الحســـنان(عليهما السلام).. وأذان بـــــلال:
إن قضية أذان بلال كانت كذلك تخدم نفس الهدف، وتسير في نفس الاتجاه الذي توخياه صلوات الله وسلامه عليهما من موقفيهما من أبي بكر وعمر، حسبما تقدمت الإشارة إليه..
ومجمل تلك القضية هو: أن بلالاً كان في الشام، فقدم إلى المدينة لزيارة قبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، لرؤيا رآها.
وفيما هو يناجيه، وإذا بالحسن والحسين قد أقبلا لزيارة جدهما وأمهما، فلما رآهما تجددت أحزانه، وأقبل إليهما يضمهما إلى صدره، ويقول: كأني بكما رسول الله.
والتفتا إليه، وقالا: إذا رأيناك ذكرنا صوتك، وأنت تؤذن لرسول الله، ونشتهي أن نسمعه الآن بعد غيابك الطويل.
وانطلق بلال من ساعته إلى سطح المسجد، تلبية لرغبة السبطين، فأجهش بالبكاء، وانطلق صوته من ناحية المسجد إلى كل بيت في المدينة: الله أكبر، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فهز المشاعر، وارتجت المدينة من أصوات الباكين.
ومضى الذهبي يقول: فلما قال بلال: أشهدُ أنَّ محمداً رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن، وظن الناس أنَّ رسول الله قد بعث من قبره. وما رؤي يوم أكثر باكياً ولا باكية بعد رسول الله من ذلك اليوم (1).
____________
(1) تهذيب تاريخ دمشق ج 2 ص 259 وسير أعلام النبلاء ج 1 ص 258 وسيرة الأئمة
إن قضية أذان بلال كانت كذلك تخدم نفس الهدف، وتسير في نفس الاتجاه الذي توخياه صلوات الله وسلامه عليهما من موقفيهما من أبي بكر وعمر، حسبما تقدمت الإشارة إليه..
ومجمل تلك القضية هو: أن بلالاً كان في الشام، فقدم إلى المدينة لزيارة قبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، لرؤيا رآها.
وفيما هو يناجيه، وإذا بالحسن والحسين قد أقبلا لزيارة جدهما وأمهما، فلما رآهما تجددت أحزانه، وأقبل إليهما يضمهما إلى صدره، ويقول: كأني بكما رسول الله.
والتفتا إليه، وقالا: إذا رأيناك ذكرنا صوتك، وأنت تؤذن لرسول الله، ونشتهي أن نسمعه الآن بعد غيابك الطويل.
وانطلق بلال من ساعته إلى سطح المسجد، تلبية لرغبة السبطين، فأجهش بالبكاء، وانطلق صوته من ناحية المسجد إلى كل بيت في المدينة: الله أكبر، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فهز المشاعر، وارتجت المدينة من أصوات الباكين.
ومضى الذهبي يقول: فلما قال بلال: أشهدُ أنَّ محمداً رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن، وظن الناس أنَّ رسول الله قد بعث من قبره. وما رؤي يوم أكثر باكياً ولا باكية بعد رسول الله من ذلك اليوم (1).
____________
(1) تهذيب تاريخ دمشق ج 2 ص 259 وسير أعلام النبلاء ج 1 ص 258 وسيرة الأئمة
=>
وهذه القضية هي غير قضية أذان بلال، بطلب من الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وذلك لأن الأذان الذي كان بطلب من الحسنين (عليهما السلام) إنَّما كان بعد وفاتها، كما نصت عليه الرواية آنفاً (1).ومهما يكن من أمر، فإن السياسة قد كانت تتجه إلى تناسي ذكر النبي (صلى الله عليه وآله)، والمنع من حديثه ومن العمل بسنته (2) وجعل ذكره مجرد أمر روتيني لا أكثر، فجاءت هذه الهزة لتعيد الربط العاطفي والشعوري بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ليكون ذلك بمثابة إدانة للتوجه العام تجاه الرسول وكل ما يرتبط به.