البالون يكبر ويكبر ويعظم في نظر الرائي ولكنه ليس أكثر من هواء فارغ أجوف, ولو أصيب بإبرة صغيرة ينفجر ويدوي ويصم الآذان ويظهر زيفه. وهناك من الناس من يمتهن مهنة نفخ البالونات ليجني الأرباح والمكاسب (مادية أو غيرها) حتى ولو كان على حساب تضليل الناس لقرون متطاولة.
ومن الأمثلة التاريخية لذلك (السامري), الذي أخرج لبني إسرائيل عجلاً جسداً له خوار, فأغوى بني إسرائيل بذلك الخوار, وجعلهم يعبدون العجل إلا من ثبت مع هارون على الحق.
ومن الأمثلة (علي بن أبي حمزة البطائني) الذي كان من أصحاب الإمام الكاظم – عليه السلام- ولكنه طمعاً في المال نفخ بالون (الواقفة) وأنكر إمامة الإمام الرضا – عليه السلام-.
ومن الأمثلة أيضاً (محمد بن علي الشلمغاني) الذي كان في عصر الغيبة الصغرى, وكان متقدماً في أصحابنا مستقيم الطريقة, ولكن حمله الحسد (للحسين بن روح – رضي الله عنه-) على ترك المذهب, فقام بالكذب واختراع مقالات منكرة (بالونات الدجل والضلال) فخرج في ذمه توقيعات من الإمام المهدي – عجّل الله فرجه-.
وهكذا التاريخ يعيد نفسه في أشكال وألوان مختلفة, فيأتي من يدعو إلى دين أو مذهب أو تيار فكري أو سياسي أو شخصيات وهو يعلم بضعف وبطلان تلك الدعاوى, ولكنه يجني من نفخ تلك البالونات الكثير من المال والجاه والمكانة الاجتماعية وغيرها, وبمرور الأيام قد يتضح للناس زيف تلك الأمور, وقد يبقى الناس في ضلال وغواية.
وقد مرّ التاريخ الإسلامي بالعديد من هذه التجارب, تارة بدعم القوة السياسية وتارة بغيرها, فالقوة السياسية طلباً لمصالحها تقوم بنفخ البالونات لتجعل من الجاهل (مفتي الديار), ومن كان منبوذاً مبتدعاً محكوماً عليه بالسجن والتنكيل يصبح هو العالم النحرير ذائع الصيت.
أما مستوى تلك البالونات فهي مختلفة, فتارة تكون بحجم بالون السامري, وتارة تكون بالونات صغيرة, بل فقاعات هواء سرعان ما تنفجر بنفسها ويبان زيفها.
وأما مصير تلك البالونات فيختلف إلى حالات متعددة :
الحالة الأولى: تقوم إبرة بثقب البالون وبيان زيفه.
ومن ذلك بالونات السامري والبطائني والشلمغاني فقد انفجرت واتضح للجميع زيفها, وانتهت تلك الزوبعة ولكن بعد أن أضلت أقواماً وأثرت على المسيرة.
الحالة الثانية: لا يزال البالون بحاجة إلى نفخ بين فينة وأخرى, حذراً من تسرّب الهواء من داخل البالون.
البالون – في الصور والحالات الطبيعية- وبمرور بعض الوقت يبدأ بتسريب الهواء, ويبدأ حجم البالون بالتصاغر, لذا يقوم أصحاب البالون بتعاهد البالون بين فينة وأخرى وينفخون فيه من جديد. من هنا فأحياناً يكون النفخ المتكرر في بعض الأفكار أو الشخصيات نابعاً من شعور النافخ نفسه بلزوم النفخ وإلا زال البالون.
انظر من حولك, ستجد البعض يكثر من المديح والثناء والتبجيل في أفكار أو شخصيات أو تيارات, فيذكر تلك المسائل ويبجّلها أكثر وأشد من ذكر الله تعالى, وليس ذلك إلا لأنه يدرك في أعماق قلبه وعقله بالحاجة الماسة إلى ممارسة النفخ والدعاية والإعلان والتبجيل, وإلا سيواجه البالون مصير الزوال.
