روحانية الدعاء:
بغض النظر عن أجر الدعاء وثوابه، أو الاستجابة التي ينشدها فإن الدعاء إذا تجاوز اللسان والألفاظ، وتناغم القلب مع اللسان، واهتزت روح الإنسان مع هذا الدعاء، فسوف يشعر الإنسان بروحانية مقدسة هائلة،كما لو رأى نفسه غريقًا ((في أمواج
النور، يحس في تلك اللحظات بقداسة الطبيعة الإنسانية، ويدرك جيدًا، كيف كان منحطًا غبيًا في اللحظات الأخرى التي ينشغل نفسه فيها، بالأشياء والهموم الصغيرة، والتافهة، حيث يقلق من أجلها ويتألم، أن الإنسان يحس بالذل، حين يطلب شيئًا ((من غير الله، ولكن حين يطلبه من الله فسيشعر بالعزة لذلك كان
الدعاء طلبًا ومطلوبًا، وسيلة وغاية، مقدمة ونتيجة، وأولياء الله لا يتلذذون بشيء كالدعاء، فإنهم يكشفون لدي محبوبهم الحقيقي كل طموحات وآمال قلوبهم ويهمهم الدعاء نفسه، والطلب والاحتياج أكثر مما تهمهم مطالبهم، وتحقيق آمالهم لا يشعرون بالملل والتعب أبدًا في تلك اللحظات كما يشير لذلك الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطابه لكميل النخعي.
(هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشرو روح اليقين، استلانوا ما استوعره المترفون، وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى) على العكس من
القلوب الموحلة المغلقة، والمظلمة التي تباعدت عن ذلك المحل الأعلى.
طريق من القلب لله:
في قلب كل أحد طريق لله، وباب توصله إليه، حتى أكثر البشر شقاءً وانحطاطًا و ((عصيانًا))، فإنه
في الحالة الأولى: حالة الاضطرار وانقطاع الأسباب بنفسها، يندفع الإنسان لله، مقهورًا ولا يحتاج لدعوة خاصة، ومن الواضح أن هذه الحالة، لا تعد كمالاً للنفس الإنسانية، ولكن الحالة الثانية كمال للنفس، حيث يسمو الإنسان باختياره، ويقطعها بإرادته عن كل الأسباب.
قول الأمام علي (عليه السلام): (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر) فلا بد أن يضم العمل للدعاء، لأن كل واحد منهما يكمل الآخر.
(روى جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: أربعة لا يستجاب لهم دعوة: رجل جالس في بيته يقول: اللهم ارزقني، فيقال له: ألم آمرك في الطلب؟ ورجل كانت له امرأة فاجرة، فدعا عليها، فيقال له: ألم أجعل أمرها إليك؟ ورجل كان له مال فأفسده، فيقول: اللهم ارزقني، فيقال له ألم آمرك بالإصلاح (بالاقتصاد) ثم قال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا، ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) ورجل كان له مال فأدناه رجلاً ولم يشهد عليه فجحده، فيقال له: لم آمرك بالإشهاد)
كتاب الدعاء ج1 ص8 الشهيد مرتضى مطهري
بغض النظر عن أجر الدعاء وثوابه، أو الاستجابة التي ينشدها فإن الدعاء إذا تجاوز اللسان والألفاظ، وتناغم القلب مع اللسان، واهتزت روح الإنسان مع هذا الدعاء، فسوف يشعر الإنسان بروحانية مقدسة هائلة،كما لو رأى نفسه غريقًا ((في أمواج
النور، يحس في تلك اللحظات بقداسة الطبيعة الإنسانية، ويدرك جيدًا، كيف كان منحطًا غبيًا في اللحظات الأخرى التي ينشغل نفسه فيها، بالأشياء والهموم الصغيرة، والتافهة، حيث يقلق من أجلها ويتألم، أن الإنسان يحس بالذل، حين يطلب شيئًا ((من غير الله، ولكن حين يطلبه من الله فسيشعر بالعزة لذلك كان
الدعاء طلبًا ومطلوبًا، وسيلة وغاية، مقدمة ونتيجة، وأولياء الله لا يتلذذون بشيء كالدعاء، فإنهم يكشفون لدي محبوبهم الحقيقي كل طموحات وآمال قلوبهم ويهمهم الدعاء نفسه، والطلب والاحتياج أكثر مما تهمهم مطالبهم، وتحقيق آمالهم لا يشعرون بالملل والتعب أبدًا في تلك اللحظات كما يشير لذلك الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطابه لكميل النخعي.
(هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشرو روح اليقين، استلانوا ما استوعره المترفون، وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى) على العكس من
القلوب الموحلة المغلقة، والمظلمة التي تباعدت عن ذلك المحل الأعلى.
طريق من القلب لله:
في قلب كل أحد طريق لله، وباب توصله إليه، حتى أكثر البشر شقاءً وانحطاطًا و ((عصيانًا))، فإنه
في الحالة الأولى: حالة الاضطرار وانقطاع الأسباب بنفسها، يندفع الإنسان لله، مقهورًا ولا يحتاج لدعوة خاصة، ومن الواضح أن هذه الحالة، لا تعد كمالاً للنفس الإنسانية، ولكن الحالة الثانية كمال للنفس، حيث يسمو الإنسان باختياره، ويقطعها بإرادته عن كل الأسباب.
قول الأمام علي (عليه السلام): (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر) فلا بد أن يضم العمل للدعاء، لأن كل واحد منهما يكمل الآخر.
(روى جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: أربعة لا يستجاب لهم دعوة: رجل جالس في بيته يقول: اللهم ارزقني، فيقال له: ألم آمرك في الطلب؟ ورجل كانت له امرأة فاجرة، فدعا عليها، فيقال له: ألم أجعل أمرها إليك؟ ورجل كان له مال فأفسده، فيقول: اللهم ارزقني، فيقال له ألم آمرك بالإصلاح (بالاقتصاد) ثم قال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا، ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) ورجل كان له مال فأدناه رجلاً ولم يشهد عليه فجحده، فيقال له: لم آمرك بالإشهاد)
كتاب الدعاء ج1 ص8 الشهيد مرتضى مطهري