* إعداد: محمد عبود السعدي
بحسب "منظمة الصحة العالمية"، يحصل "حادث أوعية دموية دماغية" كل 5 ثوانٍ، على صعيد العالم. وتشكل تلك الحوادث ثاني أسباب الوفيات بعد أمراض القلب وفي بعض البلدان السبب الثالث، بعد أمراض القلب والسرطان. فماذا يعني "حادث أوعية دموية دماغية"؟
الجلطة الدماغية، المشار إليها طبياً بمصطلح "حادث أوعية دموية دماغية"، وأيضاً "سكتة دماغية"، كناية عن توقف تدفق الدم المفاجئ إلى أجزاء معيّنة من الدماغ، جراء إنسداد الأوعية الدموية. وفي ثلاث حالات من أربع، تنجم الجلطة عن إنسداد متأتٍّ من وجود "خثارة دم" (أو "جلطة دم") في أحد الأوعية الدموية الصغيرة، أو تكون آتية من الجدار الداخلي لوعاء أكبر من أوعية فقرات العنق. ويؤدي توقف وصول الدم إلى بعض خلايا الدماغ إلى تلفها وموتها، ما يفسر عدم قدرة ذلك الجزء من الدماغ على أداء وظيفته بصورة طبيعية. وفي حالة من أربع، تنجم الجلطة الدماغية عن نزف داخلي، يحصل عقب تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ. ففي هذه الحالة، ينتشر الدم، فيتلف أنسجة الدماغ المحيطة، ما يؤدي أيضاً إلى إعاقة عملها، وتلف خلاياها.
- أوّل سبب للإعاقة الجسدية:
تؤدي الجلطة الدماغية إلى تداعيات فورية وآنية، تتمثل في قصور دماغي وعصبي مباغت، ينعكس بدوره على المقدرات الذهنية والحركية للمصاب، قد تصل إلى حدّ الشلل النصفي. ومن علامات تدني المقدرات الذهنية والحركية، يشار إلى فقدان الذاكرة، وعدم القدرة على تحريك بعض أجزاء الجسم، وصعوبة الكلام. وفي حالات نادرة، تحصل وفاة مفاجئة، إذ لوحظ أن نسبة الوفيات متدنية في حال الإصابة بالجلطة الدماغية للمرّة الأولى. لكن، بحسب الإحصاءات الطبية، 30 إلى 40 في المئة من المصابين، إذا كانوا في سن 70 فما فوق، يقضون نحبهم خلال الأشهر الستة التالية.
في المقابل، تختلف قدرة المصاب على إستعادة كامل قواه العقلية والبدنية إختلافاً كبيراً بين شخص وآخر. فثمة من يستعيدون حياة طبيعية بنسبة 100 في المئة، بحيث لا يعود "حادث الأوعية الدماغية" سوى مجرد ذكرى سيِّئة. لكن، لاسيما مع التقدم في السن، في معظم الحالات، لا تعود تلك القوى على ما كانت عليه تماماً، ولابدّ من بقاء بعض الآثار. كما تشكل الجلطة الدماغية، في بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، أوّل سبب للإعاقة الجسدية الخطيرة، أي تلك التي تؤدي إلى عدم القدرة على متابعة العمل، وثاني أسباب دخول المصحات العقلية ومراكز ذوي الإحتياجات الخاصة في تلك البلدان.
- عوامل مساعدة:
أمّا العوامل المساعدة لحدوث الجلطة الدماغية، فتصنف على النحو الآتي:
- السن: إذ ثبت إحصائياً أن "حوادث الأوعية الدماغية" تصيب 2 من بين كل ألف شخص لدى الفئات العمرية دون سن 65، بينما تزداد النسبة إلى 8 من بين كل ألف بعد سن 65، ثمّ 25 من بين كل ألف في سن 75 فما فوق.
- إرتفاع ضغط الدم: تشكل هذه المصيبة الصحية أحد أهم مسببات الجلطة الدماغية، خصوصاً إذا اجتمعت مع عنصر أو أكثر من العناصر الواردة في هذه القائمة.
- زيادة نسبة الكوليسترول السيِّئ في الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- التدخين. يعد التدخين أهم عامل مساعد، مع إرتفاع ضغط الدم.
- إدمان الكحول.
- الإصابة بداء السكري.
- السمنة أو الوزن الزائد.
- خفقان القلب أو إضطراب دقاته.
- الخمول وإهمال ممارسة نشاط بدني بسيط مثل المشي.
وتشير الإحصاءات إلى أن 85 في المئة من المصابين بالجلطة الدماغية ينطبق عليهم ما لا يقل عن اثنين من العناصر أعلاه. لذا، ينبغي إتّخاذ بالغ الحيطة في حال شخص، على سبيل المثال، في سن متقدمة نسبياً، ويعاني إرتفاع ضغط الدم، وعنده وزن زائد، أو شخص ليس متقدماً في السن لكنه مدمن التدخين، ويعاني داء السكري، ويواجه حالات إضطرابات قلبية، وهلم جراً.
- كيف التصرف مع المصاب؟
في حال إصابة أحد الأقرباء أو الأحبة، أو الزملاء، أو مجرد غريب، تلاحظون ذلك من خلال فقده الرؤية بشكل مفاجئ، أو فقدانه القدرة على الكلام، أو قابلية تحريك أحد أطرافه (الذراعين والرّجلين)، أو رقبته ورأسه، أو حتى الشلل النصفي المفاجئ. ومن أكثر العلامات وضوحاً، إن حصلت: اعوجاج الفم (ميلانه إلى إحدى جهتي الرأس، بسبب إصابة أحد نصفي الدماغ الأيمن أو الأيسر). وفي بعض الحالات، يتقيأ المصاب أيضاً، ويحس بصداع شديد، غير مسبوق. بل يمكن، في حالات أندر، أن يفقد الوعي. في أي حال، إزاء إصابة شخص بالجلطة الدماغية، ينبغي التصرف بهدوء، وعدم إرباكه وتضخيم الأمور، مع إتباع خطوات بسيطة:
1- أضجع المصاب على سرير أو صوفا، على أحد جانبيه (لا على الظهر أو البطن).
2- إن كان يرتدي بنطلوناً، ينبغي إرخاء الحزام. والشيء نفسه في حال لبسه ربطة عنق؛ يجب رفعها، أو على الأقل إرخاؤها. واحذر أيضاً من أن يختفق بلسانه.
3- احرص على تهدئته، واطلب منه ألا يتكلّم (إلتزام الصمت أفضل له).
4- اطلب تدخل الإسعاف بأسرع وقت.
5- في إنتظار وصول المسعفين، لا تلمس رقبة المصاب: إذ تضم الرقبة لاقطات حسية، قد يؤدي لمسها إلى مفاقمة الوضع. وفي جميع الأحوال، يجب أن يكون رأس المصاب في إمتداد عموده الفقري، بشكل أفقي.
6- اخفض شدة الضوء في الغرفة، لتهدئة المصاب أثناء فترة إنتظار وصول النجدة الطبية. وللغاية نفسها، اطلب من جميع الأشخاص مغادرتها، حتى وإن كانوا من المقربين إليه، إن كان وجودهم غير ضروري. فانفعالاتهم، وربّما إبداؤهم مظاهر الحزن والقلق، من شأنها التأثير في المصاب نفسياً، بشكل سلبي، ومفاقمة إرتباكه.
- شدة الإصابة:
شدة الإصابة، في حد ذاتها، تتوقف طبعاً على منطقة الدماغ المصابة، ومدى العجز في كمية الدم الواصلة إليها. ومثلما ذكرنا، لا يندر أن يتعافى المصاب تماماً، لاسيما في حال عدم تقدمه في السن كثيراً، وعند عدم وجود واحد، أو أكثر، من العوامل المساعدة الأخرى، المذكورة آنفاً. وذلك التفاوت في شدة الإصابة هو ما يفسر التباين في المضاعفات والآثار الدائمة الناجمة عن الإصابة بالجلطة الدماغية. فالتداعيات يمكن أن تصيب الجهاز الحركي بدرجات تتراوح بين الخفيفة والخطيرة (متمثلة في شلل نصفي). كما يمكن أن تتأثر إحدى العينين، وأحياناً كلتاهما، ما يؤدي إلى فقدان البصر الجزئي أو الكلي.
وعلى العموم، بما أنّ الإصابة نصفية، بمعنى أنها تصيب أحد نصفي الدماغ، تختلف تداعياتها بحسب النصف المصاب. فإصابة النصف الأيسر تؤدي، مثلاً، إلى التلعثم في الكلام، والإضطراب في الكتابة، وصعوبة التفريق بين الإتجاهين (يميناً ويساراً). أمّا إصابة نصف الدماغ الأيمن، فتقضي إلى أعراض مغايرة، منها عدم القدرة على تقدير المسافات، والإرتباك في الإتجاهات (متمثلاً في عدم تحديد موقع الذات بشكل مضبوط)، وإيجاد صعوبة في إرتداء الملابس، وإنخفاض التركيز وهبوط الإنتباه. وعموماً، يتمركز إختلال الإحساس البدني في الجزء المعاكس لنصف الدماغ المصاب، أي الأطراف اليمنى عند إصابة النصف الأيسر، والعكس بالعكس، الأطراف اليسرى إن طالت الجلطة النصف الأيمن.
- ألعاب فيديو لإعادة تأهيل المصابين:
في شأن تقنيات إعادة تأهيل المصابين بالجلطة الدماغية، توصل مؤخراً باحثون من "جامعة نيوجيرسي" (في الولايات المتحدة) إلى إستنباط طريقة فريدة، تنصب على جعل المصاب يتحكم بـ"كونسول" ألعاب إلكترونية معروفة. وتمّ تحريف إحدى الألعاب جزئياً لكي تتناسب والغاية المنشودة: إستعادة القدرة على تحريك اليدين والأصابع، والقدرة على التركيز والإنتباه. والطريقة المبتكرة ليست أكثر فاعلية من غيرها، إنّما إعتيادية جدّاً، وذات نتائج تضاهي المعدلات العامة للوسائل الأخرى المعتمدة. لكنها تمتاز بعامل مهم: كلفتها. إذ لا يكلف الجهاز برمته (الـ"كونسول" والبرنامج المعلوماتي المرفق) سوى 600 دولار، مقابل أضعاف ذلك للوسائل الأخرى المعتمدة لإعادة تأهيل المصابين بالجلطة الدماغية. وتلك الكلفة المنخفضة تجعل الوسيلة في متناول العيادات والمستشفيات المتواضعة، التي لا تمتلك إمكانات مادية كبيرة تتيح اقتناء أجهزة معقدة، وباهظة الكلفة.
بحسب "منظمة الصحة العالمية"، يحصل "حادث أوعية دموية دماغية" كل 5 ثوانٍ، على صعيد العالم. وتشكل تلك الحوادث ثاني أسباب الوفيات بعد أمراض القلب وفي بعض البلدان السبب الثالث، بعد أمراض القلب والسرطان. فماذا يعني "حادث أوعية دموية دماغية"؟
الجلطة الدماغية، المشار إليها طبياً بمصطلح "حادث أوعية دموية دماغية"، وأيضاً "سكتة دماغية"، كناية عن توقف تدفق الدم المفاجئ إلى أجزاء معيّنة من الدماغ، جراء إنسداد الأوعية الدموية. وفي ثلاث حالات من أربع، تنجم الجلطة عن إنسداد متأتٍّ من وجود "خثارة دم" (أو "جلطة دم") في أحد الأوعية الدموية الصغيرة، أو تكون آتية من الجدار الداخلي لوعاء أكبر من أوعية فقرات العنق. ويؤدي توقف وصول الدم إلى بعض خلايا الدماغ إلى تلفها وموتها، ما يفسر عدم قدرة ذلك الجزء من الدماغ على أداء وظيفته بصورة طبيعية. وفي حالة من أربع، تنجم الجلطة الدماغية عن نزف داخلي، يحصل عقب تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ. ففي هذه الحالة، ينتشر الدم، فيتلف أنسجة الدماغ المحيطة، ما يؤدي أيضاً إلى إعاقة عملها، وتلف خلاياها.
- أوّل سبب للإعاقة الجسدية:
تؤدي الجلطة الدماغية إلى تداعيات فورية وآنية، تتمثل في قصور دماغي وعصبي مباغت، ينعكس بدوره على المقدرات الذهنية والحركية للمصاب، قد تصل إلى حدّ الشلل النصفي. ومن علامات تدني المقدرات الذهنية والحركية، يشار إلى فقدان الذاكرة، وعدم القدرة على تحريك بعض أجزاء الجسم، وصعوبة الكلام. وفي حالات نادرة، تحصل وفاة مفاجئة، إذ لوحظ أن نسبة الوفيات متدنية في حال الإصابة بالجلطة الدماغية للمرّة الأولى. لكن، بحسب الإحصاءات الطبية، 30 إلى 40 في المئة من المصابين، إذا كانوا في سن 70 فما فوق، يقضون نحبهم خلال الأشهر الستة التالية.
