بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكاليف العباد في عصر الغيبة
1 ـ انتظار الفَرَج
انتظار المؤمن للفَرَج أمرٌ حثّت عليه الشريعة الغرّاء، ورغَّبت فيه، ووَعَدَت فاعليه حُسنَ الثواب، وقد تعرّضنا فيما سلف ـ وباختصار ـ إلى دَور انتظار الفَرَج في تقوية ثبات الفرد المُسلم أمام النوائب وحوادث الزمان، ودوره في لَفْت نظر المسلم إلى ضرورة إعداده نفسَه وتهيئتها وتزكيتها والارتفاع بها إلى المستوى الذي يؤهّلها للانخراط في أصحاب الإمام المهديّ المنتظر عليه السّلام، الذين وصفتهم الروايات الواردة بأنّ عقولهم وأفهامهم قد بَلَغَت من اليقين حدّاً صارت الغَيبة معه بمنزلة المُشاهدة، وأنّهم صاروا في زمنهم بمنزلة المجاهدين بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسيف (1).
ثواب انتظار الفَرَج
روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفَرَج من الله عزّوجلّ (2).
وروي عن الإمام أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: ما أحسنَ الصبر وانتظار الفَرَج! أما سمعتَ قولَه عزّوجلّ وارتَقِبوا إنّي مَعكُمَ رقيب (3)، فانتَظِروا إنّي معكم من المنتظِرين (4) ؟ فعلَيكم بالصبر، فإنّه إنّما يجيء الفَرَج على اليأس، وقد كان مَن قبلكم أصبَرَ منكم (5).
وروى الشيخ الصدوق عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، عن آبائه عليهم السّلام، قال: المنتظِر لأمرنا كالمتشحِّط بدمه في سَبيل الله (6). وروى عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: طُوبى لشيعةِ قائمنا المنتظِرين لظهوره في غيبته، والمُطيعين له في ظهوره، أولئك أولياءُ الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (7).
منزلة المنتظِرين لظهور الإمام المهدي عليه السّلام
روى الشيخ الصدوق عن أبي خالد الكابُلي، قال: دخلتُ على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام فقلتُ له: أخبِرني بالذين فَرَض اللهُ عزّوجلّ طاعتهم ومودّتهم وأوجب على عِباده الاقتداءَ بهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وساق الحديث إلى أن قال: ) يا أبا خالد، إنّ أهلَ زمان غَيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضلُ من أهل كلِّ زمان؛ لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبةُ عندهم بمنزلة المُشاهَدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتُنا صِدقاً، والدُّعاة إلى دِين الله عزّوجلّ سرّاً وجهراً (8).
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال يوماً ـ وعنده بعض أصحابه ـ:
اللهمّ لَقِّني إخواني! فقال له واحد: أمَا نحن إخوانك يا رسولَ الله ؟!
فقال: لا، إنّكم أصحابي، وإخواني قومٌ في آخر الزمان آمَنوا بي ولم يَرَوني... لقد عَرَّفَنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم مِن قبل أن يُخرِجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتِهم، لأحَدُهم أشدّ بُقيةً على دِينه من خَرْط القَتاد (9) في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغَضا، أُولئك مصابيحُ الدُّجى، يُنجيهم اللهُ من كلّ فِتنة غَبراء مُظلمة (10).
وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: سيأتي قومٌ من بعدكم، الرَّجُل منهم له أجر خمسينَ منكم. قالوا: يا رسول الله، نحن كنّا معك ببدرٍ وحُنَين وأُحُد ونَزَل فينا القرآن! فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّكم لو تحملون لِما حَمَلوا لم تصبروا صبرَهم (11).
وجوب انتظار الفَرَج
أكد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام على وجوب انتظار الفَرَج، وأكّدوا في أحاديثهم على أنّ الانتظار للفرج من جُملة الأعمال التي لا يقبل الله عزّوجلّ عملاً إلاّ بها، وأنّه من الدين الذي يُقبل به العمل.
وقد روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه دخل عليه رجل ومعه صحيفة، فقال له أبو جعفر عليه السّلام: هذه صحيفة مُخاصِم سألَ عن الدِّين الذي يُقبل به العمل، فقال: رحمك الله، هذا الذي أريد. فقال أبو جعفر عليه السّلام: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وتُقرّ بما جاء من عند الله، والولاية لنا أهل البيت، والبراءة من عدوّنا، والتسليم لأمرنا، والوَرَع والتواضع، وانتظار قائمنا؛ فإنّ لنا دولةً إذا شاء اللهُ جاء بها (12).
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال ذات يوم: ألا أُخبركم بما لا يقبل اللهُ عزّوجلّ من العباد عملاً إلاّ به ؟ ( قال الراوي فقلت: بلى.
فقال: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا... والانتظار للقائم (13).
اقسام المنتظرين للفَرَج
• منهم من ينتظر ظهور الإمام المهدي عليه السّلام وتحقّق الفَرَج على يدَيه هادفاً بانتظاره طاعة أمر الله تبارك وتعالى، سواءً بعَثَه على ذلك رجاء الثواب الموعود للمنتظرين أم لا.
• ومنهم من ينتظر، طاعةً منه لأمر الله عزّوجل والفوز بالثواب الدنيويّ أو الأخرويّ، ويكون قصد الطاعة مستقلاًّ، وقصد الثواب تَبَعاً.
