إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تربية اليتيم وموقف التعاليم الاسلامية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تربية اليتيم وموقف التعاليم الاسلامية

    تربية اليتيم وموقف التعاليم الاسلامية


    كثيراً ما يصادف أن يموت الآباء أو الأمهات في أيام الحروب أو في الحالات الاعتيادية، ويخلفون أطفالاً صغاراً يجب أن يحافظ عليهم في المجتمع وليصيروا رجال الغد بفضل التربية الصحيحة، وإن الدول وضعت للأيتام نظماً معينة تكفل لهم حقوقهم.1
    والأسلام أيضاً يتضمن التعاليم القانونية والخلقية الخاصة به في حل هذه المشكلة. فإذا كان الطفل اليتيم قد ورث من أبويه مالاً فإن القيم (وهو الشخص يعين من قبل الحاكم الاسلامي العادل لادارة شؤون اليتيم) يقوم بتهيئة ما يحتاج إليه من طعام ولباس ومسكن من ماله الخاص أما إذا لم يملك اليتيم مالاً، فان بيت المال هو المسؤول عن مصارفه فحياة اليتيم إذن مؤمنة طبقاً للنظام المالي في الاسلام. ولكن النكتة الجديرة بالدقة هي: أن الاسلام لا يرى انحصار سعادة اليتيم في توفير وسائل الحياة المادية من الطعام واللباس والمسكن فقط.إن الرويات الكثيرة تصر على معاملة اليتيم معاملة بقية الأطفال في الأسرة، وأن يقوم الرجال والنساء مقام الوالدين في رعاية اليتيم.

    اليتيم إنسان قبل كل شيء، ويجب أن تحيى فيه جميع الجوانب المعنوية والفردية، وله الحق في الاستفادة من الحنان والعطف والأدب والتوجيه، وكل ما يستفيد منه الطفل في حجر أبويه. اليتيم ليس مثل شاة في القطيع يذهب صباحاً إلى المرعى معهم ويرجع في المساء. إنه إنسان ويجب الاهتمام بميوله الروحية وغذائه النفسي مضافاً إلى الرعاية الجسدية والغذاء البدني.اليتيم في أحضان الأسرة
    إن الرويات الكثيرة تصر على معاملة اليتيم معاملة بقية الأطفال في الأسرة، وأن يقوم الرجال والنساء مقام الوالدين في رعاية اليتيم. لقد كان بإمكان الحكومة الاسلامية في عصر الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم من الناحية المادية أن تنشئ في كل مدينة داراً لرعاية اليتيم وتصرف عليهم من بيت المال، ولكن الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يفعل ذلك. لأن هذه المؤسسات والدور ناقصة من وجهة نظر التربية الكاملة من الناحيتين الروحية والمادية. فالأسرة فقط هي التي تستطيع أن تلبي نداء عواطف الطفل، ولذلك فقد ظل يوصي الآباء والأمهات وأولياء الأسر بمنطق الدين والايمان بالمحافظة على اليتيم. وأخذه إلى بيوتهم وإجلاسه على موائدهم، ومعاملته كأحد أولادهم، والسعي في تأديبه وإدخال السرور على قلبه بالعطف والحنان والمحبة.لا شك أن تأسيس دور للأيتام وإكسائهم وإشباعهم، عبادة إسلامية كبيرة، ولكن مناغاة اليتيم والعطف عليه، وتأديبه وتربيته عبادة أخرى وقد خص الله لذلك أجراً وثواباً خاصاً
    .
    وها نحن نعرض النصوص الواردة في حق اليتيم:
    1- قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيوتكم بيت يساء اليه"
    2- عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: "من عال يتيماً حتى يستغني، أوجب الله له بذلك الجنة "
    3- وعنه صلّى عليه وآله وسلّم: "من كفل يتيماً من المسلمين، فأدخله إلى طعامه وشرابه، أدخله الله الجنة البتة، الا أن يعمل ذنباً لا يغفر "
    4- عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: "من مسح رأس يتيم، كانت له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات "
    5.- "من أقعد اليتيم على خوانه، ويمسح رأسه يلين قلبه "
    6.- قال رسول الله (ص): "من أنكر منكم قساوة قلبه، فليدن يتيماً فيلاطفه وليمسح رأسه يلين قلبه بإذن الله، فإن لليتيم حقاً "
    7- عن حبيب بن أبي ثابت أنه قال: "جيئ بمقدار من العسل إلى بيت المال، فأمر الامام علي عليه السلام بإحضار الأيتام، وفي الحين الذي كان يقسم العسل على المستحقين كان بنفسه يطعم الأيتام منالعسل، فقيل له يا أمير المؤمنين ما لهم يلعقونها ؟ فقال: إن الامام أبو اليتامى وإنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء


    8- قال
    أمير المؤمنين عليه السلام: "أدب اليتيم مما تؤدب منه ولدك واضربه مما تضرب منه ولدك "
    9- من وصية الامام أمير المؤمنين إلى أولاده: "الله الله في الايتام فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم

    10- عن فقه
    الرضا عليه السلام
    : "وإن كان المعزى يتيماً فامسح يديك على رأسه "
    11.- "لما أصيب جعفر بن أبي طالب، أتى رسول الله أسماء فقال لها: أخرجي لي ولد جعفر فأخرجوا إليه فضمهم وشمهم. قال عبد الله بن جعفر: أحفظ حين دخل رسول الله على أمي، فنعى لها أبي ونظرت إليه وهو يمسح على رأسي، ورأس أخي
    "

    12.
    يستفاد من مجموع النصوص الاسلامية ضرورة تربية الأيتام كسائر الأطفال في المجتمع، ولهم الحق في الاستفادة من جميع المزايا والعواطف الانسانية. إن الأيتام في الدولة الاسلامية يمتازون برعاية كاملة من حيث الطعام واللباس والحنان والأدب بحيث لا يحسون بأي فرق بينهم وبين سائر الأطفال. وطببيعي أن تربية كهذه تكون مصونة من الانحراف والخطأ. وإن طفلاً كهذا لا يصاب بعقدة الحقارة والذلة، فينمو بصورة معتدلة وتشبع رغباته الباطنية جميعها بشكل صحيح، ولكن القيام بمثل هذا الواجب المقدس والعبء الثقيل يتطلب إيماناً قوياً وعقيدة مستقيمة.لقد اهتم الاسلام بتعليم أتباعه هذا الدرس المقدس والآن حيث يطوي هذا الدين السماوي قرنه الرابع عشر نجد في أطراف العالم الاسلامي الرجال والنساء الكثيرين الذين يفتحون صدورهم بكل رضى واعتزاز للقيام بهذه المهمة، ويتوروعون عن إتيان أصغر عمل يسبب الأذى لليتيم ويجرح عواطفه."وحين يحرم الموت المبكر طفلاً من ملجئه الطبيعي يشدد الآخرون في رعايتهم له والاستجابة لاحتياجاته. لكن هذا العمل لا بد وأنه منبثق من كنز عظيم يفيض بالحنان والعاطفة. وإن كنزاً كهذا لا يوجد إلا في باطن ثلة قليلة من البشر الممتازين "13.
    sigpic

  • #2


    ا
    لحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


    تطالعنا الآيات والروايات عن مسالةٍ إجتماعيةٍ لها من الاثر البالغ في نفوس شريحة من شرائح المجمع , ألآ وهم الايتام الذين فقدوا الرعاية الابويه ,

    والعطف الاسري , فكُسر جناحهم , وتحطمت قلوبهم , وازدراهم الكثير, وتفرق عنهم الاحبة ..

    لهذا يشير القرآن الكريم لهم وكيفة التعامل معهم , وضرورة الالتفات لهم بامرين مهمين هما:

    أوّلا: رزق اليتامى وإكسائهم من أموالهم حتى يبلغوا سن الرشد إِذ يقول: (
    وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ

    قَوْلًا مَعْرُوفًا ).سورة النساء /8 ,وكذلك(وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا
    ) النساء / 5

    ثانياً: مخاطبة اليتامى والتكلم معهم بقول طيب ورقيق إِذ قال سبحانه: (
    وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) وكذلك قوله تعالى( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) الضحى /9


    حتى لا يدخل اليتامى شيء من نقصان روحي وعُقد نفسية، كما يساعدوا بذلك على ترشيدهم وبلوغهم حدّ الرشد العقلي، حتى يتمتعوا عند البلوغ


    بالرشد العقلي الازم وبهذا الطريق يكون بناء شخصية اليتيم وترشيده عقلياً من وظائف الأولياء ومسؤولياتهم أيضاً.

    وهذه الاشارة تهدف الى إِثارة مشاعر العطف والإِشفاق لدى الناس بالنسبة إِلى اليتامى ـ إِلى حقيقة يغفل عنها الناس أحياناً، وتلك الحقيقة هي: إِن

    على الإِنسان أن يعامل يتامى الآخرين كما يحبّ أن يعامل الناس يتاماه.


