(الاعتذار هو أقصى مراتب النضوج العقلي والعاطفي، فالعظيم يعتذر، ويشعر بأخطائه وهو في قمة النصر لا في هوة الهزيمة).قول لأحد فلاسفة الغرب ذكره هنا لا يعني الإستناد عليه كمصدر لأننا نمتلك أعظم منهل للحكمة وهو أحاديث وحكم أئمة الهدى والحق أهل البيت عليهم السلام، عموماً ان الحياة بطبيعتها تتطلب حراكا من الإنسان وهذا الحراك في الأغلب الأعم هو متعدد الشكل والمضمون، فالإنسان بعزمه وثباته على المبادئ السامية والنهج القويم يصبح أقوى مخلوق على الحركة والعمل، يقهر الصعاب بارادته وعقله، ويبني الحضارات بالوعي والإدارك، ويتقبل القيم والمثل الإنسانية بضميره وفطرته، أما الإنسان الساكن الجامد تراه بطبيعة الحال يتخاذل ويتكاسل، ويكتفي بزائل القول والفعل من أجل انتحال الأعذار، ويلقي المسؤولية على الحظ والقدر تارة وتارة يلوم مجتمعه ومن معه.لكن فضيلة الصراحة والاعتراف بالخطأ عن قناعة لا لمجرد الخلاص من مشكلة ـ هي شيمة الأقوياء دون الضعفاء، ومن أخلاق العظماء دون الحمقى، ولا يتمكن الإنسان الوصول الى هذه المرحلة من الإدارك دون النضوج العقلي.فقد يرى المرء نفسه عبقرياً في مواهبه، وبحراً في علومه، ومع ذلك يمكن أن نتقبله إلى حد محدود إذا كان عاقلاً في سلوكه، يتوقع الخطأ في آرائه، ويتقبل النقد برحابة صدر، ولا يدعي علم ما يعجز عن إدراكه، ولا ينكر ما يجهل.وكل إنسان يشعر بالمقت والكراهية لمن أساء إليه بطبيعة الحال، ولكن الغيظ إذا استمر تفاقم وارتد أثره على صاحبه المعتدى عليه لا على المعتدي حيث يقلق راحته، وينغّص عيشه، ويذهب بتوازنه، ومعنى هذا أنه قد أساء إلى نفسه بنفسه.. ولا سبيل للخلاص من هذا الشعور المدمر إلا التناسي والصفح، لأنه إن أعلن الحرب على المسيء ولم ينتصف منه لعجزه، عظم الخطب، واتسع الخرق، وشاع الفشل، وتشجع المسيء، وشمت العدو، وعتب الصديق.وعراقنا الجديد عاش عزلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى فلا الإخوة ولا الجيران حاولوا طي صفحات اللانظام المقبور بل تعاملوا بمكيالين الشعب والحكومة المنتخبة، لكن الإرادة والإخوة أنتصرت وإن كانت متأخرة وسيعود عراق أهل البيت عليهم السلام على مكانته الحقيقة في العالم العربي والعالمي بإعتباره منبع للعلم والحضارة.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
مراتب النضوج
تقليص
X
-
ضيف
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على رسوله الامين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المنتجبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما تغلف الأرض بزهو النشأ الأول للأحياء ، وتتساوق الرؤى الحالمات صوب الضفة القصية للبوح وللنوح معا ، تتجلى جل المخاصب لتستقر وسط هذا الزحام الشفيف المتلألئ في المحاجر ، والذي يربض في النفس كشريان دافق محملا بعبق الاعتذار والتسامح وهذه شيمة العظماء وأهل البيت عليهم السلام جسدوا تلك الصفة في الكثير من المواقف التي يستحق الوقوف عندها ولعل اهم ما لفت انتباهي هو التذلل امام عظمة الباري جل شأنه وبهذا رسمت الشخصيات على جدران التاريخ حاملة بعبير تذللها نحو الاخشوع ولكن من تواضع الى الله رفع وفعلا اصبحت تلك الشخصيات سامية يقتدى بها الى حين قيام الساعة ..
الاخ العزيز رضوان السلامي .. فعلا التفاتة رائعة الى موضوع مهم جزيتم خيرا
وجعلكم الله من المتألقين في سماء الكفيل واتون اقسامه المشعة
- اقتباس
- تعليق
-
ضيف
أستاذي الكريم رضوان السلامي
ما تحدت عن وهو مرحلة النضوج الفكري فما نلاحظ هذه الأيام البعض لا ينطلق من الوعي بهذه التحديات، ولا يجد نفسه معنياً بمواجهتها، وبدلاً من أن يكون عامل إنهاض وإيقاظ، يقوم غالباً بدور التكريس لواقع التخلف، عبر التركيز على المسائل الفردية العبادية، وتضخيم الجزئيات والتفاصيل في الجوانب العقدية بتشعباتها الخلافية، وينشغل بالتعبئة والتحريض المذهبي والفئوي. بينما يُغفل الحديث عن مسؤولية الإنسان في عمارة الكون، وما يستلزمه من جد ونشاط في معرفة سنن الحياة وقوانين الطبيعة، ويُغفل التذكير بدور الأمة في الشهادة على العالم، وتقديم النموذج الحضاري الأمثل، ويتجاهل القيم الأساسية في الدين كالوحدة والحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
وفقك الله لك خير وتقبل مروري
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
اخي رضوان السلامي تكلمت على الاعتذار في بادي الامر وبعد ذلك على الوحدة والتكافل الاجتماعي صدق اخي اذا نحن الشعب لم نكن يد واحد لا نحقق النصر والغريب الغريب يتفرج حيث اليد الواحد عصبة ونكون كالبنيان المرصوص ولك هذا القصة ( دارت معركة بين شخصين مقابل مئة الف شخص ولكن هؤلاء الشخصين كانوا يد واحدة كلمتهم واحدة عزيمتهم واحدة فبدأ القتال عندها انتصر الشخصين على مئة الف شخص بالارادة والعزيمة , واما بشأن الاعتذار فهو لا يقلل من شأن الانسان بل يرفع من قيمتة بين الناس وفقك الله اخي رضوان السلامي
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق