في يوم عاشوراء حين عز الناصر و ازداد البلاء، وكان الموت يحوم على رؤوس الرجال، بقي العباس عليه السلام وأخوته أوفياء لأخيهم الحسين بن علي عليه السلام الذي كان يهدده الأعداء بالموت. كان العباس يرى أنه ما دام الخطر يحيط بالحسين من كل جانب، فلا بد أن يتحملوا هم ذلك الخطر، ويدفعوه عن الحسين وأهل بيته مهما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
فهم يخاطرون بأنفسهم من أجله ويرفضون الحياة دونه. وذلك فإنهم رفضوا فرصة البقاء أحياء دون الحسين مرتين.
فقيل قبل قدوم شمر بن ذي الجوشن إلى كربلاء استحصل عبد الله بن أبي محل وهو من خيلان العباس، استحصل من عبيد الله بن زياد على الأمان لهم فقد قال لهذا الأخير: (( أصلح الله الأمير إن بني أختنا من الحسين فإن رأيت أن تكتب لهم أماناً فعلت)).
فقال ابن زياد: ((نعم ونعمت عيني)) ثم أمر كاتبه فكتب لهم أماناً وبعث به عبد الله أبي المحل مع مولى له يقال له كزمان فلما قدم هذا الأخير على العباس عليه السلام وإخوته قال لهم:
((هذا أمان بعث به خالكم)).
فرفض العباس استلام الأمان وقال لكزمان(( خالنا السلام، وقل له لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خيرٌ من أمان ابن سمية)),
ومرة أخرى رفض العباس وإخوته الأمان الذي جاء به شمر قبل يوم واحد من مقتلهم، فقد روي أنه لما جاء شمر بكتاب من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يطلب من أن يزحف على الحسين عليه السلام ويقضي عليه وعلى أصحابه، وأن يجري الخيل عليهم وإخوته، فجاء الشمر إلى مقربة من مخيم أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونادى بأعلى صوته: أين بنو أختنا؟ أين العباس وإخوته؟
غير أن العباس رفض أن يجيبه، فكرر شمر نداءه قائلاً: أين بنو أختنا؟ أين العباس وإخوته؟
فقال الحسين عليه السلام للعباس عليه السلام، (( أجيبوه ولو كان فاسقاً)).
فجاء إليه العباس ووقف بإزائه قائلاً: ((ما شأنك وماتريد؟)).
قال شمر: جئت لكم بأمان من عبيد الله بن زياد، فأنت وأخوتك آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
فقال له العباس: ((لعنك الله، ولعن أمانك، أتؤمننا وابن نبيك رسول الله لا أمان له، وتأمرنا أن ندخل طاعة اللعناء، وأولاده اللعناء)) ثم أدار وجهه عنه وقفل راجعاً إلى الحسين.
لقد كان أعداء الحسين يحسبون للعباس وإخوته حساباً خاصاً، فهم يعرفون شجاعتهم وبأسهم وثباتهم، ولذلك كانوا يحاولون مهما امكن إبعادهم عن الحسين عليه السلام لكنهم أساؤوا الظن بالعباس وإخوته، واعتقدوا أن هؤلاء ينظرون إلى الدنيا وكأنها هي الحياة الأبدية كما يفعل أصحاب المصالح أو انهم يمكن أن يستبدلوا الحق بالباطل، خوفاً من الموت، فخاب ظنهم في العباس عليه السلام الذي كان نافذ البصيرة وقد زق العلم زقاً.
لقد كان العباس يريد الأمان والأمن ولكنه كان يريدهما للحسين عليه السلام اولاً فهو من الأوفياء الذين قل نظيرهم في التاريخ.
فهذه كتب التاريخ تروي أن الحسين عليه السلام لما خطب ليلة عاشوراء في أصحابه وطالبهم بأن يتخذوا الليل جملاً، ويتفرقوا عنه لأن الأعداء يريدونه ولو أنهم ظفروا به لم يقتلوا غيره، وقال لهم ((إن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أصحابي، وتفرقوا في سواد ليلكم هذا)). وبعضهم بالفعل قد تفرق عن الحسين عليه السلام هناك قال العباس: ((ولم يا أبا عبد الله؟ ،ألكي نبقى بعدك؟فقبح الله العيش بدونك يا أبا عبد الله )).
