بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
ورد عن ابن الأثير الجزري في معرض شرحه لما جاء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، أنه قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"(1)، فإنه بعد أن استعرض العلماء والفقهاء الذين ينطبق عليهم ما جاء في الحديث من الوصف وأنهم يجددون للأمة دينها، قال:
"وأما من كان على رأس المائة الثالثة... وأبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية"(2).
وقال في موضع آخر من كتابه جامع الأصول: "محمد بن يعقوب: هو أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي، الفقيه، الإمام على مذهب أهل البيت، عالم في مذهبهم، كبير وفاضل عندهم، مشهور، له ذكر فيمن كان على رأس المائة الثالثة"(3).
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: "محمد بن يعقوب أبو جعفر الكليني الرازي، شيخ فاضل شهير، من رؤوس الشيعة وفقهائهم"(4).
وقال أيضاً في سير أعلام النبلاء: "الكليني شيخ الشيعة وعالم الإمامية صاحب التصانيف، أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني"(5). وقال ابن حجر في اللسان: "محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني ـ بضم الكاف وإمالة اللام ثم ياء ونون ـ الرازي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار وعلي بن إبراهيم بن هاشم وغيرهما، وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم"(6.
وقال ابن عساكر: "محمد بن يعقوب... من شيوخ الرافضة قدم دمشق وحدث ببعلبك عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي.."(7).
وقال الزبيدي في تاج العروس: "أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني من فقهاء الشيعة ورؤوس فضلائهم في أيام المقتدر"(8).
ومن مجموع هذه الكلمات يتبين أن الكليني كان عظيم الشأن واسع الشهرة، طبقت شهرته الآفاق، وقد شهد على ذلك المؤالف والمخالف، لا يجد الباحث فيه مغمزاً أو طعناً في وثاقته وعلمه وعلو مقامه وفضله ورياسته وفقاهته، فهو من كبار الفقهاء والمحدثين والمجددين في عصره صاحب التصانيف المعروفة والمشهورة.
*******************************************
(1) ابن الأثير الجزري، جامع الأصول: ج11 ص319ـ 320، دار الفكر ـ بيروت.
(2) ابن الأثير الجزري، جامع الأصول: ج11 ص323.
(3) ابن الأثير الجزري، جامع الأصول: ج13 ص895.
(4) الذهبي، تاريخ الإسلام، حوادث وفيات: ص321ـ 330، دار الكتاب العربي ـ بيروت.
(5) الذهبي، سير أعلام النبلاء: ج15 ص280، مؤسسة الرسالة ـ بيروت. (6) ابن حجر، لسان الميزان: ج5 ص433، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.
(7) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق: ج56 ص297، دار الفكر ـ بيروت.
(8) الزبيدي، تاج العروس: ج8 ص482، دار الفكر ـ بيروت.
تعليق