• ومنهم من ينتظر بقصد الفوز بالمثوبات والمواهب الأخرويّة أو الدنيويّة، لعلمِهم بأنّ ظهور الإمام المهدي عليه السّلام سيَتْبعه ازدياد النعم وسعة الرزق وطول العُمر، فهم إنّما ينتظرون الفوز بهذه المواهب، دون نظر منهم إلى إطاعة أمر الله تعالى.
• وآخرون منهم ينتظرون دون التفات إلى طاعة الله سبحانه ولا الفوز بالثواب دنيويّاً كان أم أخرويّاً.
ولا رَيب أنّ الصنفَين الأوّل والثاني يستحقّان الفوز بما ورد في الروايات من المثوبات، وأنّ المؤمن ينبغي له أن يختار القسم الأوّل، بل يختار أعلى أنواع القسم الأوّل، فيهدف بانتظاره للفرج إطاعة أمر الله تعالى، سواءً فاز بالثواب الموعود أم لم يَفُز، مُقتدياً بذلك بنهج إمامه أمير المؤمنين عليه السّلام في عبادته لربّه، في قوله:
« إنّ قوماً عبَدَوا اللهَ رغبةً فتلِكَ عبادةُ التجّار، وإنّ قوماً عبدوا اللهَ رهبةً فتِلك عبادة العبيد، وإنّ قوماً عبدوا الله شُكراً فتلك عبادةُ الأحرار » (14).
المنتظِر بقصد القُربة لا يستعجل الظهور
وإذا كان الفرد المؤمن منتظراً للفَرَج بقصد القُربة إلى الله تعالى، لم يضرّه تَقَدَّم هذا الأمر أو تأخَرّ، وقد وردت روايات كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام تؤكّد هذا المعنى، منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: هَلَكتِ المَحاضير. قال (الراوي): قلتُ: وما المحاضير ؟
قال: المستعجلون؛ ونجا المُقرّبون، وثَبَت الحصن على أوتادها ـ الحديث (15).
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: اسكُنوا ما سكنت السماوات والأرض، فإنّ أمركم ليس به خَفاء، ألا إنّها آية من الله عزّوجلّ ليست من الناس، ألا إنّها أضوَأُ من الشمس لا تخفى على بَرّ ولا على فاجر، أتعرفون الصُّبح ؟ فإنّها كالصبح ليس به خَفاء (16).
وروي عن عبدالرحمن بن كثير، قال: كنتُ عند أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يوماً وعنده مهزم الأسديّ، فقال: جَعَلني اللهُ فِداكَ، متى هذا الأمر، فقد طال ؟ فقال: كذب المتمنّون، وهَلَك المستعجلون، ونجا المُسلِّمون، وإلينا يصيرون (17).
وإذا كان المؤمن المنتظِر لظهور إمامه بمنزلة المجاهد بين يَدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (18)، وإذا كان المؤمن الذي يموت على هذا الأمر منتظراً للفَرَج كمن هو في الفسطاط الذي للقائم المنتظَر عليه السّلام (19)، فما الذي يدفع به إلى استعجال أمر الله ؟!
روي النعماني عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام في قول الله عزّوجلّ: أتى أمرُ اللهِ فلا تَستَعجِلوه (20)، قال: هو أمرنا، أَمَرَ اللهُ عزّوجلّ أنْ لا نستعجل به حتّى يؤيّده [ الله ] بثلاثة [ أجناد ]: الملائكة، والمؤمنين، والرُّعب؛ وخروجُه عليه السّلام كخروج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك قوله تعالى: كما أخرجَك ربُّكَ مِن بيتِكَ بالحقّ (21).
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكاليف العباد في عصر الغيبة
1 ـ انتظار الفَرَج
انتظار المؤمن للفَرَج أمرٌ حثّت عليه الشريعة الغرّاء، ورغَّبت فيه، ووَعَدَت فاعليه حُسنَ الثواب، وقد تعرّضنا فيما سلف ـ وباختصار ـ إلى دَور انتظار الفَرَج في تقوية ثبات الفرد المُسلم أمام النوائب وحوادث الزمان، ودوره في لَفْت نظر المسلم إلى ضرورة إعداده نفسَه وتهيئتها وتزكيتها والارتفاع بها إلى المستوى الذي يؤهّلها للانخراط في أصحاب الإمام المهديّ المنتظر عليه السّلام، الذين وصفتهم الروايات الواردة بأنّ عقولهم وأفهامهم قد بَلَغَت من اليقين حدّاً صارت الغَيبة معه بمنزلة المُشاهدة، وأنّهم صاروا في زمنهم بمنزلة المجاهدين بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسيف (1).
ثواب انتظار الفَرَج
روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفَرَج من الله عزّوجلّ (2).
وروي عن الإمام أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: ما أحسنَ الصبر وانتظار الفَرَج! أما سمعتَ قولَه عزّوجلّ وارتَقِبوا إنّي مَعكُمَ رقيب (3)، فانتَظِروا إنّي معكم من المنتظِرين (4) ؟ فعلَيكم بالصبر، فإنّه إنّما يجيء الفَرَج على اليأس، وقد كان مَن قبلكم أصبَرَ منكم (5).
وروى الشيخ الصدوق عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، عن آبائه عليهم السّلام، قال: المنتظِر لأمرنا كالمتشحِّط بدمه في سَبيل الله (6). وروى عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: طُوبى لشيعةِ قائمنا المنتظِرين لظهوره في غيبته، والمُطيعين له في ظهوره، أولئك أولياءُ الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (7).
