الكاتب/ عادل الكاظمي
هذا الوصي أمير المؤمنين علي
تمضي الدهورُ وأنت النورُ لم تَزَلِ *** إشراقةَ الفخرِ يا فجراً من الأزل
يا معدنَ الفضلِ يا إشراقَ طالعةٍ *** تغضي الشموسُ لها من شدّة الخجل
ويا وفياً على الإقدامِ قد ألفت *** منك النقيبةُ وصلَ البيضِ والأسل
ويا فريداً على الأهوالِ هازءةً *** بالمغرمين بطول العمر من أمل
لم تلق في الموت إلا غاية طمحت *** لها النفوس فخافت وطأة الاجل
لك المواقفُ لا تُحصى فندركها *** وكيف يدركُ بحرُ الفضل بالوشل
مبيتُ ليلك تفدي المصطفى شغِفاً *** بنصر دينك لم تغمض على وجل
وحولك الموتُ غضباناً يؤرقه *** حقد السنين بليل الغدر والدخل
نعمتَ عيناً وعينُ الكفر ساهرةً *** تقارعُ السهد في سيف من الكلل
فأسفر الفجرُ عن عين الهدى ألقاً *** وهمّةُ القوم تبغي خاتمَ الرسل
فكشّفوا عنك وجهاً لا تناظره *** غرّ الشموس بنور منك مكتمل
فأفزع القومَ صوتُ الحق مبتشراً *** هذا الوصيّ أميرُ المؤمنين علي
********
إسمٌ متى تنطق الأيامُ أحرفَهُ *** أطافَ فكرَ الورى في عالم المثل
مهوى القلوبِ على الطافهِ ارتسمت *** عينُ اليتامى ومن لاقت أسى الثكل
لم انسه يومَ أن وافى وقد هتفت *** بسمعه أدمعٌ مقروحةُ المقل
رآى صغارا وأماً حولهم حملت *** مرارة العسر من فقر ومن علل
تسجّر النار في التنور تشغلهم *** عن المجاعة في وهمٍ من الأُكُلِ
فهاله ما رآى من جوع صبيتها *** وحالة الأمِّ عن فحواها لا تسلِ
فسائلَ المرتضى عن حالها فإذا *** بالفقر علّمها ظرباً من الحيل
فخاطبته وقالت ليس لي أمل *** إلى الطعام وأيتامي على امل
بأنني ما ترى ألهيهمُ عبثاً *** فصار ترديد هذا الفعل من شغلي
فقال حيدر: صبراً لا أبارحكم *** حتى أقرّ عيوناً بالهنا الخضل
فعاد بالخبز واللحم الأبضّ لهم *** والأمّ قد شُغلت عن خطبها الجلل
وحيدرٌ هو والأيتام يحملهم *** فيلعبون وهم في غاية الجذَلِ
فجاء من يعرف الكرارَ حيدرةً *** وقال للمرأة الثكلى على ذَهَل
من ذا؟ فقالت: فتىً راعى ظلامتنا *** فصار يُطفيء منا سَوْرَةَ الغلل
فقال والدمعُ من عينيه مبتشراً *** هذا الوصي أمير المؤمنين علي
********
بكى عليٌّ وكم أبكتْ مضاربُهُ *** عند القوارعِ عينَ الفارسِ البطل
لم أنسه يومَ هاج البغيُ مبتدراً *** يدعو النزالَ بلا رِفْقٍ ولا مَهَل
عمرو بن ودٍّ دعا الفرسانَ فابتدرت *** إلى النكوصِ دوين الذلّ والفشل
يدعو وقد جلجلت في الافق صيحتُهُ *** هل من مبارزِ يلقى الموت في عجل؟
فلم يجبْهُ سوى ليثٍ إذا حَمِيتْ *** نارُ الوطيسِ أراها مِنْعَةَ الجبل
فقال يا عمرو إني مَنْ تُريدُ فذا *** سيفُ الإله بيُمنى سائقِ الأجل
فكبّر السيفُ في هام العُتُلّ فما *** رام ابنُ ودٍّ سوى كأسِ الرّدى الثّمِل
فخاطبَ الموتُ عَمْراً حين سائلَهُ *** هذا الوصيّ أمير المؤمنين علي
تمضي الدهورُ وأنت النورُ لم تَزَلِ *** إشراقةَ الفخرِ يا فجراً من الأزل
يا معدنَ الفضلِ يا إشراقَ طالعةٍ *** تغضي الشموسُ لها من شدّة الخجل
ويا وفياً على الإقدامِ قد ألفت *** منك النقيبةُ وصلَ البيضِ والأسل
ويا فريداً على الأهوالِ هازءةً *** بالمغرمين بطول العمر من أمل
لم تلق في الموت إلا غاية طمحت *** لها النفوس فخافت وطأة الاجل
لك المواقفُ لا تُحصى فندركها *** وكيف يدركُ بحرُ الفضل بالوشل
مبيتُ ليلك تفدي المصطفى شغِفاً *** بنصر دينك لم تغمض على وجل
وحولك الموتُ غضباناً يؤرقه *** حقد السنين بليل الغدر والدخل
نعمتَ عيناً وعينُ الكفر ساهرةً *** تقارعُ السهد في سيف من الكلل
فأسفر الفجرُ عن عين الهدى ألقاً *** وهمّةُ القوم تبغي خاتمَ الرسل
فكشّفوا عنك وجهاً لا تناظره *** غرّ الشموس بنور منك مكتمل
فأفزع القومَ صوتُ الحق مبتشراً *** هذا الوصيّ أميرُ المؤمنين علي
********
إسمٌ متى تنطق الأيامُ أحرفَهُ *** أطافَ فكرَ الورى في عالم المثل
مهوى القلوبِ على الطافهِ ارتسمت *** عينُ اليتامى ومن لاقت أسى الثكل
لم انسه يومَ أن وافى وقد هتفت *** بسمعه أدمعٌ مقروحةُ المقل
رآى صغارا وأماً حولهم حملت *** مرارة العسر من فقر ومن علل
تسجّر النار في التنور تشغلهم *** عن المجاعة في وهمٍ من الأُكُلِ
فهاله ما رآى من جوع صبيتها *** وحالة الأمِّ عن فحواها لا تسلِ
فسائلَ المرتضى عن حالها فإذا *** بالفقر علّمها ظرباً من الحيل
فخاطبته وقالت ليس لي أمل *** إلى الطعام وأيتامي على امل
بأنني ما ترى ألهيهمُ عبثاً *** فصار ترديد هذا الفعل من شغلي
فقال حيدر: صبراً لا أبارحكم *** حتى أقرّ عيوناً بالهنا الخضل
فعاد بالخبز واللحم الأبضّ لهم *** والأمّ قد شُغلت عن خطبها الجلل
وحيدرٌ هو والأيتام يحملهم *** فيلعبون وهم في غاية الجذَلِ
فجاء من يعرف الكرارَ حيدرةً *** وقال للمرأة الثكلى على ذَهَل
من ذا؟ فقالت: فتىً راعى ظلامتنا *** فصار يُطفيء منا سَوْرَةَ الغلل
فقال والدمعُ من عينيه مبتشراً *** هذا الوصي أمير المؤمنين علي
********
بكى عليٌّ وكم أبكتْ مضاربُهُ *** عند القوارعِ عينَ الفارسِ البطل
لم أنسه يومَ هاج البغيُ مبتدراً *** يدعو النزالَ بلا رِفْقٍ ولا مَهَل
عمرو بن ودٍّ دعا الفرسانَ فابتدرت *** إلى النكوصِ دوين الذلّ والفشل
يدعو وقد جلجلت في الافق صيحتُهُ *** هل من مبارزِ يلقى الموت في عجل؟
فلم يجبْهُ سوى ليثٍ إذا حَمِيتْ *** نارُ الوطيسِ أراها مِنْعَةَ الجبل
فقال يا عمرو إني مَنْ تُريدُ فذا *** سيفُ الإله بيُمنى سائقِ الأجل
فكبّر السيفُ في هام العُتُلّ فما *** رام ابنُ ودٍّ سوى كأسِ الرّدى الثّمِل
فخاطبَ الموتُ عَمْراً حين سائلَهُ *** هذا الوصيّ أمير المؤمنين علي
تعليق