بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأكمل، فلاحظ:
[الطبراني: ثنا أحمد، ثنا عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم البصري، ثنا محمّد بن كثير الكوفي، ثنا عليّ بن الحزوّر، عن أصبغ بن نباتة. (ح) و[ابن عساكر: أنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس - إملاء - نا أحمد بن عليّ الرّقّي، نا القاسم بن علي بن أبان الرّقّي، نا سهل بن صقر، نا يحيى ابن هاشم الغسّاني عن علي بن حزوّر، قال: سمعت أبا مريم السلولي، وهو مالك بن ربيعة له صحبة. (ح) و[أيضا: أخبرناه عالياً أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: قرأت على عمّي الشريف الأمير عماد الدولة أبي البركات عقيل بن العبّاس، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي - قراءة عليه بدمشق - أنا خيثمة بن سليمان القرشي، نا إبراهيم بن سليمان بن حزازة النهمي، نا مخول بن إبراهيم، نا عليّ بن الحزوّر، عن الأصبغ بن نباتة وأبي مريم الخولاني، قالا: سمعنا عمّار بن ياسر - واللفظ للطبراني - قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: » إنّ الله تبارك وتعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة مثلها ؛ إنّ الله تعالى حبّب إليك المساكين والدنوّ منهم، وجعلك لهم إماماً ترضى بهم، وجعلهم لك أتباعاً يرضون بك، فطوبى لمن أحبّك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأمّا من أحبّك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك من جنّتك، وأمّا من أبغضك وكذب عليك، فإنّه حقّ على الله عزّوجلّ أن يوقفهم مواقف الكذّابين «.
وأخرجه أبو نعيم من طريق مخول بن إبراهيم، عن علي بن الحزوّر عن الأصبغ بن نباتة عن عمّار بن ياسر مختصراً([3]).
[ابن المغازلي: أنا أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهّاب الطحّان - إجازة - عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ، ثنا إبراهيم بن أحمد، ثنا محمّد بن الفضل، ثنا إسحاق بن بشر، ثنا مهاجر بن كثير الأسدي - أبو عامر - عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري - واسمه خالد بن زيد - قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ: » إنّ الله جعلك تحبّ المساكين، وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن تبعك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك«([4]) .
[الخطيب: أنا علي بن أبي علي المعدِّل، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الكاتب، ثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الواسطي، ثنا فضل بن عبد الله الواسطي، ثنا عمرو بن سليم البجلي، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيّب، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » من أحبّ عليّاً حياتي وبعد موتي كتب الله له الأمن والإيمان، ما طلعت عليه الشّمس وما غربت، ومن أبغض عليّاً حياتي وبعد موتي، مات ميتة جاهلية«([5]) .
[الطبراني: ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جندل بن والق، ثنا محمّد ابن عمر المازني، عن عبّاد الكلبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ ابن حسين، عن فاطمة الصغرى، عن حسين بن عليّ، عن أُمّه فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قالت: خرج علينا رسول الله عشيّة عرفة، فقال: » إنّ الله (عليه السلام) باهى بكم وغفر لكم عامّةً، ولعليّ خاصّةً، وإنّي رسول الله إليكم، غير محابّ لقرابتي، هذا جبريل يخبرني: أنّ السعيد حقّ السّعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من أبغض عليّاً في حياته وبعد موته«.
وأورده المتّقي في الكنز، وعزاه للطبراني في الكبير والبيهقي في فضائل الصحابة وابن الجوزي في الواهيات. وأخرج ابن الجزري صدر الحديث من طريق ابن مندة عن فاطمةj([6]) .
[الفسوي: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، ثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش. (ح) و[ابن عديّ: ثنا محمّد بن الحسين المحاربي، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش. (ح) و[العقيلي: ثنا علي بن العبّاس، ثنا حسين بن نصر بن مزاحم، ثنا أبي، عن سفيان بن إبراهيم بن الجريري، عن الأعمش. (ح) و[الخطيب: أنا محمّد بن أبي نصر النرسي، أنا أبو محمّد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي، ثنا سهل ابن يحيى بن سفيان، ثنا حسين بن هارون الصايغ، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش. (ح) و[ابن عساكر: أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الشيباني، نا عمر بن الحسين بن عليّ بن مالك القاضي، أحمد بن الحسن الخزّاز، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن الأعمش وعبد الواحد بن حسّان وهارون بن سعيد، عن موسى بن طريف، عن عباية بن ربعي الأسدي، عن عليّ بن أبي طالب، قال: ( أنا قسيم النار يوم القيامة ؛ أقول: خذي ذا، وذري ذا ). هذا لفظ الخطيب.