منزلة المنتظِرين لظهور الإمام المهدي عليه السّلام
روى الشيخ الصدوق عن أبي خالد الكابُلي، قال: دخلتُ على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام فقلتُ له: أخبِرني بالذين فَرَض اللهُ عزّوجلّ طاعتهم ومودّتهم وأوجب على عِباده الاقتداءَ بهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وساق الحديث إلى أن قال: ) يا أبا خالد، إنّ أهلَ زمان غَيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضلُ من أهل كلِّ زمان؛ لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبةُ عندهم بمنزلة المُشاهَدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتُنا صِدقاً، والدُّعاة إلى دِين الله عزّوجلّ سرّاً وجهراً (8).
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال يوماً ـ وعنده بعض أصحابه ـ:
اللهمّ لَقِّني إخواني! فقال له واحد: أمَا نحن إخوانك يا رسولَ الله ؟!
فقال: لا، إنّكم أصحابي، وإخواني قومٌ في آخر الزمان آمَنوا بي ولم يَرَوني... لقد عَرَّفَنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم مِن قبل أن يُخرِجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتِهم، لأحَدُهم أشدّ بُقيةً على دِينه من خَرْط القَتاد (9) في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغَضا، أُولئك مصابيحُ الدُّجى، يُنجيهم اللهُ من كلّ فِتنة غَبراء مُظلمة (10).
وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: سيأتي قومٌ من بعدكم، الرَّجُل منهم له أجر خمسينَ منكم. قالوا: يا رسول الله، نحن كنّا معك ببدرٍ وحُنَين وأُحُد ونَزَل فينا القرآن! فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّكم لو تحملون لِما حَمَلوا لم تصبروا صبرَهم (11).
وجوب انتظار الفَرَج
أكد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام على وجوب انتظار الفَرَج، وأكّدوا في أحاديثهم على أنّ الانتظار للفرج من جُملة الأعمال التي لا يقبل الله عزّوجلّ عملاً إلاّ بها، وأنّه من الدين الذي يُقبل به العمل.
وقد روي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه دخل عليه رجل ومعه صحيفة، فقال له أبو جعفر عليه السّلام: هذه صحيفة مُخاصِم سألَ عن الدِّين الذي يُقبل به العمل، فقال: رحمك الله، هذا الذي أريد. فقال أبو جعفر عليه السّلام: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وتُقرّ بما جاء من عند الله، والولاية لنا أهل البيت، والبراءة من عدوّنا، والتسليم لأمرنا، والوَرَع والتواضع، وانتظار قائمنا؛ فإنّ لنا دولةً إذا شاء اللهُ جاء بها (12).
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال ذات يوم: ألا أُخبركم بما لا يقبل اللهُ عزّوجلّ من العباد عملاً إلاّ به ؟ ( قال الراوي فقلت: بلى.
فقال: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا... والانتظار للقائم (13).
اقسام المنتظرين للفَرَج
• منهم من ينتظر ظهور الإمام المهدي عليه السّلام وتحقّق الفَرَج على يدَيه هادفاً بانتظاره طاعة أمر الله تبارك وتعالى، سواءً بعَثَه على ذلك رجاء الثواب الموعود للمنتظرين أم لا.
• ومنهم من ينتظر، طاعةً منه لأمر الله عزّوجل والفوز بالثواب الدنيويّ أو الأخرويّ، ويكون قصد الطاعة مستقلاًّ، وقصد الثواب تَبَعاً.
• ومنهم من ينتظر بقصد الفوز بالمثوبات والمواهب الأخرويّة أو الدنيويّة، لعلمِهم بأنّ ظهور الإمام المهدي عليه السّلام سيَتْبعه ازدياد النعم وسعة الرزق وطول العُمر، فهم إنّما ينتظرون الفوز بهذه المواهب، دون نظر منهم إلى إطاعة أمر الله تعالى.
• وآخرون منهم ينتظرون دون التفات إلى طاعة الله سبحانه ولا الفوز بالثواب دنيويّاً كان أم أخرويّاً.
ولا رَيب أنّ الصنفَين الأوّل والثاني يستحقّان الفوز بما ورد في الروايات من المثوبات، وأنّ المؤمن ينبغي له أن يختار القسم الأوّل، بل يختار أعلى أنواع القسم الأوّل، فيهدف بانتظاره للفرج إطاعة أمر الله تعالى، سواءً فاز بالثواب الموعود أم لم يَفُز، مُقتدياً بذلك بنهج إمامه أمير المؤمنين عليه السّلام في عبادته لربّه، في قوله:
« إنّ قوماً عبَدَوا اللهَ رغبةً فتلِكَ عبادةُ التجّار، وإنّ قوماً عبدوا اللهَ رهبةً فتِلك عبادة العبيد، وإنّ قوماً عبدوا الله شُكراً فتلك عبادةُ الأحرار » (14).
المنتظِر بقصد القُربة لا يستعجل الظهور
وإذا كان الفرد المؤمن منتظراً للفَرَج بقصد القُربة إلى الله تعالى، لم يضرّه تَقَدَّم هذا الأمر أو تأخَرّ، وقد وردت روايات كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام تؤكّد هذا المعنى، منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: هَلَكتِ المَحاضير. قال (الراوي): قلتُ: وما المحاضير ؟
قال: المستعجلون؛ ونجا المُقرّبون، وثَبَت الحصن على أوتادها ـ الحديث (15).
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: اسكُنوا ما سكنت السماوات والأرض، فإنّ أمركم ليس به خَفاء، ألا إنّها آية من الله عزّوجلّ ليست من الناس، ألا إنّها أضوَأُ من الشمس لا تخفى على بَرّ ولا على فاجر، أتعرفون الصُّبح ؟ فإنّها كالصبح ليس به خَفاء (16).
