المراهقة
المراهقة في اللغة العربية هي من كلمة راهق وتعني الاقتراب من شيء. اما في علم النفسفهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي. وتجدرالاشارة هنا ان مرحلة المراهقة لا تعتبر مرحلة نضوج تام بل هي مجرد مرحلة تؤديتبعاتها واحداثها إلى النضوج.
الفرق بين المراهقة والبلوغ
قد ذكرناان المراهقة هي عبارة عن تغيرات جسدية وعقليه وعاطفية واجتماعيه. اما البلوغ فهوتغير جسدي يدل على ان الفرد أصبح قادر على النسل. بمعنى آخر البلوغ هو مرحلة فرعيةضمن مراحل المراهقة وعادة يكون أولى العلامات الدالة على بداية فترة المراهقة. هناكمن يعتبر أنهما مترادفان؛ فالبلوغ يعني المراهقة، و هناك من يعتبر أن البلوغ هوالعلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، ومنهم من يعتبر أن المراهقة أعم فالبلوغيختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي، والمراهقة تشمل ما سوىذلك
مراحل المراهقة
قام علماء علم النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلىثلاثة أقسام، وذلك بسبب اختلاف فترة مرحلة المراهقة بين مجتمع وآخر. وهي:
1. مرحلة المراهقة الأولى من الفترة 12-15 عاماً وتتصف بتغيرات بيولوجية سريعة.
2. مرحلة المراهقة الوسطى من الفترة 15-18 عاماً وهنا يتم اكتمال التغيراتالبيولوجية.
3. مرحلة المراهقة المتأخرة من الفترة 18-21 عاماً وفي تلك المرحلةيتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهراً وتصرفاً
أهم التحديات والمشاكل التي يمر بها المراهق
1. العصبيةوحدة التعامل: يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته املاً منه في ان يحقق مطالبةغير مكترث بمشاعر الاخرين أو طريقة تحقيق مطالبة.
2. التمرد و فردية الرأي: حيثيشكو اغلب المراهقين من عدم فهم الاهل له، ,وعدم ايمانه بحق في الحياة المستقل. لذا، يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغباة والديه في عمليه لتأكيد نفسه وارائةوفكره للناس. وبما ان اغلب المراهقين يؤمنون بتخلف اي سطلة فوقية أو أعلى منه يلجاًالمراهق لكسر تلك القوانين والسلاطات وبالتالي تتكون لديه حالة من التمرد على كلماهو أعلى أو أكبر.
3. الصراع الداخلي: يتزايد الصراع الداخلي لدى المراهق معدخوله وتوغله في تلك المرحلة. وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الاموروالتفكير الخالي له.
* أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياةالمراهق:
1- الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية،ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولةومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضحفي التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الدينيبين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفتهالخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكاروالجيل السابق.
2- الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لايفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيدوإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أوأي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياًلقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيصالأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرةوالعناد والتعصب والعدوانية.
3- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوةالزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعةالمرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه،ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
4- السلوكالمزعج: والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحةالعامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلفالممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتمبمشاعر غيره.
5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيتهوعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسببإزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراًَ من الدراسات العلميةتشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عندالمراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلىتفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند
* طرق علاج المشاكل التي يمر بهاالمراهق:
قد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهقفي المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته،ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريقالتدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء".
كماأوصوا بأهمية " تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشطالساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركةفي مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي... إلخ".
كما أكدت الدراسات العلمية أنأكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياءالأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجمالأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوامشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة فيدراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجادالتوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زيالصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديقوالأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباءوأبنائهم في سن المراهقة".
وقد أثبتت دراسة قامت بها الـ (Gssw) المدرسةالمتخصصة للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة على حوالي 400 طفل، بداية من سنرياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5، 9، 15، 18، 21، أن المراهقينفي الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذالقرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادهابشؤون بعضهم البعض، هم الأقل ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونهاومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية.
تعليق