« بسم الله الرحمن الرحيم »
((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))﴿ 114 ﴾ سورة البقرة - صدق الله العلي العظيم
بعد أن قامت السلطات في البحرين بتخريب المئات من الحسينيات ومراقد الأولياء والصالحين وتدمير أكثر من 800 مضيفا حسينيا ، أقدمت قوات الجيش البحريني أيضا مدعومة بدبابات جيش الإحتلال السعودي وقواتها الأمنية وعناصر من المرتزقة الوهابيين علي تدمير أكثر من 50 مسجدا مرخصا رسميا في مختلف مدن وقري البحرين عدا عن حرق عشرات المصاحف الشريفة ، كما أعلنت السلطة الحاكمة في البحرين عن نيتها لتخريب 300 مسجدا ودور للعبادة.
لقد صعدت السلطات في البحرين من حملتها لتدمير المساجد ودور العبادة وتدنيس حرمة القرآن الكريم ومقدسات شعب البحرين مما يتطلب من المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا حاسما من هذه الأعمال المنافية للدين والقيم الإنسانية.
إن تخريب المساجد ودور العبادة هو تطاول علي الحريات الدينية وإستهداف مقدسات الشعب وبذلك فقد تخطت السلطات في البحرين كل الأعراف والقيم السماوية وتعدت علي الحقوق الأساسية التي تكفلها كل الشرائع والقوانين السماوية والوضعية وهذا مما يدلل علي أن السلطات تمارس الإنتهاك الكامل لحقوق الإنسان.
إن المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) يستنكر ويدين هذه الممارسات القمعية ويدعو علماء المسلمين وكل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ، كما يدعو الشعوب والمؤسسات المعنية بهذا الشأن إلي إرسال لجان لتقصي الحقائق والسعي لحفظ دور العبادة وحق الناس في ممارسة شعائرهم الدينية.
كما ويطالب المجمع العالمي إلي إتخاذ مواقف حازمة وصارمة من تدمير بيوت العبادة والإعتداء علي حرمة المصحف الشريف ، والعمل علي وقف هدم وتخريب بيوت الله والقرآن الكريم وحماية شعب البحرين الذي يتعرض الي قمع حرياته السياسية وإهانة مقدساته.
لقد تعدت السلطات في البحرين علي المساجد والحسينيات وهتك حرمة القرآن الكريم وإن هذا العمل المشين سيكتب نقطة سودتء في تاريخ هذه السلطة المستبدة ومن يحكم البحرين ، فهي بالإضافة الي سفكها للدماء بغزارة فإنها أقدمت علي عمل مشين بهدمها لمساجد وبيوت الله وتعديها علي حرمة القرآن الكريم.
إننا نلاحظ أن هناك خطة إستراتيجية وهندسة جديدة من قبل سلطات البحرين والسلطات السعودية لتخريب وهدم المساجد خصوصا المساجد التي مضي علي بناء بعضها أكثر من ستمائة وثمانمائة عام منها مسجد البربكي ومسجد الوطية في الزنج ومسجد الشيخ ميثم البحراني الذي هو من المساجد التاريخية ومسجد صعصعة بن صوحان وقد بنيت هذه المساجد قبل مجيء آل خليفة الي البحرين.
ويبد أن الأمر هو بداية نموذج لما يسمي بسعودة البحرين بعد إحتلال وغزو القوات السعودية والمليشيات الوهابية للبحرين وتخريب مساجدها كما رأيناه في مصر من تخريب قبور الأولياء والصالحين مما أثار إمتعاض المسلمين في العالم.
إننا نناشد منظمة المؤتمر الإسلامي والأزهر الشريف ومنظمة اليونيسكو والأمم المتحدة بأن يقوموا بواجبهم تجاه ما يجري من تعدي علي دور العبادة وإهانة المقدسات وحرق القرآن الكريم وتدنيسه.
وتأتي هذه الخطوة من حكومة البحرين وقوات الاحتلال السعودية بعد قيام القس المتطرف الامريكي (تيري جونز) بحرق المصحف الكريم الأمر الذي أثار سخط المسلمين بل وجميع الديانات الالهية في العالم، مما يدل على أنّ حكومة آل خليفة وآل سعود تقفان مع أعداء الإسلام والقرآن في خندق واحد.
وما يثير الإستغراب هو موقف منظمة المؤتمر الإسلامي الذي اختار الصمت بدل الإدانة الصريحة لخطوة آل خليفة في إنتهاك حرمة القرآن الكريم، والمقدسات الدينية في البحرين.
فعلى كل المسلمين والأحرار في العالم التصدي لتصرفات آل خليفة وآل سعود المعادية لله وللإنسانية، بأي شكل من الأشكال.
المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
26 جمادي الأولي 1432هجري