اللهم صلى على محمد وآل محمد
قصة بريدة الذي حاول الانتقاص من الامام علي عليه السلام
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ النطفة تثبت في الرحم أربعين يوما نطفة ،
ثمّ تصير علقة أربعين يوما ، ثمّ مضغة أربعين يوما ، ثمّ بعده عظما ، ثمّ يكسى لحما ، ثمّ
يلبس اللّه فوقه جلدا ، ثمّ ينبت عليه شعرا ، ثمّ يبعث اللّه عزّوجلّ إليه ملك الأرحام ويقال له :
اكتب أجله وعمله ورزقه وشقيّا يكون أو سعيدا ، فيقول الملك : ياربّ أنّى لي بعلم ذلك ؟ فيقال
له : استمل ذلك من قرّاء اللوح المحفوظ ، فيستميله منهم ، قال رسول اللّه (صلى الله عليه
وآله وسلم): وإنّ من كتب أجله وعمله ورزقه وسعادة خاتمتهعلي بن أبي طالب (عليهالسلام)، كتبوا من
عمله أنّه لا يعمل ذنبا أبدا إلى أن يموت ، قال : وذلك قولرسول اللّه (صلى الله عليه وآله
وسلم) يوم شكاه بريدة ، وذاك أنّ رسول اللّه (صلىالله عليه وآله وسلم) بعث جيشا ذات يوم
لقراة أمّر عليهم عليا (صلوات اللّه عليه)، وما بعث جيشا قطّ فيهم علي (عليه السلام)إلاّجعله أميرهم ،
فلمّا غنموا رغبعلي (عليه السلام)في أن يشتري من جملة الغنائم جارية ، فجعل ثمنها في جملة الغنائم ،
فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الأسلميّ وزايداه ، فلمّا نظر إليهما يكايدانه نظر إليهما
إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها ، فأخذها بذلك ، فلمّا رجعا إلىرسول اللّه (صلىالله
عليه وآله وسلم) تواطئا على أن يقول ذلك بريدة لرسول اللّه (صلىاللهعليه وآله وسلم) ،
فوقف بريدة قدّام رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال : يارسول ألم تر إلى ابن أبي طالب أخذ جارية من المغنم
دون المسلمين ؟ فأعرض عنهرسول اللّه (صلىاللهعليه وآله وسلم)، ثمّ جاء عن يمينه
فقالها فأعرض عنه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاء عن يساره فقالها فأعرضعنه رسول اللّه ، وجاء من
خلفه فقالها فأعرض عنه ، ثمّ عاد إلى بين يديه فقالها فغضبرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)غضبا لم ير قبله
ولا بعده غضب مثله ، وتغيّر لونه وانفتحت أوداجه وارتعدت فرائصه وقال : يابريدة مالك
آذيت رسول اللّه منذ اليوم ؟ إنّي سمعت اللّه عزّوجلّ يقول :«إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ ورَسُولَهُ
لَعنهُمُ اللّهُ في الدُّنيا والآخِرةِ وأَعدَّ لَهُم عَذابا مُّهِينا * والَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمنِينَ والمُؤمِناتِ بِغَيرِ
مَا اكتَسَبُوا فَقدِ احتَملُوا بُهتَانا وإِثما مُبِينا»(1) .
قال بريدة : يارسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)ما علمتني قصدتك بأذى ، قال رسول اللّه (صلى اللهعليه وآله
وسلم) : أو تظنّ يابريدة أنّه لا يؤذيني إلاّ من قصد ذات نفسي ؟ أما علمت أنّ عليا منّي وأنا
منه ، وأنّ من آذى عليّا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه فحقّ على اللّه
أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنّم ؟ يابريدة أنت أعلم أم اللّه ؟ أنت أعلم أم قرّاء اللوح
المحفوظ ؟ أنت أعلم أم ملك الأرحام ؟ قال بريدة : بل اللّه أعلم وقرّاء اللوح المحفوظ أعلم
وملك الأرحام أعلم ، قالرسول اللّه (صلىاللهعليه وآله وسلم): فأنت أعلم يابريدة أم حفظة
علي بن أبي طالب ؟ قال : بل حفظة علي بن أبي طالب ، قالرسول اللّه (صلىاللهعليهوآله
وسلم): فكيف تخطئه وتلومه وتوبّخه وتشنّع عليه في فعله ، وهذا جبرئيل أخبرني عن
حفظة علي أنّهم ما كتبوا عليه قطّ خطيئة منذ ولد ، وهذا ملك الأرحام حدّثني أنّهم كتبوا قبل
أن يولد حين استحكم في بطن اُمّه أنّه لا يكون منه خطيئة أبدا ، وهؤلاء قرّاء اللوح المحفوظ
أخبروني ليلة اُسري بي أنّهم وجدوا في اللوح المحفوظ«علي المعصوم من كلّ خطأ وزلّة»
فكيف تخطئة أنت يابريدة وقد صوّبه ربّ العالمين والملائكة المقرّبون ؟ يابريدة لا تعرّض
لعلي بخلاف الحسن الجميل فإنّه أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين وسيّد الصالحين وفارس
المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين وقسيم الجنّة والنار يقول : هذا لي وهذا لك.
1 ـ الأحزاب : 56 ـ 58 .
