النبيُ محمد/ص/ :: حقوقه : ووظيفتنا تجاهه :: في قراءةٍ بيانية قرآنيّة))
==============================
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
لايخفى على أحدٍ أنّ النبيَ محمداً /ص/ مثّل حقيقة وواقعا قمة الكمال الإنساني والنبوي الشريف لذا جاء إصطفائه ربانيا وفق أهليته/ص/ في تجسيد الخلق الالهي العظيم
وعلى هذا الأسا س القيمي تم توصيفه/ص/ قرآنياً بأنه
((وإنّكَ لعلى خُلقٍ عظيم)) القلم/4.
وهذه الأية بحد ذاتها كافية في تثبيت عصمة الرسول الأكرم محمد /ص/ المطلقة في وجوده وحياته الشريفة إذ أنّ الله تعالى يؤكد فيها بكون الرسول محمد/ص/ متمكناً ومستعليا ومهيمناً على حقيقة الخُلق وبصورة عظيمة وكبيرة تستحق التقدير والتقديس
و(على ) هو حرف جر ينص على الأستعلاء الوجودي والواقعي للشيء على شيء.
وهنا ميزة بلاغية حكيمة في إنتقاء الله تعالى لكلمة (على) دون غيرها كذي مثلا أو أي صفة اخرى
وهي أنّ (على )هي من تعطي حق الوصف واستحقاقه حقيقة وواقعا أما غيرها لاتبلغ الإستحقاق في الوصف
فهذه (على) حكت عن واقع النبي/ص/ وبلسان الله تعالى قرآنيا
أنّ محمداً/ص/ قد بلغ من الكمال الإنساني ما يستحق معه النبوة الخاتمة والأفضلية على سائر النبين والمرسلين
وهذه الآية الشريفة على وجازة ألفاظها وعظيم معناها وفصاحتها هي من تفرض علينا حق إتباع النبي محمد/ص/ بوصفه نبياُ معصوما وخاتما للبشرية بدينه الإسلام الخالد
وتصحح معها مقبولية ومعقولية الأخذ من سنة رسول الله/ص/ في حياتنا
إذ أنّك بإتباع الرسول/ص/ تتعاطى وشخصا مقطوع بعصمته وشرافته
ولايضل من اتبع طريقه
ومن أبرز حقوق النبي محمد /ص/ علينا والتي أسسها القرآن الكريم نصيا وقطعيا وهي كالآتي؟
/1/(حق طاعته/ص/) منهجيا )
==============
قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ))النساء/59.
وهنا تفرض الأية الشريفة فرضا إرشاديا عقلانيا بلزوم طاعة الرسول محمد/ص/ وآله/ع/
ولأهمية أمر طاعة الرسول محمد وآله المعصومين/ع/ قرنها الله تعالى قرنا وجوديا بطاعته تعالى لاحظوا التشريك الحكمي
(أطيعوا الله واطيعواالرسول واولي الأمر منكم)
واولي الأمر هم المعصومون /ع/ من الأئمة الأثني عشر يقيناً
إذ لايجوز عقلا أن يأمرنا تعالى بطاعة المذنبين والعاصين ويُقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فهذا أمر قبيح عقلا ومنطقا
فيتعين كون أولي الأمر منكم هم الأئمة المعصومون /ع/
ومعنى طاعة الرسول محمد /ص/ هو ضرورة إتباع شرعته الأسلام العزيز وعقدياته الحقة واتباع سنن النبي/ص/ عمليا والأخذ منها قيميا
هذا ما أسس له القرآن الكريم كحق مفروض إلهيا علينا نحن المسلمين
((ما آتاكم الرسولُ فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهوا واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب))/الحشر/7.
لاحظوا أحبتي بيان القرآن في تأسيسه القيمي للزوم الأخذ والأتباع لمنهج الرسول الأكرم محمد/ص/
ففي كلمة(فخذوا) دلالة ونص على شدة الأرتباط بالنبي محمد/ص/ وبقوة فكلمة خذوا تستعمل للتعاطي مع الشيء بحزم وقوة وجد
فإتباع النبي محمد /ص/ منهجيا يستبطن الأخذ مما آتى به من الله والأنتهاء عما نهى عنه بنهي الله تعالى
وفي نفس الوقت ورد تحذير منه تعالى بأنه شديد العقاب في صورة تركنا لمناهج وسنة النبي الخاتم محمد/ص/
((واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب))
وفي آية أخرى ورد التحذير وبقوة منه تعالى
((ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))الأحزاب/36.
وفي آية أخرى جمعت بين الوعد والوعيد بخصوص اتباع أو عصيان منهج الله رسوله
فقال تعالى
((ومن يُطع الله ورسوله يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) النساء/14,
وإختصاراً لمفهوم حق طاعة الرسول/ص/ منهجيا
نقول إنّ معنى ذلك هو التعبد السليم والعمل المعتدل والعقلاني بسنة الرسول/ص/ أي السنة القيمة الكلية فقهيا وأخلاقيا وإجتماعيا وحتى تدبيريا بشريا
فالعقل لايمنع من التأسي بشخص حكيم ويُلقى حكمته من لدن عليم حكيم وهو الله تعالى
فيقول القرآن الكريم مُعززا هذه الحقيقة الدينية
((ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله ذكرا كثيرا))الأحزاب/21.
وطرح الله لمفهوم الأسوة الحسنة المعصومة وخاصة المتجسدة بشخص النبي محمد/ص/ يعطينا زخما إيمانيا ودفعا عمليا للتأسي بمنهج الرسول/ص/
وإلاّ لولم تكُ ثمة حكمة من التأسي برسول الله /ص/ لما طرح الله تعالى ذلك المفهوم في كتابه العزيز نصيا
ونحن اليوم بحكم فقدنا لنبينا محمد/ص/ وغيبة ولينا وإمامنا الإمام المهدي/ع/ فلا خيار لنا إلاإتباع المنهج الواصل إلينا عبر التأريخ الصحيح والموثق في قيمه وفقهياته وعقدياته الحقة والتي هي تمثل بمجملها منظومة الأسلام العزيز
/2/(( :إحياء أهدافه/ص/ ومنهاجه القويم ))
: هو ترجمان فعلي لحقوقه/ص/.
