السلام عليكم
الأسباب التي من أجلها قتل المأمون مولانا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بالسم
1- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان قال كنت عند مولاي الرضا (عليه الصلاة والسلام) بخراسان و كان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الإثنين و يوم الخميس فرفع إلى المأمون أن رجلا من الصوفية سرق فأمر بإحضاره فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود فقال له سوأة لهذه الآثار الجميلة و لهذا الفعل القبيح أ تنسب إلى السرقة مع ما أرى من جميل آثارك و ظاهرك قال فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس و الفيء فقال المأمون أي حق لك في الخمس و الفيء قال إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام و قال الله تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ و قسم الفيء على ستة أقسام فقال الله تعالى ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ قال الصوفي فمنعتني حقي و أنا ابن السبيل منقطع بي و مسكين لا أرجع على شيء و من حملة القرآن فقال له المأمون أعطل حدا من حدود الله و حكما من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه فقال الصوفي ابدأ بنفسك تطهرها ثم طهر غيرك و أقم حد الله عليها ثم على غيرك فالتفت المأمون إلى أبي الحسن الرضا (عليه الصلاة والسلام) فقال ما يقول فقال إنه يقول سرق فسرق فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي و الله لأقطعنك فقال الصوفي أ تقطعني و أنت عبد لي فقال المأمون ويلك و من أين صرت عبدا لك قال لأن أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق و المغرب حتى يعتقوك و أنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس و بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا و لا أعطيتني و نظرائي حقنا و الأخرى أن الخبيث لا يطهر خبيثا مثله إنما يطهره طاهر و من في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أ ما سمعت الله تعالى يقول أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فالتفت المأمون إلى الرضا (عليه الصلاة والسلام) فقال ما ترى في أمره فقال (عليه الصلاة والسلام) إن الله تعالى قال لمحمد (صل الله عليه واله) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ و هي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه و الدنيا و الآخرة قائمتان بالحجة و قد احتج الرجل فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي و احتجب عن الناس و اشتغل بالرضا (عليه الصلاة والسلام) حتى سمه فقتله و قد كان قتل الفضل بن سهل و جماعة من الشيعة .
2- حدثنا أبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي رضي الله عنه بنيسابور سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال أخبرني أبي قال أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين و لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه الصلاة والسلام) بولاية العهد و لفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسي فنصبت لهم فلما قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر و يخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام فتبسم أبو الحسن الرضا (عليه الصلاة والسلام) ثم قال كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى فإنه بايعنا بعقدها فقال المأمون و ما فسخ البيعة من عقدها قال أبو الحسن (عليه الصلاة والسلام) عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام و فسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر قال فماج الناس في ذلك و أمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن (عليه الصلاة والسلام) و قال الناس كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة إن من علم لأولى بها ممن لا يعلم قال فحمله ذلك على ما فعله من سمه .
3- حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري قال سألت أبا الصلت الهروي فقلت له كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا (عليه الصلاة والسلام) مع إكرامه و محبته له و ما جعل له من ولاية العهد بعده فقال إن المأمون إنما كان يكرمه و يحبه لمعرفته بفضله و جعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم فلما لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلا عندهم و محلا في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعا في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء و بسببهم يشتهر نقصه عند العامة فكان لا يكلمه خصم من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و البراهمة و الملحدين و الدهرية و لا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه و ألزمه الحجة و كان الناس يقولون و الله إنه أولى بالخلافة من المأمون و كان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك و يشتد حسده له و كان الرضا (عليه الصلاة والسلام) لا يحابي المأمون من حق و كان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله فيغيظه ذلك و يحقده عليه و لا يظهره له فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم .
منقول من كتاب عيون اخبار الرضا الجزء الاول
الأسباب التي من أجلها قتل المأمون مولانا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بالسم
1- حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان قال كنت عند مولاي الرضا (عليه الصلاة والسلام) بخراسان و كان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الإثنين و يوم الخميس فرفع إلى المأمون أن رجلا من الصوفية سرق فأمر بإحضاره فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه أثر السجود فقال له سوأة لهذه الآثار الجميلة و لهذا الفعل القبيح أ تنسب إلى السرقة مع ما أرى من جميل آثارك و ظاهرك قال فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس و الفيء فقال المأمون أي حق لك في الخمس و الفيء قال إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام و قال الله تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ و قسم الفيء على ستة أقسام فقال الله تعالى ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ قال الصوفي فمنعتني حقي و أنا ابن السبيل منقطع بي و مسكين لا أرجع على شيء و من حملة القرآن فقال له المأمون أعطل حدا من حدود الله و حكما من أحكامه في السارق من أجل أساطيرك هذه فقال الصوفي ابدأ بنفسك تطهرها ثم طهر غيرك و أقم حد الله عليها ثم على غيرك فالتفت المأمون إلى أبي الحسن الرضا (عليه الصلاة والسلام) فقال ما يقول فقال إنه يقول سرق فسرق فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي و الله لأقطعنك فقال الصوفي أ تقطعني و أنت عبد لي فقال المأمون ويلك و من أين صرت عبدا لك قال لأن أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق و المغرب حتى يعتقوك و أنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس و بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا و لا أعطيتني و نظرائي حقنا و الأخرى أن الخبيث لا يطهر خبيثا مثله إنما يطهره طاهر و من في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أ ما سمعت الله تعالى يقول أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فالتفت المأمون إلى الرضا (عليه الصلاة والسلام) فقال ما ترى في أمره فقال (عليه الصلاة والسلام) إن الله تعالى قال لمحمد (صل الله عليه واله) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ و هي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها على جهله كما يعلمها العالم بعلمه و الدنيا و الآخرة قائمتان بالحجة و قد احتج الرجل فأمر المأمون عند ذلك بإطلاق الصوفي و احتجب عن الناس و اشتغل بالرضا (عليه الصلاة والسلام) حتى سمه فقتله و قد كان قتل الفضل بن سهل و جماعة من الشيعة .
2- حدثنا أبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي رضي الله عنه بنيسابور سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال أخبرني أبي قال أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم أخو ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بإمرة المؤمنين و لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه الصلاة والسلام) بولاية العهد و لفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسي فنصبت لهم فلما قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر و يخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام فتبسم أبو الحسن الرضا (عليه الصلاة والسلام) ثم قال كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى فإنه بايعنا بعقدها فقال المأمون و ما فسخ البيعة من عقدها قال أبو الحسن (عليه الصلاة والسلام) عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام و فسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر قال فماج الناس في ذلك و أمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن (عليه الصلاة والسلام) و قال الناس كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة إن من علم لأولى بها ممن لا يعلم قال فحمله ذلك على ما فعله من سمه .
3- حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري قال سألت أبا الصلت الهروي فقلت له كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا (عليه الصلاة والسلام) مع إكرامه و محبته له و ما جعل له من ولاية العهد بعده فقال إن المأمون إنما كان يكرمه و يحبه لمعرفته بفضله و جعل له ولاية العهد من بعده ليري الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم فلما لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلا عندهم و محلا في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعا في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء و بسببهم يشتهر نقصه عند العامة فكان لا يكلمه خصم من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و البراهمة و الملحدين و الدهرية و لا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه و ألزمه الحجة و كان الناس يقولون و الله إنه أولى بالخلافة من المأمون و كان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ من ذلك و يشتد حسده له و كان الرضا (عليه الصلاة والسلام) لا يحابي المأمون من حق و كان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله فيغيظه ذلك و يحقده عليه و لا يظهره له فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم .
منقول من كتاب عيون اخبار الرضا الجزء الاول
تعليق