المصدر البحار : ج38 ص73
نسألكم الدعاء
قصة بريدة الذي حاول الانتقاص من الامام علي عليه السلام
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ النطفة تثبت في الرحم أربعين يوما نطفة ،
ثمّ تصير علقة أربعين يوما ، ثمّ مضغة أربعين يوما ، ثمّ بعده عظما ، ثمّ يكسى لحما ، ثمّ
يلبس اللّه فوقه جلدا ، ثمّ ينبت عليه شعرا ، ثمّ يبعث اللّه عزّوجلّ إليه ملك الأرحام ويقال له :
اكتب أجله وعمله ورزقه وشقيّا يكون أو سعيدا ، فيقول الملك : ياربّ أنّى لي بعلم ذلك ؟ فيقال
له : استمل ذلك من قرّاء اللوح المحفوظ ، فيستميله منهم ، قال رسول اللّه (صلى الله عليه
وآله وسلم): وإنّ من كتب أجله وعمله ورزقه وسعادة خاتمتهعلي بن أبي طالب (عليهالسلام)، كتبوا من
عمله أنّه لا يعمل ذنبا أبدا إلى أن يموت ، قال : وذلك قولرسول اللّه (صلى الله عليه وآله
وسلم) يوم شكاه بريدة ، وذاك أنّ رسول اللّه (صلىالله عليه وآله وسلم) بعث جيشا ذات يوم
لقراة أمّر عليهم عليا (صلوات اللّه عليه)، وما بعث جيشا قطّ فيهم علي (عليه السلام)إلاّجعله أميرهم ،
فلمّا غنموا رغبعلي (عليه السلام)في أن يشتري من جملة الغنائم جارية ، فجعل ثمنها في جملة الغنائم ،
فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الأسلميّ وزايداه ، فلمّا نظر إليهما يكايدانه نظر إليهما
إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها ، فأخذها بذلك ، فلمّا رجعا إلىرسول اللّه (صلىالله
عليه وآله وسلم) تواطئا على أن يقول ذلك بريدة لرسول اللّه (صلىاللهعليه وآله وسلم) ،
فوقف بريدة قدّام رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال : يارسول ألم تر إلى ابن أبي طالب أخذ جارية من المغنم
دون المسلمين ؟ فأعرض عنهرسول اللّه (صلىاللهعليه وآله وسلم)، ثمّ جاء عن يمينه
فقالها فأعرض عنه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاء عن يساره فقالها فأعرضعنه رسول اللّه ، وجاء من
خلفه فقالها فأعرض عنه ، ثمّ عاد إلى بين يديه فقالها فغضبرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)غضبا لم ير قبله
ولا بعده غضب مثله ، وتغيّر لونه وانفتحت أوداجه وارتعدت فرائصه وقال : يابريدة مالك
آذيت رسول اللّه منذ اليوم ؟ إنّي سمعت اللّه عزّوجلّ يقول :«إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ ورَسُولَهُ
لَعنهُمُ اللّهُ في الدُّنيا والآخِرةِ وأَعدَّ لَهُم عَذابا مُّهِينا * والَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمنِينَ والمُؤمِناتِ بِغَيرِ
مَا اكتَسَبُوا فَقدِ احتَملُوا بُهتَانا وإِثما مُبِينا»(1) .
قال بريدة : يارسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)ما علمتني قصدتك بأذى ، قال رسول اللّه (صلى اللهعليه وآله
وسلم) : أو تظنّ يابريدة أنّه لا يؤذيني إلاّ من قصد ذات نفسي ؟ أما علمت أنّ عليا منّي وأنا
منه ، وأنّ من آذى عليّا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه فحقّ على اللّه
أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنّم ؟ يابريدة أنت أعلم أم اللّه ؟ أنت أعلم أم قرّاء اللوح
المحفوظ ؟ أنت أعلم أم ملك الأرحام ؟ قال بريدة : بل اللّه أعلم وقرّاء اللوح المحفوظ أعلم
وملك الأرحام أعلم ، قالرسول اللّه (صلىاللهعليه وآله وسلم): فأنت أعلم يابريدة أم حفظة
علي بن أبي طالب ؟ قال : بل حفظة علي بن أبي طالب ، قالرسول اللّه (صلىاللهعليهوآله
وسلم): فكيف تخطئه وتلومه وتوبّخه وتشنّع عليه في فعله ، وهذا جبرئيل أخبرني عن
حفظة علي أنّهم ما كتبوا عليه قطّ خطيئة منذ ولد ، وهذا ملك الأرحام حدّثني أنّهم كتبوا قبل
أن يولد حين استحكم في بطن اُمّه أنّه لا يكون منه خطيئة أبدا ، وهؤلاء قرّاء اللوح المحفوظ
أخبروني ليلة اُسري بي أنّهم وجدوا في اللوح المحفوظ«علي المعصوم من كلّ خطأ وزلّة»
فكيف تخطئة أنت يابريدة وقد صوّبه ربّ العالمين والملائكة المقرّبون ؟ يابريدة لا تعرّض
لعلي بخلاف الحسن الجميل فإنّه أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين وسيّد الصالحين وفارس
المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين وقسيم الجنّة والنار يقول : هذا لي وهذا لك.
1 ـ الأحزاب : 56 ـ 58 .
المصدر البحار : ج38 ص73
نسألكم الدعاء
تعليق