الغيب مفهوم قرآني ,وقد جعل القرآن الكريم الايمان بالغيب أحدى صفات المتقين قال تعالى(الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).ولابد لنا أن نقف على تعريف الغيب وما المراد منه,
الغيب هو كل ماغاب عن الحس ,وهو على قسمين:
غيب مطلق ,وغيب نسبي,ويراد بالاول الخارج عن أدراك الحواس الخمس من غير فرق بين أنسان وآخر,ولاضرف دون ضرف ,فالروح والجن والملك وسائر العوالم العلويه كلها تدخل في هذا القسم ,وهذا هو الغيب المطلق,وأما الغيب النسبي فهو ما يكون غيبا بالنسبه الى شخص دون شخص آخر والى حاسه دون أُخرى:مثلا:أن الدار ومن فيها ,من الشهاده لمن فيها ومن قبيل الغيب لمن هو في خارجها,وكذا الاضواء والالوان المحسوسه بحاسة البصر من الشهاده الى حاسة البصر ومن الغيب بالنسبه الى حاسة السمع ,والمسموعات التي ينالها السمع شهاده بالنسبه اليه وغيب بالنسبه الى البصر,وفي الوقت نفسه مايدرك بهما كله بالنسبه الى الانسان الذي يملكهما من الشهاده ,ومن الغيب لغير ذلك الانسان."تفسير الميزان ج7ص126.
ثم أن تقسيم الوجود الى الشهاده والغيب أنما هو بالنسبه الى الانسان المحدود,وأما بالنسبه الى الله سبحانه المحيط بالكون كله,فالكل شهودٌ له ولايغيب عن وجوده شيء(وأنه بكل شيء محيط).
من القضايا الغيبيه ,قضية الامام المهدي عليه السلام والتي أخذت حيزا واسعا في روايات المسلمين من حيث أثباتها والايمان بها,ومن هذه الروايات,
ينطلق المنكرون للإمام المهدي المنتظر عليه السلام من دوافع و منطلقات لا تنسجم مع منهج الإسلام العام في طرح العقائد و الدعوة إلى الإيمان بها ، فمنهج الإسلام الذي يعتمد المنطق و الفطرة ، يقوم في جانب مهمٍ منه على ضرورة الإيمان بالغيب ، و تتكرر الدعوة في القرآن الكريم إلى ذلك ، إذ هناك عشرات الآيات التي تتحدث عن الغيب و الدعوة إلى الإيمان به ، و المدحة عليه كما في قوله تعالى ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) البقرة 2-3 ، و في الحديث النبوي الشريف كذلك ، إذ هناك مئات الروايات و بصورٍ متنوعة و عديدة ، و كلها تؤكد الإيمان بالغيب و على أنه جزء لا يتجزأ من العقيدة ، و أنّ هذا الغيب سواء تعقّله الإنسان و أدرك جوانبه أو لم يستطع إدراك شيء منه و خفيت عليه أسراره ، فإنه مأمور بالإيمان ، غير معذورٍ بالإنكار ، بلحاظ أنّ مثل هذا الإيمان هو من لوازم الاعتقاد بالله تعالى ، و بصدق سفرائه و أنبيائه الذين يُنبئون و يُخبرون بما يُوحى إليهم ، كما هو الأمر في الإيمان بالملائكة و بالجن و بعذاب القبر و بسؤال الملكين ( منكر و نكير ) و بالبرزخ و بغير ذلك من المغيّبات التي جاء بها القرآن الكريم أو نطق بها الرسول الأمين و نقلها إلينا الثقات المؤتمنون ، و إذن فكلّ تشكيك بشأنها – أي قضية المهدي (ع) – إنما يتعلق بأصل التصديق بالغيب ، و الكلام فيه يرجع إلى هذا الأصل .
و من هنا حاول المنكرون لعقيدة المهدي (ع) أن يهربوا ، و ينأوا بأنفسهم عن طائلة ذلك الاعتقاد ، فلجأوا إلى التشكيك بالأخبار الواردة بشأنه أو تضعيف أسانيدها كما فعل ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثاني و الخمسين الذي عقده في أمر الفاطمي ، حيث ضعّف الأحاديث المروية في المهدي مع اعترافه بظهور المهدي (ع) آخر الزمان ، و بصحة بعض الأحاديث المروية بشأنه ، و تبعه عدد من المقلدين أمثال "السائح" في بحثه ( تراثنا و موازين النقد ) إذ تعرّض فيه لموضوع المهدي المنتظر(ع) ، و تعلق بالخيوط العنكبوتية التي نسجها ابن خلدون حول عقيدة المهدي (ع) ، و حسب أنه لجأ إلى ركن شديد ، و أنه سيرقى عليها إلى السماء ، غافلاً عن أنه تشبث بأوهن البيوت .
