بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
*** الاستخارة : هي طلب الخير من الله تعالى في الأمور التي يقع فيها الشك والترديد ، بعدما عجز الإنسان عن الوصول إلى خيرها أو شرها بالتشاور مع الآخرين .
*** أنواع الإستخارة : وهي كثيرة ، منها : الاستخارة بالصلاة ، وبالقرآن ، وبالرقاع ، وبالسبحة . لقد ذهب العلماء إلى مشروعية الاستخارة ، مستندين في ذلك على مجموعة من الروايات .
وأنواع الإستخارة المشهورة والمعهودة عندنا هي التالية :
أ - الاستخارة بالقرآن :
يوجد طرق مختلفة في كيفية الاستخارة بالقرآن ، منها :
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة ، فانظر إلى شيء يقع في قلبك فخذ به ، وافتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله تعالى . (1) .
ينقل السيد ابن طاووس حديث عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أنه قال : إذا أردت أن تتفائل بكتاب الله ، فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ، ثم صل على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ثلاثاً ، ثم قل : ( اللهُمَّ إِنِّي تَفَأَّلْتُ بِكِتَابِكَ وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَأَرِنِي مِنْ كِتَابِكَ مَا هُوَ الْمَكْتُومُ مِنْ سِرِّكَ الْمَكْنُونِ فِي غَيْبِكَ ) وخذ الفال (الاستخارة) من الخط الأول في الجانب الأول ( أي : الخط الأول من الجانب الأيمن من القرآن ) . (2) . فإذا كان ظاهر الأية جيداً كالبشارة أو الجنة أو الإيمان فهي جيدة وتعمل بالعمل ، وإلا إذا كان ظاهرها عذاب أو نار فاجتنب عن الدخول في العمل .
وذكر البعض ، بعد فتح القرآن ، تعد سبع أوراق ثم تعد في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر و تتفائل بما يكون في السطر السابع . (3) .
ب - الاستخارة بالسبحة :
ومن طرق الاستخارة بالسبحة هي أن يقرأ الحمد عشر مرات أو ثلاثا أو مرة ، ثم يقرأ القدر عشرا ، ثم يقول هذا الدعاء : ( اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور ، و أستشيرك لحسن ظني بك في المأمول و المحذور . اللهم إن كان الأمر الفلاني مما قد نيطت بالبركة اعجازه و بواديه ، و حفّت بالكرامة أيامه و لياليه ، فخر لي اللهم فيه خيرة ترد شموسه ذلولا ، و تقعض أيامه سرورا . اللهم إما أمر فائتمر ، وإما نهي فانتهي . اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية ) . (4) ثم يقبض على قطعة من السبحة ويضمر حاجته، ويحسب اثنين اثنين فإن خرج اثنان فهي غير جيدة وإن بقيت واحدة فهي جيدة . (5) .
وأرجع السيد ابن طاووس سند هذه الإستخارة إلى الإمام الصادق (عليه السلام) (6) وقال صاحب الجواهر (1202 ــ 1266 هـ) ، وعليهما العمل في زماننا هذا من العلماء وغيرهم . (7) .
*** شروط وآداب الإستخارة :
أ - أما شروط الإستخارة فهي :
1 - تجري الاستخارة في العمل المباح : فهدفها هو رفع الترديد في الأعمال المباحة ، ولا تجري الإستخارة في أعمال الخير . (8) ، كالتصدق على الفقراء ، ومساعدة المحتاجين ، ونحو ذلك .
2 - أن يكون هناك ترديد وحيرة في الأقبال أو عدم الإقبال على العمل المباح مع عدم الترجيح بينهما ، فمثلاً لو كان المكلف عازماً على فعل هذا الشيء ، أو عازماً على ترك هذا الشيء ، فلا تصح الإستخارة حينئذٍ لوجود العزم فيه وعدم الترديد والحيرة . فمثلاً لو عزمت على شراء بيت ، أو شراء سيارة ، أو الدخول في تجارة معينة فلا تصح الإستخارة حينئذٍ لأنك عازم غير متردد ولا محتار .
3 - الاستخارة بعد الاستشارة : ينبغي على المستخير أن يستشير قبل الاستخارة ، فإذا لم يصل إلى نتيجة ينتقل إلى الاستخارة . والاستخارة قبل الإستشارة ليس بصحيح . فمثلاً لو أراد شخص الزواج من امرأة فعليه أن يسأل عنها أولاً ومن الخطأ أن يلجأ إلى الإستخارة مباشرة .
