من مواقف السيدة زينب بطلة التاريخ في مسيرتها الرسالية مع الإمام الحسين (ع)وهي كالتالي:
• السيدة زينب (ع) قدمت ولديها إلى الميدان الطف حيت قال اللعين عمر بن سعد : ما أعجب محبة هذه الأخت لأخيها ترسل فلذتي كبدها إلى الميدان , وهي خرجت لجميع الشهداء إلا أولادها لعلها تظهر الجزع وقلة الصبر فيذهب أجرها ولعل الحسين يراها في هذه الحالة لما نزل بها من مصيبة عظيمة
• ان للسيدة زينب (ع) موقف بعد ما انتهى القتال حيث كانت السيدة العظيمة تشاهد المجزرة وفي عينها لوهة حارقة ويخيم على آل الرسول الحزن والجزع هذا رأس الحسين على رمح طويل وهو صريع بالميدان فهنا تبدأ مهمة عقيلة الهاشميين لترفع راية الرسالة بعد أخيها الشهيد وتعيد للإسلام واقعه , حيث شقت صفوف الجيش الأموي وقد جللها الأسى والمصاب حتى وقفت على جسد أخيها الحسين وجلست عنده ومسحت عنه الدماء الجامدة عليه وأزالت عنه بقايا السيوف وركام الرماح والنبال , ثم رفعت يديها , ورمقت السماء بناظريها , ونطقت وملا شفتيها الإيمان , وقالت(0 : "اللهم تقبل منا هذا القربان , ففي سبيل دينك ضحى بنفسه , وأهل بيته وأصحابه " )). فبهذا القول تجسد البطلة مفهوم الفداء من اجل العقيدة في أذهان الحفنة الطائشة التي حاربت سيد شباب أهل الجنة حفيد الرسول المصطفى (ص)أخيها الحسين (ع).
• وللسيدة الصابرة موقف مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حينما أراد عمر بن سعد – في اليوم الحادي عشر من محرم – اقتياد السبايا إلى الكوفة , كان الإمام السجاد من شدة ما الم به من مرض لا يقوى على ركوب الناقة , لذلك قاموا بشد رجليه من أسفل بطن الناقة . وعندما اقتيد السبايا من وسط ساحة المعركة , رمت النسوة والصبية بأنفسهن على جثث الشهداء , إما الإمام السجاد (ع) فلم يستطع فعل ذلك , ويقول في هذا الشأن : فكادت نفسي تخرج فتبينت ذلك عمتي زينب ... . لذلك عندما رأت الإمام السجاد (ع) يوشك أن يلفظ أنفاسه , تركت جثث الشهداء وتوجهت إليه , وذكرت له بعض الأمور – والتي طبعا هو اعلم بها –حتى هدا قليلا . وقد أخبرت العقيلة زينب (ع) ابن أخيها (ع) بان " لا يجزعنك ما ترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله (ص) إلى جدك وأبيك وعمك (ع) اخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السموات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء (ع) لا يدرس أثره ولا يعفى رسمه على مرور الليالي والأيام , وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محو وتطميسه فلا يزداد إلا ظهورا وأمره إلا علواً " .
• ولبنت علي المرتضى وقفة مع أهل الكوفة وذلك عندما ساق القوم حرم رسول الله (ص) كما تساق الاسارى حتى بلغوا الكوفة خرج الناس ينظرون إليهم وجعلوا يبكون ويتوجعون , وعلي بن الحسين مريض , مغلول مكبل بالحديد , قد نهكته العلة , فقال : ألا إن هؤلاء يبكون ويتوجعون من اجلنا , فمن قتلنا إذن ؟ فالسيدة زينب عليها السلام أومأت إلى الناس أن اسكتوا ! فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس , فقالت السيدة زينب (ع): " الحمد لله والصلاة على أبي محمد رسول الله , وعلى اله الطيبين الأخيار آل الله. وبعد يا أهل الكوفة ! ويا أهل الختل , والخذل والغدر ! أ تبكون ؟ فلا رقأت الدمعة , ولا هدأت الرنة , إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .أ تتخذون إيمانكم دخلا بينكم ؟.ألا وهل فيكم إلا الصلف (الوقاحة),والطنف (فساد الأخلاق), والشنف (الكراهة), والنطف (النجاسة), وملق الاماء وغمز الأعداء , او كمرعى على دمنه , او كقصة (الجص) على الملحودة !ألا ساء ما قدمت أنفسكم , إن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون أتبكون وتنتحبون ؟ أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا , فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ,ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا , وانى ترحضون قتل سليل خاتم الانبياء وسيد شباب اهل الجنة , وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم , ومنار حجتكم ومدره (كمنبر المقدم من في اللسان ) ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقاً ! فلقد خاب السعي وتبت الأيدي , وخسرت الصفقة , وبؤتم بغضب من الله , وضربت عليكم الذلة والمسكنة , ويلكم يا أهل الكوفة , أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم , وأي دم سفكتم وأي كريمة له أبرزتم , وأي حريم له أصبتم , وأي حرمة له انتهكتم ؟ " لقد جئتم شيئا ادا , تكاد السموات يتفطرن منه , وتنشق الأرض, وتخر الجبال هدا " إن ما جئتم به لصلعاء , عنقاء , سوءا , فقماء , خرقاء , شوهاء كطلاع الأرض ملاء السماء . فأعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ولعذاب الآخرة اشد واخزى وانتم لا تنصرون , فل يستخفنكم المهل , فانه عزوجل لا يحفزه البدار , ولا يخاف فوت الثار , كلا ان ربكم لبالمرصاد فترقبوا أول النحل (أي اول سورة النحل – أتى أمر الله) واخر الصاد (أي آخر سورة الصاد – ولتعلمن نبأه بعد حين ).