لقد كان العباس من الأولياء الصالحين الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله ومثلهم لا يمكن أن يخضع للباطل مهما كان قوياً، ولن يترك الوفاء مهما كانت الأخطار محدقةً، فإذا لم يكن هنالك خيارٌ غير الموت فسوف يستقبله بكل رحابة صدر ما دام ذلك في سبيل الله، ولمواجهة الطغيان والظالمين.
فهم يخاطرون بأنفسهم من أجله ويرفضون الحياة دونه. وذلك فإنهم رفضوا فرصة البقاء أحياء دون الحسين مرتين.
فقيل قبل قدوم شمر بن ذي الجوشن إلى كربلاء استحصل عبد الله بن أبي محل وهو من خيلان العباس، استحصل من عبيد الله بن زياد على الأمان لهم فقد قال لهذا الأخير: (( أصلح الله الأمير إن بني أختنا من الحسين فإن رأيت أن تكتب لهم أماناً فعلت)).
فقال ابن زياد: ((نعم ونعمت عيني)) ثم أمر كاتبه فكتب لهم أماناً وبعث به عبد الله أبي المحل مع مولى له يقال له كزمان فلما قدم هذا الأخير على العباس عليه السلام وإخوته قال لهم:
((هذا أمان بعث به خالكم)).
فرفض العباس استلام الأمان وقال لكزمان(( خالنا السلام، وقل له لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خيرٌ من أمان ابن سمية)),
ومرة أخرى رفض العباس وإخوته الأمان الذي جاء به شمر قبل يوم واحد من مقتلهم، فقد روي أنه لما جاء شمر بكتاب من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يطلب من أن يزحف على الحسين عليه السلام ويقضي عليه وعلى أصحابه، وأن يجري الخيل عليهم وإخوته، فجاء الشمر إلى مقربة من مخيم أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونادى بأعلى صوته: أين بنو أختنا؟ أين العباس وإخوته؟
غير أن العباس رفض أن يجيبه، فكرر شمر نداءه قائلاً: أين بنو أختنا؟ أين العباس وإخوته؟
فقال الحسين عليه السلام للعباس عليه السلام، (( أجيبوه ولو كان فاسقاً)).
فجاء إليه العباس ووقف بإزائه قائلاً: ((ما شأنك وماتريد؟)).
قال شمر: جئت لكم بأمان من عبيد الله بن زياد، فأنت وأخوتك آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
فقال له العباس: ((لعنك الله، ولعن أمانك، أتؤمننا وابن نبيك رسول الله لا أمان له، وتأمرنا أن ندخل طاعة اللعناء، وأولاده اللعناء)) ثم أدار وجهه عنه وقفل راجعاً إلى الحسين.
لقد كان أعداء الحسين يحسبون للعباس وإخوته حساباً خاصاً، فهم يعرفون شجاعتهم وبأسهم وثباتهم، ولذلك كانوا يحاولون مهما امكن إبعادهم عن الحسين عليه السلام لكنهم أساؤوا الظن بالعباس وإخوته، واعتقدوا أن هؤلاء ينظرون إلى الدنيا وكأنها هي الحياة الأبدية كما يفعل أصحاب المصالح أو انهم يمكن أن يستبدلوا الحق بالباطل، خوفاً من الموت، فخاب ظنهم في العباس عليه السلام الذي كان نافذ البصيرة وقد زق العلم زقاً.
لقد كان العباس يريد الأمان والأمن ولكنه كان يريدهما للحسين عليه السلام اولاً فهو من الأوفياء الذين قل نظيرهم في التاريخ.
فهذه كتب التاريخ تروي أن الحسين عليه السلام لما خطب ليلة عاشوراء في أصحابه وطالبهم بأن يتخذوا الليل جملاً، ويتفرقوا عنه لأن الأعداء يريدونه ولو أنهم ظفروا به لم يقتلوا غيره، وقال لهم ((إن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أصحابي، وتفرقوا في سواد ليلكم هذا)). وبعضهم بالفعل قد تفرق عن الحسين عليه السلام هناك قال العباس: ((ولم يا أبا عبد الله؟ ،ألكي نبقى بعدك؟فقبح الله العيش بدونك يا أبا عبد الله )).
لقد كان العباس من الأولياء الصالحين الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله ومثلهم لا يمكن أن يخضع للباطل مهما كان قوياً، ولن يترك الوفاء مهما كانت الأخطار محدقةً، فإذا لم يكن هنالك خيارٌ غير الموت فسوف يستقبله بكل رحابة صدر ما دام ذلك في سبيل الله، ولمواجهة الطغيان والظالمين.
تعليق