    ويحدثنا التاريخ عن المواقف السلبية التي إتّخذها المعارضون لنهج التوحيد والإسلام , الآ وهم مشوكوا مكة..

    فمشركو مكّة بعد ما أحسّوا أنّ مصالحهم اللامشروعة باتت في خطر، وإثر تزايد إشتعال نيران الحقد والحسد في قلوبهم، ومن أجل خداع الناس وإقناع

    أنفسهم عمدوا إلى مختلف الإدّعاءات بمنطق زائف لمحاربة رسول الله (
    صلى الله عليه وآله )، ومنها سؤالهم بتعجّب وإنكار (أأنزل عليه الذكر من بيننا).

    ألم يجد الله شخصاً آخر لينزل عليه قرآنه، غير محمّد اليتيم والفقير ـ خاصّة..

    ومن هذا المنطلق علينا جميعاً المسؤولية الكبرى , والمهمة العظمى, في السعي الحثيث في ابعاد اليتيم عن شبح المعاناة, وذلّ الحرمان بالرعاية

    النفسية والمعنوية ..ليكون من الاعمال المقربة من الله عزّ وجلّ والمحببه الى رسوله (
    صلى الله عليه وآله)..

    وفقكم الله للخير والعمل الصالح , ونفعكم به في الدنيا والآخرة....

    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة التقي مشاهدة المشاركة
      الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تطالعنا الآيات والروايات عن مسالةٍ إجتماعيةٍ لها من الاثر البالغ في نفوس شريحة من شرائح المجمع , ألآ وهم الايتام الذين فقدوا الرعاية الابويه , والعطف الاسري , فكُسر جناحهم , وتحطمت قلوبهم , وازدراهم الكثير, وتفرق عنهم الاحبة .. لهذا يشير القرآن الكريم لهم وكيفة التعامل معهم , وضرورة الالتفات لهم بامرين مهمين هما: أوّلا: رزق اليتامى وإكسائهم من أموالهم حتى يبلغوا سن الرشد إِذ يقول: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ).سورة النساء /8 ,وكذلك(وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) النساء / 5 ثانياً: مخاطبة اليتامى والتكلم معهم بقول طيب ورقيق إِذ قال سبحانه: (وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) وكذلك قوله تعالى( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) الضحى /9 حتى لا يدخل اليتامى شيء من نقصان روحي وعُقد نفسية، كما يساعدوا بذلك على ترشيدهم وبلوغهم حدّ الرشد العقلي، حتى يتمتعوا عند البلوغ بالرشد العقلي الازم وبهذا الطريق يكون بناء شخصية اليتيم وترشيده عقلياً من وظائف الأولياء ومسؤولياتهم أيضاً. وهذه الاشارة تهدف الى إِثارة مشاعر العطف والإِشفاق لدى الناس بالنسبة إِلى اليتامى ـ إِلى حقيقة يغفل عنها الناس أحياناً، وتلك الحقيقة هي: إِن على الإِنسان أن يعامل يتامى الآخرين كما يحبّ أن يعامل الناس يتاماه. ويحدثنا التاريخ عن المواقف السلبية التي إتّخذها المعارضون لنهج التوحيد والإسلام , الآ وهم مشوكوا مكة.. فمشركو مكّة بعد ما أحسّوا أنّ مصالحهم اللامشروعة باتت في خطر، وإثر تزايد إشتعال نيران الحقد والحسد في قلوبهم، ومن أجل خداع الناس وإقناع أنفسهم عمدوا إلى مختلف الإدّعاءات بمنطق زائف لمحاربة رسول الله (صلى الله عليه وآله )، ومنها سؤالهم بتعجّب وإنكار (أأنزل عليه الذكر من بيننا). ألم يجد الله شخصاً آخر لينزل عليه قرآنه، غير محمّد اليتيم والفقير ـ خاصّة.. ومن هذا المنطلق علينا جميعاً المسؤولية الكبرى , والمهمة العظمى, في السعي الحثيث في ابعاد اليتيم عن شبح المعاناة, وذلّ الحرمان بالرعاية النفسية والمعنوية ..ليكون من الاعمال المقربة من الله عزّ وجلّ والمحببه الى رسوله (صلى الله عليه وآله).. وفقكم الله للخير والعمل الصالح , ونفعكم به في الدنيا والآخرة....
      نورت أخي المشرف

      التــــــــــــــقـــــــــــــــي

      بمروك العطر

      وأضافتك الرائعة

      جزيت كل خير

      وتقبل الله منا ومنك صالح الاعمال

      sigpic

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X