النِّبراسُ القرانيّ.. الذي بدّل مسيرةَ الإنسان
من فاتحة الآيات القرآنية.. يستدلّ المرء على مغزى اهتمام القرآن بالعلم والتأكيد عليه كقيمةٍ أساسية راسخة: إقرأ باسم ربِّكَ الذي خَلَق. خَلَق الإنسانَ مِن عَلَق. إقرأ وربُّكَ الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسانَ ما لم يَعلم .
إنّ اجتماع « العلم » و « القراءة » و « القلم » في هذه الآية الجليلة ـ أيّها الأصدقاء ـ هو تحشيد للرموز الكبرى في المسيرة الإنسانية، والتي صَنَعت صرح الحضارة على اتّصال العصور المختلفة.
ويتقدّس ذكرُ القلم تقديساً لا مثيلَ له عندما يُذكر في موضع القَسَم ن، والقلمِ وما يَسطُرون .. فالقلم ـ وهو يَسطُر نورَ المعرفة على الصحائف والرقائق والورق ـ إنّما يكثّف المعرفة تكثيفاً تامّاً، من أجل إشاعة العلم، وإيجاد تَواصُلٍ ثقافيّ وتفاعلٍ واسعِ النطاق بين الناس.
* * *
القلم نَقَل المعرفة من الانتشار الشفهيّ المحدود إلى الانتشار الواسع، كما وفّر للمعرفة خزاناتٍ كبرى صانَتها من الضِّياع، ذلك أن القلم بحدّ ذاته ثورةٌ كبرى وانتصار بشريّ عظيم، على طريقِ مكافحة الجهل والتخلّف، وبناء اللَّبِنات الكبرى في صرح الحضارة.
من هنا ـ يا أصدقاءنا ـ يمكن استيعابُ الدلالات الهائلة في التوجيه القرآنيّ إلى العلم: وقُل ربِّ زِدْني علماً و عَلَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها و إنما يخشَى اللهَ من عباده العلماء . بل إنّ مادّة « علم » ومشتقّاتها وردت في القرآن 855 مرّة.
إنّ هذا التكريم الغزير للعلم.. يعني حَثَّ الإنسان على التعلّم وتطوّر المدارك والمعارف الإنسانية، من أجل بناء حياة بشرية عادلة وكريمة. وشأنَ الإعجاز القرآنيّ في البيان الذي يشكّل مناراً خالداً لا يَرقى إليه منار، ورد « العِلم » مَعْلَماً بارزاً في الثورة الاجتماعية العظمى التي أطلقتها الآياتُ القرآنية في عالَم الجزيرة والبداوة والقبائل المتناحرة.
وعلى سعة ذلك العالَم البَدويّ والقَبَليّ المليء بالصراعات المريرة الدامية وبالخرافات، وبمظاهر التخلّف الذي لم تستطيع الديانات السابقة اقتلاعَه.. كانت الصيحة القرآنية صيحةَ الهدى التي لَمَّت شملَ عالمٍ واسعٍ في تَبَعثُرِه وتناقُضه واحتدامه، فليس « السحر » كامناً في البيان وحدَه، بل هو أيضاً ماثلٌ في العلم والتجديد والثورة الشاملة، المعبِّرة عن الحاجات العميقة للتبدّل الاجتماعي على هدى القرآن.
لقد قَدَّم القرآن الكريم وحدةً نموذجية للبيان والعلم والهدى والعدل وهي الوحدة النِّبراسيّة التي وَجد فيها الإنسانُ الضالُّ رشدَه وهُداه.
من فاتحة الآيات القرآنية.. يستدلّ المرء على مغزى اهتمام القرآن بالعلم والتأكيد عليه كقيمةٍ أساسية راسخة: إقرأ باسم ربِّكَ الذي خَلَق. خَلَق الإنسانَ مِن عَلَق. إقرأ وربُّكَ الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسانَ ما لم يَعلم .
إنّ اجتماع « العلم » و « القراءة » و « القلم » في هذه الآية الجليلة ـ أيّها الأصدقاء ـ هو تحشيد للرموز الكبرى في المسيرة الإنسانية، والتي صَنَعت صرح الحضارة على اتّصال العصور المختلفة.
ويتقدّس ذكرُ القلم تقديساً لا مثيلَ له عندما يُذكر في موضع القَسَم ن، والقلمِ وما يَسطُرون .. فالقلم ـ وهو يَسطُر نورَ المعرفة على الصحائف والرقائق والورق ـ إنّما يكثّف المعرفة تكثيفاً تامّاً، من أجل إشاعة العلم، وإيجاد تَواصُلٍ ثقافيّ وتفاعلٍ واسعِ النطاق بين الناس.
* * *
القلم نَقَل المعرفة من الانتشار الشفهيّ المحدود إلى الانتشار الواسع، كما وفّر للمعرفة خزاناتٍ كبرى صانَتها من الضِّياع، ذلك أن القلم بحدّ ذاته ثورةٌ كبرى وانتصار بشريّ عظيم، على طريقِ مكافحة الجهل والتخلّف، وبناء اللَّبِنات الكبرى في صرح الحضارة.
من هنا ـ يا أصدقاءنا ـ يمكن استيعابُ الدلالات الهائلة في التوجيه القرآنيّ إلى العلم: وقُل ربِّ زِدْني علماً و عَلَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها و إنما يخشَى اللهَ من عباده العلماء . بل إنّ مادّة « علم » ومشتقّاتها وردت في القرآن 855 مرّة.
إنّ هذا التكريم الغزير للعلم.. يعني حَثَّ الإنسان على التعلّم وتطوّر المدارك والمعارف الإنسانية، من أجل بناء حياة بشرية عادلة وكريمة. وشأنَ الإعجاز القرآنيّ في البيان الذي يشكّل مناراً خالداً لا يَرقى إليه منار، ورد « العِلم » مَعْلَماً بارزاً في الثورة الاجتماعية العظمى التي أطلقتها الآياتُ القرآنية في عالَم الجزيرة والبداوة والقبائل المتناحرة.
وعلى سعة ذلك العالَم البَدويّ والقَبَليّ المليء بالصراعات المريرة الدامية وبالخرافات، وبمظاهر التخلّف الذي لم تستطيع الديانات السابقة اقتلاعَه.. كانت الصيحة القرآنية صيحةَ الهدى التي لَمَّت شملَ عالمٍ واسعٍ في تَبَعثُرِه وتناقُضه واحتدامه، فليس « السحر » كامناً في البيان وحدَه، بل هو أيضاً ماثلٌ في العلم والتجديد والثورة الشاملة، المعبِّرة عن الحاجات العميقة للتبدّل الاجتماعي على هدى القرآن.
لقد قَدَّم القرآن الكريم وحدةً نموذجية للبيان والعلم والهدى والعدل وهي الوحدة النِّبراسيّة التي وَجد فيها الإنسانُ الضالُّ رشدَه وهُداه.
تعليق