=========================
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز
بخصوص رسول الله محمد/ص وآله/
((ياأيها النبيُ إنّا ارسلناك شاهداً ومُبَشرا ونذيرا* وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا))/آية /45/46/الأحزاب.
وفي آية اخرى ((يُخرجهم من الظلمات إلى النور))/275/البقرة.
فأغلب النصوص القرآنية جائت توضح اهداف الله تعالى ومنهاجه الأسلام
العزيز المتمثِّل بشخص النبي الخاتم محمد/ص/ وسننه الشريفة الفعلية
والقولية والبيانية والتي ندبَ الله تعالى للتأسي بها كمنهاج عملي لنا نحن المسلمين في هذه الحياة الدنيا .
حيثُ قال تعالى
((وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهوا وإتقوا الله إنّ الله شديدُ العقاب))/7/ الحشر.
وقال سبحانه أيضا
((ولقد كان لكم في رسول الله إسوةٌ حسنة ))/21/الأحزاب.
فلاحظوا أحبتي كيف أنّ ألله تعالى بيَّن الهدف الأصيل من بعثة النبي
محمد/ص/ وهو الدعوة إلى الله تعالى وتكميل الناس في طريقهم إلى الله وإصلاح حالهم وإخراجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والعلم والتقوى
ثمّ يُطالبنا سبحانه وتعالى بلزوم الأخذ مما ترك رسول الله محمد/ص/ من
سنن حكيمه وصحيحة نتعاطى معها في حياتنا ونجتنب ما أراد منا إجتنابه
ونجعل من شخصه المعصوم (إسوة حسنة) لنا وقدوة إلهية طرحها تعالى
إلى البشرية جمعاء كي تتأسى بها عمليا في هذه الحياة
((ولقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة))
ومن هنا يمكننا أن نستوحي الدرس والعبرة الواعية في إحياء منهاج الرسول/ص/
فإنها تعني بالمفهوم الواعي والسديد إحياء الإعتبار والأتعاظ والأقتداء بشخص ومناهج رسول الله /ص/
وهذا لاعُسر فيه عمليا إذ أنّ من طبايع العقلاء أن يقتدوا بعظمائهم إقتداءً سلوكيا وفكريا وأخلاقيا
فهذا رسول الله/ص/ قد ترك لنا دستوره المعصوم وهو الكتاب
العزيز(القرآن الكريم) كمعجزة لفظية وقيمية عجزت العقول البشرية عن الأتيان بمثلها ولوإجتمعت الجن معها .
وترك لنا سننه الشريفة والتي أوصلها إلينا سليمةً أئمة أهل البيت
المعصومين/ع/ وأصحابه المنتجبين.
فحري بنا في أن نُحي قيمه وسننه وتعاليمه التي هي تعاليم الله تعالى قطعا ويقينا.
فليس لنا خيارعقلاني وشرعي سوى الأخذ مماترك رسول الله من قيم كلية وإطلاقية في دلالاتها قادرة على إستيعاب حاجة الإنسان في كل زمان ومكان
لاأن نأخذ من كل من هب ودب كلاّ .....
.إنّ الأخذ من رسول الله ومنهاجه هو أخذٌ من الله تعالى وكتابه
((ومن يُطع الرسول فقد أطاع الله))
ويقول تعالى ((وماينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يُوحى))
فشتان مابين مناهج البشر ومنهاج الله تعالى المعصوم.
فنحن اليوم ملزمون شرعا بضرورة إتباع الرسول/ص/ ومحاولة تطبيق
أهدافه على مستوى الأفراد والمجتمع من التعرف على الله تعالى والألتزام
بدينه القويم والتوحد الفكري والثقافي والسلوكي والتعنون بعنوان الله تعالى كما هو سبحانه علّمَ رسوله الكريم في قوله تعالى
(( قُل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين*لاشريك له وبذلك اُمُرتُ وأنا اول المسلمين))162/163/الأنعام.
فلاحظوا يا أعزائي صياغية ومنهاجية الله تعالى في هذه الآية الدستورية المعصومة
كيف أنها تجعل محور وجودنا حوله تعالى من إقامة الصلاة المخلصة لوجه وإتباع نسكه ومنهاجه تعالى ويعني بذلك الأسلام الذي هو دين الله في هذه
الحياة الدنيا ((إنّ الدين عند الله الأسلام) والدين هو الطريق والصراط الموصل الى تعالى
ولايمكن لنا الوصول إليه تعالى إلاّ من خلال الأدلاء عليه وهم الأنبياء والأئمة /ع/ وعلى رأسهم رسول الله /ص/ سيدهم وفخرهم محمد
فمهما تبدلت الأحوال وتطورت الحياة فقيم محمد /ص/ باقية حية ما بقي الليل والنهاروهو /ص/ القائل
((حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة))/جامع أحاديث الشيعة /السيد البروجردي/ج25/ص277.
وهنا تكمن النكتة ويبدوالهدف جليا في إحياء ذكراه/ص/
فلاتخلف ولارجعية . في إتباعنا لرسول الله/ص/ وتطبيق منهاجه
فهذه الأمم البشرية اليوم تحتفي أيضا بأنبيائها ولانجد من يتعيب عليهم في ذلك
فالمهم كل المهم هو إستيحاء أهداف النبي /ص/ ومراداته التي عمل عليها وأوصلها إلينا كرسالة عمل في الحياة
من التسليم لأمر الله تعالى وطاعة رسوله الكريم وتطبيق تعاليمه/ص/ من التآخي في الله تعالى والتحابب والأتحاد ونبذ الفرقة والعداوة والحرص على تطبيق العدالة في المجتمع والأحسان إلى الناس وحفظ مصالحهم .