الحالة الثالثة: تشبعت أعين الناس برؤية البالون إلى درجة الإيمان والاعتقاد به كحقيقة ثابتة واقعية, فانطلى عليهم تزييف النافخين.
ليس كل البالون ينفجر, بل هناك العديد من البالونات تبقى وتنتفخ أكثر وأكثر, فتملأ تلك الأشكال أعين الناس ويؤمنون بها ويصبح لها دور ومكانة في حركة الناس وواقعهم, شئت أو أبيت. ويصعب جداً مواجهة الناس بتلك الحقيقة. والواقع أن هذا البالون قد عظم جداره لدرجة أن الإبرة لا يمكنها ثقبه, وفي بعض الأحيان يتحوّل البالون إلى صنم من أحجار, ونصبح بحاجة إلى فأس إبراهيم – عليه السلام- لتكسيره.
وأما المؤشرات التي تعين على التمييز بين البالون وبين الذهب الحقيقي فنذكر منها :
المؤشر الأول: الأسلوب المتبع في الدعاية والدعوة :
إذا كان الأسلوب مطابقاً للموازين العلمية الصحيحة في ذلك المجال فهذا يرجح أحقية الدعوة. وإذا كان مخالفاً لذلك فهو نفخ بالون وتضليل. ومن هنا نعلم أن أساليب الاستدلال بالأحلام أو الكذب والتدليس هي أساليب نفخ بالونات.
المؤشر الثاني: القائمون على الدعاية والدعوة :
ليس دائماً ننظر إلى ما قال, بل في بعض الأحيان من الضروري أن ننظر إلى من قال, لئلا تكون كلمة حق يراد بها باطل. ويجب أن ننظر إلى مقدار الفائدة التي ترجع إلى صاحب هذه الدعاية والدعوة منها, فكلما كانت له مصالح دنيوية في تلك الدعوة كان ذلك سبباً في لزوم المزيد من الفحص والبحث والتحقيق.
المؤشر الثالث: آراء ذوي التخصص :
العالم يعرفه العلماء, والحق يعرفه أهل الحق, فإذا وجدت المديح والثناء الجزيل من غير ذوي التخصص, ورأيت أهل التخصص معرضين, فهذا أمر مريب. وفي بعض الحالات يكون مديح الجاهل لشخص ما؛ ذماً له ومنقصة.
ومن الأمثلة التاريخية لذلك (السامري), الذي أخرج لبني إسرائيل عجلاً جسداً له خوار, فأغوى بني إسرائيل بذلك الخوار, وجعلهم يعبدون العجل إلا من ثبت مع هارون على الحق.
ومن الأمثلة (علي بن أبي حمزة البطائني) الذي كان من أصحاب الإمام الكاظم – عليه السلام- ولكنه طمعاً في المال نفخ بالون (الواقفة) وأنكر إمامة الإمام الرضا – عليه السلام-.
ومن الأمثلة أيضاً (محمد بن علي الشلمغاني) الذي كان في عصر الغيبة الصغرى, وكان متقدماً في أصحابنا مستقيم الطريقة, ولكن حمله الحسد (للحسين بن روح – رضي الله عنه-) على ترك المذهب, فقام بالكذب واختراع مقالات منكرة (بالونات الدجل والضلال) فخرج في ذمه توقيعات من الإمام المهدي – عجّل الله فرجه-.
وهكذا التاريخ يعيد نفسه في أشكال وألوان مختلفة, فيأتي من يدعو إلى دين أو مذهب أو تيار فكري أو سياسي أو شخصيات وهو يعلم بضعف وبطلان تلك الدعاوى, ولكنه يجني من نفخ تلك البالونات الكثير من المال والجاه والمكانة الاجتماعية وغيرها, وبمرور الأيام قد يتضح للناس زيف تلك الأمور, وقد يبقى الناس في ضلال وغواية.
وقد مرّ التاريخ الإسلامي بالعديد من هذه التجارب, تارة بدعم القوة السياسية وتارة بغيرها, فالقوة السياسية طلباً لمصالحها تقوم بنفخ البالونات لتجعل من الجاهل (مفتي الديار), ومن كان منبوذاً مبتدعاً محكوماً عليه بالسجن والتنكيل يصبح هو العالم النحرير ذائع الصيت.