ولفظ ابن عساكر عن الثلاثة، وكذا لفظ ابن الجوزي من طريق سفيان بن إبراهيم، عن الأعمش: (أنا قسيم النار يوم القيامة ؛ أقول: هذا لي وهذا لك).
وأخرجه ابن عساكر أيضاً ؛ من طريق الفسوي وابن عديّ والعقيلي وغيرهم، عن الأعمش وغيره، عن موسى بن طريف، به([7]).
[العقيلي: ثنا إسحاق بن يحيى الدهقان، ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، ثنا مخول، عن سلام الخيّاط، عن موسى بن طريف، عن عباية الأسدي، قال: سمعت عليّاً يقول: ( أنا قسيم النار ؛ هذا لك وهذا لي ). وأخرجه ابن الجوزي في العلل من طريق أذنة، عن إسحاق بن يحيى، وابن عساكر في تاريخه من طريق العقيلي([8]).
ثمّ إنّ هذا الحديث أوجد فيما بين علماء أهل السنّة هزّة عظيمة، فعاتبوا الأعمش وألحّوا عليه كي يتركه، فلاحظ:
[العقيلي: ثنا الحسن بن عليّ الحلواني، ثنا محمّد بن داود الحُداني، قال: سمعت عيسى بن يونس، يقول: ما رأيت الأعمش خضع إلاّ مرّة واحدة، فإنّه حدّثنا بهذا الحديث ؛ قال عليّ: (أنا قسيم النار)، فبلغ ذلك أهل السنّة، فجاءوا إليه، فقالوا: أتحدّث بأحاديث تقوّي بها الرافضة والزيدية والشيعة ؟! فقال: سمعته فحدّثت به، فقالوا: فكلّ شيء سمعته تحدّث به ؟! قال: فرأيته خضع ذلك اليوم.
ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق العقيلي([9]).
وقد يتعجّب المرء - حينما يواجه أمثال هذه القضية - من شدّة العصبيّة ؛ كيف تصل إلى درجة مما يحمل أمثال هؤلاء الأعلام على الرضا بكتمان الوحي، والأمر بذلك، كي لا يتقوّى مذهب مخالفيهم.
وقد يدلّ هذا على أنّ الحملة على الأعمش وصلت إلى مرحلتها النهائية ؛ ممّا حمّله على الخضوع لهم، كما في هذه الرواية، وعلى الإنكارِ، كما في رواية ورقاء الآتية، وعلى المداراة، كما في رواية أبي بكر بن عيّاش عند ابن عديّ والعقيلي وغيرهما ؛ حيث جاء فيها: أنّ الأعمش قال له: ما رويته إلاّ على جهة الاستهزاء بعباية.
وروى العقيلي - ومن طريقه ابن عساكر - عن ورقاء: أنّه انطلق ومسعر إلى الأعمش يعاتبانه في حديثين بلغهما عنه ؛ قول عليّ: » أنا قسيم النار«، وحديث آخر: » فلان كذا وكذا على الصراط«. ثمّ زعم ورقاء أنّ الأعمش أنكر التحديث بذلك([10]).
[الفسوي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: قال أبو معاوية: قلنا للأعمش: لا تحدّث بهذه الأحاديث، قال: يسألوني، فما أصنع ؟ ربّما سهوتُ، فإذا سألوني عن شيء من هذا فسهوتُ فذَكِّروني. قال: فكنّا يوماً عنده فجاء رجل ؛ فسأله عن حديث (أنا قسيم النار)، قال: فتَنَحْنَحْتُ،
قال: فقال الأعمش: هؤلاء المرجئة لا يدعوني أُحدّث بفضائل عليّ، أخرجوهم من المسجد حتى أُحدّثكم([11]).