وفي الختام لابد لنا من تحقيق الأستفادة والأنتفاع مما ترك رسول الله:ص: وهذا امرٌممكن لكل فرد مسلم يعتز ويؤمن بنبوة محمد/ص/
وأخيرا أقول ماقاله الله تعالى
((فلاوربُّكَ لايؤمنون حتى يُحكموك فيما شجرَ بينهم ثُمّ لايجدوا في أنفسهم حرجا مماقضيت ويُسلمواتسليما)) /65/النساء
/ 3/ حق الصلاة والسلام على النبي محمد/ص/
==========================
وهذا حقٌ آخر اسس له القرآن الكريم في نص شريف وهوقوله تعالى
((إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) الأحزاب /56.
ومعنى الصلاة على النبي محمد /ص/ هو الدعاء له وتعظيمه حال ذكره /ص/ كما يصنع الله تعالى هو وملائكته وجوديا وبصورة مستمرة مذ خلق الله تعالى محمداً /ص/ وإلى ما يعلم الله ختامه
وهنا أمرٌ مهم يجب التنبه لها وهو أنّ الصلاة من الله على النبي هي بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى التزكية له/ص/
وهذا فعل من الله وملائكته لم يزل ولايزال وسيبقى دائما غير منقطع
والدليل على ذلك استعمال الله تعالى للحكاية عن هذه الحقيقة صيغة الفعل المضارع((يصلون)) وهو فعل مستمر الحدث والتجدد لاينقطع
وقد ورد في الروايات الصحيحة عن أبي حمزة عن أبيه أنه سأل الإمام الصادق/ع/ عن معنى التسليم في قوله تعالى(( وسلموا تسليما))
فقال
/ع/ يعني التسليم له فيما ورد عنه :
قال فقلتُ فكيف نصلي على محمد وآله؟
قال/ع/ تقولون (( صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته))
قال : فقلتُ فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة ؟
قال/ع/ الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امه:
وقرأ الإمام الصادق /ع/ بعد ذلك قوله تعالى
((هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما))/الأحزاب/43.
وقال/ع/
((كل دعاء يُدعى الله تعالى به محجوب عن السماء حتى يُصلى على محمد وآل محمد))/انظر/الوافي في شرح الكافي/المازندراني/ج5/ ص 227/228.
((اللهم صلِ على محمد وآل محمد بقدر ما أنتَ وملائكتكَ تُصلي عليه يا الله))
وقد جاء في كتاب (الصواعق ) لأبن حجرالعسقلاني/ص87.
((أنّ النبي محمد/ص/ قال :لاتصلوا عليّ الصلاة البتراء ؟
فقالوا وما الصلاة البتراء؟
قال/ص/ تقولون ((اللهم صل على محمد))
وتمسكون بل قولوا ((اللهم صل على محمد وآل محمد))
وقوله تعالى
((هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما))/الأحزاب/43.
دليل قرآني قوي وقطعي بضرورة عدم إستعمال الصلاة البتراء
بل الترقي بالصلاة والسلام على محمد وآله كما عهدت الآية ذلك
وضمير(عليكم ) يقينا شامل لآل محمد/ص/ وهم أشرف الخلق في البشرية قطعا
بحيث يستوجب الصلاة عليهم من قبل الله تعالى وملائكته كما يُصلي الله تعالى هو وملائكته على النبي في آية أخرى قد ذكرنا اعلاه
والله تعالى لايُصلي هو وملائكته إلاّ على عباده الذين اصطفاهم لهداية الناس
وإلاّ لايُعقل أن تكون رحمة ودعاء وصلاة الله وملائكته على اناس غير مؤهلين لذلك كأن يكونون من المذنبين
وهذا ما لايتلائم وحكمة الله تعالى
و القرآن الكريم
قال (( إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما))/ 56/ الأحزاب.
وعلى إختلاف التفاسير في هذا المجال للمقطع الأخير من الأية هذه ((وسلموا تسليما))
تكون المحصلة التربوية والتعليمية واحدة لامحالة
إذ أننا مُلزمون بالتسليم على شخص النبي /محمد/ص/ في حال الخروج من الصلاة وكذا مُلزمون بالسلام على عباد الله الصالحين وهما بعينهما
يمثلان حقيقة السلام والتعايش السلمي فيما بيننا وبين منهج نبينا أو مع الأخرين من الناس كافة
وهذا المقطع الأخيرمن الأية الشريفة يستبطن في جوهره القيمي إطروحة السلام ونبذ العنف وضرورة التعايش سلميا وإلاّ مامعنى أن يُكررالمسلم يوميا هذه الفقرة في صلواته الخمس
(السلام عليك أيها النبي/ص/)
(السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين).
ويُرتب الشرع الأسلامي الحكيم أثراً على ذلك
إذ أنه لايسمح للمسلم بتركه حال الخروج من صلاته .إلاّ بإتمامها بالصلاة والسلام على محمد/ص/.
هذا الرأي الأول وهو المعروف بين سائر المسلمين.
أما الرأي الثاني
فيؤكد على أنّ معنى((ويسلموا تسليما)) هو وجوب الأنقياد والطاعة والتسليم لمنهاج الرسول الأكرم محمد/ص/
والذي هو عينه منهاج الله تعالى والذي يُعزز هذا الرأي تأكيد القرآن الكريم لحقيقة الأنقياد العلمي والعملي لمنهج الرسول /ص/ وسسنه الشريفة.
في قوله تعالى
((فلاوربّكَ لايؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثمّ لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويُسلموا تسليما))65/النساء.
وهنا يتضح الأمر التربوي والتعليمي جليا إذ أنّ القرآن الكريم جعل المعيارفي إيمانية الفرد المسلم هو مدى إتباعه وتسليمه لمنهج وقضاء الرسول /ص/ في زحمة وتداخل المناهج التربوية في كل وقت وعدم التقاطع معها وعدم الأستنكاف في الأخذ منها
إذ بها سبيل النجاح والفوز يتحقق.