أما مستوى تلك البالونات فهي مختلفة, فتارة تكون بحجم بالون السامري, وتارة تكون بالونات صغيرة, بل فقاعات هواء سرعان ما تنفجر بنفسها ويبان زيفها.
وأما مصير تلك البالونات فيختلف إلى حالات متعددة :
الحالة الأولى: تقوم إبرة بثقب البالون وبيان زيفه.
ومن ذلك بالونات السامري والبطائني والشلمغاني فقد انفجرت واتضح للجميع زيفها, وانتهت تلك الزوبعة ولكن بعد أن أضلت أقواماً وأثرت على المسيرة.
الحالة الثانية: لا يزال البالون بحاجة إلى نفخ بين فينة وأخرى, حذراً من تسرّب الهواء من داخل البالون.
البالون – في الصور والحالات الطبيعية- وبمرور بعض الوقت يبدأ بتسريب الهواء, ويبدأ حجم البالون بالتصاغر, لذا يقوم أصحاب البالون بتعاهد البالون بين فينة وأخرى وينفخون فيه من جديد. من هنا فأحياناً يكون النفخ المتكرر في بعض الأفكار أو الشخصيات نابعاً من شعور النافخ نفسه بلزوم النفخ وإلا زال البالون.
انظر من حولك, ستجد البعض يكثر من المديح والثناء والتبجيل في أفكار أو شخصيات أو تيارات, فيذكر تلك المسائل ويبجّلها أكثر وأشد من ذكر الله تعالى, وليس ذلك إلا لأنه يدرك في أعماق قلبه وعقله بالحاجة الماسة إلى ممارسة النفخ والدعاية والإعلان والتبجيل, وإلا سيواجه البالون مصير الزوال.
الحالة الثالثة: تشبعت أعين الناس برؤية البالون إلى درجة الإيمان والاعتقاد به كحقيقة ثابتة واقعية, فانطلى عليهم تزييف النافخين.
ليس كل البالون ينفجر, بل هناك العديد من البالونات تبقى وتنتفخ أكثر وأكثر, فتملأ تلك الأشكال أعين الناس ويؤمنون بها ويصبح لها دور ومكانة في حركة الناس وواقعهم, شئت أو أبيت. ويصعب جداً مواجهة الناس بتلك الحقيقة. والواقع أن هذا البالون قد عظم جداره لدرجة أن الإبرة لا يمكنها ثقبه, وفي بعض الأحيان يتحوّل البالون إلى صنم من أحجار, ونصبح بحاجة إلى فأس إبراهيم – عليه السلام- لتكسيره.
وأما المؤشرات التي تعين على التمييز بين البالون وبين الذهب الحقيقي فنذكر منها :
المؤشر الأول: الأسلوب المتبع في الدعاية والدعوة :
إذا كان الأسلوب مطابقاً للموازين العلمية الصحيحة في ذلك المجال فهذا يرجح أحقية الدعوة. وإذا كان مخالفاً لذلك فهو نفخ بالون وتضليل. ومن هنا نعلم أن أساليب الاستدلال بالأحلام أو الكذب والتدليس هي أساليب نفخ بالونات.
المؤشر الثاني: القائمون على الدعاية والدعوة :
ليس دائماً ننظر إلى ما قال, بل في بعض الأحيان من الضروري أن ننظر إلى من قال, لئلا تكون كلمة حق يراد بها باطل. ويجب أن ننظر إلى مقدار الفائدة التي ترجع إلى صاحب هذه الدعاية والدعوة منها, فكلما كانت له مصالح دنيوية في تلك الدعوة كان ذلك سبباً في لزوم المزيد من الفحص والبحث والتحقيق.
المؤشر الثالث: آراء ذوي التخصص :
العالم يعرفه العلماء, والحق يعرفه أهل الحق, فإذا وجدت المديح والثناء الجزيل من غير ذوي التخصص, ورأيت أهل التخصص معرضين, فهذا أمر مريب. وفي بعض الحالات يكون مديح الجاهل لشخص ما؛ ذماً له ومنقصة.
تعليق