
حركة الأفلاك

وفي بعض الروايات: أن في زمن العدل يطول سير الفلك، بينما في وقت الظلم يقصر سير الفلك، ولقد ذكرنا هذا الحديث في كتاب الآداب والسنن(3).
من خصائصه(عج)
وانه(عجل الله تعالى فرجه) يأتي بمصحف أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي دونه بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو المصحف الذي يشتمل على التفسير والتأويل وما أشبه. وانه(عجل الله تعالى فرجه) تظله غمامة على رأسه الشريف دائماً، وينادي مناد من تلك الغمامة بلسان فصيح بحيث يسمعه الثقلان بان هذا مهدي آل محمد(عليهم السلام) يملأ الأرض عدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً (4)، وهذا النداء غير الذي ذكرناه سابقاً.
وانه(عجل الله تعالى فرجه) يحضر الــملائكـــة والجن والانــــس في عســـكره لنصرته، كما كان كذلك سليمان النبي(عليه السلام)(5).
وانه(عجل الله تـــعالى فرجه) حين يظهر يكـــون على هيــئة الرجـــل الذي مضـــى من عمره ثلاثون أو أربعون سنة، فلا تغيره الأيام(6)..
وعن أبي الصلت الهروي قال

الفة الحيوانات
كما أن الحيوانات ـ في زمانه(عجل الله تعالى فرجه) ـ لا يخاف بعضها من بعض، وكما لا تخاف من الإنسان أيضاً، وتكون الألفة بين بعضها البعض، قال أمير المؤمنين(عليه السلام) في حديث
أقول: إن الأرض تكون في ذلك الحال كمثل صغير للجنة كما قال سبحانه

احياء بعض الموتى
كما أن بعض الموتى يحيون ويحضرون في ركابه(عليه السلام). وقد روي انه(يخرج مع القائم(عليه السلام) من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى(عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وابو دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً)(10).
الأرض وكنوزها
وتخرج الأرض كنوزها وذخائرها المختبئة فيها، وهي كثيرة جداً. وتغزو الأمطار وتكثر الثمار وسائر النعم بحيث تختلف حال الأرض حينئذ عما كانت قبله.
وقد روي في بعض الروايات تفسير قوله تعالى

القوة الجسمية
وانه(عجل الله تعالى فرجه) حين يظهر يضع يده على الرؤوس، فيذهب الحقد والحسد من الناس، وتكثر العلوم، حتى أن في بعض الأحاديث أن نسبة العلم الظاهر اليوم حرفان فحسب، والـــعلم الذي يظهر بعد اليوم في زمانه(عجل الله تعالى فرجه) سبع وعشرون ويضاف إليه الحرفان الظاهران قبل زمانه. وفي الحديث عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام) عن أبيه عن جده(عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو على المنبر

وفي حديث آخر عن ابي جعفر الباقر(عليه السلام) قال

وتكون القوة الخارقة عن العادة في أبصار وأسماع أصحابه(عليه السلام) بحيث يرون الإمام(عليه السلام) ويسمعون كلامه من مسافة أربعة فراسخ أو أكثر.
كما أن أعمار أصحابه(عجل الله تعالى فرجه) تطول، قال(عليه السلام)

وفي زمانه(عجل الله تعالى فرجه) تذهب البلايا والعاهات، والضعف عن أنصاره وأعوانه. ويعطى كل واحد من أنصاره وأعوانه قوّة أربعين رجلاً.
قال الإمام زين العابدين(عليه السلام)