و عندما اصطدم هؤلاء بعدم إمكانية ردّ تلك الروايات أو تضعيفها لكثرتها ، و تعدد طرقها ، و صحة أسانيد عدد كبير منها كما أثبتها أئمة الحديث ، لجأوا مرة ً أخرى إلى إحاطة أمر المهدي(ع) بالأساطير التي اخترعوها ، كاختراعهم أُكذوبة السرداب التي لا أصل لها عند المعتقدين به ، و قد ناقشها الشيخ العّلامة الأميني مناقشة وافية أبان تخبط القوم الخصوم في الأساطير التي نسجوها تارةً في موقع السرداب – إذ اختلفوا فيه اختلافاً مضحكاً – و تارةً أُخرى في مواقف الشيعة و طقوسهم المزعومة حول السرداب,
و لجأ آخرون إلى إنكار ولادته الميمونة بإغراء ذوي المطامع أو الطموح السياسي و الاجتماعي لتبني هذا الإنكار و الإفادة منه ، إلى غير ذلك من التعلقات الواهنة التي تسقط لدى عرضها على الحقائق الوفيرة ، فضلاً عن مقتضيات الأحاديث الصريحة الصحيحة .
و بالجملة فإن منهج المشككين لم يخرج عن مثل تلك المنطلقات و التوهمات أو المغالطات المنكرة ، فضلاً عن تعارضه مع الأصول المعتبرة الدينية و الروائية .
الغيب هو كل ماغاب عن الحس ,وهو على قسمين:
غيب مطلق ,وغيب نسبي,ويراد بالاول الخارج عن أدراك الحواس الخمس من غير فرق بين أنسان وآخر,ولاضرف دون ضرف ,فالروح والجن والملك وسائر العوالم العلويه كلها تدخل في هذا القسم ,وهذا هو الغيب المطلق,وأما الغيب النسبي فهو ما يكون غيبا بالنسبه الى شخص دون شخص آخر والى حاسه دون أُخرى:مثلا:أن الدار ومن فيها ,من الشهاده لمن فيها ومن قبيل الغيب لمن هو في خارجها,وكذا الاضواء والالوان المحسوسه بحاسة البصر من الشهاده الى حاسة البصر ومن الغيب بالنسبه الى حاسة السمع ,والمسموعات التي ينالها السمع شهاده بالنسبه اليه وغيب بالنسبه الى البصر,وفي الوقت نفسه مايدرك بهما كله بالنسبه الى الانسان الذي يملكهما من الشهاده ,ومن الغيب لغير ذلك الانسان."تفسير الميزان ج7ص126.
ثم أن تقسيم الوجود الى الشهاده والغيب أنما هو بالنسبه الى الانسان المحدود,وأما بالنسبه الى الله سبحانه المحيط بالكون كله,فالكل شهودٌ له ولايغيب عن وجوده شيء(وأنه بكل شيء محيط).
من القضايا الغيبيه ,قضية الامام المهدي عليه السلام والتي أخذت حيزا واسعا في روايات المسلمين من حيث أثباتها والايمان بها,ومن هذه الروايات,
ابن بابويه: قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمدالدقاق((رضي الله عنه)) قال: حدثنا محمد(أحمد) بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن ابي حمزة، عن يحيى بن(ابي) القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: ((الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة(الغائب).
وشاهد ذلك قوله تعالى: ((وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ))
عنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحدٍ من أصحابنا، عن داوود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) قال: من آمن(اقرّ) بقيام القائم انه حق.
وعنه: باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث يذكر فيه الأئمة الاثني عشر وفيهم القائم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبتهم اولئك من وصفهم الله في كتابه فقال: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) ثم قال: ((أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).
هذا من ناحية من يقول بثبوت قضية الامام المهدي عليه السلام ,ومن ناحية ثانيه هناك من ينكر هذه القضيه ويشكك بها,
عنه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحدٍ من أصحابنا، عن داوود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) قال: من آمن(اقرّ) بقيام القائم انه حق.
وعنه: باسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث يذكر فيه الأئمة الاثني عشر وفيهم القائم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبتهم اولئك من وصفهم الله في كتابه فقال: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) ثم قال: ((أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).