وممكن الأستفادة تربويا وتعليميا من هذه القيم القرآنية في تنمية وتربية الأفراد سلوكيا ونفسيا وفكريا.
إذ على الفرد المتعلم وبحسب معطيات هذه القيم القرآنية والنبوية أن
يتعاطى مع معلمه أياً كان نبيا معصوما أم معلما غير معصوم تعاطيا قائما على أساس التفاعل الأثنيني نفسيا وسلوكيا لأنّ العملية التربوية والتعليمية هي عملية إثنينية في حقيتها العلمية(المعلم والمتعلم) .
فالأية الشريفة تُشير إلى ضرورة قبول الفكرة التربوية وتقبلها وعدم معارضتها والتسليم لها ذهنيا وعمليا.
فالسلام أو التسليم هما مُحركان فعليان لإنجاح العملية التربوية للأفراد أو المجتمع.
// 4/((حقُ النبي /ص/ في مودة وطاعة أهل بيته المعصومين/ع/))
==============================
==
وهذا الحقُ اسس له القرآن الكريم كجزاءٍ أبدي منحفظ لشخص رسول الله محمد/ص/ وكأجر على تبليغه رسالة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا.
فقال الله تعالى مفصحا عن هذا الحق
((قل لاأسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى ))الشورى /23/
وقد أجمع علماء الشيعة الإمامية على أنّ المراد بالقربى في هذه الآية الشريفة هم (الأئمة المعصومون)/ع/ من اهل البيت/ع/
ووافقهم على ذلك عدة من اعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين
كاحمد بن حنبل والطبراني والحاكم النيسابوري عن ابن عباس
من صواعقه
قال/لما نزلت هذه الآية قالوا/يارسول الله من قرابتك هولاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟
قال/ص/ علي وفاطمة وابناهما /إنظر/الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء/السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي/ص18.
وأيضا يُروى
عن رسول الله/ص/أنه قال
((إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا
والذي نفسي بيده لاينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفة حقنا))
إنظر،/المراجعات/السيد شرف الدين الموسوي/ص22.
فإذن مودة أهل بيت رسول الله/ص/ حق له ولهم ووظيفة عقدية وشرعية تقع على عاتقنا حياتيا وتكليفيا.
ومودة أهل البيت/ع/ تعني الأعتقاد بولايتهم الحقة والمجعولة من قبل الله تعالى في صورة إمامة الأئمة الأثني عشر/ع/
وهذه المودة تفرض علينا أمرين مهمين عقديا وشرعيا وهما؟
/1/ محبتهم قلبيا ووجدانيا
/2/إتباعهم سلوكيا وإنقياديا لمنهاجهم السديد منهاج الله ورسوله/ص/.
وهذا المعنى أكده الرسول /ص/ مرارا فذات يومٍ سأله أعرابي فقال:يارسول الله /ص/ هل للجنة من ثمن ؟
قال/ص/ نعم/ قال الأعرابي : وماثمنها؟
قال النبي/ص/ لاإله إلاّ الله يقولها العبد مخلصا بها
قال الأعرابي : وما اخلاصها؟
قال/ص/ العمل بما بُعثتُ به في حقه وحب أهل بيتي
قال الأعرابي: فداك امي وابي وإنّ حب أهل البيت /ع/ لمِن حقها؟
قال/ص/ إنّ حبهم لأعظم حقها . /إنظر /ألأمالي/ الطوسي/ص 583.
و/مستدرك الوسائل/الميرزا النوري/ج5/ص359.
وأيضا في حديثٍ صحيح ورد عن الإمام الصادق/ع/ عن محمد بن الفضيل :قال
سألته/ع/ (عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى .
/قال/ع/ (افضل ما يتقرب به إلى الله تعالى طاعة الله وطاعة رسوله/ص/ وطاعة أولي الأمر(ويقصد المعصومين/ع/)
ثم قال/ع/(( حبنا إيمان وبغضنا كفر)) /إنظر/ الكافي /الكليني/ج1/ص/188.
وبعد هذا يتبين أنّ حق الرسول الأكرم /ص/ شخصيا ومعنويا وقيميا ومنهجيا في ذاته وفي شأن أهل بيته المعصومين /ع/ هو حق واجب الأعتراف به وعدم التفريط به أو إسقاطه
لأنّ التفريط به لاسمح الله يعني الكفر الصريح بنبوة محمد وإمامة الأئمة المعصومين /ع/
فلذا جعل الإمام الصادق /ع/ في الروايات الصحيحة أعلاه
المعيار هو حب محمد وآله حبٌ يستلزم إتباعهم وتطبيق مناهجهم عمليا
فقال/ع/ ((حبنا إيمان وبغضنا كفر))
في تصريح منه/ع/ بأهمية وخطورة القضية هذه
وفعلا حب آل محمد /ص/ ومودتهم هو عين الإيمان بالله ورسوله ودينه القويم
وبغضهم هو عين الكفر والأنحراف عن الصراط المستقيم
وماذا بعد الحق إلاّ الضلال؟
ومن هنا نحن على يقين بحقانية أهل البيت المعصومين /ع/ وإمامتهم الربانية التأسيس حقانية قرآنية النص ونبويا الحق
قال تعالى
((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين))/الأنبياء/73.
وعن الإمام علي بن موسى الرضا /ع/ في سبب نزول هذه الآية الشريفة أنه قال/ع/
((أنها نزلت في ولد علي/ع/ خاصة إلى يوم القيامة إذ لانبي بعد محمد/ص/))، إنظر/الكافي /الكليني /ج1/ص199.
فإذن حقانية إمامة ومودة أهل بيت الله ورسوله/ص/ مفروغ عن يقينيتها قرآنيا ونبويا
وهي الحق الدائم إلهيا لأجر تبليغ الرسول الأكرم لرسالة الله تعالى
حقٌ ممتدٌ بوجود إمام كل وقت وللناس أجمعين
فليس هو حقً تاريخيا عابرا
لا بل هو حق وجودي سرمدي كحق طاعة الله تعالى
/مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف.
