بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاه والسلام على اشرف الخلق مولانا أبي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واللعنه على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين .قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «كانت مريم سيدة نساء زمانها، أمّا ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الاولين الاخرين».
يا بنيّة، أنتِ المظلومة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني، ومن غاظكِ فقد غاظني، ومن جفاكِ فقد جفاني، ومن قطعكِ فقد قطعني، ومن ظلمكِ فقد ظلمني، ومن سرّكِ فقد سرّني، ومن وصلكِ فقد وصلني، لأنّكِ منّي وأنا منكِ، وأنت بضعة منّي، وروحي الّتي بين جنبيّ إلى الله أشكو ظالميك من أُمّتي". (كشف الغمّة ص148).
ولا ريب أنّ المُستفاد من مجموع الأحاديث والأخبار الّتي رواها المسلمون كافّة في مجاميعهم الفقهيّة والحديثيّة والتاريخيّة، هو أنّ مظلوميّة فاطمة الزهراء "سلام الله عليها" قد ابتدأت بغصب الخلافة من أمير المؤمنين (عليه السلام) وبغصب فدك منها (عليها السلام). كما أنّ المُستفاد ممّا ذكر أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي أوّل من نهضت للدفاع عن حريم الإمامة والولاية،(كتاب كشف الغمه ج 2 ص 123 ).
شهدت المرأة معاناة قاسية جمة على مدى التأريخ، وكانت رقيقة في جسدها مقارنة بالرجل، فقد أثر هذا الامر سلباً على الظلمة والطواغيت الذين سعوا جاهدين على مر العصور لهضم حقها وتجريدها من إنسانيتها، وما ابشع من جرائم إرتكبوها بهذا الشأن، ولا سيما في شبه الجزيرة العربية واِبان العصر الجاهلي ـ رغم أن الدنيا برمتها كانت آنذاك تسبح في بحر من الجاهلية ـ حيث كانوا أشد وطأة على المرأة وأعظم لثلمها شخصيتها. حتى بلغ بهم الأمر أن جعلوها سلعة تباع و تشتري; لم يورثوها الرجال (فهي لا تحمل السلاح وتحمي البيضة)، كما كانوا يعدون ولادة البنت عاراً، ولذلك ـ كما يشير القرآن ـ كانوا يعمدون لوأدها ـ بل الادهى من ذلك أنهم ولوا ظهورهم حتى لا بسط القوانين الطبيعية: فصار شاعرهم يقول:
بنونا بنو أبنائنا و بناتنا *** بنوهن أبناء الرجال الأباعد
وهذا ما يمثل الجو الفكري الذي كان سائدا لديهم آنذاك. وهنا كان للاسلام الذي حمل راية القيم الالهية والانسانية موقفه الحازم اِزاء هذا التفكير الجاهلى المقيت لتثور ثائرته من أجل إستعادة المرأة لشخصيتها المفقودة; فاعتمد أسلوب الوعظ والتوصيه والارشاد إلى جانب تشريع القوانين التي تكفل للمرأة حقوقها فسح المجال أمامها لتمارس دورها في كافة الميادين، وبالتالي الوقوف بحزم بوجه كل من تسول له نفسه التمرد على هذه الحقائق.
أن الواضحات التاريخيّة الّتي تدلّ عليها كتب السيرة للشيعة والسنّة، أنّ ما لاقته الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء "صلوات الله عليها" من المصائب والمحن على أيدي الحاكمين، مثل: كسر ضلعها، وإسقاط جنينها، ولطمها على خدّها، وإحراق باب دارها، وعصرها بين الحائط والباب، ومنعها من البكاء في الليل والنهار على أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وغصبها فدك الّتي كانت في يدها ومنحها إيّاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله). فهي مقطوعة متواترة ليس لأحد التشكيك فيها، فمن وثق بها فهو من أبناء الفطرة. ومن أنكرها فهو من أبناء الجاهليّة، ماتت "سلام الله عليها" وهي غاضبة على الحاكمين وشاكيه منهم .( كتاب كشف الغمه ج:2 ص123).نسال الله (عز وجل ) أن يرزقنا شفاعه السيد الصديقه فاطمه الزهراء ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى ذريتها ) وحسبنا ونعم الوكيل ونسالكم الدعاء.
تعليق