وعن ابي عبد الله(عليه السلام) قال

ويصطحب(عجل الله تعالى فرجه) راية رسول الله وينشرها(17) ويلبس درع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وان الله تعالى يسخر له(عليه السلام) سحاباً فيه الرعد والبرق، فيجلس الإمام عليه، فيذهب الغمام به إلى طرق السماوات السبع والأرضين السبع، وهكذا لأصحابه فان بعضهم يسير في السحاب(18).
وهل المراد بالأرضين هنا هذه الطبقة، أو كما فسره الإمام الرضا(عليه السلام)، احتمالان.
لا تقية ولا خوف
وتزول التقية والخوف في زمانه(عجل الله تعالى فرجه)، وهو ينظم أمور العباد فلاخوف من سلطان جائر أو عدو منكر ولا تقية، قال سبحانه: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً…)(19).
يملك الشرق والغرب
وانه(عجل الله تعالى فرجه) يسلط على كل العالم شرقاً وغرباً، براً وبحراً، سهلاً وجبلاً، كما بشر بذلك الإمام الهادي(عليه السلام) السيدة نرجس(عليها السلام) حيث قال لها: فابشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً)(20). وفي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
(… إن الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي، فيبلغه شرق الأرض وغربها حتى لا يبقى منهلاً ولا موضعاً من سهل ولا جبل وطئة ذو القرنين إلا وطئه ويظهر الله له كنوز الأرض ومعادنها، وينصره بالرعب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(21).
قضاؤه(عج)
وأنه(عجل الله تعالى فرجه) يقضي بين الناس بعلم الامامة من دون احتياج إلى حضور شاهد أو بينة أو ما أشبه، كما أن داود(عليه السلام) وسليمان(عليه السلام) كانا كذلك، حسبما ورد في روايات متعددة. وفي كمال الدين عن أبي عبد الله(عليه السلام) في حديث: …(هذا المهدي يقضي بقضاء داوود وسليمان(عليهما السلام) ولا يريد عليه بينة)(22).
وفي حديث آخر عنه(عليه السلام)

من أخبار ظهوره(عج)
وتأتي سيوف وأسلحة من السماء لأنصاره(عجل الله تعالى فرجه)، والحيوانات تطيع أنصاره وأعوانه، فعن أبي جعفر(عليه السلام) قال
ويخرج نهران من ماء ولبن في ظهر الكوفة مقر خلافته(عليه السلام) من صخرة نبي الله موسى(عليه السلام) كما كان هو كذلك أيام التيه، وقد ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) انه قال

كما أن نبي الله عيسى بن مريم(عليه السلام) ينزل من السماء لنصرته(عليه السلام) ويحارب في ركبه ويصلي خلفه وأول من يبايعه جبرائيل(عليه السلام)، ففي الحديث في أبان بن تغلب عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال

كما أن في زمانه(عجل الله تعالى فرجه) يقتل الدجال(27) الذي هو موجود ويظهر من الأحاديث انه ليس من الإنسان ولا من الجن ولا من الملك وأنه كان من زمانه(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ظهوره(عليه السلام)(28). قال الصادق(عليه السلام)

وانه(عجل الله تعالى فرجه) إذا مات قتلاً، يصلى على جنازته بسبع تكبيرات وكان ذلك خاصاً بأمير المؤمنين(عليه السلام).
وبظهوره(عجل الله تعالى فرجه) تنقطع دولة الجبابرة والظالمين، اللهم عجل فرجه وسهّل مخرجه واجعلنا من أنصاره وأعوانه.
من بركات الظهور
وبظهوره(عجل الله تعالى فرجه) يعبد الله في الأرض كما أحب، وتملأ الأرض بعونه تعالى عدلاً وقسطاً، ويغلب الدين، كما قال سبحانه(ليظهره على الدين كله)(30)، وفي زيارة الإمام(عليه السلام)
أخلاق الرسول(ص) وسيرته
ثم أن الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) يظهر على أخلاق جده رسول الله وسيرته، أما ما يتصوره البعض من كثرة اراقه الدماء وما أشبه فلا دليل عليه،فعن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
وفي حديث آخر عن أبي بصير عن الصادق(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)

وقال أبو جعفر(عليه السلام)

وفي الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام)