==============================
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
لايخفى على أحدٍ أنّ النبيَ محمداً /ص/ مثّل حقيقة وواقعا قمة الكمال الإنساني والنبوي الشريف لذا جاء إصطفائه ربانيا وفق أهليته/ص/ في تجسيد الخلق الالهي العظيم
وعلى هذا الأسا س القيمي تم توصيفه/ص/ قرآنياً بأنه
((وإنّكَ لعلى خُلقٍ عظيم)) القلم/4.
وهذه الأية بحد ذاتها كافية في تثبيت عصمة الرسول الأكرم محمد /ص/ المطلقة في وجوده وحياته الشريفة إذ أنّ الله تعالى يؤكد فيها بكون الرسول محمد/ص/ متمكناً ومستعليا ومهيمناً على حقيقة الخُلق وبصورة عظيمة وكبيرة تستحق التقدير والتقديس
و(على ) هو حرف جر ينص على الأستعلاء الوجودي والواقعي للشيء على شيء.
وهنا ميزة بلاغية حكيمة في إنتقاء الله تعالى لكلمة (على) دون غيرها كذي مثلا أو أي صفة اخرى
وهي أنّ (على )هي من تعطي حق الوصف واستحقاقه حقيقة وواقعا أما غيرها لاتبلغ الإستحقاق في الوصف
فهذه (على) حكت عن واقع النبي/ص/ وبلسان الله تعالى قرآنيا
أنّ محمداً/ص/ قد بلغ من الكمال الإنساني ما يستحق معه النبوة الخاتمة والأفضلية على سائر النبين والمرسلين
وهذه الآية الشريفة على وجازة ألفاظها وعظيم معناها وفصاحتها هي من تفرض علينا حق إتباع النبي محمد/ص/ بوصفه نبياُ معصوما وخاتما للبشرية بدينه الإسلام الخالد
وتصحح معها مقبولية ومعقولية الأخذ من سنة رسول الله/ص/ في حياتنا
إذ أنّك بإتباع الرسول/ص/ تتعاطى وشخصا مقطوع بعصمته وشرافته
ولايضل من اتبع طريقه
ومن أبرز حقوق النبي محمد /ص/ علينا والتي أسسها القرآن الكريم نصيا وقطعيا وهي كالآتي؟
/1/(حق طاعته/ص/) منهجيا )
==============
قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ))النساء/59.
وهنا تفرض الأية الشريفة فرضا إرشاديا عقلانيا بلزوم طاعة الرسول محمد/ص/ وآله/ع/
ولأهمية أمر طاعة الرسول محمد وآله المعصومين/ع/ قرنها الله تعالى قرنا وجوديا بطاعته تعالى لاحظوا التشريك الحكمي
(أطيعوا الله واطيعواالرسول واولي الأمر منكم)
واولي الأمر هم المعصومون /ع/ من الأئمة الأثني عشر يقيناً
إذ لايجوز عقلا أن يأمرنا تعالى بطاعة المذنبين والعاصين ويُقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فهذا أمر قبيح عقلا ومنطقا
فيتعين كون أولي الأمر منكم هم الأئمة المعصومون /ع/
ومعنى طاعة الرسول محمد /ص/ هو ضرورة إتباع شرعته الأسلام العزيز وعقدياته الحقة واتباع سنن النبي/ص/ عمليا والأخذ منها قيميا
هذا ما أسس له القرآن الكريم كحق مفروض إلهيا علينا نحن المسلمين
((ما آتاكم الرسولُ فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهوا واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب))/الحشر/7.
لاحظوا أحبتي بيان القرآن في تأسيسه القيمي للزوم الأخذ والأتباع لمنهج الرسول الأكرم محمد/ص/
ففي كلمة(فخذوا) دلالة ونص على شدة الأرتباط بالنبي محمد/ص/ وبقوة فكلمة خذوا تستعمل للتعاطي مع الشيء بحزم وقوة وجد
فإتباع النبي محمد /ص/ منهجيا يستبطن الأخذ مما آتى به من الله والأنتهاء عما نهى عنه بنهي الله تعالى
وفي نفس الوقت ورد تحذير منه تعالى بأنه شديد العقاب في صورة تركنا لمناهج وسنة النبي الخاتم محمد/ص/
((واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب))
وفي آية أخرى ورد التحذير وبقوة منه تعالى
((ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))الأحزاب/36.
وفي آية أخرى جمعت بين الوعد والوعيد بخصوص اتباع أو عصيان منهج الله رسوله
فقال تعالى
((ومن يُطع الله ورسوله يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) النساء/14,
وإختصاراً لمفهوم حق طاعة الرسول/ص/ منهجيا
نقول إنّ معنى ذلك هو التعبد السليم والعمل المعتدل والعقلاني بسنة الرسول/ص/ أي السنة القيمة الكلية فقهيا وأخلاقيا وإجتماعيا وحتى تدبيريا بشريا
فالعقل لايمنع من التأسي بشخص حكيم ويُلقى حكمته من لدن عليم حكيم وهو الله تعالى
فيقول القرآن الكريم مُعززا هذه الحقيقة الدينية
((ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله ذكرا كثيرا))الأحزاب/21.
وطرح الله لمفهوم الأسوة الحسنة المعصومة وخاصة المتجسدة بشخص النبي محمد/ص/ يعطينا زخما إيمانيا ودفعا عمليا للتأسي بمنهج الرسول/ص/
وإلاّ لولم تكُ ثمة حكمة من التأسي برسول الله /ص/ لما طرح الله تعالى ذلك المفهوم في كتابه العزيز نصيا
ونحن اليوم بحكم فقدنا لنبينا محمد/ص/ وغيبة ولينا وإمامنا الإمام المهدي/ع/ فلا خيار لنا إلاإتباع المنهج الواصل إلينا عبر التأريخ الصحيح والموثق في قيمه وفقهياته وعقدياته الحقة والتي هي تمثل بمجملها منظومة الأسلام العزيز
/2/(( :إحياء أهدافه/ص/ ومنهاجه القويم ))
: هو ترجمان فعلي لحقوقه/ص/.
