كواكب في سماء الطف
من أصحاب الحسين
نافع بن هلال بن نافع المذحجى الجملى، كان نافع سيدا شريفا، سريا شجاعا، وكان قارئا كاتبا من حملة الحديث ومن اصحاب امير المؤمنين
( ) وقد شارك معه حروبه الجمل وصفين والنهروان ، وقاتل قتال شديد أذهل العدوا وسطر في هذه المعارك أروع صور البطولية والبسالة ولم تأخذه في الله لومت الأم من أجل إعلاء كلمة الحق ونصرت الإسلام وظل ملازماً للإمام علي الى حين نادى في محراب مسجد الكوفة فزت ورب الكعبة
قال خير الدين الزركلي في الأعلام .
نافع بن هلال البجلي : من أشراف العرب وشجعانهم . شهد وقعة " الحسين " وقاتل بين يديه ، وكان قد كتب اسمه فوق نباله - وكانت مسمومة - فلم يزل يضرب ويرمي حتى كسرت عضداه وسيق أسيرا ، فقتله شمر بن ذي الجوشن (1)
ولماخرج إلى الحسين ( ) فلقيه في الطريق، وكان ذلك قبل مقتل مسلم.
ومن المواقف المشرفة في حيات هذا الرجل ،
أن الحسين خرج في جوف الليل يتفقد عسكره فتبعه نافع بن هلال ، فساله الحسين عما أخرجه ، قال : يا ابن رسول الله ، يعز علي خروجك الى جهة معسكر هذا الطاغية ، فتلطف الامام وقال له :
ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك ؟
أجاب صارخاً :
ثكلتني أمي ، إن سيفي بألف وفرسي مثله ، فو الله الذي من بك علي لا أفارقك حتى يكلا عن فري وجري .
قال الطبري في تاريخ :
ولما اشتد على الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا وبعث معهم بعشرين قربة فجاؤوا حتى دنوا من الماء ليلا واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي من الرجل فجيء فقال ما جاء بك قال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه قال فاشرب هنيئا قال لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ومن ترى من أصحابه فطلعوا عليه فقال لا سبيل إلى سقي هؤلاء إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء فلما دنا منه أصحابه قال لرجاله املئوا قربكم فشد الرجالة فملؤوا قربهم وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس بن علي ونافع بن هلال كفوهم ثم انصرفوا إلى رحالهم فقالوا مضوا ووقفوا دونهم فعطف عليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه واطردوا قليلا ثم إن رجلا من صداء طعن من اصحاب عمرو بن الحجاج طعنه نافع بن هلال فظن أنها ليست بشيء ثم إنها انتقضت بعد ذلك فمات منها وجاء أصحاب حسين بالقرب فأدخلوها عليه . (2)
قال ابن كثير في البداية والنهاية :
وكان من أصحاب الحسين نافع بن هلال الجملى وكان قد كتب على فوق نبله فجعل يرمى بها مسمومة وهو يقول ...
أرمى بها معلما أفواقها ... والنفس لا ينفعها شقاقها ...
أنا الجملى أنا على دين على .
فقتل أثنى عشر من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح ثم ضرب حتى كسرت عضداه ثم أسروه فأتوا به عمر بن سعد فقال له ويحك يا نافع ما حملك على ما صنعت بنفسك فقال إن ربى يعلم ما أردت والدماء تسيل عليه وعلى لحيته ثم قال والله لقد قتلت من جندكم اثنى عشر سوى من جرحت وما ألوم نفسى على الجهد ولو بقيت لى عضد وساعد ما أسرتمونى فقال شمر لعمر اقتله قال أنت جئت به فان شئت اقتله فقام شمر فأنتضى سيفه فقال له نافع أما والله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذى جعل منايانا على يدى شرار خلقه ثم قتله (3)
قال الخوارزمي: وكان يرمي ويقول: أرمي بها معلمة أفواقها * والنفس لا ينفعها اشفاقها مسمومة يجري بها أخفاقها * لتملان أرضها رشاقها ويقول: انا على دين علي * ابن هلال الجملي اضربكم بمنصلي * تحت عجاج القسطل
فلم يزل يرميهم حتى فنيت سهامه، ثم ضرب إلى قائم سيفه فاستله،
وحمل وهو يقول:
أنا الغلام اليمني الجملي * ديني على دين حسين وعلي ان أقتل اليوم فهذا أملي * وذاك رأيي وألاقي عملي
فقتل ثلاثة عشر رجلا...
(1) الأعلام ج 8 ص 6 .
(2) تاريخ الطبري ج 3 ص 312 ، مقاتل الطالبيين ج 1 ص 34 ،
بغية الطلب في تاريخ حلب ج 3 ص 36 .