• وللسيدة المجاهدة زينب (ع) موقف آخر هو عندما ادخل عيال الحسين عليه السلام على ابن زياد، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكّرة وعليها أرذل ثيابها، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفّ بها إماؤها، فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟ فلم تجبه زينب ، فأعاد ثانية وثالثة فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلَى الله عليه واله وسلّم ، فاقبل عليها ابن زياد لعنه الله وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم .فقالت زينب : الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيّه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً، إنّما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟قالت : كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتختصمون عنده فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال عمروبن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال لها ابن زياد: قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك فرقّت زينب وبكت ، وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرت أهلي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً .فقالت : ما للمرأة والسجاعة، إنّ لي عن السجاعة لشغلاً، ولكن صدري نفث بما قلت .وعرض عليه عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال له : من أنت ؟قال : «أنا عليّ بن الحسين ».قال : أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين ؟فقال : «كان لي أخِّ يسمّى عليّاً، فقتله الناس » .قال ابن زياد: بل الله قتله .فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام : « (اللهً يَتَوفّى الأنفُسَ حينَ مَوِتها).فغضب ابن زياد وقال : بك جرأة لجوابي ، وفيك بقيّة للردّ عليّ ، أذهبوا به فاضربوا عنقه .فتعلَقت به زينب عمّته وقالت : يا ابن زياد، حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه. نظر ابن زياد إليها ساعة وقال : عجباً للرحم ، والله اني لأظنّها ودت نّي قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به مشغول ، ثمّ قام من مجلسه.
• وعندما سار القوم بحرم رسول الله (ص) من الكوفة إلى الشام على محامل بغير وطاء , من بلد إلى بلد , ومن منزل إلى منزل كما تساق الترك والديلم . وعندما وصلوا الشام ودخلوا برأس الإمام الحسين (ع) وحرمه على اللعين يزيد بن معاوية , وكان رأس الحسين بين يديه في طست , وجعل ينكث ثناياه بمخصرة في يده ويقول (ليت اشياخي ببدر شهدوا) وذكر الأبيات إلى قوله (من بني احمد ما كان فعل ) فقامت السيدة زينب (ع) بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله (ص) , فقالت : (( الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , صدق الله تعالى إذ يقول ( ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء , ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء , وأصبحنا نساق كما تساق الاسارى , ان بنا على الله هوانا , وبك عليه كرامة ؟ وان ذلك لعظم خطرك عنده, فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة ,(المستوثقة والأمور متسقة (المنتظمة) وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا , فمهلا مهلا ! أنسيت قول الله تعالى ؟( ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) امن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وامامك , وسوقك بنات رسول الله سبايا , قد هتكت ستورهن , وأبديت وجوههن ,يحدى بهن من بلد الى بلد , ويستشرفهن اهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد , والدني والشريف ,ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي , وكيف ترجى المراقبة ممن لفظ فوه أكباد السعداء , ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟ وكيف لا يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف (البغض) والشنئان(العداوة) والاحن والاضغان ؟ ثم يقول يزيد متاثم ولا مستعظم : لاهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لاتشل .
