هُوَ "الحسينُ "وكمْ مِنْ عزْمهِ عجبٌ
مُرْ بالطلولِ عَفا مِن سِحْرِها الأثرُ = أمسَتْ تطولُ بها الأشجانُ والكَدَرُ
بكيتُ فيها كثيراً كي أُشاطِرَها = والدّارُ ليس لها عينٌ ولا نظرُ
تبدو لمثكولَ قلبٍ حينَ يقصًدُها = عفّى محاسِنَها البتّارُ والقَدَرُ
مهتوكةُ السّترِ معفورٌ عوارِضُها = تكادُ مِنْ ألمِ الأحداثِ تنفَطِرُمعالمُ
الذِّكرِ أقوَتْ بعدَ صاحِبِها = وباتَ مُنْخَسِفاً في ليلِها القمرُ
محروقةَ الأرضِ لمْ تَنْبُتْ مزارِعُها = وعندَ كلّ مكانٍ قاحلٍ خبرُ
أرضُ الَّتي ردّني شوقٌ لتُربتِها = وقدْ يسيرُ إلى الأقدارِ مقتدرُ
يفوحُ منها عبيرٌ مِنْ أزقّتِها = والذِّكرُ عظَّمَها والشَّفعُ والوَترُ
شُجّتْ بما في جنانِ الخُلدِ مِنْ عجَبٍ = ماكانَ يعْشَقُها مِن قبلِهِمْ بشَرُ
إنّ الّذينَ تفانوا في محبّتها = وبايعوها على الإسلامِ ما رَحَلوا
تلكَ الدّماءُ عليها وَهْيَ عزّتهُا = مفاخرٌ كُتِبَتْ للقومِ مُذْ حَضَروا
كأنّما خصّها بالعرشِ خالِقُها = أو أقسَمَ اللهُ ليس الطفُّ يندَثرُ
كمْ مِنْ معاولَ قامَ الدهرُ رافِعَها = على الكتابِ ولكنْ ظلِّ ينتصرُ
فكُلُّ ما صَعّدَ الطٌّغيانُ صولتَهُ = صوتُ الكرامةِ يأتيهِ فيندحرُ
هُوَ "الحسينُ "وكمْ مِنْ عزْمهِ عجبٌ = في النشأتين وكمْ مِن فكرِهِ عِبَرُبينا
هو النورُ لا تُخفى معالِمَهُ = وبانَ تحتَ سناهُ الخيرُ والدُرَرُ
أعطى الدّهورَ إباءً مِن كرامتهِ = على يديهِ جيوشُ الظُّلمِ تنكسِرُ
في حين بات عتاةُ الظُّلمِ يقهَرُهُمْ = في كلِّ آونةٍ مِن عزمِهِ ظَفَرُ
مضى إلى ربّهِ لا الموتُ يوقفُهُ = ولا مِن الطُغمةِ النكراءِ يستَتِرُ
وصاحَ يهزأُ مِن قومٍ تُحاربهُ = تسعى لتمجيدَ أصنامٍ وتبتدِرُ
أين المواثيقُ وأين العهدُ والكُتُبُ = ماكانَ كاتِبَها شخصٌ ولا نفرُ
وقدْ بدتْ فعلةُ الأشرارِ واضحةً = مصحوبةً برماحٍ فَهْيَ تستعرُ
وهكذا الناسُ يُغريهُمْ طليقُهُمُ = حتى يُساقوا إلى سقرٍ فما تَذَرُ
هذا المَشيِّدُ للإسلامِ تعرِفُهُ = كلُّ السّماءِ بهِ الطُّغيانُ يندَثِرُ
ظلَّ الحسينُ مناراً مِنْ بدايتهِ = على يديهِ يشِعُّ الليلُ والسَّحرُ
تشعُّ نوراً على الأدهارِ غُرّتُهُ = مذخورةً لسنينِ الظُّلمِ تُدَّخِرُ
وهاهو الراسُ سرٌّ في مسيرتِهِ = وفي المعاركِ محزوزٌ فمُنتصِرُ
يادهرُ ما تنفعُ الدُّنيا التي غَدَرَتْ = خيرَ العبادِ ، ومِن أنصارِها القَدَرُليلٌ يسودُ
