تنتشر الظواهر المسرحية في كل ملامح الحياة بما يرسخ مفهوم الابداع المؤثر الذي يمثل الهوية الانسانية والايمانية ويجعلنا نقف امام العديد من المساعي التنظيرية لبلورة المفهوم الامثل لنظرية المسرح الحسيني ... واصدار اعلام العتبة العباسية المقدسة لكتاب نظرية المسرح الحسيني للشاعر والكاتب المسرحي ( رضا كاظم الخفاجي ) هي محاولة جادة لتبني نظرية فاعلة ... وقد ركز الباحث على ارتباط المسرح بالدين في نشأته الاغريقية الاولى ... ومثل هذا الرأي يشكل فرادة امام من يراه مصري النشأة ويرى ان ارتباطه الديني مصريا وليس اغريقيا لكن المهم انه يرى ان التظاهرة المسرحية في العراق اقترنت بالطقس العاشورائي واغلب النقاد يتحدثون عن وجود تعارض نفسي وذهني بين الثقافة العربية والفن المسرحي ... في حال ان الاسلام هو ملحمة بحد ذاته وعاشوراء الارضية المناسبة لما تحتوي من عمق جوهري و مفهوم الصراع بطبيعته يدفع الانسان للارتقاء لقيمة الرمز الفاعلة ، المسرح الحسيني في مفهوم الخفاجي لابد ان ينطلق من معتقد رسالي مسنود بالرؤيا الابداعية مع تهذيب التوظيف والغاية والاهداف ... فهو يتعامل مع النظرة الواقعية الواعية للحصول على انجاز مؤهل لتقديم النموذج المقدس وهذاا ما افزع المرتكز السلطوي لعهود وما يفزع اليوم البعض من تسمية المسر ح الحسيني وسعيهم لايجاد العديد من المسميات الاخرى ..وبما ان التأريخ الأسلامي الرسمي لا يمثل لنا قيمة انتماء أصبح من حقنا اعتماد أي نهج فني نموذجي متكامل نطرح من خلاله القضية الحسينية مستثمرين نسمة الحرية سعيا للتغير ... اجد ان الميزة الحقيقية لهذا الكتاب هي اعتماده على رؤى كاتب مسرحي أديب يبحث عن مساحات الارتقاء الفكري عبر التأثير الفاعل في زمن تماهت التقنيات الاخراجية لصنع البديل التعبيري بعدة انماط اسلوبية تهمش لغة النص ، وبعيدا عن القولبة الاسلوبية يكون السعي منتجا فما الضير مثلا من استخدام لغة متوثبة ابتكارية تعمل على مساحات اللامتوقع مادامت تبحث عن مساحة تأثيرية لصالح المعنى مما سيحافظ على احتواء روحية التنامي والنظر الى الامور النفسية بمحدوديتها وعدم تعميمها قسرا فليس كل سهل ممتنع يصلح للعمل المسرحي ولاكل شحنة عاطفية تثور على شعرية تحفز مكامن العمل الدرامي لكن الملاحظ من جهد الشاعر المبدع الخفاجي هو البحث عن قدرة التأثير الوجداني بعيدا عن التأثير العاطفي الساذج لتحقيق الابداع والامتاع والاندهاشية ومع ايصال الافكار مباشرة وكل وضوح الى الجمهور، ولاشك انه يؤمن بان الغموض الفني يعد وضوحا يبحث عن التعالق الروحي مع المتلقي ويبحث عن ما يسمى( المعلق في الذاكرة) ، لكونه يعول على الجانب الفني الخلاق ... مايريد ان يصل اليه السيد الباحث هو ان بعض المحاولات التي اتخذت من الموضوعة الحسينية مرتعا صلبا لأبراز الغايات ورؤى سياسية مؤدلجة لاتشكل قيمة جادة من قيم التمثيل المسرحي وما نسميه التظاهرة المسرحية لوجود التجاوب بين الممثل والجمهور ... فالسيد الباحث لايعترض على المعاصرة وانما على دعوى المعاصرة لكونه يرى ان الهدف الاسمى هو التجاوز من أجل التفجير الايجابي ... التأريخي اذا صدق معناه تحول الى واقعي ، بعض المنهجيات التدوينية تسعى للتركيز على منهج بريخت الشائع ( عرض المأ لوف بطريقة غير مالوفة ) لكن علينا عدم تجاهل متممات المنهج البريختي من ازالة مناطق الايهام وابعاد الوهم وايقاف الحدث المسرحي بالراوي ... لجعل المادة التأريخية وسيلة تعلم وقد كشف الباحث رضا الخفاجي عن الكثير من التشوهات في جمودية الفعل التأويلي عند البعض مما يشكل العادية الخالية من الايحاء والساقطة في بؤر الغير مستساغ ... وبعض الكتابات فقدت النسيج الدرامي لأنحراف درجة الرؤية قصدا لمآرب خاصة ... تحاول خلخلخة الحدث التأريخي هي تعترف بالحدث لكنها تصوغه حسب منظورها السياسي فتأتي مؤولة الى صراعات طبقية وسياسية بينما ينظر رضا الخفاجي الى ان القضية الحسينية هي الجوهر ومزايا اي اسلوب لابد ان تنصهر في عملية خلق عوالم تأثيرية ..
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
( نظرية المسرح الحسيني )
تقليص