بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قلمي العزيز: أتشعر بما أشعر به من حزن شديد وكآبة تكاد أن تخنقني
أتشعر كما أشعر بحسرة تفجع القلب وتُبكي العين وتكسر الخاطر
أتشعر أيها القلم بأن هناك أمر فضيع قد حدث جعلك ترى الكون مظلماً والأرض خاشعة والسماوات ماطرة
أخبرني أيها القلم الزاهي: ماإذا كنتَ تشعر بما أشعر به أنا من غمٍ وهمٍ أفقدني التوازن وجعلني أعول بالبكاء وأرى أن الكون يشاطرني الحزن فالشمس خَفَتَ نورها فلا تكاد تشع إلا بضياء ضئيل والجبال تهتز وكأنها سَتَتَدكدك على السهل والسماء ترعد وكأنها ستنطبق على الأرض وكل ما في الكون ينوح حزناً وأساً لأمر ما لا أعرف ما هيته لكنه شعور خفي يراودني بأن هناك مصيبة قد حلت بأحد الأولياء غيبته عن هذه الحياة فاغتم لرحيله الكون ليبدو كئيباً كما هو حالي فهل هذا الشعور مني صحيح
صاحبي يا من يملك فكراً مستنير: ألا تعلم بأن اليوم هو الخامس والعشرين من شهر رجب ، أوما تعلم بأن فيه استُشهد إمام من أئمة الهدى ومصباح من مصابيح الدجى في طوامير السجون ، فحزن الكون عليه وظل ينوح ، فالسماء بكت دماً حزنا على فراقه والأرض تزلزلت حسرة على رحيله والجبال تدكدكت ألماً على مصابه
نعم صاحبي العزيز لا لوم عليك اليوم إن أنت شعرتَ بهذا الحزن وعلت وجهك الكآبه وبدت منك الهموم والغموم فالأمر كما قلت فضيع والمصاب جلل هز عرش الجبار غضباً على أولئك الأرجاس الذين هتكوا حرمة خير الأنام وتعدوا على سادة الأنام حقداً وغيضاً على ما آتاهم الله من علم لم يكن لغيرهم وخُلقٍ عظيم لم يصل إليه إلا هم ووجاهة جعلتهم محبوبين من عالم الإنس والجن بل وكل من يدب على هذه الأرض من وحوش ضارية وطيور جارحة وحشرات طائرة وحتى الأحجار الصماء تستأنس بهم وتحزن على فراقهم
نعم صاحبي المحترم إنه اليوم الموعود الذي فيه خرج الإمام موسى الكاظم عليه السلام من سجن السندي ذلك الرجس اللعين الذي جرعه كأس المنون ليخرج من سجنه محمولاً على أكتاف أربعة من الجنود مثقلاً بالقيود ليلقوه على جسر بغداد وينادي مناديهم ألا من أراد التفرج على إمام الرافضة فلينظر إليه مطروحاً على جسر بغداد ليبقى بعد ذاك ثلاثاً لم يوارى الثرى
آاااااه أيها القلم الحزين لقد قطعت نياط قلبي بهذا الكلام وزدتَ همي وجعلتَ قلبي ينزف دماً عبيطاً
آااه واحسرتاه على مصابك سيدي يا إمام الهدى ، ما الجرم الذي فعلته حتى يُفعل بك هكذا ألم يكتفوا بسجنك طوال خمسة عشر عاماً ألم تُشفى صدورهم بما فعلوه معك في حياتك حينما غيبوك في طواميرهم عن أعزتك وأحبابك
نعم سيدي يا سابع المصابيح النيرة لم يُشفهم ذلك لأن وجودك وإن كان في الطوامير يشع بأنوار نفسك وجمال روحك لتُضيء الدنيا وتُزين الكون وهم يُغيظهم ذلك لذا وأرادوا أن يخفوا نورك حتى لا تفضح أمرهم وتكشف حقائقهم وتعريهم أمام من يدعون لهم أنهم أمراء وللمسلمين خلفاء وللنبي أوصياء وما حقيقتهم إلا بغاة ظالمين وللسلطة مريدين وللناس مستعبدين وللشيطان تابعين وللهوى عابدين وللدنيا متزوجين وعن الآخرة منزوين ليحملوا بذلك وزذلك الجرم العظيم ، ويدخلوا به جهنم وبئس المصير
نعم سيدي أبا جعفر لقد رحلتَ عن هذه الدنيا وأنت صابر محتسب ولله طالب وللقائه تائق فصار لك ما تمنيت بعزة وشموخ لتلقى ربك شهيداً ، تشكوا إليه ما حل بك من طاغوت زمانك المسمى بالرشيد ، كيف يكون رشيداً ويقدم على قتلك بسم نقيع تبقى تبعته تلاحقه إلى دركات الجحيم
ألا لعنة الله عليه وعلى من والاه إلى قيام يوم الدين
صــ آل محمد ــداح
منقول من الكاتب
