كرامة زوجة خادم الروضة المعصومية
يقول السيد شريفي مسؤول قسم مستودعات الأحذية في مرقد السيّدة المعصومة (عليها السلام):
ذكر أحد العمال الفخريين لمستودع الأحذية والعزيز علينا:
كانت زوجتي تعاني من آلام عصيبة في أقدامها منذ عدة شهور، راجعنا خلالها عدة أطباء، غير أنهم أعلنوا عجزهم عن معرفتهم لمرضها وتشخيصه وعلاجه.
آنذاك شعرت بالإحباط واليأس. واتجهت ذات يوم لأرتدي الزي الخاص حين ممارستي لعملي في الروضة المطهرة فوجدته وسخاً. فالتفت لزوجتي قائلاً:
لماذا لم تغسلي معطف العمل؟ فانفجرت بالبكاء وقالت: ـ إني لم أعد أقوى على الوقوف على أقدامي. مضى الكثير على خدمتك في مرقد السيّدة المعصومة وأنت تعمل في مستودع الأحذية خادماً لها. فالتمسها الشفاء لأقدامي!
لقد هزّتني زوجتي بكلامها، مما جعلني أشعر بالخجل أمام نفسي، فأخذت أحدثها عن سبب هذا التقاعس في الاستغاثة بها (عليها السلام)منذ البداية.
اتجهت نحو المرقد الشريف، وحين وصلت إلى مستودع الأحذية اختليت مع نفسي بضع دقائق. وأخذت بالبكاء وكلمت السيدة المعصومة (عليها السلام)بلهجة عامية بعيداً عن التكلف قلت: يا سيدتي، إذا لم تشفى زوجتي، فإنني سوف أترك العمل في خدمتك; لأنني سوف أضطر للبقاء في البيت لأعتني بزوجتي.
وبعد أربع ساعات من العمل في مستودع الأحذية، غادرت العمل متجهاً نحو البيت فذهلت لرؤية زوجتي الّتي هرعت لاستقبالي وهي باكية. فاستغربت لذلك لأن زوجتي منذ مدة طويلة وهي لا تقوى على السير على أقدامها لبضع خطوات، وزاد استغرابي وحيرتي حين وجدت البيت نظيفاً مرتباً. فسألتها: ماذا حدث؟ فأجابت:
بعد مغادرتك المنزل. ذهبت لأستلقي على فراشي لمدة ساعة، فإذا بي أرى في عالم المنام سيدة جليلة دنت مني ومسحت بيدها على أقدامي وقالت:
عاملنا فلان في مستودع الأحذية قادم الآن، وكان قد طلب مني شفاءك.
فانهضي ونظفي البيت واغسلي ملابسه وأخبريه أني لا أغفل لحظة واحدة عن أحوالكم.
اللهم صلي على محمد وآل محمد واحشرنا معهم يارب
تعليق