وروي عن عبدالرحمن بن كثير، قال: كنتُ عند أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يوماً وعنده مهزم الأسديّ، فقال: جَعَلني اللهُ فِداكَ، متى هذا الأمر، فقد طال ؟ فقال: كذب المتمنّون، وهَلَك المستعجلون، ونجا المُسلِّمون، وإلينا يصيرون (17).
وإذا كان المؤمن المنتظِر لظهور إمامه بمنزلة المجاهد بين يَدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (18)، وإذا كان المؤمن الذي يموت على هذا الأمر منتظراً للفَرَج كمن هو في الفسطاط الذي للقائم المنتظَر عليه السّلام (19)، فما الذي يدفع به إلى استعجال أمر الله ؟!
روي النعماني عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام في قول الله عزّوجلّ: أتى أمرُ اللهِ فلا تَستَعجِلوه (20)، قال: هو أمرنا، أَمَرَ اللهُ عزّوجلّ أنْ لا نستعجل به حتّى يؤيّده [ الله ] بثلاثة [ أجناد ]: الملائكة، والمؤمنين، والرُّعب؛ وخروجُه عليه السّلام كخروج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك قوله تعالى: كما أخرجَك ربُّكَ مِن بيتِكَ بالحقّ (21).
2 ـ تحصيل معرفة صفات الإمام وآدابه وخصائصه وعلامات ظهوره الحتميّة
وقد روى الصدوق عن الإمام الكاظم عليه السّلام، قال: مَن شكّ في أربعة فقد كفر بجميع ما أَنزل اللهُ تبارك وتعالى.. أحدها معرفة الإمام في كلّ زمانٍ وأوان بشخصه ونَعْتِه (22).
ويؤيّده ما روى الصدوق أيضاً في ( كمال الدين )، بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه قال في خطبة له على منبر الكوفة:
« اللهمّ إنّه لابُدّ لأرضِكَ من حُجّة لك على خلقِك، يَهديهم إلى دِينك، ويُعلّمهم عِلمك، لئلاّ تبطل حجّتُك، ولا يضلُّ أتباع أوليائك بعد إذ هَدَيتَهم به ـ الخطبة (23).
وروى الصدوق عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: الإمام عَلَمٌ فيما بيَن الله عزّوجلّ وبين خلقِه، فمن عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً (24).
ولا تحصل المعرفة إلاّ بأمرَين:
أ. معرفة شخص الإمام باسمه ونَسَبه
ب. معرفة صفاته وخصائصه عليه السّلام.
أ ـ أمّا معرفة شخص الإمام باسمه ونسبه، فقد روى النعماني عن ابن أبي يعفور، قال: قلتُ لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: رجلٌ يتولاّكم، ويبرأ من عدوّكم، ويُحِلّ حلالَكم، ويُحرِّم حرامَكم، ويزعم أنّ الأمر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم، إلاّ أنّه يقول: إنّهم قد اختلفوا فيما بينهم، وهم الأئمّة القادة، وإذا اجتمعوا على رجلٍ فقالوا «هذا»، قلنا « هذا ».
فقال عليه السّلام: إنْ ماتَ على هذا، فقد ماتَ ميتةً جاهليّة.
قال مؤلّف « مكيال المكارم »: فانظُر كيف أوجَبَ عليه السّلام معرفةَ شخص الإمام باسمِه ونَسَبه، ولم يكتفِ بما دون ذلك (25).
ب ـ وأما معرفة صفات الإمام وخصائصه، فإنّ المؤمن إذا عرف خصائص إمامه، لم يُصْغِ إلى كلّ ناعق، وميّز بين الصادق والكاذب. يُشير إلى ذلك ما رواه النعماني عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال:
« اسكُنوا ما سَكنتِ السماواتُ والأرض، فإنّ أمركم ليس به خَفاء.. » (26)، وما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال:
« إنّ أفضل الفرائض وأوجبَها على الإنسان: معرفة الربّ والإقرار له بالعُبوديّة... (ثمّ يذكر معرفة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتّى يصل إلى قوله وبعده معرفة الإمام الذي تأتمّ بنعته وصِفته واسمه في حال العُسر واليسير ـ الحديث (27).
وروى النعماني عن الحارث بن المغيرة النصيري، قال: قلتُ لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: بأيّ شيءٍ يُعرف الإمام ؟ قال: بالسكينة والوَقار. قلت: وبأيّ شيء ؟ قال: ومعرفة الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد، ويكون عنده سلاح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قلتُ: أيكون إلاّ وصيّاً ابن وصيّ ؟
قال: لا يكون إلاّ وصيّاً ابن وصيّ (28).
وقد روى الصدوق عن الإمام الكاظم عليه السّلام، قال: مَن شكّ في أربعة فقد كفر بجميع ما أَنزل اللهُ تبارك وتعالى.. أحدها معرفة الإمام في كلّ زمانٍ وأوان بشخصه ونَعْتِه (22).
ويؤيّده ما روى الصدوق أيضاً في ( كمال الدين )، بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه قال في خطبة له على منبر الكوفة:
« اللهمّ إنّه لابُدّ لأرضِكَ من حُجّة لك على خلقِك، يَهديهم إلى دِينك، ويُعلّمهم عِلمك، لئلاّ تبطل حجّتُك، ولا يضلُّ أتباع أوليائك بعد إذ هَدَيتَهم به ـ الخطبة (23).
