تويت
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
.
الّلهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطّيِبِيْنَ الطّاهِريْنَ
.
رسالة عاجلة من (كارمن) إلى الفتاة العصرية..!
من كتاب: (يقظة الوعي)
لـِ: سماحة الشيخ/ عبد الحميد المهاجر - حفظه الله -
في غضون أسبوع، أتقنت كارمن -فتاة في باريس- عملها أروع إتقان. مما سبّب ازدحام الزبائن، بشكل لم يسبق له مثيل..
فهي فتاة تتقن فنّ التعامل، كما تتقن فنّ الإغراء والإغواء..
عندما كانت في بيت أبيها، لم تكن مهتمة بجمالها، إلى هذا الحدّ الذي وصلت إليه.. فهي تكره التمثيل والإضواء، كما لا ترغب في الميل إلى أحد..
غير أن الأيام، دارت دورتها، لتنفصل الأم عن زوجها إثر مشادّة عنيفة، جرت بينهما..
بينما ضلّت (كارمن) تعيش وحيدة في بيتها، فكانت الهواجس تتقاسمها، وكانت المواقف تتقاذفها، فالقلق يمزق صدرها والضياع يجرح أنوثتها..
فكرت كيف تكون قادرة على الخلاص، من هذا الواقع اللزج البغيض..
وأخيراً..! قررت أن تسافر إلى باريس لتعمل في بيع وعرض الأزياء، وهكذا فعلت.
قوامها الرشيق، خدّها الميّاس، شعرها الخارج على الطبيعة، عيناها المتمردتان؛ كلّ ذلك كان السبب المباشر في نجاحها الساحق.. ولكن ذلك لم يستطع التخفيف من قلقها على أمها من جانب، وعدم اعتناء أبيها بها من جانب آخر.. فقد مرت فترة طويلة، لم تستلم (كارمن) خلالها سوى رسالة واحدة، هي عبارة عن سطرين فقط:
[ في السماء نجوم سابحة، وفي البحر أمواج راقصة، وفي القلب زهرة وردية، اسمها: (كارمن)... أبوكِ (عنان)... ]
وفي شقتها المطلّة على الساحل، كانت تجلس على كرسيها، متهاوية، منهوكة، غارقة في أفكارها، لا تدري شيئاً، ولا تقطع أمراً.. غير أن الرسالة كانت تصبّ في عروقها الهدوء نسبياً..
ولكن، حين انقطعت المراسلة بينها وبين أبيها، تحولت حياتها إلى جحيم، وهنا احسّت (كارمن) بالفراغ يقتلها ويدمّر كيانها، فألقت بنفسها في أحضان المخدرات، والفلتان الخلقي، فكانت نهايتها في هذا الإلقاء..
وهذه القصة تمثّل حياة أكثر الشباب الذين أضاعوا حياتهم في ضباب هذه الحضارة المادية الكثيفة، حيث لا علاج لهم إلا بالعودة إلى الفطرة والنور.
ومن هنا، أود أن أحدّثكِ أيتها الفتاة العصرية، لكي لا تعثري في الطريق، كما عثرت (كارمن)، تعالي كي أحدّثكِ حديث الحرية.. هل صادقة أنتِ في طلب الحريّة؟!
إن الحريّة التي تفتشين عنها، ليست قابعة في زوايا صالات الرقص، كما ليست معلّقة في ضفائركِ الطويلة السوداء.
دعيني أذكركِ أن الحريّة ليست في خروجكِ على جدار العفّة والشرف، إن الحرية تعني الالتزام الكامل بمبادئ الأخلاق، تعني السعي أمام النور، وليس وراء الظلام..
الحريّة تعني تفوقكِ في الإسراع إلى رحاب القرآن، وليس اعتصامكِ في قلعة الشيطان.
وأودّ أن أسألكِ..! لماذا تقرأين العلوم في حبوب منع الحمل؟! لماذا تحلين المسائل الرياضية على شفتيّ حبيبكِ داخل سيارته؟! ما علاقة طلب العلم بأعضاء جسمكِ؟! لماذا كلّ هذا الاستهتار بكرامتكِ؟!
ظننتكِ فتاة مسكونة بالطموح، ولكن تصرفاتكِ المراهقة كسرت أحلامي، وجعلتني أنظر إليكِ نظر المغشيّ عليه من الألم.
صدقيني أنّ الحريّة ليست أقلام مساحيق، وأقلام أصباغ للوجه، وباروكة للرأس، وكعباً علياً، وبدناً للرقص والهزّ والتعرّي على شواطئ البحار.
صدقيني أن الحريّة شيء مقدّس، وثمين، والحريّة لا يعرفها إلا من تحرّر من غرائزه وشهواته، فالحريّة مسؤولية ومعاناة، فإما الإيمان والشرف والكرامة والأخلاق الفاضلة، وإما الفلتان والضياع، وإليكِ الكلمة المفصل، وإليكِ الاختيار...
(( من كتاب: (يقظة الوعي). لـِ: سماحة الشيخ/ عبد الحميد المهاجر - حفظه الله - ))
.
الّلهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطّيِبِيْنَ الطّاهِريْنَ
.
رسالة عاجلة من (كارمن) إلى الفتاة العصرية..!
من كتاب: (يقظة الوعي)
لـِ: سماحة الشيخ/ عبد الحميد المهاجر - حفظه الله -
في غضون أسبوع، أتقنت كارمن -فتاة في باريس- عملها أروع إتقان. مما سبّب ازدحام الزبائن، بشكل لم يسبق له مثيل..
فهي فتاة تتقن فنّ التعامل، كما تتقن فنّ الإغراء والإغواء..
عندما كانت في بيت أبيها، لم تكن مهتمة بجمالها، إلى هذا الحدّ الذي وصلت إليه.. فهي تكره التمثيل والإضواء، كما لا ترغب في الميل إلى أحد..
غير أن الأيام، دارت دورتها، لتنفصل الأم عن زوجها إثر مشادّة عنيفة، جرت بينهما..
بينما ضلّت (كارمن) تعيش وحيدة في بيتها، فكانت الهواجس تتقاسمها، وكانت المواقف تتقاذفها، فالقلق يمزق صدرها والضياع يجرح أنوثتها..
فكرت كيف تكون قادرة على الخلاص، من هذا الواقع اللزج البغيض..
وأخيراً..! قررت أن تسافر إلى باريس لتعمل في بيع وعرض الأزياء، وهكذا فعلت.
قوامها الرشيق، خدّها الميّاس، شعرها الخارج على الطبيعة، عيناها المتمردتان؛ كلّ ذلك كان السبب المباشر في نجاحها الساحق.. ولكن ذلك لم يستطع التخفيف من قلقها على أمها من جانب، وعدم اعتناء أبيها بها من جانب آخر.. فقد مرت فترة طويلة، لم تستلم (كارمن) خلالها سوى رسالة واحدة، هي عبارة عن سطرين فقط:
[ في السماء نجوم سابحة، وفي البحر أمواج راقصة، وفي القلب زهرة وردية، اسمها: (كارمن)... أبوكِ (عنان)... ]
وفي شقتها المطلّة على الساحل، كانت تجلس على كرسيها، متهاوية، منهوكة، غارقة في أفكارها، لا تدري شيئاً، ولا تقطع أمراً.. غير أن الرسالة كانت تصبّ في عروقها الهدوء نسبياً..
ولكن، حين انقطعت المراسلة بينها وبين أبيها، تحولت حياتها إلى جحيم، وهنا احسّت (كارمن) بالفراغ يقتلها ويدمّر كيانها، فألقت بنفسها في أحضان المخدرات، والفلتان الخلقي، فكانت نهايتها في هذا الإلقاء..
وهذه القصة تمثّل حياة أكثر الشباب الذين أضاعوا حياتهم في ضباب هذه الحضارة المادية الكثيفة، حيث لا علاج لهم إلا بالعودة إلى الفطرة والنور.
ومن هنا، أود أن أحدّثكِ أيتها الفتاة العصرية، لكي لا تعثري في الطريق، كما عثرت (كارمن)، تعالي كي أحدّثكِ حديث الحرية.. هل صادقة أنتِ في طلب الحريّة؟!
إن الحريّة التي تفتشين عنها، ليست قابعة في زوايا صالات الرقص، كما ليست معلّقة في ضفائركِ الطويلة السوداء.
دعيني أذكركِ أن الحريّة ليست في خروجكِ على جدار العفّة والشرف، إن الحرية تعني الالتزام الكامل بمبادئ الأخلاق، تعني السعي أمام النور، وليس وراء الظلام..
الحريّة تعني تفوقكِ في الإسراع إلى رحاب القرآن، وليس اعتصامكِ في قلعة الشيطان.
وأودّ أن أسألكِ..! لماذا تقرأين العلوم في حبوب منع الحمل؟! لماذا تحلين المسائل الرياضية على شفتيّ حبيبكِ داخل سيارته؟! ما علاقة طلب العلم بأعضاء جسمكِ؟! لماذا كلّ هذا الاستهتار بكرامتكِ؟!
ظننتكِ فتاة مسكونة بالطموح، ولكن تصرفاتكِ المراهقة كسرت أحلامي، وجعلتني أنظر إليكِ نظر المغشيّ عليه من الألم.
صدقيني أنّ الحريّة ليست أقلام مساحيق، وأقلام أصباغ للوجه، وباروكة للرأس، وكعباً علياً، وبدناً للرقص والهزّ والتعرّي على شواطئ البحار.
صدقيني أن الحريّة شيء مقدّس، وثمين، والحريّة لا يعرفها إلا من تحرّر من غرائزه وشهواته، فالحريّة مسؤولية ومعاناة، فإما الإيمان والشرف والكرامة والأخلاق الفاضلة، وإما الفلتان والضياع، وإليكِ الكلمة المفصل، وإليكِ الاختيار...
(( من كتاب: (يقظة الوعي). لـِ: سماحة الشيخ/ عبد الحميد المهاجر - حفظه الله - ))
تعليق