((وَإِذْ قالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنامَ)) إبراهيم/ 35.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) من اهل السنة واالجماعة قال: أخبرنا أبو نصر، عبد الرحمن بن علي بن محمد البزاز من أصل سماعه (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلّم):
(أنا دعوة أبي إبراهيم).
قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم.
قال (صلى الله عليه واله وسلّم):
(أوحى الله عزّ وجلّ إلى إبراهيم (إنّي جاعلك للناس إماماً) فاستخف إبراهيم الفرح فقال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: أنْ يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به (قال) يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ (قال) لا أعطي (العهد) لظالم من ذريتك (قال) ومن الظالم من ولدي الذي لا يناله عهدك؟ (قال) من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً. ولا يصلح أنْ يكون إماماً (قال إبراهيم):
((وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّاس)).
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلّم): فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي، لم يسجد أحد منّا لصنم قط، فاتخذني الله نبياً، وعلياً وصياً. شواهد التنزيل/ ج1/ ص316
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قد حظر على من مسّه الكفر تقلّد ما فوّضه إلى أنبيائه وأوليائه بقول لإِبراهيم عليه السلام لا ينال عهدي الظالمين أي المشركين لأنّه سمّى الشرك ظلماً بقوله إنّ الشرك لظلم عظيم فلما علم ابراهيم أنّ عهد الله بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام قال واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وفي الأمالي عن النبي صلىَّ الله عليه وآله وسلم ما يقرب منه قال في آخره فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي عليّ لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ فاتخذني الله نبيّاً وعليّاً وصيّاً.
تفسير تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق
عن الامام محمد بن علي عليهما السلام قال: إِن إِبراهيم خليل الله [عليه السلام] دعا ربّه فقال: { رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } فنالت دعوته النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكرمه الله بالنبوة ونالت دعوته علي بن أبي طالب عليه السلام فاختصه الله بالإمامة والوصاية، وقال الله [تعالى]: يا إِبراهيم { إِني جاعلك للناس إِماماً قال } إِبراهيم: { ومن ذريتي قال: لا ينال عهدي الظالمين } قال: الظالم [ر، أ: ظالم] من أشرك بالله وذبح للأصنام ولم يبق أحد من قريش والعرب من قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إِلا وقد أشرك بالله وعبد الأصنام وذبح لها ما خلا [أمير المؤمنين] علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه من قبل أن يجرى عليه القلم أسلم، (((فلا [يجوز ان] يكون إِمام أشرك بالله وذبح للأصنام لأن الله تعالى قال: { لا ينال عهدي الظالمين }.)))