وروى الصدوق عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: الإمام عَلَمٌ فيما بيَن الله عزّوجلّ وبين خلقِه، فمن عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً (24).
ولا تحصل المعرفة إلاّ بأمرَين:
أ. معرفة شخص الإمام باسمه ونَسَبه
ب. معرفة صفاته وخصائصه عليه السّلام.
أ ـ أمّا معرفة شخص الإمام باسمه ونسبه، فقد روى النعماني عن ابن أبي يعفور، قال: قلتُ لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: رجلٌ يتولاّكم، ويبرأ من عدوّكم، ويُحِلّ حلالَكم، ويُحرِّم حرامَكم، ويزعم أنّ الأمر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم، إلاّ أنّه يقول: إنّهم قد اختلفوا فيما بينهم، وهم الأئمّة القادة، وإذا اجتمعوا على رجلٍ فقالوا «هذا»، قلنا « هذا ».
فقال عليه السّلام: إنْ ماتَ على هذا، فقد ماتَ ميتةً جاهليّة.
قال مؤلّف « مكيال المكارم »: فانظُر كيف أوجَبَ عليه السّلام معرفةَ شخص الإمام باسمِه ونَسَبه، ولم يكتفِ بما دون ذلك (25).
ب ـ وأما معرفة صفات الإمام وخصائصه، فإنّ المؤمن إذا عرف خصائص إمامه، لم يُصْغِ إلى كلّ ناعق، وميّز بين الصادق والكاذب. يُشير إلى ذلك ما رواه النعماني عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال:
« اسكُنوا ما سَكنتِ السماواتُ والأرض، فإنّ أمركم ليس به خَفاء.. » (26)، وما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال:
« إنّ أفضل الفرائض وأوجبَها على الإنسان: معرفة الربّ والإقرار له بالعُبوديّة... (ثمّ يذكر معرفة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتّى يصل إلى قوله وبعده معرفة الإمام الذي تأتمّ بنعته وصِفته واسمه في حال العُسر واليسير ـ الحديث (27).
وروى النعماني عن الحارث بن المغيرة النصيري، قال: قلتُ لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: بأيّ شيءٍ يُعرف الإمام ؟ قال: بالسكينة والوَقار. قلت: وبأيّ شيء ؟ قال: ومعرفة الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد، ويكون عنده سلاح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قلتُ: أيكون إلاّ وصيّاً ابن وصيّ ؟
قال: لا يكون إلاّ وصيّاً ابن وصيّ (28).
3 ـ محبّته عليه السّلام
روى الشيخ الصدوق في مجالسه عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
أحِبّوا الله لِما يَغْذوكم به من نِعمه، وأحبّوني لحُبّ الله عزّوجلّ، وأحبّوا أهلَ بيتي لحُبيّ (29).
وروى النعماني عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: إنّ الله أوحى إليّ ليلةَ أُسري بي... ( وساق حديث الإسراء، حتّى ذكر أنّ الله تعالى أرى نبيّه أشباح الأئمّة عليهم السّلام، وقال: ) قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم، يُحلّ حَلالي ويحرّم حرامي، وينتقم من أعدائي. يا محمّد! أحبَّه؛ فإنّي أُحبُّه وأُحبّ مَن يُحبّه (30).
وفي هذا الحديث دلالة على أنّ في حبّ المهدي عليه السّلام خصوصيّة اقتضت الأمر به من قِبل الله عزّوجلّ، مع أنّ حبّ جميع الأئمّة عليهم السّلام من الفرائض الواجبة.
روى الشيخ الصدوق في مجالسه عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
أحِبّوا الله لِما يَغْذوكم به من نِعمه، وأحبّوني لحُبّ الله عزّوجلّ، وأحبّوا أهلَ بيتي لحُبيّ (29).
وروى النعماني عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: إنّ الله أوحى إليّ ليلةَ أُسري بي... ( وساق حديث الإسراء، حتّى ذكر أنّ الله تعالى أرى نبيّه أشباح الأئمّة عليهم السّلام، وقال: ) قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم، يُحلّ حَلالي ويحرّم حرامي، وينتقم من أعدائي. يا محمّد! أحبَّه؛ فإنّي أُحبُّه وأُحبّ مَن يُحبّه (30).
وفي هذا الحديث دلالة على أنّ في حبّ المهدي عليه السّلام خصوصيّة اقتضت الأمر به من قِبل الله عزّوجلّ، مع أنّ حبّ جميع الأئمّة عليهم السّلام من الفرائض الواجبة.
4 ـ تحبيبه عليه السّلام إلى الناس
روى الكليني في ( روضة الكافي ) عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: رَحِم اللهُ عبداً حَبَّبنا إلى الناس ولم يُبَغِّضنا إليهم. أمَا واللهِ لو يَروونَ مَحاسنَ كلامنا لكانوا به أعزّ، وما استطاع أحد أن يتعلّق عليهم بشيء، ولكنّ أحدهم يسمع الكلمة فيحطّ إليها عَشراً (31).
وروى الكليني في ( الكافي ) عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، قال: رَحم اللهُ عبداً اجترّ مودّةَ الناس إلينا، فحدَّثَهم بما يعرفون، وترَكَ ما يُنكرون (32).
روى الكليني في ( روضة الكافي ) عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: رَحِم اللهُ عبداً حَبَّبنا إلى الناس ولم يُبَغِّضنا إليهم. أمَا واللهِ لو يَروونَ مَحاسنَ كلامنا لكانوا به أعزّ، وما استطاع أحد أن يتعلّق عليهم بشيء، ولكنّ أحدهم يسمع الكلمة فيحطّ إليها عَشراً (31).