منحنيا على ثنايا أبي عبد الله تنكتها بمخصرتك ؟ وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة , واستأصلت الشافة,, بإراقتك دماء ذرية ال محمد , ونجوم الارض من ال عبد المطلب ؟ أتهتف بأشياخك ؟ زعمت تناديهم , فلتردن وشيكا موردهم , ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت , اللهم خذ بحقنا وانتقم ممن ظلمنا , واحلل غضبك بمن سفك دماءنا , وقتل حماتنا , والله ما فريت الا جلدك ولا جززت الا لحمك , ولتردن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهاك حرمته في لخمته وعترته وليخاصمنك حيث يجمع الله تعالى شملهم ويلم شعثهم وياخذ لهم بحقهم ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) فحسبك بالله حاكما وبمحمد خصما وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين أن بئس للظالمين بدلا وايكم شر مكانا واضعف جندا ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك فاني لاستصغر قدرك , واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فتلك الأيدي تنطف (تقذف بما تلطخت) من دمائنا وتلك الأفواه تتحلب من لحومنا , وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل (المتمايلة من الذئاب والضباع ) وتعفوها الذئاب وتؤمها الفراعل (جمع الفرعل ولد الضبع) فلئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لاتجد الا ما قدمت يداك وان الله ليس بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعول فكد كيدك , واسع سعيك وناصب جهدك . فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا , ولا تدرك امدنا ولا ترخص عنك عارها ولا تغيب منك شنارها (أقبح العيب) فهل رأيك إلا فند !(الخطأ في الرأي ) وأيامك إلا عدد ! وشملك إلا بدد ! يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين . فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والرحمة , ولآخرنا بالشهادة والمغفرة وأسال الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد وحسن المآب , ويختم بنا الشرافة , انه رحيم ودود , وحسبنا الله ونعم الوكيل , نعم المولى ونعم النصير )).
• موقف اخر يجب ذكره وزينب تحامي عن يتيمة أبي عبد الله المسبية في مجلس يزيد عندما أراد رجل من الشام إن يهب له (فاطمة بنت الإمام الحسين )على إنها جارية حيث ترويه السيدة فاطمة بنت الحسين عليهما السلام قائلة : فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا، فقام رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئة ، فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت عمّتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك ولا له .فغضب يزيد وقال : كذبتِ ، إنّ ذلك لي ولو شئت لفعلت .قالت : كلاّ والله ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها.
فاستطار يزيد غضباً وقال : إياي تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك .
قالت السيدة زينب : بدين الله ودين أبي وأخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلماً .
قال : كذبتِ يا عدوّة الله قالت له : أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك .فكأنّه استحيا وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد : أعزب ، وهب الله لك حتفاً قاضياً.
• السيدة زينب (ع) قدمت ولديها إلى الميدان الطف حيت قال اللعين عمر بن سعد : ما أعجب محبة هذه الأخت لأخيها ترسل فلذتي كبدها إلى الميدان , وهي خرجت لجميع الشهداء إلا أولادها لعلها تظهر الجزع وقلة الصبر فيذهب أجرها ولعل الحسين يراها في هذه الحالة لما نزل بها من مصيبة عظيمة
• ان للسيدة زينب (ع) موقف بعد ما انتهى القتال حيث كانت السيدة العظيمة تشاهد المجزرة وفي عينها لوهة حارقة ويخيم على آل الرسول الحزن والجزع هذا رأس الحسين على رمح طويل وهو صريع بالميدان فهنا تبدأ مهمة عقيلة الهاشميين لترفع راية الرسالة بعد أخيها الشهيد وتعيد للإسلام واقعه , حيث شقت صفوف الجيش الأموي وقد جللها الأسى والمصاب حتى وقفت على جسد أخيها الحسين وجلست عنده ومسحت عنه الدماء الجامدة عليه وأزالت عنه بقايا السيوف وركام الرماح والنبال , ثم رفعت يديها , ورمقت السماء بناظريها , ونطقت وملا شفتيها الإيمان , وقالت(0 : "اللهم تقبل منا هذا القربان , ففي سبيل دينك ضحى بنفسه , وأهل بيته وأصحابه " )). فبهذا القول تجسد البطلة مفهوم الفداء من اجل العقيدة في أذهان الحفنة الطائشة التي حاربت سيد شباب أهل الجنة حفيد الرسول المصطفى (ص)أخيها الحسين (ع).