صباحَ الكونِ أجمعَهُ = كما يُحيطُ كهوفَ البائسِ الحَجَرُ
تبدّلَتْ بعدَهُمْ دوراً وهدّمها = غدرُ الزّمانِ وفي أحداثِهِ غِيَرُ
فيها الخيامُ التي ريعَ النساءُ بها = أمستْ تنوحُ بها الأذكارُ والسِّوَرُ
يادهرُ هلْ تفرَحُ البيضُ التي سَكَبَتْ = تلكَ الدماء َ ، وفي ألحاظِها شَرَرُ
فإنّما الغدرُ ضَرْبٌ مِنْ خصائِلِها = إنَّ المعاولَ لايحلو لها النّظرُ
فما يُلّمُ بمن أرواحُهُمْ عَرَفتْ = معنى النعيم فهل تعدو وتَسْتَتِرُقد
أيقنوا أنّهُ لاشيءَ يُسعِدُهُمْ = إلاّ الحسينُ فما هانوا ولا انتظروا
لا الموتُ أرْعَبَهُمْ يوماً بصَوْلَتهِ = ولا السيوفُ ، ولا الأهوالُ والخطرُ
حارَ الملايينُ ، وازدادوا ، فحيّرَهُمْ = في كربلا قمرٌ في إثرِهِ قمَرُ
وأنتَ قُرْبَ الرَّدى والثَّغْرُ مُبتسِمٌ = ترنو إلى الحَيْنِ يدنو ثُمَّ ينزَجِرُ
هذا هُوَ السّبطُ رَبّاهُ وعلّمَهُ = على الكرامَةِ ، ليثٌ ، قائدٌ حَذِرُ
في كلِّ عصرٍ سوى أفكارِهِ زَبَدٌ = وكلُّ أهلِ سوى أحسابِهِ صِوَرُ
السّيدُ السّبطِ ، والآياتُ شاهدةٌ = ليثٌ يُرَكّعُ بالميدانِ مَنْ غدروا
فالسّيفُ يحصُدُ منهُمْ كيفَما اجتمعوا = والبأسُ يفتكُ فيهم كَيْفَما انتشروا
إذا تناوَبَتِ الحملاتُ طاعنةً = تناثرتْ عُصَبٌ في الأرضِ تنشَطِرُ
جاءتْ إليكَ مِن الدُّنيا رسائِلُها = وهانَ طوعَ يديكَ التِبْرُ والدُّرَرُ
مَنْ كان عند مكانِ العرشِ موضِعُهُ = فليس َ يخْدَعُهُ مالٌ ولا زُمَرُأ
وْقَفْتَ نفسَكَ قرباناً لخالِقها = بها المواقفُ فاحتارتْ بكَ السِّيَرُوا
جَهْتَهُمْ بليوثٍ أنتَ قائدُهُمْ = فما يُصيبُهُمُ يأسٌ ولا خَدَرُلو
كلّتِ البيضُ حتى لا تُساعِدُهُمْ = لسابقَتْهُمْ إلى أعدائِكُمْ شَرَر
تمضي الكرامُ على آثارِ سادَتِها = إنْ حاربوا وثبوا أو سالموا
انتظرواالثأرُ منتظرٌ والدّينُ منثلِمٌ = والسّيفُ مقتدرٌ والقلبُ مستعرُثوا
كلٌ مخبراتٌ عنْ مآثِرِكُمْ = كيلا يضيعَ إباءُ السِّبطِ والخَبَرُ
فقُمتُ أبكي وأنعى سادةً رحلوا = هُمُ الكُماةُ بعهدِ اللهِ قدْ ذُكِروا
بأيِّ شجوٍ تنوحُ اليومَ ثاكلةٌ = والعينُ كلَّ صباحٍ دمعُها مطَرُ
ليتَ الشّجونَ التي عندي نوائبُها = في الدّهرِ مرَّ عليها الجنُّ والبَشَرُ
أرضُ الطفوفِ مكانٌ لا مثيلَ لهُ = بها المنازلُ واشتاقتْ لها البصرُ
اللهُ أنزَلَهُ كهفاً لِمَنْ حَضروا = فأحْرَموا قبل يومِ الحشرِ واعتَمَروا