وروى الكليني في ( الكافي ) عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، قال: رَحم اللهُ عبداً اجترّ مودّةَ الناس إلينا، فحدَّثَهم بما يعرفون، وترَكَ ما يُنكرون (32).
5 ـ الحزن لفِراقه
روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السّلام، قال: كم من حَرّى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسّف حيران حزين عند فقدان ( الماء العَين ) ـ الخبر (33).
وروى الشيخ الكُليني في الكافي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال:
نَفَسُ المهموم لنا المغتمّ لظُلمنا تسبيح، وهمُّه لأمرنا عِبادة، وكتمانه لسرِّنا جهاد في سبيل الله (34).
روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السّلام، قال: كم من حَرّى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسّف حيران حزين عند فقدان ( الماء العَين ) ـ الخبر (33).
وروى الشيخ الكُليني في الكافي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال:
نَفَسُ المهموم لنا المغتمّ لظُلمنا تسبيح، وهمُّه لأمرنا عِبادة، وكتمانه لسرِّنا جهاد في سبيل الله (34).
6 ـ الحضور في المجالس التي تُذكر فيها فضائله
روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السّلام، قال: مَن جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا، لم يَمُتْ قلبُه يوم تموت القلوب (35).
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال:
اجتمِعوا وتذاكروا تَحفّ بكم الملائكة، رَحِم اللهُ من أحيا أمرنا (36).
وروى الكليني عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: ما اجتمع في مجلس قومٌ فلم يذكروا الله عزّوجلّ ولم يذكرونا، إلاّ كان ذلك المجلس حسرةً عليهم يوم القيامة (37).
روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السّلام، قال: مَن جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا، لم يَمُتْ قلبُه يوم تموت القلوب (35).
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال:
اجتمِعوا وتذاكروا تَحفّ بكم الملائكة، رَحِم اللهُ من أحيا أمرنا (36).
وروى الكليني عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: ما اجتمع في مجلس قومٌ فلم يذكروا الله عزّوجلّ ولم يذكرونا، إلاّ كان ذلك المجلس حسرةً عليهم يوم القيامة (37).
7 ـ إقامة المجالس التي يُذكر فيها الإمام المهدي عليه السّلام
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: تَزاوَروا؛ فإنّ في زيارتكم إحياءً لقلوبكم وذِكراً لأحاديثنا، وأحاديثُنا تَعطِف بعضَكم على بعض (38).
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: تَزاوَروا؛ فإنّ في زيارتكم إحياءً لقلوبكم وذِكراً لأحاديثنا، وأحاديثُنا تَعطِف بعضَكم على بعض (38).
8 ـ إنشاء الشِّعر وإنشاده في فضله عليه السّلام ومناقبه
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: مَن قال فينا بيتَ شِعر، بنى اللهُ له بيتاً في الجنّة (39).
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما قال فينا قائلٌ بيت شعر حتّى يُؤيَّد بروح القدس (40).
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: مَن قال فينا بيتَ شِعر، بنى اللهُ له بيتاً في الجنّة (39).
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما قال فينا قائلٌ بيت شعر حتّى يُؤيَّد بروح القدس (40).
9 ـ البكاء والإبكاء والتباكي على فراقه عليه السّلام
روي عن الرضا عليه السّلام، قال: مَن تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لما ارتُكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة (41).
وروى الشيخ الطوسي عن الإمام الحسين عليه السّلام، قال: ما من عبدٍ قَطَرت عيناه فينا قطرةً أو دَمِعتْ عيناه فينا دمعةً إلاّ بوّأه اللهُ تعالى بها في الجنّة حقباً (42).
وروى الطوسي عن المفضّل، قال: سمعتُ أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يقول: إيّاكم والتنويه، أما واللهِ ليغيبنّ إمامكم سنين من دهرِكم، وليخملنّ حتّى يُقال « ماتَ أو قُتِل بأيّ وادٍ سَلَك »! ولَتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، ولتُكفأنّ كما تُكفأ السفن في البحر، فلا ينجو إلاّ مَن أخذ اللهُ ميثاقَه وكتب في قلبه الإيمان وأيدّه بروح منه ـ الخبر (43).
قال مؤلّف مكيال المكارم بعد أن نقل الخبر:
انظُر كيف جعل عليه السّلام البكاء عليه علامةَ الإيمان؛ فإنّ البكاء عليه دليل المعرفة والمحبّة الثابتة في الجَنان.
وروى الصدوق في كمال الدين عن سَدِير الصَّيرفي، قال:
دخلتُ أنا والمفضّل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مِسحٌ خَيبريّ مطوّق بلا جَيب، مُقصّر الكُميّن، وهو يبكي بكاء الواله الثَّكلى ذات الكبِد الحرّى، قد نال الحزنُ من وجنَتيه، وشاعه التغيّر في عارضَيه، وأبلى الدموع مَحجِريَه، وهو يقول: سيّدي، غَيبتُكَ نَفتْ رقادي، وضَيّقَتْ عليَّ مِهادي، وابتزّت منّي راحةَ فؤادي. سيّدي، غيبتُك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمعَ والعدد، فما أُحسّ بدمعةٍ ترقى في عَيني، وأنين يَفتُر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا، إلاّ مثّل لعيني عن غوابر أعظمها وأفضعها، وبواقي أشدّها وأنكرها، ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.