هذا ما حصل للأعمش بسبب روايته لهذا الحديث، ولا شكّ أنّ عظمته وجلالة قدره عند الجمهور وسِعة علمه وعمله هي الّتي صانت منزلتَه من الإزاحة وماءَ وجهه من الإراقة، ورغم كلّ ذلك لم يمتنع من إظهار الحديث، بل بذل قصارى جهده لأن يوصله إلى النسل الّذي يأتي من بعده ولو بمظهر المتعجّب المستنكر، كما يدلّ على ذلك الرواية التالية للخُريبي:
قال: كنّا عند الأعمش فجاءنا يوماً وهو مغضب، فقال: ألا تعجبون ! موسى بن طريف يحدّث عن عباية عن عليّ: (أنا قسيم النار) ([12]).
وأمّا عليّ(عليه السلام) ؛ فقد أدركه عنوان الصحبة وأنجاه من التهمة. وأمّا اللّذان كانا بينه وبين الأعمش - عباية بن ربعي وموسى بن طريف - فقد خسرا خسراناً مبيناً، ولم ينفعهما حديث »خير القرون«، فذاقا حظّهما من وبال هذا الحديث وعواقبه بشدّة ؛ فإذا لاحظت ترجمتهما في كتب القوم فستصادف أنّ بعض المترجمين لم يستطيعوا أن ينتظروا ويستمرّوا في الكلام، ثمّ يحكموا عليهما - وفق عادتهم بالنسبة لغيرهما - بل أصدروا حكمهم عليهما بالزيغ والإلحاد والغلوّ بمحض التعرّض لذكر اسميهما في العنوان، ثمّ شرعوا في ذكر حديثهما الّذي صارا بسببه ملحدَيْن وزائغَيْن وغاليين: (عليّ قسيم النار).
وقال الفسوي: وقرأت في كتاب عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، عن الأعمش، قال: قلت لموسى: ما كان عباية عندكم؟ فذكر من فضله وصلاته وصيامه وصدقه.
ثمّ قال الفسوي: وموسى ضعيف، يحتاج إلى من يعدِّله، وليس هو بثقة، وعباية أقلّ منه، ليس حديثه بشيء([13]).
نعم، إنّ عباية بن ربعي كان من شيعة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، بل من خواص أصحابه، وترجم له البخاري في الكبير من دون أن يتعرض لطعن في حقّه، وذكره ابن حبّان في الثقات([14]).
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأكمل، فلاحظ:
[الطبراني: ثنا أحمد، ثنا عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم البصري، ثنا محمّد بن كثير الكوفي، ثنا عليّ بن الحزوّر، عن أصبغ بن نباتة. (ح) و[ابن عساكر: أنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس - إملاء - نا أحمد بن عليّ الرّقّي، نا القاسم بن علي بن أبان الرّقّي، نا سهل بن صقر، نا يحيى ابن هاشم الغسّاني عن علي بن حزوّر، قال: سمعت أبا مريم السلولي، وهو مالك بن ربيعة له صحبة. (ح) و[أيضا: أخبرناه عالياً أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: قرأت على عمّي الشريف الأمير عماد الدولة أبي البركات عقيل بن العبّاس، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي - قراءة عليه بدمشق - أنا خيثمة بن سليمان القرشي، نا إبراهيم بن سليمان بن حزازة النهمي، نا مخول بن إبراهيم، نا عليّ بن الحزوّر، عن الأصبغ بن نباتة وأبي مريم الخولاني، قالا: سمعنا عمّار بن ياسر - واللفظ للطبراني - قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: » إنّ الله تبارك وتعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة مثلها ؛ إنّ الله تعالى حبّب إليك المساكين والدنوّ منهم، وجعلك لهم إماماً ترضى بهم، وجعلهم لك أتباعاً يرضون بك، فطوبى لمن أحبّك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأمّا من أحبّك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك من جنّتك، وأمّا من أبغضك وكذب عليك، فإنّه حقّ على الله عزّوجلّ أن يوقفهم مواقف الكذّابين «.
وأخرجه أبو نعيم من طريق مخول بن إبراهيم، عن علي بن الحزوّر عن الأصبغ بن نباتة عن عمّار بن ياسر مختصراً([3]).
[ابن المغازلي: أنا أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهّاب الطحّان - إجازة - عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ، ثنا إبراهيم بن أحمد، ثنا محمّد بن الفضل، ثنا إسحاق بن بشر، ثنا مهاجر بن كثير الأسدي - أبو عامر - عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري - واسمه خالد بن زيد - قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ: » إنّ الله جعلك تحبّ المساكين، وترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن تبعك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك«([4]) .
