.
أيها الأحبة ما أحوجنا هذه الأيام إلى التزاور, فقد انشغل الأكثر بشؤونه الدنيوية, من دراسة وعمل, فالحياة المدنية الحديثة وما صاحبها من تغييرات اجتماعية وما تسهم به وسائل الترفيه الحديثة شاركت بشكل فعّال في إضعاف الأواصر الاجتماعية, فالوقت الطويل الذي نمضيه أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر- مثلاً- قد تكون في كثير من الأحيان على حساب تقوية الروابط الاجتماعية المحلية.
من الحبائل الشيطانية لإبليس لإضلال البشر أن يبعده عن اجتماع المؤمنين, فيكون فريسة سهلة, ولذا ورد في الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وآله - (فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).
كما أن الذئب يأكل المعزى المنفردة الوحيدة, كذلك إبليس تقوى شوكته عندما يبتعد الإنسان عن جماعة المؤمنين, ومن هنا تزداد الذنوب في حالة الخلوة, وفي حالة السفر والابتعاد عن رقابة وأعين المؤمنين.
كما أن أصدقاء السوء من أهم أسباب انحراف الإنسان وفساده, فكذلك أصدقاء الخير والإيمان من أهم أسباب استقامة الإنسان وسعيه نحو الله تعالى. وفي الحديث قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض.
إذن زيارة الإخوان في الله عزّ وجلّ كالسياج الذي يحميك من نسيان الآخرة, وكالمنبه الذي يوقظك ويرشدك .
وفي الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم, وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم .
وأخيراً نختم بهذه القصة الجميلة:
تقول القصة أن شيخاً وقوراً جمع أبناءه حوله عندما اقتربت منيته وأعطى أحدهم عصا وطلب منه كسرها . فلما كسرها أعطاه حزمةعصي مجتمعة وطلب منه كسرها، فلمّا لم يتمكن الابن من كسرها، قال هذا الأب الحكيم لأبنائه:
كونـــوا جمـيعـاً يــا بنـي إذا *** اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقـن تكســـرت أفـرادا
تعليق