قال سدير: فاستطارت عقولُنا وَلَهاً، وتصدّعت قلوبُنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل، والحادث الغائل، وظننّا أنّه سَمَت لمكروهة قارعة، أو حلّتْ به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله ـ يا ابن خير الورى ـ عينَيك، من أيّة حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عَبرتك ؟ وأيّة حالة حَتمت عليك هذا المأتم ؟
قال: فزَفرَ الصادق عليه السّلام زفرةً انتفخ منها جوفه، واشتدّ منها خوفه، قال: وَيلَكم، نظرتُ في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على عِلم المنايا والبلايا والرزايا، وعِلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، الذي خصّ اللهُ به محمّداً والأئمّة من بعده، وتأمّلتُ منه مولد قائمنا وغيبتَه وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتَولُّد الشكوك في قلوبهم مِن طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم رِبقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدّس ذِكره وكلّ إنسانٍ ألزَمْناهُ طائرَهُ في عُنُقِه (44) ـ يعني الولاية ـ فأخَذَتْني الرِّفّة، واستولتْ عليّ الأحزان ـ الحديث بطوله (45).
روي عن الرضا عليه السّلام، قال: مَن تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لما ارتُكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة (41).
وروى الشيخ الطوسي عن الإمام الحسين عليه السّلام، قال: ما من عبدٍ قَطَرت عيناه فينا قطرةً أو دَمِعتْ عيناه فينا دمعةً إلاّ بوّأه اللهُ تعالى بها في الجنّة حقباً (42).
وروى الطوسي عن المفضّل، قال: سمعتُ أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يقول: إيّاكم والتنويه، أما واللهِ ليغيبنّ إمامكم سنين من دهرِكم، وليخملنّ حتّى يُقال « ماتَ أو قُتِل بأيّ وادٍ سَلَك »! ولَتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، ولتُكفأنّ كما تُكفأ السفن في البحر، فلا ينجو إلاّ مَن أخذ اللهُ ميثاقَه وكتب في قلبه الإيمان وأيدّه بروح منه ـ الخبر (43).
قال مؤلّف مكيال المكارم بعد أن نقل الخبر:
انظُر كيف جعل عليه السّلام البكاء عليه علامةَ الإيمان؛ فإنّ البكاء عليه دليل المعرفة والمحبّة الثابتة في الجَنان.
وروى الصدوق في كمال الدين عن سَدِير الصَّيرفي، قال:
دخلتُ أنا والمفضّل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مِسحٌ خَيبريّ مطوّق بلا جَيب، مُقصّر الكُميّن، وهو يبكي بكاء الواله الثَّكلى ذات الكبِد الحرّى، قد نال الحزنُ من وجنَتيه، وشاعه التغيّر في عارضَيه، وأبلى الدموع مَحجِريَه، وهو يقول: سيّدي، غَيبتُكَ نَفتْ رقادي، وضَيّقَتْ عليَّ مِهادي، وابتزّت منّي راحةَ فؤادي. سيّدي، غيبتُك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمعَ والعدد، فما أُحسّ بدمعةٍ ترقى في عَيني، وأنين يَفتُر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا، إلاّ مثّل لعيني عن غوابر أعظمها وأفضعها، وبواقي أشدّها وأنكرها، ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.
قال سدير: فاستطارت عقولُنا وَلَهاً، وتصدّعت قلوبُنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل، والحادث الغائل، وظننّا أنّه سَمَت لمكروهة قارعة، أو حلّتْ به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله ـ يا ابن خير الورى ـ عينَيك، من أيّة حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عَبرتك ؟ وأيّة حالة حَتمت عليك هذا المأتم ؟
قال: فزَفرَ الصادق عليه السّلام زفرةً انتفخ منها جوفه، واشتدّ منها خوفه، قال: وَيلَكم، نظرتُ في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على عِلم المنايا والبلايا والرزايا، وعِلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، الذي خصّ اللهُ به محمّداً والأئمّة من بعده، وتأمّلتُ منه مولد قائمنا وغيبتَه وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتَولُّد الشكوك في قلوبهم مِن طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم رِبقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدّس ذِكره وكلّ إنسانٍ ألزَمْناهُ طائرَهُ في عُنُقِه (44) ـ يعني الولاية ـ فأخَذَتْني الرِّفّة، واستولتْ عليّ الأحزان ـ الحديث بطوله (45).
10 ـ المداومة على الدعاء
روى الكليني والطوسي عن زرارة، قال: سمعتُ أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يقول: إنّ للغلام (46) غَيبة قبل أن يقوم. قال ( زرارة )، قلتُ: ولِم ؟
قال: يخاف ( إلى أن بلغ قوله: ) قال ( زرارة ): قلتُ: جُعِلتُ فِداك، إن أدركتُ ذلك الزمان، أيّ شيءٍ أعمل ؟
قال عليه السّلام: يا زرارة، إذا أدركتَ هذا الزمان، فادْعُ بهذا الدعاء:
« اللهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَك، فإنّكَ إنْ لم تُعرَّفني نفسَك لم أعرِفْ نبيَّك. اللهمّ عَرِّفني رسولَكَ، فإنّك إن لم تعرّفني رسولَك لم أعرِفْ حُجّتَك، اللهمّ عرِّفني حجَتّك. فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضَلَلْتُ عن دِيني ـ الحديث (47).