منقول
مُرْ بالطلولِ عَفا مِن سِحْرِها الأثرُ = أمسَتْ تطولُ بها الأشجانُ والكَدَرُ
بكيتُ فيها كثيراً كي أُشاطِرَها = والدّارُ ليس لها عينٌ ولا نظرُ
تبدو لمثكولَ قلبٍ حينَ يقصًدُها = عفّى محاسِنَها البتّارُ والقَدَرُ
مهتوكةُ السّترِ معفورٌ عوارِضُها = تكادُ مِنْ ألمِ الأحداثِ تنفَطِرُمعالمُ
الذِّكرِ أقوَتْ بعدَ صاحِبِها = وباتَ مُنْخَسِفاً في ليلِها القمرُ
محروقةَ الأرضِ لمْ تَنْبُتْ مزارِعُها = وعندَ كلّ مكانٍ قاحلٍ خبرُ
أرضُ الَّتي ردّني شوقٌ لتُربتِها = وقدْ يسيرُ إلى الأقدارِ مقتدرُ
يفوحُ منها عبيرٌ مِنْ أزقّتِها = والذِّكرُ عظَّمَها والشَّفعُ والوَترُ
شُجّتْ بما في جنانِ الخُلدِ مِنْ عجَبٍ = ماكانَ يعْشَقُها مِن قبلِهِمْ بشَرُ
إنّ الّذينَ تفانوا في محبّتها = وبايعوها على الإسلامِ ما رَحَلوا
تلكَ الدّماءُ عليها وَهْيَ عزّتهُا = مفاخرٌ كُتِبَتْ للقومِ مُذْ حَضَروا
كأنّما خصّها بالعرشِ خالِقُها = أو أقسَمَ اللهُ ليس الطفُّ يندَثرُ
كمْ مِنْ معاولَ قامَ الدهرُ رافِعَها = على الكتابِ ولكنْ ظلِّ ينتصرُ
فكُلُّ ما صَعّدَ الطٌّغيانُ صولتَهُ = صوتُ الكرامةِ يأتيهِ فيندحرُ
هُوَ "الحسينُ "وكمْ مِنْ عزْمهِ عجبٌ = في النشأتين وكمْ مِن فكرِهِ عِبَرُبينا
هو النورُ لا تُخفى معالِمَهُ = وبانَ تحتَ سناهُ الخيرُ والدُرَرُ
أعطى الدّهورَ إباءً مِن كرامتهِ = على يديهِ جيوشُ الظُّلمِ تنكسِرُ
في حين بات عتاةُ الظُّلمِ يقهَرُهُمْ = في كلِّ آونةٍ مِن عزمِهِ ظَفَرُ
مضى إلى ربّهِ لا الموتُ يوقفُهُ = ولا مِن الطُغمةِ النكراءِ يستَتِرُ
وصاحَ يهزأُ مِن قومٍ تُحاربهُ = تسعى لتمجيدَ أصنامٍ وتبتدِرُ
أين المواثيقُ وأين العهدُ والكُتُبُ = ماكانَ كاتِبَها شخصٌ ولا نفرُ
وقدْ بدتْ فعلةُ الأشرارِ واضحةً = مصحوبةً برماحٍ فَهْيَ تستعرُ
وهكذا الناسُ يُغريهُمْ طليقُهُمُ = حتى يُساقوا إلى سقرٍ فما تَذَرُ
هذا المَشيِّدُ للإسلامِ تعرِفُهُ = كلُّ السّماءِ بهِ الطُّغيانُ يندَثِرُ
ظلَّ الحسينُ مناراً مِنْ بدايتهِ = على يديهِ يشِعُّ الليلُ والسَّحرُ
تشعُّ نوراً على الأدهارِ غُرّتُهُ = مذخورةً لسنينِ الظُّلمِ تُدَّخِرُ
وهاهو الراسُ سرٌّ في مسيرتِهِ = وفي المعاركِ محزوزٌ فمُنتصِرُ
يادهرُ ما تنفعُ الدُّنيا التي غَدَرَتْ = خيرَ العبادِ ، ومِن أنصارِها القَدَرُليلٌ يسودُ
