روى القطب الراوندي عن ابي بصير قال: خلت المسجد مع ابي جعفر عليه السلام والناس يدخلون ويخرجون، فقال لي: سل الناس هل يرونني؟ فكل من لقيته قلت له: أرأيت ابا جعفر؟ فيقول: لا ـ وهو واقف ـ حتى دخل ابوهارون المكفوف، فقال: سل هذا، فقلت: هل رأيت ابا جعفر؟ فقال: اليس هو بقائم؟ قلت: وما علمك؟ قال: وكيف لا اعلم وهو نور ساطع.
قال: وسمعته يقول لرجل من اهل افريقيا: ما حال راشد؟ قال: خلفته حيا صالحا يقرؤك السلام، قال: رحمه الله، قال: مات؟ قال: نعم، قال: ومتى؟ بعد خروجك بيومين. قال: والله ما مرض ولا كان به علة، قال: اما من يموت من مرض او علة.
قلت: من الرجل؟ قال: رجل كان لنا مواليا ولنا محباً، ثم قال: لئن ترون انه ليس لنا معكم اعين ناظرة او اسماع سامعة لبئس ما رأيتم، والله لا يخفى علينا شيء من اعمالكم، فأحضرونا جميلا وعوّدوا انفسكم الخير وكونوا من اهله تعرفون به فاني بهذا آمر ولدي وشيعتي[1].
[1]- الخرائج: ج 2، ص 595.