روى الكليني والطوسي عن زرارة، قال: سمعتُ أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام يقول: إنّ للغلام (46) غَيبة قبل أن يقوم. قال ( زرارة )، قلتُ: ولِم ؟
قال: يخاف ( إلى أن بلغ قوله: ) قال ( زرارة ): قلتُ: جُعِلتُ فِداك، إن أدركتُ ذلك الزمان، أيّ شيءٍ أعمل ؟
قال عليه السّلام: يا زرارة، إذا أدركتَ هذا الزمان، فادْعُ بهذا الدعاء:
« اللهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَك، فإنّكَ إنْ لم تُعرَّفني نفسَك لم أعرِفْ نبيَّك. اللهمّ عَرِّفني رسولَكَ، فإنّك إن لم تعرّفني رسولَك لم أعرِفْ حُجّتَك، اللهمّ عرِّفني حجَتّك. فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضَلَلْتُ عن دِيني ـ الحديث (47).
11 ـ التمسّك بالدين الصحيح والقول الثابت
روى الصدوق في ( كمال الدين ) عن عبدالعظيم بن عبدالله الحَسَني، قال: دخلتُ على سيّدي عليّ بن محمد ( الهادي ) عليه السّلام، فلمّا بَصُر بي قال لي: مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليُّنا حقّاً.
قال: فقلتُ له: يا ابن رسول الله، إنّي أريد أن أعرض عليكَ دِيني، فإنّ كان مَرْضيّاً ثَبَتُّ عليه حتّى ألقى الله عزّوجلّ.
فقال: هاتِ يا أبا القاسم.
فقلتُ: إنّي أقول: إنّ الله تبارَك وتعالى واحد، ليس كمِثلِه شيء، خارجٌ عن الحدَّين: حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، وإنّه ليس بجسمٍ ولا صورة، ولا عَرَض ولا جَوهر، بل هو مُجسِّم الأجسام ومُصوِّر الصور، وخالِق الأعراض والجواهر، وربُّ كلّ شيءٍ ومالكه وجاعله ومُحدِثه. وإنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله عبده ورسوله خاتم النبيّين، فلا نبيَّ بعده إلى يوم القيامة، وإنّ شريعته خاتمة الشرائع، فلا شريعةَ بعدَها إلى يوم القيامة.
وأقول: إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليُّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنتَ يا مولاي.
فقال عليه السّلام: ومِن بعدي الحسن ابني، فكَيف للناس بالخَلَف من بعدِه ؟
قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي ؟
قال: لأنّه لا يُرى شخصُه، ولا يَحِلّ ذِكرُه باسمه، حتّى يخرج فيملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً.
قال: فقلت: أقررتُ، وأقول: إنّ وليَّهم وليّ الله، وعدوّهم عدوّ الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله. وأقول: إنّ المعراج حقّ، والمُساءلة في القبر حقّ، وإنّ الجنّة حقّ، والنار حقّ، والصراط حقّ، والميزان حقّ، وإنّ الساعة لآتية لا رَيبَ فيها، وإنّ الله يبعث مَن في القُبور، وأقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية: الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.
فقال عليّ بن محمّد عليه السّلام: يا أبا القاسم، هذا ـ واللهِ ـ دِينُ الله الذي ارتضاهُ لِعباده، فاثبُتْ عليه، ثبَّتَك اللهُ بالقَول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (48).
روى الصدوق في ( كمال الدين ) عن عبدالعظيم بن عبدالله الحَسَني، قال: دخلتُ على سيّدي عليّ بن محمد ( الهادي ) عليه السّلام، فلمّا بَصُر بي قال لي: مرحباً بك يا أبا القاسم، أنت وليُّنا حقّاً.
قال: فقلتُ له: يا ابن رسول الله، إنّي أريد أن أعرض عليكَ دِيني، فإنّ كان مَرْضيّاً ثَبَتُّ عليه حتّى ألقى الله عزّوجلّ.
فقال: هاتِ يا أبا القاسم.
فقلتُ: إنّي أقول: إنّ الله تبارَك وتعالى واحد، ليس كمِثلِه شيء، خارجٌ عن الحدَّين: حدّ الإبطال وحدّ التشبيه، وإنّه ليس بجسمٍ ولا صورة، ولا عَرَض ولا جَوهر، بل هو مُجسِّم الأجسام ومُصوِّر الصور، وخالِق الأعراض والجواهر، وربُّ كلّ شيءٍ ومالكه وجاعله ومُحدِثه. وإنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله عبده ورسوله خاتم النبيّين، فلا نبيَّ بعده إلى يوم القيامة، وإنّ شريعته خاتمة الشرائع، فلا شريعةَ بعدَها إلى يوم القيامة.
وأقول: إنّ الإمام والخليفة ووليّ الأمر بعده: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليُّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ أنتَ يا مولاي.
فقال عليه السّلام: ومِن بعدي الحسن ابني، فكَيف للناس بالخَلَف من بعدِه ؟
قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي ؟
قال: لأنّه لا يُرى شخصُه، ولا يَحِلّ ذِكرُه باسمه، حتّى يخرج فيملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً.
قال: فقلت: أقررتُ، وأقول: إنّ وليَّهم وليّ الله، وعدوّهم عدوّ الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله. وأقول: إنّ المعراج حقّ، والمُساءلة في القبر حقّ، وإنّ الجنّة حقّ، والنار حقّ، والصراط حقّ، والميزان حقّ، وإنّ الساعة لآتية لا رَيبَ فيها، وإنّ الله يبعث مَن في القُبور، وأقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية: الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.
فقال عليّ بن محمّد عليه السّلام: يا أبا القاسم، هذا ـ واللهِ ـ دِينُ الله الذي ارتضاهُ لِعباده، فاثبُتْ عليه، ثبَّتَك اللهُ بالقَول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (48).
تعليق