وعن أبي جعفر(عليه السلام) قال

وجوده وظهوره(عج) قطعي
ثم إن وجود الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) وظهوره من الواضحات التي لايمكن انكارها بأي وجه، وذلك لكثرة الأدلة النقلية والعقلية والحسية وما أشبه، فقطعية وجوده وظهوره(عجل الله تعالى فرجه) كقطعية ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وخلافته بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكقطعية وجود الله سبحانه، والاشكال في خلافة الإمام علي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مثل الاشكال في وجود الله، وهكذا وجود الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) وظهوره. وفي الحديث عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) قال

طول عمره الشريف
وطول عمره الشريف بارادة الله عزوجل وقدرته فـ(ان الله على كل شيء قدير)(38) بالاضافة إلى امكان ذلك علمياً، وقد كان في التاريخ من عمر آلافاً من السنين، وهناك مخلوقات لله عزوجل تعمر الالاف أو اكثر، وقد أخبر بطول عمره(عجل الله تعالى فرجه) الصادق الأمين(صلى الله عليه وآله وسلم) بل الصادقون الأمناء(عليهم السلام)، حيث صرح رسول الله وأهل بيته المعصومون(عليهم السلام) باسمه وكنيته ونسبه وغيبته وأخبروا بطول الغيبة وانه يشك بعض الناس ويترددون في الأمر، كما سبق بعض الروايات في ذلك. هذا والنبي نوح(عليه السلام) قد عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة، وصرح القرآن بانه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً(39).
وفي الروايات: ان القائم(عجل الله تعالى فرجه) له سُنّة من نوح(عليه السلام) وهي طول العمر(40).
وقد لبث أصحاب الكهف في كهفهم(ثلاثمائة سنين) وازدادوا تسعاً، كما في القرآن الحكيم(41).
وفي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال

وفي حديث آخر: قصة الملك الذي ملك ألف سنة وبنى ألف مدينة وافتض ألف بكر وكان آخر عمره ان صار التراب فراشه والحجارة وسادته والديدان والحيّاة جيرانه، وكان عبرة لمن رآه حتى لا يغتر بالدنيا(44).
ولا امتناع من بقائه(عجل الله تعالى فرجه) بدليل بقاء عيسى والخضر والياس(عليهم السلام) من أولياء الله تعالى، وبقاء الدجال وابليس من أعداء الله تعالى وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة، وكذلك الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه).
1 ـ سورة الحج : 47.
2 ـ الارشاد: ج2 ص385. وكشف الغمة: ج2 ص466 باب: ذكر علامات قيام القائم(عجل الله تعالى فرجه)، وروضة الواعظين: ص264، وكشف الغمة: ج1 ص424 و526 وج2 ص474 و484 و507 و521 و534، والصراط المستقيم: ج2 ص114 و116 و132و144 و220، والخرائج والجرائح: ص1135 و1137، وتأويل الآيات الظاهرة: ص53، روضة الواعظين: ص272، والاحتجاج: ص289، وارشاد القلوب: ص298، وأعلام الورى ص391 و427 و463، والعمدة: ص430 ح901، وغيبة الطوسي: 191، وغيبة النعماني: 57 و74، وجامع الأخبار: ص8، والفضائل:ص142،وكشف اليقين: 328، وكتاب سليم بن قيس: 152 و154، وكفاية الأثر: 79و98. ومنتخب الأنوار المضيئة: ص22 و88.
3 ـ موسوعة الفقه: ج94-97.
4 ـ بشارة المصطفى: ص184، وتأويل الآيات: ص212.
5 ـ راجع منتخب الأنوار المضيئة: ص69، وكمال الدين: ص672 باب في نوادر الكتاب: ح22.
6 ـ راجع كمال الدين: ص316 ب29، كشف الغمة: ج2 ص521، الصراط المستقيم: ج2 ص128، الاحتجاج: ص289 أعلام الورى: ص427، كفاية الأثر: ص422.
7 ـ كمال الدين: ص652 باب ما روى في علامات القائم ح12، والخرائج: ص1170.
8 ـ الخصال: ص626 علم أمير المؤمنين(عليه السلام) أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، وتحف العقول: ص115 آدابه(عليه السلام) لأصحابه وهي أربعمائة باب للدين والدنيا.
9 ـ سورة الأعراف: 43، سورة الحجر:47.
10 ـ الارشاد: ج2 ص386 عن ابي عبد الله(عليه السلام)، والصراط المستقيم: ج2 ص454، وأعلام الورى: ص464.
11 ـ سورة إبراهيم: 48.
12 ـ كمال الدين: ص653 ح17.
13 ـ كمال الدين: ص675 ح31 باب في نوادر الكتاب.
14 ـ بحار الأنوار: ج52 ص330 ب 27 ح52، وص 337 ح77. وفيه: عن أبي عبد الله(عليه السلام)

