اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَنَبِيِّكَ، وَاُمِّ اَحِبّائِكَ وَاَصْفِيائِكَ
علة شهادتها عليها السلام
1 - عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث): وكان سبب وفاتها أن قنفذاً
مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً،
ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها .
2 - وقال المحدث القمي (ره): وكان سبب وفاتها أن قنفذًا مولى عمر نكزها بنعل السيف .
3 -أخذت فاطمة باب الدار ولزمتها عن ورائها، فمنعتهم عن الدخول،
ضرب عمر برجله على الباب فقلعت فوقعت على بطنها سلام الله عليها، فسقط جنينها المحسن .
4 - حين ما جروا أمير المؤمنين مع حلس كان مستقراً عليه، لزمت فاطمة مع
ما كان عليها من وجع القلب بطرف الحلس تجره ويجر القوم على خلافها...
أخذ عمر عن خالد بن وليد سيفاً فجعل يضرب بغمده على كتفها حتى صارت مجروحة.
5 - علة وفاة فاطمة أن عمر بن الخطاب هجم مع ثلاث مائة رجل على بيتها سلام الله عليها.
كيفية وفاتها سلام الله عليها
1- قالت لأم سلمة: اسكبي لي ماءً أغتسل به، فأتت به، فاغتسلت ولبست
ثياباً طاهرة، وأمرتها أن تبسط فراشها بوسط الحجرة، فانضجعت على يمينها مستقبلة القبلة،
ووضعت يدها اليمنى تحت خدها .
2- في رواية أخرى: قالت لأسماء: اسكبي لي ماءً، واغتسلت به، ثم قالت: ناوليني
ثيابي الجدد، فلبستها، ثم قالت: آتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا،
فضعيه تحت رأسي، ثم اخرجي عني وانظريني هنيئة، فإني أريد أن أناجي ربي عز وجل.
قالت أسماء: فخرجت عنها فسمعتها تناجي ربها، فدخلت عليها وهي لا تشعر بي،
فرأيتها رافعة يديها إلى السماء وهي تقول: اللهم إني أسألك بمحمد المصطفى وشوقه إلي،
وببعلي علي المرتضى وحزنه عليّ، وبالحسن المجتبى وبكائه عليّ، وبالحسين الشهيد
وكآبته عليّ، وببناتي الفاطميات وتحسرهن عليّ، إنك ترحم وتغفر للعصاة من أمة محمد،
وتدخلهم الجنة، إنك أكرم المسؤولين، وأرحم الراحمين .
3- وقالت: انتظريني هنيهة ثم ادعني، فإن أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي (ربي).
قال الراوي: فانتظرتها أسماء هنيهة ثم نادتها، فلم تجبها، فنادت: يا بنت محمد المصطفى،
يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطئ الحصى، يا بنت من كان من ربه
قاب قوسين أو أدنى، فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا.
فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله فأقرئيه
عن أسماء بنت عميس السلام. ثم شقت أسماء جيبها وخرجت، فتلقاها الحسن
والحسين عليهما السلام فقالا: أين أمنا؟ فسكتت، فدخلا البيت فإذا هي ممتدة،
فحركها الحسين عليه السلام فإذا هي ميتة، فقال: يا أخاه آجرك الله في الوالدة.
فوقع عليها الحسن عليه السلام يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن يفارق
روحي بدني. قالت: وأقبل الحسين عليه السلام يقبل رجليها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين،
كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. قالت لهما أسماء: يا ابني رسول الله صلى الله عليه
وآله انطلقا إلى أبيكما علي عليه السلام فأخبراه بموت أمكما. فخرجا يناديان يا محمداه،
يا أحمداه، اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت أمنا، ثم أخبرا علياً عليه السلام وهو في المسجد،
فغشي عليه، حتى رش عليه الماء، ثم أفاق وكان عليه السلام يقول: بمن العزاء يا بنت محمد،
كنت بك أتعزى، ففيم العزاء من بعدك؟ قال المسعودي: ولما قبضت عليها السلام
جزع علي عليه السلام جزعاً شديداً، واشتد بكاؤه وظهر أنينه وحنينه، وقال في ذلك:
لكـل اجتمــاع مـن خليلين فرقة ..... وكــل الــذي دون الممات قليل
وإن افـــتقادي واحدًا بعد واحدٍ ..... دليـــل على أن لا يدوم خليل
الصلاة عليها عليها السلام
روي: أن فاطمة عليها السلام توفيت ولها ثمان عشرة سنة وشهرين،
وأقامت بعد النبي صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً وروي:
أربعين يوماً، وتولى غسلها وتكفينها أمير المؤمنين عليه السلام، وأخرجها ومعه
الحسن والحسين في الليل، وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد .
المصدر :
فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى
أحمد الرحماني الهمداني
تعليق