بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المجتمع الفاضل الذي أقامه الإسلام بهدي كتاب الله واتباع اهل البيت عليهم السلام قائم على أعمدة قوية متماسك اللبنات متحد الأهداف، غايته الإستقرار والراحة النفسية لكل فرد من أفراده وأعظم استقرار ان يستقر الإنسان في داره مطمئنا يأمن فيه على أهله وأولاده ولا يتحقق ذلك إلا إذا أحسن المرء اختيار جيرانه، فانتقاء الجارأمر مهم جدا لأن المرء إذا كان له جار سوء عاش في ضيق وقلق وخوف، فلا هو يستطيع أن يأمن على أهل بيته وأولاده إذا خرجوا لينغمسوا في المجتمع المحيط بهم، ولاهو بالذي يأمنه عند سفره على بيته وأهله، ولا هو بالذي ينتظر منه وقوفا عند أزمات الدهر ومصائبه يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم: (إن من سعادة المرء المسلم: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء) لذلك فقد أولى الإسلام للجار اهتماما منقطع النظير فأمر بحسن المعاملة بين المسلم وجيرانه وحدد لكل جار حقوقا حسب قربه وبعده من المسلم حتى غير المسلمين أحاطهم بعنايته يقول الله سبحانه وتعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب) فالجار هو القريب منك مطلع على أمورك وأحوالك أكثر من غيره وله حق كبير عليك، فإن كان قريبا مسلما فله ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، وإن كان مسلما غير قريب فله حقان حق الجوار وحق الإسلام وكذلك إن كان قريبا غير مسلم فله حق الجوار وحق القرابة، وإن كان غير مسلم وليس بقريب فله حق واحد وهو حق الجوار.
ولأهمية الجاركانت وصية جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم: (ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
الاخ الشرطي .. موضوع رائع ودمت في حسن الاختيار
تعليق