4 - يستخير صاحب الحاجة لنفسه : يقول العلامة المجلسي : إنّي لم أجد حديثاً صريحاً يُذكر فيه إنَّ الإنسان يستخير لغيره بالوكالة ، والأحوط - إستحباباً - أن يستخير صاحب الحاجة لنفسه (9) وقد نقل المجلسي عن السيد ابن طاووس أنه يُجيز الاستخارة للغير . (10) .
ب - وأما آداب الإستخارة فهي :
1 – أن يكون المستخير على طهارة .
2 – أن يختار المكان المناسب للاستخارة : ويذهب الشهيد الأول إلى أن أفضل مكان للاستخارة هو المسجد أو المشاهد المشرفة . (11) .
3 – أن يختار الأوقات المناسبة للاستخارة : وذكر الفيض الكاشاني في كتابه تقويم المحسنين ، أنَّ هناك ساعات خاصة في كل يوم من الأسبوع من أجل الاستخارة بالقرآن ، ولكنه قال : إنَّ هذه الساعات المذكورة مشهورة بين المؤمنين ولم يرد ذكرها في الأحاديث ، (12) ولقد ورد أن صلاة الاستخارة بالقرآن تقع في وقت الصلاة . (13) .
---------------------------------------
المصادر :
(1) الطوسي / تهذيب الأحكام / الجزء 3 / الصفحة 310.
(2) ابن طاووس / فتح الأبواب / الصفحة 156.
(3) ابن طاووس / فتح الأبواب / الصفحة 278 ــ 279.
(4) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 269 ــ 270.
(5) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 269 ــ 270.
(6) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 270.
(7) النجفي / جواهر الكلام / الجزء 12 / الصفحة 163.
(8) المجلسي / بحار الأنوار / الجزء 88 / الصفحة 285.
(9) المجلسي / بحار الأنوار / الجزء 88 / الصفحة 285.
(10) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 267.
(11) الفيض الكاشاني / تقويم المحسنين / الصفحة 58 ــ 59.
(12) النجفي / جواهر الكلام / الجزء 12 / الصفحة 155.
(13) الكليني / الكافي / الجزء 3 / الصفحة 473.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
*** الاستخارة : هي طلب الخير من الله تعالى في الأمور التي يقع فيها الشك والترديد ، بعدما عجز الإنسان عن الوصول إلى خيرها أو شرها بالتشاور مع الآخرين .
*** أنواع الإستخارة : وهي كثيرة ، منها : الاستخارة بالصلاة ، وبالقرآن ، وبالرقاع ، وبالسبحة . لقد ذهب العلماء إلى مشروعية الاستخارة ، مستندين في ذلك على مجموعة من الروايات .
وأنواع الإستخارة المشهورة والمعهودة عندنا هي التالية :
أ - الاستخارة بالقرآن :
يوجد طرق مختلفة في كيفية الاستخارة بالقرآن ، منها :
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة ، فانظر إلى شيء يقع في قلبك فخذ به ، وافتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به إن شاء الله تعالى . (1) .
ينقل السيد ابن طاووس حديث عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) أنه قال : إذا أردت أن تتفائل بكتاب الله ، فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ، ثم صل على النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ثلاثاً ، ثم قل : ( اللهُمَّ إِنِّي تَفَأَّلْتُ بِكِتَابِكَ وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَأَرِنِي مِنْ كِتَابِكَ مَا هُوَ الْمَكْتُومُ مِنْ سِرِّكَ الْمَكْنُونِ فِي غَيْبِكَ ) وخذ الفال (الاستخارة) من الخط الأول في الجانب الأول ( أي : الخط الأول من الجانب الأيمن من القرآن ) . (2) . فإذا كان ظاهر الأية جيداً كالبشارة أو الجنة أو الإيمان فهي جيدة وتعمل بالعمل ، وإلا إذا كان ظاهرها عذاب أو نار فاجتنب عن الدخول في العمل .
وذكر البعض ، بعد فتح القرآن ، تعد سبع أوراق ثم تعد في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر و تتفائل بما يكون في السطر السابع . (3) .