=========================
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز
بخصوص رسول الله محمد/ص وآله/
((ياأيها النبيُ إنّا ارسلناك شاهداً ومُبَشرا ونذيرا* وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا))/آية /45/46/الأحزاب.
وفي آية اخرى ((يُخرجهم من الظلمات إلى النور))/275/البقرة.
فأغلب النصوص القرآنية جائت توضح اهداف الله تعالى ومنهاجه الأسلام
العزيز المتمثِّل بشخص النبي الخاتم محمد/ص/ وسننه الشريفة الفعلية
والقولية والبيانية والتي ندبَ الله تعالى للتأسي بها كمنهاج عملي لنا نحن المسلمين في هذه الحياة الدنيا .
حيثُ قال تعالى
((وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهوا وإتقوا الله إنّ الله شديدُ العقاب))/7/ الحشر.
وقال سبحانه أيضا
((ولقد كان لكم في رسول الله إسوةٌ حسنة ))/21/الأحزاب.
فلاحظوا أحبتي كيف أنّ ألله تعالى بيَّن الهدف الأصيل من بعثة النبي
محمد/ص/ وهو الدعوة إلى الله تعالى وتكميل الناس في طريقهم إلى الله وإصلاح حالهم وإخراجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والعلم والتقوى
ثمّ يُطالبنا سبحانه وتعالى بلزوم الأخذ مما ترك رسول الله محمد/ص/ من
سنن حكيمه وصحيحة نتعاطى معها في حياتنا ونجتنب ما أراد منا إجتنابه
ونجعل من شخصه المعصوم (إسوة حسنة) لنا وقدوة إلهية طرحها تعالى
إلى البشرية جمعاء كي تتأسى بها عمليا في هذه الحياة
((ولقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة))
ومن هنا يمكننا أن نستوحي الدرس والعبرة الواعية في إحياء منهاج الرسول/ص/
فإنها تعني بالمفهوم الواعي والسديد إحياء الإعتبار والأتعاظ والأقتداء بشخص ومناهج رسول الله /ص/
وهذا لاعُسر فيه عمليا إذ أنّ من طبايع العقلاء أن يقتدوا بعظمائهم إقتداءً سلوكيا وفكريا وأخلاقيا
فهذا رسول الله/ص/ قد ترك لنا دستوره المعصوم وهو الكتاب
العزيز(القرآن الكريم) كمعجزة لفظية وقيمية عجزت العقول البشرية عن الأتيان بمثلها ولوإجتمعت الجن معها .
وترك لنا سننه الشريفة والتي أوصلها إلينا سليمةً أئمة أهل البيت
المعصومين/ع/ وأصحابه المنتجبين.
فحري بنا في أن نُحي قيمه وسننه وتعاليمه التي هي تعاليم الله تعالى قطعا ويقينا.
فليس لنا خيارعقلاني وشرعي سوى الأخذ مماترك رسول الله من قيم كلية وإطلاقية في دلالاتها قادرة على إستيعاب حاجة الإنسان في كل زمان ومكان
لاأن نأخذ من كل من هب ودب كلاّ .....
.إنّ الأخذ من رسول الله ومنهاجه هو أخذٌ من الله تعالى وكتابه
((ومن يُطع الرسول فقد أطاع الله))
ويقول تعالى ((وماينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يُوحى))
فشتان مابين مناهج البشر ومنهاج الله تعالى المعصوم.
فنحن اليوم ملزمون شرعا بضرورة إتباع الرسول/ص/ ومحاولة تطبيق
أهدافه على مستوى الأفراد والمجتمع من التعرف على الله تعالى والألتزام
بدينه القويم والتوحد الفكري والثقافي والسلوكي والتعنون بعنوان الله تعالى كما هو سبحانه علّمَ رسوله الكريم في قوله تعالى
(( قُل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين*لاشريك له وبذلك اُمُرتُ وأنا اول المسلمين))162/163/الأنعام.
فلاحظوا يا أعزائي صياغية ومنهاجية الله تعالى في هذه الآية الدستورية المعصومة
كيف أنها تجعل محور وجودنا حوله تعالى من إقامة الصلاة المخلصة لوجه وإتباع نسكه ومنهاجه تعالى ويعني بذلك الأسلام الذي هو دين الله في هذه
الحياة الدنيا ((إنّ الدين عند الله الأسلام) والدين هو الطريق والصراط الموصل الى تعالى
ولايمكن لنا الوصول إليه تعالى إلاّ من خلال الأدلاء عليه وهم الأنبياء والأئمة /ع/ وعلى رأسهم رسول الله /ص/ سيدهم وفخرهم محمد
فمهما تبدلت الأحوال وتطورت الحياة فقيم محمد /ص/ باقية حية ما بقي الليل والنهاروهو /ص/ القائل
((حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة))/جامع أحاديث الشيعة /السيد البروجردي/ج25/ص277.
وهنا تكمن النكتة ويبدوالهدف جليا في إحياء ذكراه/ص/
فلاتخلف ولارجعية . في إتباعنا لرسول الله/ص/ وتطبيق منهاجه
فهذه الأمم البشرية اليوم تحتفي أيضا بأنبيائها ولانجد من يتعيب عليهم في ذلك
فالمهم كل المهم هو إستيحاء أهداف النبي /ص/ ومراداته التي عمل عليها وأوصلها إلينا كرسالة عمل في الحياة
من التسليم لأمر الله تعالى وطاعة رسوله الكريم وتطبيق تعاليمه/ص/ من التآخي في الله تعالى والتحابب والأتحاد ونبذ الفرقة والعداوة والحرص على تطبيق العدالة في المجتمع والأحسان إلى الناس وحفظ مصالحهم .