• وللسيدة الصابرة موقف مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حينما أراد عمر بن سعد – في اليوم الحادي عشر من محرم – اقتياد السبايا إلى الكوفة , كان الإمام السجاد من شدة ما الم به من مرض لا يقوى على ركوب الناقة , لذلك قاموا بشد رجليه من أسفل بطن الناقة . وعندما اقتيد السبايا من وسط ساحة المعركة , رمت النسوة والصبية بأنفسهن على جثث الشهداء , إما الإمام السجاد (ع) فلم يستطع فعل ذلك , ويقول في هذا الشأن : فكادت نفسي تخرج فتبينت ذلك عمتي زينب ... . لذلك عندما رأت الإمام السجاد (ع) يوشك أن يلفظ أنفاسه , تركت جثث الشهداء وتوجهت إليه , وذكرت له بعض الأمور – والتي طبعا هو اعلم بها –حتى هدا قليلا . وقد أخبرت العقيلة زينب (ع) ابن أخيها (ع) بان " لا يجزعنك ما ترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله (ص) إلى جدك وأبيك وعمك (ع) اخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السموات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء (ع) لا يدرس أثره ولا يعفى رسمه على مرور الليالي والأيام , وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محو وتطميسه فلا يزداد إلا ظهورا وأمره إلا علواً " .
• ولبنت علي المرتضى وقفة مع أهل الكوفة وذلك عندما ساق القوم حرم رسول الله (ص) كما تساق الاسارى حتى بلغوا الكوفة خرج الناس ينظرون إليهم وجعلوا يبكون ويتوجعون , وعلي بن الحسين مريض , مغلول مكبل بالحديد , قد نهكته العلة , فقال : ألا إن هؤلاء يبكون ويتوجعون من اجلنا , فمن قتلنا إذن ؟ فالسيدة زينب عليها السلام أومأت إلى الناس أن اسكتوا ! فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس , فقالت السيدة زينب (ع): " الحمد لله والصلاة على أبي محمد رسول الله , وعلى اله الطيبين الأخيار آل الله. وبعد يا أهل الكوفة ! ويا أهل الختل , والخذل والغدر ! أ تبكون ؟ فلا رقأت الدمعة , ولا هدأت الرنة , إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .أ تتخذون إيمانكم دخلا بينكم ؟.ألا وهل فيكم إلا الصلف (الوقاحة),والطنف (فساد الأخلاق), والشنف (الكراهة), والنطف (النجاسة), وملق الاماء وغمز الأعداء , او كمرعى على دمنه , او كقصة (الجص) على الملحودة !ألا ساء ما قدمت أنفسكم , إن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون أتبكون وتنتحبون ؟ أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا , فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ,ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا , وانى ترحضون قتل سليل خاتم الانبياء وسيد شباب اهل الجنة , وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم , ومنار حجتكم ومدره (كمنبر المقدم من في اللسان ) ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقاً ! فلقد خاب السعي وتبت الأيدي , وخسرت الصفقة , وبؤتم بغضب من الله , وضربت عليكم الذلة والمسكنة , ويلكم يا أهل الكوفة , أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم , وأي دم سفكتم وأي كريمة له أبرزتم , وأي حريم له أصبتم , وأي حرمة له انتهكتم ؟ " لقد جئتم شيئا ادا , تكاد السموات يتفطرن منه , وتنشق الأرض, وتخر الجبال هدا " إن ما جئتم به لصلعاء , عنقاء , سوءا , فقماء , خرقاء , شوهاء كطلاع الأرض ملاء السماء . فأعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ولعذاب الآخرة اشد واخزى وانتم لا تنصرون , فل يستخفنكم المهل , فانه عزوجل لا يحفزه البدار , ولا يخاف فوت الثار , كلا ان ربكم لبالمرصاد فترقبوا أول النحل (أي اول سورة النحل – أتى أمر الله) واخر الصاد (أي آخر سورة الصاد – ولتعلمن نبأه بعد حين ).
• وللسيدة المجاهدة زينب (ع) موقف آخر هو عندما ادخل عيال الحسين عليه السلام على ابن زياد، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكّرة وعليها أرذل ثيابها، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفّ بها إماؤها، فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟ فلم تجبه زينب ، فأعاد ثانية وثالثة فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلَى الله عليه واله وسلّم ، فاقبل عليها ابن زياد لعنه الله وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم .فقالت زينب : الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيّه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً، إنّما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟قالت : كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتختصمون عنده فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال عمروبن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال لها ابن زياد: قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك فرقّت زينب وبكت ، وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرت أهلي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً .فقالت : ما للمرأة والسجاعة، إنّ لي عن السجاعة لشغلاً، ولكن صدري نفث بما قلت .وعرض عليه عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال له : من أنت ؟قال : «أنا عليّ بن الحسين ».قال : أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين ؟فقال : «كان لي أخِّ يسمّى عليّاً، فقتله الناس » .قال ابن زياد: بل الله قتله .فقال عليّ بن الحسين عليهما السلام : « (اللهً يَتَوفّى الأنفُسَ حينَ مَوِتها).فغضب ابن زياد وقال : بك جرأة لجوابي ، وفيك بقيّة للردّ عليّ ، أذهبوا به فاضربوا عنقه .فتعلَقت به زينب عمّته وقالت : يا ابن زياد، حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه. نظر ابن زياد إليها ساعة وقال : عجباً للرحم ، والله اني لأظنّها ودت نّي قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به مشغول ، ثمّ قام من مجلسه.