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قلمي العزيز: أتشعر بما أشعر به من حزن شديد وكآبة تكاد أن تخنقني
أتشعر كما أشعر بحسرة تفجع القلب وتُبكي العين وتكسر الخاطر
أتشعر أيها القلم بأن هناك أمر فضيع قد حدث جعلك ترى الكون مظلماً والأرض خاشعة والسماوات ماطرة
أخبرني أيها القلم الزاهي: ماإذا كنتَ تشعر بما أشعر به أنا من غمٍ وهمٍ أفقدني التوازن وجعلني أعول بالبكاء وأرى أن الكون يشاطرني الحزن فالشمس خَفَتَ نورها فلا تكاد تشع إلا بضياء ضئيل والجبال تهتز وكأنها سَتَتَدكدك على السهل والسماء ترعد وكأنها ستنطبق على الأرض وكل ما في الكون ينوح حزناً وأساً لأمر ما لا أعرف ما هيته لكنه شعور خفي يراودني بأن هناك مصيبة قد حلت بأحد الأولياء غيبته عن هذه الحياة فاغتم لرحيله الكون ليبدو كئيباً كما هو حالي فهل هذا الشعور مني صحيح
صاحبي يا من يملك فكراً مستنير: ألا تعلم بأن اليوم هو الخامس والعشرين من شهر رجب ، أوما تعلم بأن فيه استُشهد إمام من أئمة الهدى ومصباح من مصابيح الدجى في طوامير السجون ، فحزن الكون عليه وظل ينوح ، فالسماء بكت دماً حزنا على فراقه والأرض تزلزلت حسرة على رحيله والجبال تدكدكت ألماً على مصابه
نعم صاحبي العزيز لا لوم عليك اليوم إن أنت شعرتَ بهذا الحزن وعلت وجهك الكآبه وبدت منك الهموم والغموم فالأمر كما قلت فضيع والمصاب جلل هز عرش الجبار غضباً على أولئك الأرجاس الذين هتكوا حرمة خير الأنام وتعدوا على سادة الأنام حقداً وغيضاً على ما آتاهم الله من علم لم يكن لغيرهم وخُلقٍ عظيم لم يصل إليه إلا هم ووجاهة جعلتهم محبوبين من عالم الإنس والجن بل وكل من يدب على هذه الأرض من وحوش ضارية وطيور جارحة وحشرات طائرة وحتى الأحجار الصماء تستأنس بهم وتحزن على فراقهم
نعم صاحبي المحترم إنه اليوم الموعود الذي فيه خرج الإمام موسى الكاظم عليه السلام من سجن السندي ذلك الرجس اللعين الذي جرعه كأس المنون ليخرج من سجنه محمولاً على أكتاف أربعة من الجنود مثقلاً بالقيود ليلقوه على جسر بغداد وينادي مناديهم ألا من أراد التفرج على إمام الرافضة فلينظر إليه مطروحاً على جسر بغداد ليبقى بعد ذاك ثلاثاً لم يوارى الثرى
آاااااه أيها القلم الحزين لقد قطعت نياط قلبي بهذا الكلام وزدتَ همي وجعلتَ قلبي ينزف دماً عبيطاً
آااه واحسرتاه على مصابك سيدي يا إمام الهدى ، ما الجرم الذي فعلته حتى يُفعل بك هكذا ألم يكتفوا بسجنك طوال خمسة عشر عاماً ألم تُشفى صدورهم بما فعلوه معك في حياتك حينما غيبوك في طواميرهم عن أعزتك وأحبابك
نعم سيدي يا سابع المصابيح النيرة لم يُشفهم ذلك لأن وجودك وإن كان في الطوامير يشع بأنوار نفسك وجمال روحك لتُضيء الدنيا وتُزين الكون وهم يُغيظهم ذلك لذا وأرادوا أن يخفوا نورك حتى لا تفضح أمرهم وتكشف حقائقهم وتعريهم أمام من يدعون لهم أنهم أمراء وللمسلمين خلفاء وللنبي أوصياء وما حقيقتهم إلا بغاة ظالمين وللسلطة مريدين وللناس مستعبدين وللشيطان تابعين وللهوى عابدين وللدنيا متزوجين وعن الآخرة منزوين ليحملوا بذلك وزذلك الجرم العظيم ، ويدخلوا به جهنم وبئس المصير
نعم سيدي أبا جعفر لقد رحلتَ عن هذه الدنيا وأنت صابر محتسب ولله طالب وللقائه تائق فصار لك ما تمنيت بعزة وشموخ لتلقى ربك شهيداً ، تشكوا إليه ما حل بك من طاغوت زمانك المسمى بالرشيد ، كيف يكون رشيداً ويقدم على قتلك بسم نقيع تبقى تبعته تلاحقه إلى دركات الجحيم
ألا لعنة الله عليه وعلى من والاه إلى قيام يوم الدين
صــ آل محمد ــداح
منقول من الكاتب
تعليق