وفي الختام لابد لنا من تحقيق الأستفادة والأنتفاع مما ترك رسول الله:ص: وهذا امرٌممكن لكل فرد مسلم يعتز ويؤمن بنبوة محمد/ص/
وأخيرا أقول ماقاله الله تعالى
((فلاوربُّكَ لايؤمنون حتى يُحكموك فيما شجرَ بينهم ثُمّ لايجدوا في أنفسهم حرجا مماقضيت ويُسلمواتسليما)) /65/النساء
/ 3/ حق الصلاة والسلام على النبي محمد/ص/
==========================
وهذا حقٌ آخر اسس له القرآن الكريم في نص شريف وهوقوله تعالى
((إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) الأحزاب /56.
ومعنى الصلاة على النبي محمد /ص/ هو الدعاء له وتعظيمه حال ذكره /ص/ كما يصنع الله تعالى هو وملائكته وجوديا وبصورة مستمرة مذ خلق الله تعالى محمداً /ص/ وإلى ما يعلم الله ختامه
وهنا أمرٌ مهم يجب التنبه لها وهو أنّ الصلاة من الله على النبي هي بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى التزكية له/ص/
وهذا فعل من الله وملائكته لم يزل ولايزال وسيبقى دائما غير منقطع
والدليل على ذلك استعمال الله تعالى للحكاية عن هذه الحقيقة صيغة الفعل المضارع((يصلون)) وهو فعل مستمر الحدث والتجدد لاينقطع
وقد ورد في الروايات الصحيحة عن أبي حمزة عن أبيه أنه سأل الإمام الصادق/ع/ عن معنى التسليم في قوله تعالى(( وسلموا تسليما))
فقال
/ع/ يعني التسليم له فيما ورد عنه :
قال فقلتُ فكيف نصلي على محمد وآله؟
قال/ع/ تقولون (( صلوات الله وصلوات ملائكته وانبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته))
قال : فقلتُ فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة ؟
قال/ع/ الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امه:
وقرأ الإمام الصادق /ع/ بعد ذلك قوله تعالى
((هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما))/الأحزاب/43.
وقال/ع/
((كل دعاء يُدعى الله تعالى به محجوب عن السماء حتى يُصلى على محمد وآل محمد))/انظر/الوافي في شرح الكافي/المازندراني/ج5/ ص 227/228.
((اللهم صلِ على محمد وآل محمد بقدر ما أنتَ وملائكتكَ تُصلي عليه يا الله))
وقد جاء في كتاب (الصواعق ) لأبن حجرالعسقلاني/ص87.
((أنّ النبي محمد/ص/ قال :لاتصلوا عليّ الصلاة البتراء ؟
فقالوا وما الصلاة البتراء؟
قال/ص/ تقولون ((اللهم صل على محمد))
وتمسكون بل قولوا ((اللهم صل على محمد وآل محمد))
وقوله تعالى
((هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما))/الأحزاب/43.
دليل قرآني قوي وقطعي بضرورة عدم إستعمال الصلاة البتراء
بل الترقي بالصلاة والسلام على محمد وآله كما عهدت الآية ذلك
وضمير(عليكم ) يقينا شامل لآل محمد/ص/ وهم أشرف الخلق في البشرية قطعا
بحيث يستوجب الصلاة عليهم من قبل الله تعالى وملائكته كما يُصلي الله تعالى هو وملائكته على النبي في آية أخرى قد ذكرنا اعلاه
والله تعالى لايُصلي هو وملائكته إلاّ على عباده الذين اصطفاهم لهداية الناس
وإلاّ لايُعقل أن تكون رحمة ودعاء وصلاة الله وملائكته على اناس غير مؤهلين لذلك كأن يكونون من المذنبين
وهذا ما لايتلائم وحكمة الله تعالى
و القرآن الكريم
قال (( إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما))/ 56/ الأحزاب.
وعلى إختلاف التفاسير في هذا المجال للمقطع الأخير من الأية هذه ((وسلموا تسليما))
تكون المحصلة التربوية والتعليمية واحدة لامحالة
إذ أننا مُلزمون بالتسليم على شخص النبي /محمد/ص/ في حال الخروج من الصلاة وكذا مُلزمون بالسلام على عباد الله الصالحين وهما بعينهما
يمثلان حقيقة السلام والتعايش السلمي فيما بيننا وبين منهج نبينا أو مع الأخرين من الناس كافة
وهذا المقطع الأخيرمن الأية الشريفة يستبطن في جوهره القيمي إطروحة السلام ونبذ العنف وضرورة التعايش سلميا وإلاّ مامعنى أن يُكررالمسلم يوميا هذه الفقرة في صلواته الخمس
(السلام عليك أيها النبي/ص/)
(السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين).
ويُرتب الشرع الأسلامي الحكيم أثراً على ذلك
إذ أنه لايسمح للمسلم بتركه حال الخروج من صلاته .إلاّ بإتمامها بالصلاة والسلام على محمد/ص/.
هذا الرأي الأول وهو المعروف بين سائر المسلمين.
أما الرأي الثاني
فيؤكد على أنّ معنى((ويسلموا تسليما)) هو وجوب الأنقياد والطاعة والتسليم لمنهاج الرسول الأكرم محمد/ص/
والذي هو عينه منهاج الله تعالى والذي يُعزز هذا الرأي تأكيد القرآن الكريم لحقيقة الأنقياد العلمي والعملي لمنهج الرسول /ص/ وسسنه الشريفة.
في قوله تعالى
((فلاوربّكَ لايؤمنون حتى يُحكموك فيما شجر بينهم ثمّ لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويُسلموا تسليما))65/النساء.
وهنا يتضح الأمر التربوي والتعليمي جليا إذ أنّ القرآن الكريم جعل المعيارفي إيمانية الفرد المسلم هو مدى إتباعه وتسليمه لمنهج وقضاء الرسول /ص/ في زحمة وتداخل المناهج التربوية في كل وقت وعدم التقاطع معها وعدم الأستنكاف في الأخذ منها
إذ بها سبيل النجاح والفوز يتحقق.