في المقابل، تختلف قدرة المصاب على إستعادة كامل قواه العقلية والبدنية إختلافاً كبيراً بين شخص وآخر. فثمة من يستعيدون حياة طبيعية بنسبة 100 في المئة، بحيث لا يعود "حادث الأوعية الدماغية" سوى مجرد ذكرى سيِّئة. لكن، لاسيما مع التقدم في السن، في معظم الحالات، لا تعود تلك القوى على ما كانت عليه تماماً، ولابدّ من بقاء بعض الآثار. كما تشكل الجلطة الدماغية، في بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، أوّل سبب للإعاقة الجسدية الخطيرة، أي تلك التي تؤدي إلى عدم القدرة على متابعة العمل، وثاني أسباب دخول المصحات العقلية ومراكز ذوي الإحتياجات الخاصة في تلك البلدان.
- عوامل مساعدة:
أمّا العوامل المساعدة لحدوث الجلطة الدماغية، فتصنف على النحو الآتي:
- السن: إذ ثبت إحصائياً أن "حوادث الأوعية الدماغية" تصيب 2 من بين كل ألف شخص لدى الفئات العمرية دون سن 65، بينما تزداد النسبة إلى 8 من بين كل ألف بعد سن 65، ثمّ 25 من بين كل ألف في سن 75 فما فوق.
- إرتفاع ضغط الدم: تشكل هذه المصيبة الصحية أحد أهم مسببات الجلطة الدماغية، خصوصاً إذا اجتمعت مع عنصر أو أكثر من العناصر الواردة في هذه القائمة.
- زيادة نسبة الكوليسترول السيِّئ في الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- التدخين. يعد التدخين أهم عامل مساعد، مع إرتفاع ضغط الدم.
- إدمان الكحول.
- الإصابة بداء السكري.
- السمنة أو الوزن الزائد.
- خفقان القلب أو إضطراب دقاته.
- الخمول وإهمال ممارسة نشاط بدني بسيط مثل المشي.
وتشير الإحصاءات إلى أن 85 في المئة من المصابين بالجلطة الدماغية ينطبق عليهم ما لا يقل عن اثنين من العناصر أعلاه. لذا، ينبغي إتّخاذ بالغ الحيطة في حال شخص، على سبيل المثال، في سن متقدمة نسبياً، ويعاني إرتفاع ضغط الدم، وعنده وزن زائد، أو شخص ليس متقدماً في السن لكنه مدمن التدخين، ويعاني داء السكري، ويواجه حالات إضطرابات قلبية، وهلم جراً.
- كيف التصرف مع المصاب؟
في حال إصابة أحد الأقرباء أو الأحبة، أو الزملاء، أو مجرد غريب، تلاحظون ذلك من خلال فقده الرؤية بشكل مفاجئ، أو فقدانه القدرة على الكلام، أو قابلية تحريك أحد أطرافه (الذراعين والرّجلين)، أو رقبته ورأسه، أو حتى الشلل النصفي المفاجئ. ومن أكثر العلامات وضوحاً، إن حصلت: اعوجاج الفم (ميلانه إلى إحدى جهتي الرأس، بسبب إصابة أحد نصفي الدماغ الأيمن أو الأيسر). وفي بعض الحالات، يتقيأ المصاب أيضاً، ويحس بصداع شديد، غير مسبوق. بل يمكن، في حالات أندر، أن يفقد الوعي. في أي حال، إزاء إصابة شخص بالجلطة الدماغية، ينبغي التصرف بهدوء، وعدم إرباكه وتضخيم الأمور، مع إتباع خطوات بسيطة:
1- أضجع المصاب على سرير أو صوفا، على أحد جانبيه (لا على الظهر أو البطن).
2- إن كان يرتدي بنطلوناً، ينبغي إرخاء الحزام. والشيء نفسه في حال لبسه ربطة عنق؛ يجب رفعها، أو على الأقل إرخاؤها. واحذر أيضاً من أن يختفق بلسانه.
3- احرص على تهدئته، واطلب منه ألا يتكلّم (إلتزام الصمت أفضل له).