• وعندما سار القوم بحرم رسول الله (ص) من الكوفة إلى الشام على محامل بغير وطاء , من بلد إلى بلد , ومن منزل إلى منزل كما تساق الترك والديلم . وعندما وصلوا الشام ودخلوا برأس الإمام الحسين (ع) وحرمه على اللعين يزيد بن معاوية , وكان رأس الحسين بين يديه في طست , وجعل ينكث ثناياه بمخصرة في يده ويقول (ليت اشياخي ببدر شهدوا) وذكر الأبيات إلى قوله (من بني احمد ما كان فعل ) فقامت السيدة زينب (ع) بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله (ص) , فقالت : (( الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , صدق الله تعالى إذ يقول ( ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء , ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء , وأصبحنا نساق كما تساق الاسارى , ان بنا على الله هوانا , وبك عليه كرامة ؟ وان ذلك لعظم خطرك عنده, فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة ,(المستوثقة والأمور متسقة (المنتظمة) وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا , فمهلا مهلا ! أنسيت قول الله تعالى ؟( ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) امن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وامامك , وسوقك بنات رسول الله سبايا , قد هتكت ستورهن , وأبديت وجوههن ,يحدى بهن من بلد الى بلد , ويستشرفهن اهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد , والدني والشريف ,ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي , وكيف ترجى المراقبة ممن لفظ فوه أكباد السعداء , ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟ وكيف لا يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف (البغض) والشنئان(العداوة) والاحن والاضغان ؟ ثم يقول يزيد متاثم ولا مستعظم : لاهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لاتشل .
منحنيا على ثنايا أبي عبد الله تنكتها بمخصرتك ؟ وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة , واستأصلت الشافة,, بإراقتك دماء ذرية ال محمد , ونجوم الارض من ال عبد المطلب ؟ أتهتف بأشياخك ؟ زعمت تناديهم , فلتردن وشيكا موردهم , ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت , اللهم خذ بحقنا وانتقم ممن ظلمنا , واحلل غضبك بمن سفك دماءنا , وقتل حماتنا , والله ما فريت الا جلدك ولا جززت الا لحمك , ولتردن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهاك حرمته في لخمته وعترته وليخاصمنك حيث يجمع الله تعالى شملهم ويلم شعثهم وياخذ لهم بحقهم ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) فحسبك بالله حاكما وبمحمد خصما وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين أن بئس للظالمين بدلا وايكم شر مكانا واضعف جندا ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك فاني لاستصغر قدرك , واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فتلك الأيدي تنطف (تقذف بما تلطخت) من دمائنا وتلك الأفواه تتحلب من لحومنا , وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل (المتمايلة من الذئاب والضباع ) وتعفوها الذئاب وتؤمها الفراعل (جمع الفرعل ولد الضبع) فلئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لاتجد الا ما قدمت يداك وان الله ليس بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعول فكد كيدك , واسع سعيك وناصب جهدك . فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا , ولا تدرك امدنا ولا ترخص عنك عارها ولا تغيب منك شنارها (أقبح العيب) فهل رأيك إلا فند !(الخطأ في الرأي ) وأيامك إلا عدد ! وشملك إلا بدد ! يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين . فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والرحمة , ولآخرنا بالشهادة والمغفرة وأسال الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد وحسن المآب , ويختم بنا الشرافة , انه رحيم ودود , وحسبنا الله ونعم الوكيل , نعم المولى ونعم النصير )).
• موقف اخر يجب ذكره وزينب تحامي عن يتيمة أبي عبد الله المسبية في مجلس يزيد عندما أراد رجل من الشام إن يهب له (فاطمة بنت الإمام الحسين )على إنها جارية حيث ترويه السيدة فاطمة بنت الحسين عليهما السلام قائلة : فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا، فقام رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئة ، فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت عمّتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك ولا له .فغضب يزيد وقال : كذبتِ ، إنّ ذلك لي ولو شئت لفعلت .قالت : كلاّ والله ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها.
فاستطار يزيد غضباً وقال : إياي تستقبلين بهذا، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك .
قالت السيدة زينب : بدين الله ودين أبي وأخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلماً .
قال : كذبتِ يا عدوّة الله قالت له : أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك .فكأنّه استحيا وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد : أعزب ، وهب الله لك حتفاً قاضياً.
تعليق