وممكن الأستفادة تربويا وتعليميا من هذه القيم القرآنية في تنمية وتربية الأفراد سلوكيا ونفسيا وفكريا.
إذ على الفرد المتعلم وبحسب معطيات هذه القيم القرآنية والنبوية أن
يتعاطى مع معلمه أياً كان نبيا معصوما أم معلما غير معصوم تعاطيا قائما على أساس التفاعل الأثنيني نفسيا وسلوكيا لأنّ العملية التربوية والتعليمية هي عملية إثنينية في حقيتها العلمية(المعلم والمتعلم) .
فالأية الشريفة تُشير إلى ضرورة قبول الفكرة التربوية وتقبلها وعدم معارضتها والتسليم لها ذهنيا وعمليا.
فالسلام أو التسليم هما مُحركان فعليان لإنجاح العملية التربوية للأفراد أو المجتمع.
// 4/((حقُ النبي /ص/ في مودة وطاعة أهل بيته المعصومين/ع/))
==============================
==
وهذا الحقُ اسس له القرآن الكريم كجزاءٍ أبدي منحفظ لشخص رسول الله محمد/ص/ وكأجر على تبليغه رسالة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا.
فقال الله تعالى مفصحا عن هذا الحق
((قل لاأسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى ))الشورى /23/
وقد أجمع علماء الشيعة الإمامية على أنّ المراد بالقربى في هذه الآية الشريفة هم (الأئمة المعصومون)/ع/ من اهل البيت/ع/
ووافقهم على ذلك عدة من اعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين
كاحمد بن حنبل والطبراني والحاكم النيسابوري عن ابن عباس
من صواعقه
قال/لما نزلت هذه الآية قالوا/يارسول الله من قرابتك هولاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟
قال/ص/ علي وفاطمة وابناهما /إنظر/الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء/السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي/ص18.
وأيضا يُروى
عن رسول الله/ص/أنه قال
((إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا
والذي نفسي بيده لاينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفة حقنا))
إنظر،/المراجعات/السيد شرف الدين الموسوي/ص22.
فإذن مودة أهل بيت رسول الله/ص/ حق له ولهم ووظيفة عقدية وشرعية تقع على عاتقنا حياتيا وتكليفيا.
ومودة أهل البيت/ع/ تعني الأعتقاد بولايتهم الحقة والمجعولة من قبل الله تعالى في صورة إمامة الأئمة الأثني عشر/ع/
وهذه المودة تفرض علينا أمرين مهمين عقديا وشرعيا وهما؟
/1/ محبتهم قلبيا ووجدانيا
/2/إتباعهم سلوكيا وإنقياديا لمنهاجهم السديد منهاج الله ورسوله/ص/.
وهذا المعنى أكده الرسول /ص/ مرارا فذات يومٍ سأله أعرابي فقال:يارسول الله /ص/ هل للجنة من ثمن ؟
قال/ص/ نعم/ قال الأعرابي : وماثمنها؟
قال النبي/ص/ لاإله إلاّ الله يقولها العبد مخلصا بها
قال الأعرابي : وما اخلاصها؟
قال/ص/ العمل بما بُعثتُ به في حقه وحب أهل بيتي
قال الأعرابي: فداك امي وابي وإنّ حب أهل البيت /ع/ لمِن حقها؟
قال/ص/ إنّ حبهم لأعظم حقها . /إنظر /ألأمالي/ الطوسي/ص 583.
و/مستدرك الوسائل/الميرزا النوري/ج5/ص359.
وأيضا في حديثٍ صحيح ورد عن الإمام الصادق/ع/ عن محمد بن الفضيل :قال
سألته/ع/ (عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى .
/قال/ع/ (افضل ما يتقرب به إلى الله تعالى طاعة الله وطاعة رسوله/ص/ وطاعة أولي الأمر(ويقصد المعصومين/ع/)
ثم قال/ع/(( حبنا إيمان وبغضنا كفر)) /إنظر/ الكافي /الكليني/ج1/ص/188.
وبعد هذا يتبين أنّ حق الرسول الأكرم /ص/ شخصيا ومعنويا وقيميا ومنهجيا في ذاته وفي شأن أهل بيته المعصومين /ع/ هو حق واجب الأعتراف به وعدم التفريط به أو إسقاطه
لأنّ التفريط به لاسمح الله يعني الكفر الصريح بنبوة محمد وإمامة الأئمة المعصومين /ع/
فلذا جعل الإمام الصادق /ع/ في الروايات الصحيحة أعلاه
المعيار هو حب محمد وآله حبٌ يستلزم إتباعهم وتطبيق مناهجهم عمليا
فقال/ع/ ((حبنا إيمان وبغضنا كفر))
في تصريح منه/ع/ بأهمية وخطورة القضية هذه
وفعلا حب آل محمد /ص/ ومودتهم هو عين الإيمان بالله ورسوله ودينه القويم
وبغضهم هو عين الكفر والأنحراف عن الصراط المستقيم
وماذا بعد الحق إلاّ الضلال؟
ومن هنا نحن على يقين بحقانية أهل البيت المعصومين /ع/ وإمامتهم الربانية التأسيس حقانية قرآنية النص ونبويا الحق
قال تعالى
((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين))/الأنبياء/73.
وعن الإمام علي بن موسى الرضا /ع/ في سبب نزول هذه الآية الشريفة أنه قال/ع/
((أنها نزلت في ولد علي/ع/ خاصة إلى يوم القيامة إذ لانبي بعد محمد/ص/))، إنظر/الكافي /الكليني /ج1/ص199.
فإذن حقانية إمامة ومودة أهل بيت الله ورسوله/ص/ مفروغ عن يقينيتها قرآنيا ونبويا
وهي الحق الدائم إلهيا لأجر تبليغ الرسول الأكرم لرسالة الله تعالى
حقٌ ممتدٌ بوجود إمام كل وقت وللناس أجمعين
فليس هو حقً تاريخيا عابرا
لا بل هو حق وجودي سرمدي كحق طاعة الله تعالى
/مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف.