الجمال الالهي كامن في ظل الجلال
أن أهم مثال لاختفاء الجمال في وجه الجلال ، و أفضل شاهد على أن الجمال كامن في ظل الجلال ، و على استتار الرحمة في كسوة الغضب ، هو تبيين وضع جهنم أو أنواع العذاب الأخرى ، كما في سورة الرحمن ، التي نزلت للتذكير بالنعم الالهية الخاصة ، و تطلب من جميع المكلفين اعترافاً ، و تسد عليهم طريق أي نوع من التكذيب ، أعلن فيها أن جهنم و نيرانها المحرقة نعم إلهية خاصة ، و يؤخذ من الجميع إقرار بأن تكذيبها لايجوز ، و لايمكن إنكار أصل وجودها ، و كونها نعمة إلهية ، قال تعالى : ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها و بين حميم آن * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، (سورة الرحمن ، الآيات : 43 ـ 45) ،
و كما ان عذاب جهنم يرافقه انسجام الجلال و الجمال ، كذلك عذاب الاستئصال ، و تدمير الدنيا يرافقه انسجام الغضب و الرحمة ، و جلب النقمة و النعمة معاً ، كما يستفاد من الآيات : ( و انه هو ربّ الشعرى * و انه أهلك عاداً الأولى و ثموداً فما ابقى * و قوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم و أطغى * و المؤتفكة أهوى * فغشاها ما غشى * فبأي آلاء ربك تتمارى ) ، (سورة النجم ، الآيات : 49 ـ 55) ؛ لأن اسقاط الطواغيت و النظام الظالم القمعي يعدّ من الآلاء و النعم الإلهية . و لايرى جواز أية مرية و شك في ذلك ، و رغم أن إنكار نعم الله وكفرانها له جزاء كجزاء الأقوام المذكورة ، ولكن ظاهر الآيات المذكورة ، هو أن إسقاط نظام الظلم قائم على أساس الرأفة الإلهية بالمحرمين ، أي ان تلك الرأفة و الجمال ظهرتا في ظل الغضب و الجلال ، و اختلط رفع المحرومين مع وضع المستكبرين ، لكي ينتصر كوثر الصبر و الحلم على تكاثر البطر و الأشر .
هذا المزج بين الغضب و الرأفة له ظهور في كل كائن بمقدار سعة وجود ذلك الكائن ، أي هو في الكائنات المجردة التامة أقوى من الكائنات المستكفية ، و في الكائن المستكفي أقوى من الكائنات الناقصة ، و في ذات الله الذي هو فوق الجميع يبلغ الكمال المحض .
نشأة الكثرة و منطقة المادة ، لأن ظهورها الجمعي قليل ، لايشعر بانسجام و اتحاد هذين الوصفين : الجمال و الجلال ، بل يظهر ، و كأن بعضها فقط مظهر غضب ليس فيها رأفة ، و بعضها محور رأفة بلاغضب ، لكن البرهان و العرفان حاكمان على الحس ، و يصلحان نقص الشعور بالتحليل المفهومي أو التجليل الشهودي ؛ لأنه ليس ممكناً أن يكون شيء آية الله تعالى ، و لايظهر جميع أوصافه . طبعاً هناك تمايز بينها في كيفية كونها آيات و كيفية الإظهار .
أن أهم مثال لاختفاء الجمال في وجه الجلال ، و أفضل شاهد على أن الجمال كامن في ظل الجلال ، و على استتار الرحمة في كسوة الغضب ، هو تبيين وضع جهنم أو أنواع العذاب الأخرى ، كما في سورة الرحمن ، التي نزلت للتذكير بالنعم الالهية الخاصة ، و تطلب من جميع المكلفين اعترافاً ، و تسد عليهم طريق أي نوع من التكذيب ، أعلن فيها أن جهنم و نيرانها المحرقة نعم إلهية خاصة ، و يؤخذ من الجميع إقرار بأن تكذيبها لايجوز ، و لايمكن إنكار أصل وجودها ، و كونها نعمة إلهية ، قال تعالى : ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها و بين حميم آن * فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، (سورة الرحمن ، الآيات : 43 ـ 45) ،
و كما ان عذاب جهنم يرافقه انسجام الجلال و الجمال ، كذلك عذاب الاستئصال ، و تدمير الدنيا يرافقه انسجام الغضب و الرحمة ، و جلب النقمة و النعمة معاً ، كما يستفاد من الآيات : ( و انه هو ربّ الشعرى * و انه أهلك عاداً الأولى و ثموداً فما ابقى * و قوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم و أطغى * و المؤتفكة أهوى * فغشاها ما غشى * فبأي آلاء ربك تتمارى ) ، (سورة النجم ، الآيات : 49 ـ 55) ؛ لأن اسقاط الطواغيت و النظام الظالم القمعي يعدّ من الآلاء و النعم الإلهية . و لايرى جواز أية مرية و شك في ذلك ، و رغم أن إنكار نعم الله وكفرانها له جزاء كجزاء الأقوام المذكورة ، ولكن ظاهر الآيات المذكورة ، هو أن إسقاط نظام الظلم قائم على أساس الرأفة الإلهية بالمحرمين ، أي ان تلك الرأفة و الجمال ظهرتا في ظل الغضب و الجلال ، و اختلط رفع المحرومين مع وضع المستكبرين ، لكي ينتصر كوثر الصبر و الحلم على تكاثر البطر و الأشر .
هذا المزج بين الغضب و الرأفة له ظهور في كل كائن بمقدار سعة وجود ذلك الكائن ، أي هو في الكائنات المجردة التامة أقوى من الكائنات المستكفية ، و في الكائن المستكفي أقوى من الكائنات الناقصة ، و في ذات الله الذي هو فوق الجميع يبلغ الكمال المحض .
نشأة الكثرة و منطقة المادة ، لأن ظهورها الجمعي قليل ، لايشعر بانسجام و اتحاد هذين الوصفين : الجمال و الجلال ، بل يظهر ، و كأن بعضها فقط مظهر غضب ليس فيها رأفة ، و بعضها محور رأفة بلاغضب ، لكن البرهان و العرفان حاكمان على الحس ، و يصلحان نقص الشعور بالتحليل المفهومي أو التجليل الشهودي ؛ لأنه ليس ممكناً أن يكون شيء آية الله تعالى ، و لايظهر جميع أوصافه . طبعاً هناك تمايز بينها في كيفية كونها آيات و كيفية الإظهار .