ب - الاستخارة بالسبحة :
ومن طرق الاستخارة بالسبحة هي أن يقرأ الحمد عشر مرات أو ثلاثا أو مرة ، ثم يقرأ القدر عشرا ، ثم يقول هذا الدعاء : ( اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور ، و أستشيرك لحسن ظني بك في المأمول و المحذور . اللهم إن كان الأمر الفلاني مما قد نيطت بالبركة اعجازه و بواديه ، و حفّت بالكرامة أيامه و لياليه ، فخر لي اللهم فيه خيرة ترد شموسه ذلولا ، و تقعض أيامه سرورا . اللهم إما أمر فائتمر ، وإما نهي فانتهي . اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية ) . (4) ثم يقبض على قطعة من السبحة ويضمر حاجته، ويحسب اثنين اثنين فإن خرج اثنان فهي غير جيدة وإن بقيت واحدة فهي جيدة . (5) .
وأرجع السيد ابن طاووس سند هذه الإستخارة إلى الإمام الصادق (عليه السلام) (6) وقال صاحب الجواهر (1202 ــ 1266 هـ) ، وعليهما العمل في زماننا هذا من العلماء وغيرهم . (7) .
*** شروط وآداب الإستخارة :
أ - أما شروط الإستخارة فهي :
1 - تجري الاستخارة في العمل المباح : فهدفها هو رفع الترديد في الأعمال المباحة ، ولا تجري الإستخارة في أعمال الخير . (8) ، كالتصدق على الفقراء ، ومساعدة المحتاجين ، ونحو ذلك .
2 - أن يكون هناك ترديد وحيرة في الأقبال أو عدم الإقبال على العمل المباح مع عدم الترجيح بينهما ، فمثلاً لو كان المكلف عازماً على فعل هذا الشيء ، أو عازماً على ترك هذا الشيء ، فلا تصح الإستخارة حينئذٍ لوجود العزم فيه وعدم الترديد والحيرة . فمثلاً لو عزمت على شراء بيت ، أو شراء سيارة ، أو الدخول في تجارة معينة فلا تصح الإستخارة حينئذٍ لأنك عازم غير متردد ولا محتار .
3 - الاستخارة بعد الاستشارة : ينبغي على المستخير أن يستشير قبل الاستخارة ، فإذا لم يصل إلى نتيجة ينتقل إلى الاستخارة . والاستخارة قبل الإستشارة ليس بصحيح . فمثلاً لو أراد شخص الزواج من امرأة فعليه أن يسأل عنها أولاً ومن الخطأ أن يلجأ إلى الإستخارة مباشرة .
4 - يستخير صاحب الحاجة لنفسه : يقول العلامة المجلسي : إنّي لم أجد حديثاً صريحاً يُذكر فيه إنَّ الإنسان يستخير لغيره بالوكالة ، والأحوط - إستحباباً - أن يستخير صاحب الحاجة لنفسه (9) وقد نقل المجلسي عن السيد ابن طاووس أنه يُجيز الاستخارة للغير . (10) .
ب - وأما آداب الإستخارة فهي :
1 – أن يكون المستخير على طهارة .
2 – أن يختار المكان المناسب للاستخارة : ويذهب الشهيد الأول إلى أن أفضل مكان للاستخارة هو المسجد أو المشاهد المشرفة . (11) .
3 – أن يختار الأوقات المناسبة للاستخارة : وذكر الفيض الكاشاني في كتابه تقويم المحسنين ، أنَّ هناك ساعات خاصة في كل يوم من الأسبوع من أجل الاستخارة بالقرآن ، ولكنه قال : إنَّ هذه الساعات المذكورة مشهورة بين المؤمنين ولم يرد ذكرها في الأحاديث ، (12) ولقد ورد أن صلاة الاستخارة بالقرآن تقع في وقت الصلاة . (13) .
---------------------------------------
المصادر :
(1) الطوسي / تهذيب الأحكام / الجزء 3 / الصفحة 310.
(2) ابن طاووس / فتح الأبواب / الصفحة 156.
(3) ابن طاووس / فتح الأبواب / الصفحة 278 ــ 279.
(4) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 269 ــ 270.
(5) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 269 ــ 270.
(6) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 270.
(7) النجفي / جواهر الكلام / الجزء 12 / الصفحة 163.
(8) المجلسي / بحار الأنوار / الجزء 88 / الصفحة 285.
(9) المجلسي / بحار الأنوار / الجزء 88 / الصفحة 285.
(10) الشهيد الأول / ذكرى الشيعة / الجزء 4 / الصفحة 267.
(11) الفيض الكاشاني / تقويم المحسنين / الصفحة 58 ــ 59.
(12) النجفي / جواهر الكلام / الجزء 12 / الصفحة 155.
(13) الكليني / الكافي / الجزء 3 / الصفحة 473.
تعليق