صباحَ الكونِ أجمعَهُ = كما يُحيطُ كهوفَ البائسِ الحَجَرُ
تبدّلَتْ بعدَهُمْ دوراً وهدّمها = غدرُ الزّمانِ وفي أحداثِهِ غِيَرُ
فيها الخيامُ التي ريعَ النساءُ بها = أمستْ تنوحُ بها الأذكارُ والسِّوَرُ
يادهرُ هلْ تفرَحُ البيضُ التي سَكَبَتْ = تلكَ الدماء َ ، وفي ألحاظِها شَرَرُ
فإنّما الغدرُ ضَرْبٌ مِنْ خصائِلِها = إنَّ المعاولَ لايحلو لها النّظرُ
فما يُلّمُ بمن أرواحُهُمْ عَرَفتْ = معنى النعيم فهل تعدو وتَسْتَتِرُقد
أيقنوا أنّهُ لاشيءَ يُسعِدُهُمْ = إلاّ الحسينُ فما هانوا ولا انتظروا
لا الموتُ أرْعَبَهُمْ يوماً بصَوْلَتهِ = ولا السيوفُ ، ولا الأهوالُ والخطرُ
حارَ الملايينُ ، وازدادوا ، فحيّرَهُمْ = في كربلا قمرٌ في إثرِهِ قمَرُ
وأنتَ قُرْبَ الرَّدى والثَّغْرُ مُبتسِمٌ = ترنو إلى الحَيْنِ يدنو ثُمَّ ينزَجِرُ
هذا هُوَ السّبطُ رَبّاهُ وعلّمَهُ = على الكرامَةِ ، ليثٌ ، قائدٌ حَذِرُ
في كلِّ عصرٍ سوى أفكارِهِ زَبَدٌ = وكلُّ أهلِ سوى أحسابِهِ صِوَرُ
السّيدُ السّبطِ ، والآياتُ شاهدةٌ = ليثٌ يُرَكّعُ بالميدانِ مَنْ غدروا
فالسّيفُ يحصُدُ منهُمْ كيفَما اجتمعوا = والبأسُ يفتكُ فيهم كَيْفَما انتشروا
إذا تناوَبَتِ الحملاتُ طاعنةً = تناثرتْ عُصَبٌ في الأرضِ تنشَطِرُ
جاءتْ إليكَ مِن الدُّنيا رسائِلُها = وهانَ طوعَ يديكَ التِبْرُ والدُّرَرُ
مَنْ كان عند مكانِ العرشِ موضِعُهُ = فليس َ يخْدَعُهُ مالٌ ولا زُمَرُأ
وْقَفْتَ نفسَكَ قرباناً لخالِقها = بها المواقفُ فاحتارتْ بكَ السِّيَرُوا
جَهْتَهُمْ بليوثٍ أنتَ قائدُهُمْ = فما يُصيبُهُمُ يأسٌ ولا خَدَرُلو
كلّتِ البيضُ حتى لا تُساعِدُهُمْ = لسابقَتْهُمْ إلى أعدائِكُمْ شَرَر
تمضي الكرامُ على آثارِ سادَتِها = إنْ حاربوا وثبوا أو سالموا
انتظرواالثأرُ منتظرٌ والدّينُ منثلِمٌ = والسّيفُ مقتدرٌ والقلبُ مستعرُثوا
كلٌ مخبراتٌ عنْ مآثِرِكُمْ = كيلا يضيعَ إباءُ السِّبطِ والخَبَرُ
فقُمتُ أبكي وأنعى سادةً رحلوا = هُمُ الكُماةُ بعهدِ اللهِ قدْ ذُكِروا
بأيِّ شجوٍ تنوحُ اليومَ ثاكلةٌ = والعينُ كلَّ صباحٍ دمعُها مطَرُ
ليتَ الشّجونَ التي عندي نوائبُها = في الدّهرِ مرَّ عليها الجنُّ والبَشَرُ
أرضُ الطفوفِ مكانٌ لا مثيلَ لهُ = بها المنازلُ واشتاقتْ لها البصرُ
اللهُ أنزَلَهُ كهفاً لِمَنْ حَضروا = فأحْرَموا قبل يومِ الحشرِ واعتَمَروا
منقول
تعليق