4- اطلب تدخل الإسعاف بأسرع وقت.
5- في إنتظار وصول المسعفين، لا تلمس رقبة المصاب: إذ تضم الرقبة لاقطات حسية، قد يؤدي لمسها إلى مفاقمة الوضع. وفي جميع الأحوال، يجب أن يكون رأس المصاب في إمتداد عموده الفقري، بشكل أفقي.
6- اخفض شدة الضوء في الغرفة، لتهدئة المصاب أثناء فترة إنتظار وصول النجدة الطبية. وللغاية نفسها، اطلب من جميع الأشخاص مغادرتها، حتى وإن كانوا من المقربين إليه، إن كان وجودهم غير ضروري. فانفعالاتهم، وربّما إبداؤهم مظاهر الحزن والقلق، من شأنها التأثير في المصاب نفسياً، بشكل سلبي، ومفاقمة إرتباكه.
- شدة الإصابة:
شدة الإصابة، في حد ذاتها، تتوقف طبعاً على منطقة الدماغ المصابة، ومدى العجز في كمية الدم الواصلة إليها. ومثلما ذكرنا، لا يندر أن يتعافى المصاب تماماً، لاسيما في حال عدم تقدمه في السن كثيراً، وعند عدم وجود واحد، أو أكثر، من العوامل المساعدة الأخرى، المذكورة آنفاً. وذلك التفاوت في شدة الإصابة هو ما يفسر التباين في المضاعفات والآثار الدائمة الناجمة عن الإصابة بالجلطة الدماغية. فالتداعيات يمكن أن تصيب الجهاز الحركي بدرجات تتراوح بين الخفيفة والخطيرة (متمثلة في شلل نصفي). كما يمكن أن تتأثر إحدى العينين، وأحياناً كلتاهما، ما يؤدي إلى فقدان البصر الجزئي أو الكلي.
وعلى العموم، بما أنّ الإصابة نصفية، بمعنى أنها تصيب أحد نصفي الدماغ، تختلف تداعياتها بحسب النصف المصاب. فإصابة النصف الأيسر تؤدي، مثلاً، إلى التلعثم في الكلام، والإضطراب في الكتابة، وصعوبة التفريق بين الإتجاهين (يميناً ويساراً). أمّا إصابة نصف الدماغ الأيمن، فتقضي إلى أعراض مغايرة، منها عدم القدرة على تقدير المسافات، والإرتباك في الإتجاهات (متمثلاً في عدم تحديد موقع الذات بشكل مضبوط)، وإيجاد صعوبة في إرتداء الملابس، وإنخفاض التركيز وهبوط الإنتباه. وعموماً، يتمركز إختلال الإحساس البدني في الجزء المعاكس لنصف الدماغ المصاب، أي الأطراف اليمنى عند إصابة النصف الأيسر، والعكس بالعكس، الأطراف اليسرى إن طالت الجلطة النصف الأيمن.
- ألعاب فيديو لإعادة تأهيل المصابين:
في شأن تقنيات إعادة تأهيل المصابين بالجلطة الدماغية، توصل مؤخراً باحثون من "جامعة نيوجيرسي" (في الولايات المتحدة) إلى إستنباط طريقة فريدة، تنصب على جعل المصاب يتحكم بـ"كونسول" ألعاب إلكترونية معروفة. وتمّ تحريف إحدى الألعاب جزئياً لكي تتناسب والغاية المنشودة: إستعادة القدرة على تحريك اليدين والأصابع، والقدرة على التركيز والإنتباه. والطريقة المبتكرة ليست أكثر فاعلية من غيرها، إنّما إعتيادية جدّاً، وذات نتائج تضاهي المعدلات العامة للوسائل الأخرى المعتمدة. لكنها تمتاز بعامل مهم: كلفتها. إذ لا يكلف الجهاز برمته (الـ"كونسول" والبرنامج المعلوماتي المرفق) سوى 600 دولار، مقابل أضعاف ذلك للوسائل الأخرى المعتمدة لإعادة تأهيل المصابين بالجلطة الدماغية. وتلك الكلفة المنخفضة تجعل الوسيلة في متناول العيادات والمستشفيات المتواضعة، التي لا تمتلك إمكانات مادية كبيرة تتيح اقتناء أجهزة معقدة، وباهظة الكلفة.
تعليق