بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ))البقرة: 185..
لكل شئ ربيع، وربيع القرآن هو شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه هذا الكتاب العظيم فزاده شرفاً وعظمة..
وما يتوافر في هذا الشهر لا يمكن توافره في أي شهر آخر، فأوقاته خير الأوقات وأعماله خير الأعمال وطاعاته خير الطاعات والمغفرة فيه لا توصف، وفيه ما لا تعد ولا تحصى نعماؤه..
ففرض الصيام في هذا الشهر هو تنقية النفس من كل ما ران عليها وتكلّس طوال السنة، مما يجعلها (أي النفس) مستعدة لاستقبال الفيوضات الالهية من النور والهدى (( هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)) لتواصل مسيرتها التكاملية..
وخيرها وسيلة للتكامل هو التمسك بكتاب الله العزيز والسير وفق ما رسمه الله تعالى لنا، فمن يقرأ آياته المباركة بتدبّر وتفكر يصل الى مبتغاه..
ولقد كان أهل البيت عليهم السلام يتلون كتاب الله ويختمونه مرات عديدة خلال هذا الشهر المبارك لما له من الأهمية الكبرى، وسار على نهجهم الكثير من المؤمنين الصالحين من الأولياء والعلماء..
وكانوا لا يتوانون في حث مواليهم ومتبعيهم على تلاوته والتمعن في آياته..
ومن هذا المنطلق أدعوكم أخوتي وأخواتي أن نستثمر هذا الشهر خير استثمار ونجعله مختلفاً عن بقية الشهور بل حتى عن رمضان الماضي، بأن نختم القرآن في كل يوم وبالاشتراك معاً سيتم ذلك ان شاء الله تعالى..
فما عليكم اخوتي وأخواتي إلاّ أن تدرجوا أسماؤكم وعدد الأجزاء التي يمكنكم قراءتها في كل يوم من هذا الشهر المبارك، ووفق هذه الأسماء سنرتب جدولاً بذلك، بحيث يستطيع من يقرأ كل يوم جزءً مثلاً أن يختمه وحده مرّة واحدة خلال الشهر بالاضافة الى الختمات اليومية من خلال مشاركة بقية الأخوة والأخوات.. عسى أن يتقبل الله تعالى منّا هذا القليل ويجعله ذخراً لنا ليوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون..
وفقكم الله لبلوغ شهر رمضان المبارك والنيل من عطاياه وهباته في خير طاعة وعبادة...
تعليق