[الخطيب: أنا علي بن أبي علي المعدِّل، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الكاتب، ثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الواسطي، ثنا فضل بن عبد الله الواسطي، ثنا عمرو بن سليم البجلي، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيّب، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): » من أحبّ عليّاً حياتي وبعد موتي كتب الله له الأمن والإيمان، ما طلعت عليه الشّمس وما غربت، ومن أبغض عليّاً حياتي وبعد موتي، مات ميتة جاهلية«([5]) .
[الطبراني: ثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جندل بن والق، ثنا محمّد ابن عمر المازني، عن عبّاد الكلبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ ابن حسين، عن فاطمة الصغرى، عن حسين بن عليّ، عن أُمّه فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قالت: خرج علينا رسول الله عشيّة عرفة، فقال: » إنّ الله (عليه السلام) باهى بكم وغفر لكم عامّةً، ولعليّ خاصّةً، وإنّي رسول الله إليكم، غير محابّ لقرابتي، هذا جبريل يخبرني: أنّ السعيد حقّ السّعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ من أبغض عليّاً في حياته وبعد موته«.
وأورده المتّقي في الكنز، وعزاه للطبراني في الكبير والبيهقي في فضائل الصحابة وابن الجوزي في الواهيات. وأخرج ابن الجزري صدر الحديث من طريق ابن مندة عن فاطمةj([6]) .
[الفسوي: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، ثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش. (ح) و[ابن عديّ: ثنا محمّد بن الحسين المحاربي، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش. (ح) و[العقيلي: ثنا علي بن العبّاس، ثنا حسين بن نصر بن مزاحم، ثنا أبي، عن سفيان بن إبراهيم بن الجريري، عن الأعمش. (ح) و[الخطيب: أنا محمّد بن أبي نصر النرسي، أنا أبو محمّد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي، ثنا سهل ابن يحيى بن سفيان، ثنا حسين بن هارون الصايغ، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش. (ح) و[ابن عساكر: أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الشيباني، نا عمر بن الحسين بن عليّ بن مالك القاضي، أحمد بن الحسن الخزّاز، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن الأعمش وعبد الواحد بن حسّان وهارون بن سعيد، عن موسى بن طريف، عن عباية بن ربعي الأسدي، عن عليّ بن أبي طالب، قال: ( أنا قسيم النار يوم القيامة ؛ أقول: خذي ذا، وذري ذا ). هذا لفظ الخطيب.
ولفظ ابن عساكر عن الثلاثة، وكذا لفظ ابن الجوزي من طريق سفيان بن إبراهيم، عن الأعمش: (أنا قسيم النار يوم القيامة ؛ أقول: هذا لي وهذا لك).
وأخرجه ابن عساكر أيضاً ؛ من طريق الفسوي وابن عديّ والعقيلي وغيرهم، عن الأعمش وغيره، عن موسى بن طريف، به([7]).
[العقيلي: ثنا إسحاق بن يحيى الدهقان، ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، ثنا مخول، عن سلام الخيّاط، عن موسى بن طريف، عن عباية الأسدي، قال: سمعت عليّاً يقول: ( أنا قسيم النار ؛ هذا لك وهذا لي ). وأخرجه ابن الجوزي في العلل من طريق أذنة، عن إسحاق بن يحيى، وابن عساكر في تاريخه من طريق العقيلي([8]).
ثمّ إنّ هذا الحديث أوجد فيما بين علماء أهل السنّة هزّة عظيمة، فعاتبوا الأعمش وألحّوا عليه كي يتركه، فلاحظ:
[العقيلي: ثنا الحسن بن عليّ الحلواني، ثنا محمّد بن داود الحُداني، قال: سمعت عيسى بن يونس، يقول: ما رأيت الأعمش خضع إلاّ مرّة واحدة، فإنّه حدّثنا بهذا الحديث ؛ قال عليّ: (أنا قسيم النار)، فبلغ ذلك أهل السنّة، فجاءوا إليه، فقالوا: أتحدّث بأحاديث تقوّي بها الرافضة والزيدية والشيعة ؟! فقال: سمعته فحدّثت به، فقالوا: فكلّ شيء سمعته تحدّث به ؟! قال: فرأيته خضع ذلك اليوم.
ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق العقيلي([9]).
وقد يتعجّب المرء - حينما يواجه أمثال هذه القضية - من شدّة العصبيّة ؛ كيف تصل إلى درجة مما يحمل أمثال هؤلاء الأعلام على الرضا بكتمان الوحي، والأمر بذلك، كي لا يتقوّى مذهب مخالفيهم.
وقد يدلّ هذا على أنّ الحملة على الأعمش وصلت إلى مرحلتها النهائية ؛ ممّا حمّله على الخضوع لهم، كما في هذه الرواية، وعلى الإنكارِ، كما في رواية ورقاء الآتية، وعلى المداراة، كما في رواية أبي بكر بن عيّاش عند ابن عديّ والعقيلي وغيرهما ؛ حيث جاء فيها: أنّ الأعمش قال له: ما رويته إلاّ على جهة الاستهزاء بعباية.
وروى العقيلي - ومن طريقه ابن عساكر - عن ورقاء: أنّه انطلق ومسعر إلى الأعمش يعاتبانه في حديثين بلغهما عنه ؛ قول عليّ: » أنا قسيم النار«، وحديث آخر: » فلان كذا وكذا على الصراط«. ثمّ زعم ورقاء أنّ الأعمش أنكر التحديث بذلك([10]).
[الفسوي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: قال أبو معاوية: قلنا للأعمش: لا تحدّث بهذه الأحاديث، قال: يسألوني، فما أصنع ؟ ربّما سهوتُ، فإذا سألوني عن شيء من هذا فسهوتُ فذَكِّروني. قال: فكنّا يوماً عنده فجاء رجل ؛ فسأله عن حديث (أنا قسيم النار)، قال: فتَنَحْنَحْتُ،
قال: فقال الأعمش: هؤلاء المرجئة لا يدعوني أُحدّث بفضائل عليّ، أخرجوهم من المسجد حتى أُحدّثكم([11]).
هذا ما حصل للأعمش بسبب روايته لهذا الحديث، ولا شكّ أنّ عظمته وجلالة قدره عند الجمهور وسِعة علمه وعمله هي الّتي صانت منزلتَه من الإزاحة وماءَ وجهه من الإراقة، ورغم كلّ ذلك لم يمتنع من إظهار الحديث، بل بذل قصارى جهده لأن يوصله إلى النسل الّذي يأتي من بعده ولو بمظهر المتعجّب المستنكر، كما يدلّ على ذلك الرواية التالية للخُريبي:
قال: كنّا عند الأعمش فجاءنا يوماً وهو مغضب، فقال: ألا تعجبون ! موسى بن طريف يحدّث عن عباية عن عليّ: (أنا قسيم النار) ([12]).
وأمّا عليّ(عليه السلام) ؛ فقد أدركه عنوان الصحبة وأنجاه من التهمة. وأمّا اللّذان كانا بينه وبين الأعمش - عباية بن ربعي وموسى بن طريف - فقد خسرا خسراناً مبيناً، ولم ينفعهما حديث »خير القرون«، فذاقا حظّهما من وبال هذا الحديث وعواقبه بشدّة ؛ فإذا لاحظت ترجمتهما في كتب القوم فستصادف أنّ بعض المترجمين لم يستطيعوا أن ينتظروا ويستمرّوا في الكلام، ثمّ يحكموا عليهما - وفق عادتهم بالنسبة لغيرهما - بل أصدروا حكمهم عليهما بالزيغ والإلحاد والغلوّ بمحض التعرّض لذكر اسميهما في العنوان، ثمّ شرعوا في ذكر حديثهما الّذي صارا بسببه ملحدَيْن وزائغَيْن وغاليين: (عليّ قسيم النار).
وقال الفسوي: وقرأت في كتاب عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، عن الأعمش، قال: قلت لموسى: ما كان عباية عندكم؟ فذكر من فضله وصلاته وصيامه وصدقه.
ثمّ قال الفسوي: وموسى ضعيف، يحتاج إلى من يعدِّله، وليس هو بثقة، وعباية أقلّ منه، ليس حديثه بشيء([13]).
نعم، إنّ عباية بن ربعي كان من شيعة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، بل من خواص أصحابه، وترجم له البخاري في الكبير من دون أن يتعرض لطعن في حقّه، وذكره ابن حبّان في الثقات([14]).
تعليق