قال الله تعالى في كتابه الكريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ *} (البقرة: 184- 186)
ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك كيف نستقبل هذا الشهر العظيم والذي هو شهر الله العلي القدير.
يطرق إلى إسماعنا النداء الجليل إن يا عبادي اقبلوا فهذا شهري الذي أعفو به عمن عصاني وافتح لكم أبواب الجنان والرحمة وأغلق أبواب النار والجحيم فهبوا وسارعوا وتزودوا فان خير الزاد التقوى .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ. وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. (صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي).
حبلٌ متين من ربٍّ رؤوفٍ رحيم...
"شَهرُ رَمَضانَ الذي أُنزِلَ فيه القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ"
ها هي أيام رمضان تفوح بشذى ربيع روحاني مُزهِــرٍ في جِنانِ مليكٍ مقتدر. وقد ترقّبه المؤمنون طويلاً كي يُحلّقوا بين ثنايا زهراته الفيحاء يستنشقون رحيقها الزّكي كفراشات تطير بأجنحة بديعة الألوان، تحوم بين حدائق الياسَمين والأُقْحُوان، أو كنحل يرنو لرحيق زَهْرٍ يمتصه ويغذيه ليصنع منه شهدًا وعسلاً يكون شفاءً وبلسَمًا.
هكذا يكون شوق المؤمنين لرمضان ووقْعُهُ على نفوسهم، إذ ترقّبوه ملء قلوبهم بالعشق والاشتياق، فهو معراجٌ ترتقي فيه روحانيتهم، وتسمو في علياء الإيمان، فتصفو فيه قلوبهم فتكون مهبط كشف وإلهام، فيطيرون بجناحين ليسا من صنع إنسان ولا تدبير جان، بل من فيض صومٍ وقُرآن، وجُودٍ وإحسان، هِبةً من الله الرحمن لزمرة من أتباع خير الأنام.
علينا أن نلتفت جيداً لعظمة هذا الشهر وان نخلص النية ونبذل الجهد الجهيد في القول والفعل .وان نستفيد من نفحاته وان لا يكون صيامنا وقيامنا مجرد من الإحساس الحقيقي لهذا الشهر المقدس والحكمة التي أوجبها الله لتطهير النفس وتزكيتها وان نخلص مع الله بان تكون جميع حركاتنا وسكناتنا لله الواحد الأحد .
فلنعاهد أنفسنا ونقطع عليها طريق الشيطان بأن يكون رمضان هذا العام مختلفاً كثيراً عن رمضان العام الماضي فيكون أفضل وأكمل وأكثر عبادة وورع وإخلاص وعزيمة وإيمان . وان نجدد العهد لله عز وجل بإتباع طريق الخير والصلاح طريق الهداية الحقيقية التي الجنة الحقة والفوز بالرضا والرحمة الإلهية الكبرى والتسديد الكامل الشامل للإنسان في كل نواحي حياته وفي أفعاله وأقواله .
وأقول واتسأل في نفسي الحزينة . أين إمامنا الغائب ؟وكيف يعيش أيام رمضان ؟ماذا يفعل ؟ كيف يصوم وكيف يفطر وكيف ينظر ألينا ألان ؟
فهلا التفتنا إليه قليلا وساعدناه وناصرناه وتضرعنا وتوسلنا لله بان يعجل له الفرج وان يخلصه ويخلصنا به الله من كل الشرور والمكاره والمظالم والفتن والمصائب والمحن .
أذن ومنذ هذه الليلة فلنقرر ونصر على النصر الحقيقي والانتظار الصادق وان نسأل الباري عز وجل ولنصدق النية ونعقد العزم ونمد أيدينا ونطلب من الله بقلوبنا وأرواحنا ونهتف بصوت واحد .
اللهم عجل لوليك الحجة ابن الحسن الفرج القريب برحمتك يا ارحم الراحمين .
أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم .
(كمال الدين للصدوق ، ج ۲ ، ص ۴۸۵)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ *} (البقرة: 184- 186)
ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك كيف نستقبل هذا الشهر العظيم والذي هو شهر الله العلي القدير.
يطرق إلى إسماعنا النداء الجليل إن يا عبادي اقبلوا فهذا شهري الذي أعفو به عمن عصاني وافتح لكم أبواب الجنان والرحمة وأغلق أبواب النار والجحيم فهبوا وسارعوا وتزودوا فان خير الزاد التقوى .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ. وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. (صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي).
حبلٌ متين من ربٍّ رؤوفٍ رحيم...
"شَهرُ رَمَضانَ الذي أُنزِلَ فيه القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ"
ها هي أيام رمضان تفوح بشذى ربيع روحاني مُزهِــرٍ في جِنانِ مليكٍ مقتدر. وقد ترقّبه المؤمنون طويلاً كي يُحلّقوا بين ثنايا زهراته الفيحاء يستنشقون رحيقها الزّكي كفراشات تطير بأجنحة بديعة الألوان، تحوم بين حدائق الياسَمين والأُقْحُوان، أو كنحل يرنو لرحيق زَهْرٍ يمتصه ويغذيه ليصنع منه شهدًا وعسلاً يكون شفاءً وبلسَمًا.
هكذا يكون شوق المؤمنين لرمضان ووقْعُهُ على نفوسهم، إذ ترقّبوه ملء قلوبهم بالعشق والاشتياق، فهو معراجٌ ترتقي فيه روحانيتهم، وتسمو في علياء الإيمان، فتصفو فيه قلوبهم فتكون مهبط كشف وإلهام، فيطيرون بجناحين ليسا من صنع إنسان ولا تدبير جان، بل من فيض صومٍ وقُرآن، وجُودٍ وإحسان، هِبةً من الله الرحمن لزمرة من أتباع خير الأنام.
علينا أن نلتفت جيداً لعظمة هذا الشهر وان نخلص النية ونبذل الجهد الجهيد في القول والفعل .وان نستفيد من نفحاته وان لا يكون صيامنا وقيامنا مجرد من الإحساس الحقيقي لهذا الشهر المقدس والحكمة التي أوجبها الله لتطهير النفس وتزكيتها وان نخلص مع الله بان تكون جميع حركاتنا وسكناتنا لله الواحد الأحد .
فلنعاهد أنفسنا ونقطع عليها طريق الشيطان بأن يكون رمضان هذا العام مختلفاً كثيراً عن رمضان العام الماضي فيكون أفضل وأكمل وأكثر عبادة وورع وإخلاص وعزيمة وإيمان . وان نجدد العهد لله عز وجل بإتباع طريق الخير والصلاح طريق الهداية الحقيقية التي الجنة الحقة والفوز بالرضا والرحمة الإلهية الكبرى والتسديد الكامل الشامل للإنسان في كل نواحي حياته وفي أفعاله وأقواله .
وأقول واتسأل في نفسي الحزينة . أين إمامنا الغائب ؟وكيف يعيش أيام رمضان ؟ماذا يفعل ؟ كيف يصوم وكيف يفطر وكيف ينظر ألينا ألان ؟
فهلا التفتنا إليه قليلا وساعدناه وناصرناه وتضرعنا وتوسلنا لله بان يعجل له الفرج وان يخلصه ويخلصنا به الله من كل الشرور والمكاره والمظالم والفتن والمصائب والمحن .
أذن ومنذ هذه الليلة فلنقرر ونصر على النصر الحقيقي والانتظار الصادق وان نسأل الباري عز وجل ولنصدق النية ونعقد العزم ونمد أيدينا ونطلب من الله بقلوبنا وأرواحنا ونهتف بصوت واحد .
اللهم عجل لوليك الحجة ابن الحسن الفرج القريب برحمتك يا ارحم الراحمين .
أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم .
(كمال الدين للصدوق ، ج ۲ ، ص ۴۸۵)