15 ـ الخصال: ص541 ابواب الأربعين فما فوقه ح14، وانظر كمال الدين: ص673 ح27، مشكاة الأنوار: ص79، غيبة النعماني: ص310.
16 ـ الاختصاص: ص8، وانظر أيضاً الخرائج والجرائح: ص839 وأعلام الورى: ص465، ودلائل الامامة: ص243.
17 ـ كمال الدين: ص672 باب في نوادر الكتاب ح23.
18 ـ انظر كمال الدين: ص672 باب في نوادر الكتاب ح24.
19 ـ سورة النور: 55.
20 ـ كمال الدين: ص423 باب ما روى في نرجس.
21 ـ كمال الدين: ص394 ح4، باب ما روي من حديث ذي القرنين.
22 ـ كمال الدين: ص671 باب في نوادر الكتاب ح19.
23 ـ كمال الدين: ص671 باب في نوادر الكتاب ح21.
24 ـ كمال الدين: ص673 باب في نوار الكتاب ح26.
25 ـ راجع كمال الدين: ص671 باب في نوادر الكتاب ح17.
26 ـ راجع كمال الدين: ص671 باب نوادر الكتاب ح18.
27 ـ راجع حول الدجال، كتاب كمال الدين: ص 527 ب47 باب حديث الدال وما يتصل به من أمر القائم.
28 ـ انظر كمال الدين: ص672 باب في نوادر الكتاب ح24.
29 ـ كمال الدين: ص335 ــ 336 ح7 ب33 باب ما روى عن الصادق(عليه السلام) من النص عن القائم(عجل الله تعالى فرجه) وذكر غيبته وأنه الثاني عشر من الأئمة(عليهم السلام).
30 ـ سورة التوبة: 33، وسورة الفتح: 28، سورة الصف: 9.
31 ـ بحار الأنوار: ج99 ص101 ب7 ح2.
32 ـ كمال الدين: ص286 ح1 باب ما أخبر به النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من وقوع الغيبة بالقائم(عليه السلام).
33 ـ كمال الدين: ص287 ح4.
34 ـ كمال الدين: ص329ح11 باب ما أخبر به أبو جعفر الباقر(عليه السلام). هذا وفي بعض الروايات أنه(عجل الله تعالى فرجه) فيه سنة من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو السيف، فالمراد أن الإمام(عجل الله تعالى فرجه) يستخدم السيف كما اسخدمه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كانت حروبه دفاعية ولم يقتل في تلك الحروب إلا القليل القليل مما لم يكن له نظير لا قبل الإسلام ولا بعده.
35 ـ كمال الدين: ص351 ح45 ب33.
36 ـ كمال الدين: ص653 ح18 ب57 باب ما روى في علامات الخروج.
37 ـ أعلام الورى: ص442 الفصل الثالث في ذكر النصوص عليه من جهة أبيه الحسن العسكري(عليه السلام) خاصة.
38 ـ سورة البقرة: 106.
39 ـ قال تعالى

40 ـ كمال الدين: ص321 و322 و530 و576، وكشف الغمة: ج2 ص522، والصراط المستقيم: ج2 ص238، والخرائج: ص936،و965 وأعلام الورى:427.
41 ـ قال تعالى

42 ـ كمال الدين: ص524 ح3 باب46 ما جاء في التعمير.
43 ـ كمال الدين: ص523 ب46 ح1.
44 ـ راجع كمال الدين: ص525 ح6 ب46.
تعليق