يتفنن بعض خطباء المنبر الحسيني الأفاضل حين الوصول لذكر مصيبة علي الأكبر في واقعة عاشوراء بفلسفة طلبه للماء من أبيه الحسين عليه السلام ، فيطرحون التساؤل:
• هل تعلمون لماذا عاد علي الأكبر ليطلب الماء من أبيه الحسين في عودته الثانية من معمعة الحرب بعد أن قاتل جيش يزيد وقتل منهم مائتين رجل في المجموع بعد مائة وعشرين رجلا في المرة الأولى؟
• لماذا طلب الماء من الحسين «عليه السلام» مع علمه بعدم وجود الماء في أرض المعركة في معسكر أبيه الحسين؟
لقد أراد علي الأكبر عليه السلام أن يشرب الماء ليتقوّى فيطيح بأعداء الله في الجيش الأموي اليزيدي ، ولكن أتعلمون لماذا طلب علي الأكبر الماء من الحسين مع علمه بعدم وجود الماء في معسكر أبيه الحسين عليه السلام؟
لأنه كان معتادًا من أبيه الحسين أن يشتهي عليه ما يريد من المأكل والمشرب حتى وإن كان في غير أوانه ، ففي يوم من الأيام – في غير عاشوراء – اشتهى علي الأكبر سلام الله عليه من الإمام الحسين موزًا وعنبـًا ولم يكن ذلك اليوم موسم الموز والعنب فأخرج له الحسين من بين يديه موزا وعنبا فأطعمه ، أتعلمون لماذا طلب الماء من الحسين «عليه السلام» مع علمه بعدم وجود الماء في معسكر أبيه الحسين؟
لأنه أراد من أبي عبد الله الحسين أن يأتيه بالماء بفضل ولايته التكوينية ، ولكن الحسين لم يشأ أن يأتي لولده الأكبر بالماء عن طريق الإعجاز وأبى إلا أن تسير وقائع يوم عاشوراء بالأسباب والمسببات الطبيعية.
الرواية:
عن كثير بن شاذان قال: شهدت الحسين بن علي «عليهما السلام» وقد اشتهى عليه ابنه علي الأكبر عنبا في غير أوانه، فضرب بيده إلى سارية المسجد، فأخرج له عنبا وموزا فأطعمه ، فقال الحسين: ما عند الله لأوليائه أكثر.
تعليق