هذا من ناحية من يقول بثبوت قضية الامام المهدي عليه السلام ,ومن ناحية ثانيه هناك من ينكر هذه القضيه ويشكك بها,
ينطلق المنكرون للإمام المهدي المنتظر عليه السلام من دوافع و منطلقات لا تنسجم مع منهج الإسلام العام في طرح العقائد و الدعوة إلى الإيمان بها ، فمنهج الإسلام الذي يعتمد المنطق و الفطرة ، يقوم في جانب مهمٍ منه على ضرورة الإيمان بالغيب ، و تتكرر الدعوة في القرآن الكريم إلى ذلك ، إذ هناك عشرات الآيات التي تتحدث عن الغيب و الدعوة إلى الإيمان به ، و المدحة عليه كما في قوله تعالى ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) البقرة 2-3 ، و في الحديث النبوي الشريف كذلك ، إذ هناك مئات الروايات و بصورٍ متنوعة و عديدة ، و كلها تؤكد الإيمان بالغيب و على أنه جزء لا يتجزأ من العقيدة ، و أنّ هذا الغيب سواء تعقّله الإنسان و أدرك جوانبه أو لم يستطع إدراك شيء منه و خفيت عليه أسراره ، فإنه مأمور بالإيمان ، غير معذورٍ بالإنكار ، بلحاظ أنّ مثل هذا الإيمان هو من لوازم الاعتقاد بالله تعالى ، و بصدق سفرائه و أنبيائه الذين يُنبئون و يُخبرون بما يُوحى إليهم ، كما هو الأمر في الإيمان بالملائكة و بالجن و بعذاب القبر و بسؤال الملكين ( منكر و نكير ) و بالبرزخ و بغير ذلك من المغيّبات التي جاء بها القرآن الكريم أو نطق بها الرسول الأمين و نقلها إلينا الثقات المؤتمنون ، و إذن فكلّ تشكيك بشأنها – أي قضية المهدي (ع) – إنما يتعلق بأصل التصديق بالغيب ، و الكلام فيه يرجع إلى هذا الأصل .
و من هنا حاول المنكرون لعقيدة المهدي (ع) أن يهربوا ، و ينأوا بأنفسهم عن طائلة ذلك الاعتقاد ، فلجأوا إلى التشكيك بالأخبار الواردة بشأنه أو تضعيف أسانيدها كما فعل ابن خلدون في تاريخه في الفصل الثاني و الخمسين الذي عقده في أمر الفاطمي ، حيث ضعّف الأحاديث المروية في المهدي مع اعترافه بظهور المهدي (ع) آخر الزمان ، و بصحة بعض الأحاديث المروية بشأنه ، و تبعه عدد من المقلدين أمثال "السائح" في بحثه ( تراثنا و موازين النقد ) إذ تعرّض فيه لموضوع المهدي المنتظر(ع) ، و تعلق بالخيوط العنكبوتية التي نسجها ابن خلدون حول عقيدة المهدي (ع) ، و حسب أنه لجأ إلى ركن شديد ، و أنه سيرقى عليها إلى السماء ، غافلاً عن أنه تشبث بأوهن البيوت .
و عندما اصطدم هؤلاء بعدم إمكانية ردّ تلك الروايات أو تضعيفها لكثرتها ، و تعدد طرقها ، و صحة أسانيد عدد كبير منها كما أثبتها أئمة الحديث ، لجأوا مرة ً أخرى إلى إحاطة أمر المهدي(ع) بالأساطير التي اخترعوها ، كاختراعهم أُكذوبة السرداب التي لا أصل لها عند المعتقدين به ، و قد ناقشها الشيخ العّلامة الأميني مناقشة وافية أبان تخبط القوم الخصوم في الأساطير التي نسجوها تارةً في موقع السرداب – إذ اختلفوا فيه اختلافاً مضحكاً – و تارةً أُخرى في مواقف الشيعة و طقوسهم المزعومة حول السرداب,
و لجأ آخرون إلى إنكار ولادته الميمونة بإغراء ذوي المطامع أو الطموح السياسي و الاجتماعي لتبني هذا الإنكار و الإفادة منه ، إلى غير ذلك من التعلقات الواهنة التي تسقط لدى عرضها على الحقائق الوفيرة ، فضلاً عن مقتضيات الأحاديث الصريحة الصحيحة .
و بالجملة فإن منهج المشككين لم يخرج عن مثل تلك المنطلقات و التوهمات أو المغالطات المنكرة ، فضلاً عن تعارضه مع الأصول المعتبرة الدينية و الروائية .
تعليق