(3) البداية والنهاية ج 8 ص 184
من أصحاب الحسين
نافع بن هلال بن نافع المذحجى الجملى، كان نافع سيدا شريفا، سريا شجاعا، وكان قارئا كاتبا من حملة الحديث ومن اصحاب امير المؤمنين
( ) وقد شارك معه حروبه الجمل وصفين والنهروان ، وقاتل قتال شديد أذهل العدوا وسطر في هذه المعارك أروع صور البطولية والبسالة ولم تأخذه في الله لومت الأم من أجل إعلاء كلمة الحق ونصرت الإسلام وظل ملازماً للإمام علي الى حين نادى في محراب مسجد الكوفة فزت ورب الكعبة
قال خير الدين الزركلي في الأعلام .
نافع بن هلال البجلي : من أشراف العرب وشجعانهم . شهد وقعة " الحسين " وقاتل بين يديه ، وكان قد كتب اسمه فوق نباله - وكانت مسمومة - فلم يزل يضرب ويرمي حتى كسرت عضداه وسيق أسيرا ، فقتله شمر بن ذي الجوشن (1)
ولماخرج إلى الحسين ( ) فلقيه في الطريق، وكان ذلك قبل مقتل مسلم.
ومن المواقف المشرفة في حيات هذا الرجل ،
أن الحسين خرج في جوف الليل يتفقد عسكره فتبعه نافع بن هلال ، فساله الحسين عما أخرجه ، قال : يا ابن رسول الله ، يعز علي خروجك الى جهة معسكر هذا الطاغية ، فتلطف الامام وقال له :
ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك ؟
أجاب صارخاً :
ثكلتني أمي ، إن سيفي بألف وفرسي مثله ، فو الله الذي من بك علي لا أفارقك حتى يكلا عن فري وجري .
قال الطبري في تاريخ :
ولما اشتد على الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا وبعث معهم بعشرين قربة فجاؤوا حتى دنوا من الماء ليلا واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي من الرجل فجيء فقال ما جاء بك قال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه قال فاشرب هنيئا قال لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ومن ترى من أصحابه فطلعوا عليه فقال لا سبيل إلى سقي هؤلاء إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء فلما دنا منه أصحابه قال لرجاله املئوا قربكم فشد الرجالة فملؤوا قربهم وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس بن علي ونافع بن هلال كفوهم ثم انصرفوا إلى رحالهم فقالوا مضوا ووقفوا دونهم فعطف عليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه واطردوا قليلا ثم إن رجلا من صداء طعن من اصحاب عمرو بن الحجاج طعنه نافع بن هلال فظن أنها ليست بشيء ثم إنها انتقضت بعد ذلك فمات منها وجاء أصحاب حسين بالقرب فأدخلوها عليه . (2)
قال ابن كثير في البداية والنهاية :
وكان من أصحاب الحسين نافع بن هلال الجملى وكان قد كتب على فوق نبله فجعل يرمى بها مسمومة وهو يقول ...
أرمى بها معلما أفواقها ... والنفس لا ينفعها شقاقها ...
أنا الجملى أنا على دين على .
فقتل أثنى عشر من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح ثم ضرب حتى كسرت عضداه ثم أسروه فأتوا به عمر بن سعد فقال له ويحك يا نافع ما حملك على ما صنعت بنفسك فقال إن ربى يعلم ما أردت والدماء تسيل عليه وعلى لحيته ثم قال والله لقد قتلت من جندكم اثنى عشر سوى من جرحت وما ألوم نفسى على الجهد ولو بقيت لى عضد وساعد ما أسرتمونى فقال شمر لعمر اقتله قال أنت جئت به فان شئت اقتله فقام شمر فأنتضى سيفه فقال له نافع أما والله يا شمر لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذى جعل منايانا على يدى شرار خلقه ثم قتله (3)
قال الخوارزمي: وكان يرمي ويقول: أرمي بها معلمة أفواقها * والنفس لا ينفعها اشفاقها مسمومة يجري بها أخفاقها * لتملان أرضها رشاقها ويقول: انا على دين علي * ابن هلال الجملي اضربكم بمنصلي * تحت عجاج القسطل
فلم يزل يرميهم حتى فنيت سهامه، ثم ضرب إلى قائم سيفه فاستله،
وحمل وهو يقول:
أنا الغلام اليمني الجملي * ديني على دين حسين وعلي ان أقتل اليوم فهذا أملي * وذاك رأيي وألاقي عملي
فقتل ثلاثة عشر رجلا...
(1) الأعلام ج 8 ص 6 .
(2) تاريخ الطبري ج 3 ص 312 ، مقاتل الطالبيين ج 1 ص 34 ،
بغية الطلب في تاريخ حلب ج 3 ص 36 .
(3) البداية والنهاية ج 8 ص 184
تعليق