شفيق البلخي والــــطائر الـــكسيح.....
يُحكى أن شفيقاً البلخي خرج في رحلة تجارية يضرب في الارض ويبتغي من فضل الله تعالى , وقبل سفره ودّع صديقه الزاهد
( ابراهيم بن ادهم ) حيث توقع ان يمكث فترة طويلة , ولكن لم تمضِ إلاّ أيام قليلة حتى عاد شفيق ورآه ابراهيم في المسجد
فقال له متعجباً : ما الذي عجّل بعودتك ؟؟ قال شفيق : رأيت في سفري عجباً فعدلتُ عن الرحلة .
قال ابراهيم : خيراً , ماذا رأيت ؟؟قال شفيق : آويت الى مكان خرب لاستريح فيه فوجدتُ به طائراً كسيحاً أعمى وعجبتُ وقلتُ في نفسي :
كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي , وهو لا يبصر ولا يتحرك ؟؟
ولم البث إلاّ قليلاً حتى أقبل طائر آخر يحمل له الطعام في اليوم مرات حتى يكتفي , فقلتُ في نفسي: إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادرٌ على أن يرزقني , وعدتُ من ساعتي...
قال إبراهيم : عجباً يا شفيق , لماذا رضيت لنفسك أن تكون بمنزلة الطائر الكسيح , الذي يعيش على معونة غيره , ولم ترضَ لها أن تكون
أن تكون بمنزلة الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين ..أما علمتَ أن اليد العليا خير من اليد السفلى....
لذلك قيل(( الــــكاد علــــى عيــــاله , كالمـــــجاهـد في سبيـــل الله))
تعليق